بقلم/ إيمان الشربيني
****فريدة *****
بعدما كنت كالملكة المتوجة علي عرش قلبه منذ ساعات،شعرت بأنني لستُ ذات قيمة عنده
الآن يشعرني بأنه سيكون هين عليه فراقي من أجل كأس خمر يحتسيه
مايوجعني حقاً أنني وضعت نفسي في مقارنة
رديئة بيني وبين كأس خمر فيا تري من أغلي عندة من الآخر ،
شعرت بالصداع ينهش رأسي لم يزور النوم أجفاني طوال الليل ؛ رن جرس التنبية تناولت بعض المسكنات وذهبت إلي جامعتي ،
لأول مره منذ تقابلنا يراني ولم يبتسم لي؛
وقف أمامي وكأنني إمرأة لا يعرفها ،أمرأه لم يكن يتفنن في التعبير عن عشقه لها أمس ،
بدأْت المحاضرة وأقسم أنني لم تدخل رأسي كلمة مما قالها
كنت مشوشة كنت في عالم آخر
خرجت من المحاضره مباشرة إلي المكان الذي إعتدنا الجلوس فيه مع أصدقائنا
أخبرتهم بأنني سأعود للمنزل فأنا أشعر بالتعب والإرهاق الشديد
قالت أروي _سأذهب معك
_لا أنتي لم تنهي محضراتك بعد .. سوف أذهب بمفردي
سعود _لقد إنتهيت من محاضراتي بإمكاني إيصالك للمنزل في طريقي
_لا سعود شكراً
_لن أتركك تذهبين بمفردك وأنت بتلك الحاله إما أنا أو سأتصل بدكتور خالد يرافقك،
أوجعني قلبي عندما ذكر أسمه حاربت دموعي كي لا تقهرني أمامهم
_حسناً سعود لنذهب
رأيته ينظر لي من بعيد معقود الحاجبين وأنا أسير مع سعود حتي ركبنا السياره وإنطلقنا؛
فالتحترق قليلاً يا خالد أنا التي لم أستقل سيارتك بمفردي من قبل أستقلها الآن مع سعود..
أظن أنة سيفهم الآن أنني فعلت ذلك متعمةَ كرد فعل لما حدث أمس وتجاهله لي اليوم ،
تجاهلت مكالماتة طوال اليوم
لم أكن في مزاج يسمح بالجدال في أي شئ ،
شعرت بالإعياء كل ما في جسدي كان يؤلمني
لم أهاتف أمي لأنها حتما ستعلم من صوتي مابي، وضعت هاتفي في وضع عدم الإزعاج وأستسلمت للنوم لليوم التالي حتي أيقظني صوت طرقات الباب ،دخلت أروي وقالت
_فريدة خالد بالخارج
ظننتها تمزح أتكأت علي وسادتي بتكاسل وقولت ساخره
_ياإلاهي سأقفز من الفرحه
_فريدة أنا لا أمزح خالد جالس بالخارج ويبدو علية علامات الضيق.. ماذا فعلت ليبدو هكذا؟
نهضت من فراشي مسرعه
_كيف تسمحي له بالدخول منذ متي ونحن تستقبل رجال في المنزل
_إستحيت أن أخبرة بذلك؟
أمسكت هاتفي وجدتة متصل عشرات المرات
أخذت نفس عميق إستعداداً لمناقشة علي ما أعتقد ستكون أكثر حدة
إرتديت حجابي وخرجت وضع فنجان قهوتة الذي كان يحتسية عندما رآني
_مرحباً خالد
_لماذا لم تجيبي علي إتصالاتي ؟
_كنت نائمة
_فالتأتي بعذر مقنع
_لست بحاجه لإختلاق الأعذار..لماذا أنت هنا الآن ؟
_ ما هذة المقابلة الجافة يافريده
_أعتذر نحن لا نستضيف رجالاً هنا
أخفض بصره أرضاً وقال
_أسف سأنتظرك في المقهي لا تتأخري رجاءً
بعد خروجة صاحت بي سيلا
_لماذا أحرجته هكذا ؟
_لأننا متفقين من البداية ألا يدخل منزلنا رجل أياً كان من هو
_أنتي غليظه كان من الممكن أن تقولي ماتريديه بطريقة أللطف
أروي_سيلا لا فائدة من الحديث الآن لندعها تذهب إليه حتي لا تتأخر
ماكنت لأتأخر عليه كنت أطوق له شوقاً سعدت بداخلي لأهتمامه بي لوجوده في بيتي لكن كان لابد أن أفعل ذلك حتي لا تستبيح الفتيات دخول أي رجل ،جلست أمامه في المقهي فوجئت بالنادلة تضع أمامي الخبز الفرنسي مع المربي وكوب من القهوة
نظرت إليه بتساؤل اومأ برأسة وقال
_تناولي فطورك ثم نتحدث
_لا أريد ليس لدي شهية الآن
_ سوف تأكلي وإن لم تأكلي سأطعمك بيدي
يكفي أنك لم تتناولي شيئاً بالأمس
ضيقت عيني وتسألت في نفسي عن سبب كل هذه الرقة ثم قولت
_من قال لك !!؟
_العصفوره
ضحكت _عصفوره فتانه
قال بصوت رخيم زلزل قلبي
_إشتقت لإبتسامتك
_تلاشت إبتسامتي عندما تذكرت حديثة العنيف و تجاهلة لي أمس
قال كأنما قراء أفكاري
_أسف
_علي ماذا؟
_علي كل شئ ؛كنت سأُجن عندما أخبرني سعود بأنه أوصلك للمنزل لأنك متعبة وما زاد قلقي هو أنك لم تجيبي علي إتصالاتي ..
لماذا لم تخبريني؟
_هل يعقل أن يتجاهلني شخص وأذهب إليه لأستعطفة بمرضي !!
_كنت غاضباً منكِ
_من يغضب من الآخر!!
_أحبك
_ولكن نحن ..
_قولت أحبك يافريده وسأفعل اي شئ لأجلك
_تعدني ؟
_سأحاول قدر المستطاع
_خالد انا لست بداعية ولا فقيهة في الدين لكني أعرف ما يكفي لأفرق بين كبائر الذنوب وصغائرها
الرسول صلى الله عليه وسلم لعن في الخمر عشرة...
_ستبدأي مجدداً يافريدة !!
_لا ولكن أريد أن ألفت نظرك لشئ أخير
_ما هو؟
من السهل جداً أن تقوم بخيانتي في سهرة من سهرات السكر وأنا لن أحتمل ذلك
_مستحيل أن يحدث أنا أريدك أنت، أحبك ،أحترمك.. وأشتهيكِ .. أموت شوقاً إليكِ .. أتوق لضمك وإخفائك بين ضلوعي
_خااااالد كف عن ذلك
_وأنت ألا ترغبين؟
_خالد أمامك سلماً يجب أن تصعده درجة درجة كي تصل إلي ما تريد لا أن تقفز مرة واحدة
_أنتِ عميقة جدا حبيبتي
_بل واقعية حبيبي
"ويمنعني الحياء برغم أني أكاد أموت شوقاً إليه
ونَفسي تُخفي لهفتي المجنونة به"
أخذت هاتفه وحدثت أمي حتي لا يزيد قلقها أكثر
وحينما سألتني لمن هذا الهاتف أخبرتها أنه لخالد
عاتبتني علي ذلك وعندما رأي تبدل ملامحي وتلعثمي في الحديث
طلب أن يتحدث إليها
هززت رأسي رافضة لكنه طلب ذلك بتصميم فستسلمت
_أمي خالد يريد أن يتحدث إليكِ
أعطيتة الهاتف وأنا في غاية القلق، خرج يتحدث معها خارج المقهي وانا أتابعة
خلف الزجاج
بدأت أشغل نفسي في تناول الطعام حتي أنهيت كل مايؤكل علي الطاولة خمسة وعشرون دقيقة كانت بالنسبة لي دهراً
عاد أخيراً ونظر إلي الأطباق الفارغه
_بسم الله .. ماذا لو كان عندك شهية هل كنتي ستأكليني !!
ضحكت
_ كنت متوترة فقط ..ماذا قولت لأمي؟
_ طلبت منها الزواج
_خالد لا تمزح
_قولت لها بأنني سأكون لكِ حبيباً وأخً
حتي تُسلمكِ لي زوجة
للحظات شعرت بأنني غير قادر علي إستيعاب مايقول
_عفواً ماذا قولت؟
_ما بك فريده!! أخبرتها برغبتي في الزواج بكِ
فتحت فمي لست مصدقة ما سمعتة منك تريد الزواج بي !!
ربما لم أسمع جيداً او أنني تمنيت أن أسمعها منك فتخليتك تقولها يااااالله
وبينما أنا تائهه إنحني أمامي وطبع قبلة طويلة علي جبهتي تسللت رائحتة إلي صدري فأنعشتني
أبعدت رأسي وكأنني إستعدت وعي فجأة من دوامة العشق المجنونة
_خالد ماذا فعلت !!
_فعلت ما يجب فعلة الآن .
أزحت يده التي لاتزال ممسكة بعنقي وقولت بحزم _إياك أن تكررها ثانيةً
ضيق عيناه بحركة لذيذة منه
_سأقتص منك علي كل ماتفعليه بي عندما تصبحين زوجتي
قلت بلهجيتِ المصري وأنا اضحك
_ولا تعرف تعمل حاجة
خلع سترتة في حركة مسرحية وقال
_ إذاً دقت ساعة العمل
قولت بلهفه _أمزح أمزح
فتعالت ضحكاتة التي تأملتها بكل شغف..
عشقتك يا خالد وعشقت كل تفاصيلك طلتك الجذابة عطرك المميز ضحكتك الرائعة التي تفتح لي أبواب السعاده