Siline-amir

Share to Social Media

التنين ينظر في كل الاتجاهات متسائلا « ما هذا البرد ؟ وما الذي حـدث لحمـم البـركان؟» .... ثـم يواصـل كلامـه بعـد أن انتبـه لوجـود خطـب مـا « اممـم، رائحـة غريبـة، ... هنـاك متسـلل، ... مـن أنـت أيهـا الغريـب وكيـف سـولت لـك نفسـك الدخـول إلـى كهفـي ؟ » يـرد عليـه «سـامي» « وكيـف كشـفت رائحتـي وأنـا مغطـى بالوحـل والطيـن أيهـا الوحش الشرير؟ »

بعد سماعه لإجابة الفتى يلتفت التنين بوجهه مباشرة إلى حيث مصدر الصوت « هل تعتقد أن بعض الوحل والطين سيغطي رائحتـك الشـهية أيهـا الأحمـق، ألا تعلـم حقـا مـن أنـا ؟ »

_أنـت مجـرد زاحـف شـرير تلتهـم ألـف قـزم وتنـام ألـف سـنة ورائحتـك كريهـة .
_أنت شجاع وصريح جدا فماذا تكون أيها الفتى ؟
_أنا «سامي أمين»
_«سامي»؟!!.. رائحتـك غريبـة علـى أنفـي، فمـاذا تكـون يـا «سـامي» ؟
_أنا مجرد إنسان ...
_انـا لـم أتـذوق طعـم إنسـان سـابقا، ... وهـذا المـكان يـزداد برودة، .... ثم يبدأ التنين بنفث نيرانه في كل الاتجاهات وبلا توقف ... على الأرضيـة، علـى الحائـط وحتـى السـقف فـي مشـهد رهيـب، قبـل أن يلاحـظ أن جلـده القديـم يغطـي المـكان فيقـول مسـتهزئا « اممـم، لقـد غلفـت الكهـف مـن الداخـل بجلـدي القديـم لكـي يعـزل البـرودة والحـرارة ؟ ولكـن هـل تعتقـد فعـلا أن البـرودة سـتنال منـي ؟ أيهـا الأحمق أنا أكره البرد لكنه لا يؤثر بي، ... والأن أين أنت أظهر نفسك »
_سأظهر نفسي عندما أقرر أنا وليس أنت، وأنا مسلح بسيف «ثيسـيوس» أقوى سـيف في التاريخ ...
_ ذلك السيف المتوهج ؟! ...وكيف ستقتلني به أيها الفتى وهو سيف لماع سيكشف مكانك قبل أن تضربني به ؟
_ليس إن كان كل المكان براقا ولماعا أيها الوحش .
_ماذا ؟ كل المكان لماعا وبراقا ! ماذا تعني ؟

فجـأة وقبـل أن ينهـي التنيـن كلامـه يتحـول الجـدار الداخلـي للكهـف إلـى ألاف وملاييـن حشـرات اليـراع البرّاقـة، تلـك الحشـرات التي تصدر ضوءا من أجسامها فيتحول المكان بِرُمَّته إلى ضوء ونور، كأنهـا ألاف النجـوم مجتمعـة وسـط دهشـة وحيـرة الوحـش .

_الآن لـن تسـتطيع تحديـد مـكان السـيف وهـو متجـه إليـك لينحـر حنجرتـك النتنـة أيهـا التنيـن الشـرير .
_ مـا الـذي يحـدث مـن أيـن أتـت كل هـذه الحشـرات اللعينـة لا أسـتطيع التركيـز مـع كل هـذا الضـوء البـراق، ... اتبعنـي خارجـا أيهـا الفتـى، ... هكـذا قـال التنيـن وهـو يفـرد جناحيـه اسـتعدادا للتحليـق، وقبـل أن يفعـل ذلـك يتمسـك الفتـى بآخـر جـزء مـن ذيلـه وينطلـق الوحـش داخـل الفجـوة الكبيـرة صعـودا و«سامي» متمسـك بـه، ...

فـي مخـرج الفوهـة يعلـق الوحش فـي شـبكة هائلـة وضعهـا الأقـزام، شـبكة مصنوعـة مـن جلـد التنيـن القديـم لا يمكـن التخلـص منهـا حتـى مـن التنيـن نفسـه، شـبكة ربطـت أطرافهـا بكميـات كبيـرة مـن الحجـارة الصلبـة، حجـارة بأحجـام مهولـة، ... لا يمكـن للوحـش أن يحتمـل كل هـذا الـوزن الزائـد، يسـقط إلـى الأرض وهـو يتخبـط داخـل الشـبكة والفتـى معـه ثـم تظهـر رقبـة التنيـن بوضـوح لـ«سامي» الـذي اسـتل سـيفه بسـرعة، يرفـع رداءه بيـده اليسـرى وبيـده اليمنـى يوجـه ضربـة خاطفـة وقويـة إلـى رقبـة التنيـن فيقطـع عُنُقَـهُ ويسـقط حجـر التنيـن مـن حنجرتـه، يمسـكه «سـامي» ويبتعـد بسـرعة، أمـا التنيـن فقـط تخبـط للحظـات ومـات .

هنـا يخـرج المئـات مـن الاقـزام مـن خلـف الصخـور ومـن داخـل التجاويـف ويتقدمـون جماعـات وفـرادى ليتأكـدوا مـن مـوت التنيـن وبعضهـم قـد بـدأ فعـلا بالاحتفـالات والرقـص والغنـاء عندمـا يحـط «السـندباد» أمـام «سـامي» وهـو يصـرخ بأعلـى صوتـه قائـلا « احـذروا جميعـا، ... لقـد انكشـف أمرنـا، هنـاك جيـش قـادم، ... إنهـم جنـود الغـول وعددهـم بـالألاف مـن الوحـوش التـي لا ترحـم »

بعـد هـذه الكلمـات يصمـت الجميـع وهـم ينظـرون إلـى بعضهـم البعـض بذهـول كبيـر قبـل أن ينطـق الفتـى قائـلا « كلا لـن أرحـل الآن أيهـا «السـندباد»، و لـن أتخلـى عـن الأقـزام فهـذه ليسـت معركتهـم »

يصـل كبيـر الأقـزام وهـو يشـق طريقـه وسـط جنـوده المتجمعيـن قائـلا « ابتعـدوا، ابتعـدوا، ...» ثـم مواصـلا وموجهـا كلامـه للفتـى بعـد أن وصـل إليـه « كلا يـا «سـامي»، ... اذهـب أنـت ولا تلقـي بـالا ولا تنسـى أننـا نبنـي ونُحَضِّـرُ جيشـا منـذ ألـف سـنة، وفـوق هـذا عددنـا كبيـر جـدا وهـذه أرضنـا ونعـرف كل شـبر فيهـا وقـد أعددنـا مسـبقا آلاف الفخـاخ، لقد خططنا مسبقا ودرسنا كل الاحتمالات، إنهم هالكون و سنقضي عليهـم »

يجيبـه «سـامي» « لـن أرحـل حتـى أسـمع رأي أبـي »

صـوت الأفتـار داخـل عقـل الفتـى « يـا «سـامي» لا تضيـع الوقـت ولا تهدم كل ما بنيناه، أنت لسـت ندا للغـول ومعركتك معه لم تحن بعـد، وهـؤلاء الأقـزام ليسـوا بالسـهولة التـي تعتقدهـا، ... انسـحابك الآن لا يعتبـر هروبـا مـن المعركـة بـل اسـتعدادا للحـرب »

يقتنـع الفتـى بصعوبـة بـكلام الأفتـار و ينسـحب رفقـة «السـندباد»، بينمـا يبـدأ الأقـزام فـي الاسـتعداد للمعركـة، يطيـر «السـندباد» بعيـدا ناحيـة الشـرق بينمـا ينظـر الفتـى إلـى الخلـف.

هنـاك حيـث الأفـق تتجمـع الغيـوم السـوداء والسـماء تبـرق وترعـد فـي منظـر مرعـب جـدا قبـل أن يلاحـظ الأفتـار خـوف الفتـى فيكلمه من خلال الأفكار قائلا « إن كان لك عزاء في الأمر يا «سامي» فأعلـم أن مواجهـة الأقـزام للغـول وجيشـه قـدر محتـوم، وأن المعركـة بينهـم كانـت مؤجلـة فقـط، ولا تنسـى أنهـم سـابقا رفضـوا الخضـوع لـه والانضمام لجيشـه، بل تحدوا أعوانه لمواجهتهم، وهم رغم حجمهم الصغير إلا أنهم يملكون الكثير من الأفكار والأسلحة وفوق هذا لديهم دائمـا خطـط بديلـة للانسـحاب إذا سـاءت الأمـور، هـم بأمـان إلـى حيـن مواجهتـك الكبـرى مـع الغـول »

_حسنا يا أبي لقد أقنعتني .
_لقد وصلنا يا «سامي»
_نعـم و شـكرا لـك أيهـا «السـندباد» ولا تنسـى أن تنتظرنـي هنـا عنـد هـذه البئـر .
_حسنا بالتوفيق يا صديقي .

يتوجـه الفتـى بسـرعة إلـى عيـادة الدكتـور «فـان هيلسـنج » ويصـل عنـد الغـروب، ... يـدق علـى البـاب، ... فتجيبـه الممرضـة مـن خلـف البـاب « مـن الطـارق ؟ »

_أنا «سامي» أيتها الممرضة .

تفتح عليه الباب قائلة « حسنا أدخل بسرعة ».

_ماذا هناك ؟ هل حدث شيء ؟
_كلا ولكنـه وقـت الغـروب، يجـب غلـق كل المنافـذ والأبـواب لا يجـب أن يصـل نـور القمـر إلـى «جوناثـان».
_حسنا فهمت .... أنا أريد مقابلة الدكتور «فان هيلسنج»، أيـن هو ؟
_إنه داخل المختبر .

ينـزل الفتـى إلـى حيـث المختبـر فيجـد الدكتـور مركـزا ومنصبـا علـى صنـع الرصاصـات الفضيـة فيبـادره قائـلا « مرحبـا دكتـور «فـان هيلسـنج» »

_أهلا يا «سامي» لقد قلقت عليك كثيرا .
_أخبرتـك أن لا تقلـق وهـا هـو حجـر التنيـن ... يمـد يـده إلـى جيبـه ويخرج حجر التنين الذي أصدر ضوءا رهيبا جعل الدكتور يستعمل يديـه لحمايـة عينيـه مـن شـدة توهجـه، قبـل أن يقـول « يـا الله، إنـه حقيقـي، ... إنـه حجـر التنيـن، ... ولكـن كيـف ؟ كيـف اسـتطعت القضـاء علـى التنيـن ؟»

يقوم الفتى بِلَفِّ حجر التنين داخل قطعة قماش قائلا « هذه قصـة طويلـة سـأحيكها لـك لاحقـا، ... والآن أخبرنـي متـى سـنهجم علـى «دراكـولا» ؟ » يجيبـه الدكتـور « لـن نفعـل شـيئا قبـل طلـوع النهـار يـا «سـامي » »

_ولمـا علينـا ذلـك يـا دكتـور ؟ أنـا أملـك حجـر التنيـن وبإمكانـي تحويـل الليـل إلـى نهـار بواسـطته .
_اسـمعني جيـدا، مصّاصـوا الدمـاء والمسـتذئبين نوعـان، نـوع له صفات الخفاش ونوع له صفات الذئب ومواجهتهم جميعا ضرب مـن الخيـال، وحتـى لـو فزنـا عليهـم جميعـا فسـتكون خسـارة كبيـرة فـي الأرواح .
_أي خسارة وأي أرواح ؟!.. إنهم مجرد وحوش لا ترحم .
_يـا «سـامي» قبـل أن يتحولـوا إلـى مـا هـم عليـه الأن كانـوا مجـرد مزارعيـن وتجـار وجنـود، ... إذا قضينـا علـى المصـاص الأول فسـتزول اللعنـة عليهـم تلقائيـا ويعـودون لحالتهـم الطبيعيـة .
_أه، لقد فهمت .
_إذا ساعدني في صناعة الرصاصات الفضية واحكي لي كيف قضيت على التنين وبالتفصيل الممل .

تمضـي الليلـة سـريعا يتخللهـا صـراخ المسـكين «جوناثـان » المقيـد فـي سـريره بالسلاسـل، إنـه يتحـول ببـطء ... يتحـول مـع ألـم شـديد وتغييـرات كثيـرة طـرأت علـى جسـده النحيـل .

عند بزوغ الفجر يسـتعد «سـامي» و «فان هيلسـنج» للمعركة الكبرى، ... حيث يقرر الدكتور جمع الأهالي لإلقاء كلمة وتحذيرهم، فيسـتغرب الفتـى مـن هـذه الخطـوة ويسـأل بعفويتـه المعهـودة قائـلا « لمـا علينـا فعـل ذلـك يـا دكتـور؟ لمـاذا علينـا تخويفهـم وبـث الذعـر فـي قلوبهـم ؟ »

_يـا «سـامي» إذا فشـلت خطتنـا فـي القضـاء علـى «دراكـولا » فإنه سينتقم ولن يرحم أحدا، ... وهؤلاء المساكين كما ترى بلا حول ولا قـوة، لكـن إذا حذرناهـم مسـبقا فَعَلَـى الأقـل سـيكون لهـم متسـع مـن الوقـت للهـروب والنجـاة بأنفسـهم إذا سـاءت الأمـور، ... والآن اتبعنـي إلـى السـاحة العامـة .

يتوجهان معا إلى الساحة العامة على متن عربة يجرها خيلان قويان يجتهدان في جر حمولتها الزائدة، ... يصلان إلى الساحة العامة بعـد وقـت وجيـز، فيقـوم الدكتـور «فـان هيلسـنج» بسـحب حبـل غليـظ مربـوط فـي آخـره جـرس كبيـر موضـوع هنـاك مسـبقا، محدثـا صوتا صاخبا فيبدأ توافد القرويين بكثرة وهم يتساءلون فيما بينهم عـن سـبب اسـتدعائهم فـي هـذه السـاعة المبكـرة ؟ ...

_ما الذي حدث ؟
_هل سيرحل الدكتور «فان هيلسنج» ؟
_هل قرر التوقف عن مساعدتنا ؟
_هل حدث أمر مهم ؟

... هـذا مـا كان يطرحـه القرويـون فيمـا بينهـم وهـم يتجمعـون فـرادى وجماعـات...

فـي هـذا الوقـت يصعـد الدكتـور إلـى سـطح العربـة ويبـدأ فـي مخاطبتهـم بأعلـى صوتـه قائـلا « اسـمعوني جيـدا يـا أحبائـي ... لقـد حانـت سـاعة الحقيقـة، سـأهجم علـى قصـر مصـاص الدمـاء، وقـد جمعتكـم لأخبركـم أنـي إذا لـم أرجـع قبـل العصـر فهـذا يعنـي أن «دراكـولا» قـد تمكـن منـي، حينهـا عليكـم بالتوجـه كلكـم إلـى عيادتـي وقضـاء الليلـة هنـاك وفـي الصبـاح انتشـروا فـي الأرض وهـذا كل مـا أسـتطيع القيـام بـه مـن أجلكـم».

أحـد القروييـن « إذا قـرّر «دراكـولا» الهجـوم فنحـن ميتـون سـواء كنـا داخـل عيادتـك أو فـي أي مـكان آخـر»

يـرد «فـان هيلسـنج» قائـلا « كلا يا صديقـي، فعيادتـي محصنـة جيـدا وجدرانهـا مـن الحجـارة الصلبـة لا يمكنـه اختراقهـا وجميـع الأبـواب والنوافـذ مصنوعـة مـن الفضـة لـن يجـرأ علـى لمسـها »

إحدى القرويات وهي تحمل رفشا « ولما عليك ذلك يا دكتور؟ لمـا عليـك اسـتفزاز الوحـش ؟ أن نفقـد عـدة أطفـال فـي السـنة أحسـن من فقدان حياتنا جميعا! »

أحد القرويين « نعم هي محقة، ... أنت تسعى لهالكنا جميعا »

قَـرَوي آخـر « أوقفـوا هـذا الدكتـور الـذي يدَعـي هزيمـة «دراكـولا» ».

_ولكن، ... أنا أسعى لخلاصكم .

نفـس القـروي الأخيـر « بـل أنـت تسـعى لهلاكنـا جميعـا، ولا يمكنـك التغلـب عليـه، ... لقـد حـاول المئـات قبلـك منـذ ألـف سـنة وفشـلوا جميعـا، فكيـف سـتنجح أنـت؟ »

فجـأة ودون سـابق إنـذار يلتـف المئـات مـن الأهالـي علـى العربـة وهم في حالة غضب شـديد ومعظمهم مسـلحون بالفؤوس والعصي والقضبـان ومعـدات الفلاحيـن، ...

فـي هـذه اللحظـة ينظـر «سـامي» إلـى الدكتـور «فـان هيلسـنج» قائـلا « لا جـدوى مـن محاولـة إقناعهـم بالتحـرر يـا دكتـور، عـد أنـت لعيادتـك واعتمـد علـي»

_لا يمكنك هزيمته بمفردك يا «سامي»، هذا انتحار حقيقي.

يرتـدي الفتـى غطـاء الـرأس فيختفـي تمامـا، ويتوجـه خلـف العربـة ويأخـذ وتـدا فضيـا كبيـرا مـن الحمولـة ويغـادر، أمـا القرويـون فقـد تمكنـوا مـن الدكتـور وقامـوا باقتيـاده بالقـوة إلـى عيادتـه، وحذروه من مغبه التفكير مرة أخرى في محاولة إثارة غضب الوحش أو اسـتفزازه، ... بـل وقامـوا بتعييـن اثنيـن مـن المزارعيـن عنـد بوابـة العيـادة لحراسـتها حتـى إنهـم قـد فكـروا فـي قتلـه للتخلـص منـه، لـولا أن مسـاعداته المجانيـة لهـم سـابقا قـد شـفعت لـه عندهـم .

يبتعـد الفتـى عنهـم فيسـمع صـوت أفتـار والـده داخـل عقلـه « أيـن أنـت يـا «سـامي» ؟ أنـا لا أراك ؟ »

فيرد عليه بنفس الطريقة « اتبع صوتي يا أبي، أنا هنا» ...
_حسنا لقد حددت مكانك .

بعـد أن ابتعـد الفتـى مسـافة آمنـة، ينـزع غطـاء رأسـه ويتجـه مباشـرة إلـى القصر المظلم.

يقول الأفتـار « يـا «سـامي» أنـا خائـف عليـك جـدا، ... مواجهـة «دراكـولا» خطيـرة جـدا، لقـد حاولـت قبلـك جيـوش بأكملهـا مكونة من أقـوى المحاربيـن وأشـدهم فتـكا وتدريبـا وقـد تمكـن مـن القضـاء عليهـم واحـدا واحـدا، ... أنـا أقتـرح أن ننصـب لـه فخـا وانتظار حلـول الليـل ثـم نقـوم باسـتدراجه، ففكـرة القفـص الفضـي التـي اقترحهـا الدكتـور تبـدوا منطقيـة جـدا ...»

_لا وقت لنا لنضيعه في نصب الأفخاخ يا أبي ...
_ ولكـن مواجهـة «دراكـولا» فـي قصـره المظلـم تبـدوا محسـومة مسبقا، ورداؤك لن يفعك معه، فهو يستطيع رؤية الدم وهو يجري فـي عروقـك وسـماع دقـات قلبـك، سـيحدد مكانـك بدقـة كبيـرة، أنـت هـدف سـهل .
_تلك هي نقطة ضعفه يا أبي وعن طريقها سأقضي عليه .
_ماذا تعني؟
_مصـاص الدمـاء يعتمـد علـى طريقتيـن فـي تحديـد مـكان ضحايـاه إحداهمـا هـي الاستشـعار الحـراري والأخـرى هـي رصد الأمواج الصوتيـة، سـأرفع مـن حـرارة قصـره إلـى نفـس درجـة حـرارة جسـمي وحينهـا سـيبدو لـه كل شيء بلـون واحـد، الأحمـر ... وبالنسـبة لدقـات قلبـي لقـد تعلمـت التحكـم فـي خوفـي أنـا هـادئ جـدا، ... أنـا غيـر موجـود بالنسـبة لـه .
_خطـة ذكيـة جـدا، بهـذه الطريقـة فـإن كلاكمـا مخفـي عـن الأخـر والفائـز منكمـا سـيكون صاحـب الضربـة الأولـى، ... لكـن كيـف سـتحدد مكانـه يـا «سـامي» ؟
.... يتبع

1 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.