الفصل الثاني عشر
رواية حوريه في الجحيم
سوف آخذها من هنا
_إلي أين ؟
_مكان تستريح فية ولا يعرفة ابي
أروي _سآتي معها لن أتركها وحدها
نظرت لها بأمتنان
_أشكرك كنت سأطلب منك ذلك
خرجت إلي عدي وأبلغتة بقراري فقررنا الذهاب إلي بيت صغير مطل علي البحر ملك عدي أشتراه بدون علم أبي
حملتها بين ذراعي حتي وضعتها بالسياره وذهبنا ،
بدأت أروي تقص لي ما سمعتة سيلا أثناء نومها من تهديدات أبي
_طلب منها أن تغادر فرنسا ولا تراك مرة أخري والا سوف يؤذيها ويؤذي كل من يحاول الوصول إليك .
ما كان ينقصني سواك ياأبي انت من كنت عوناً وسنداً لي دائما ، إلتفت أتأمل تلك النائمة وعلي وجهها علامات الألم ،
لومت نفسي علي كل شئ حبها لي حولها من فتاة قوية لهشة سهلة الكسر ،أبكيتها أكثر مما فرحت معي ، ربت عدي علي ساقي وقال
_لقد وصلنا إحملها للداخل وانا سأحضر لها طبيب
_عدي لم يعدي لي سند غيرك رجاءً لا تخذلني
إبتسم بحنان _في ظهرك دائماً أخي
لطالما تمنيت حملها بين ذراعي ولكن كل شئ فقد مذاقة
أشعر فقط بمسؤليتي عن ماحدث لها وعن تقصيري في حمايتها أريد أن تكون بخير أراها تبتسم تشاغبني كما كانت تفعل ، تضايقني تصرخ بي إن أرادت سأتقبل منها أي شئ مقابل إبتسامتها ،
أخبرنا الطبيب بأنها حالة نفسية ولا يوجد شئ عضوي
_زوجتك تحتاج للراحة فقط والهدوء .
إبتسمت بسخرية مريرة وقولت سأفعل
تركني عدي ورحل حتي لايكتشف أبي أمرنا أريدها بعيدة عن أي ضغوط حتي تتحسن
****فريدة ****
إستيقظت من النوم وأرتديت أفضل ثوب عندي ونزلت إلي الطابق السفلي وجدتة نائماً علي الأريكة تقدمت بخطوات خفيفة كنت طائرة كالريشة
جلست أمامة وتأملتة بكل شغف داعبت وجنته بلطف ففتح عينيه وقال بلهفة
_حبيبتي أنتِ بخير !!
أومأت برأسي وانا أبتسم
_حبيبي لنتزوج الآن
وقف أمامي كالمجنون
_ حقاً ماتقوليه
ضحكت _نعم الآن أشتاق إليك ،أريدك ،أتمناك
عانقني بلهفة عاشق أغمضت عيني وأنا أستمع لهمسة الساحر بأجمل كلمات العشق ثقل جسده فبتسمت وفجأة شعرت بجسده يرتخي ويسقط من بين ذراعي
نظرت للدماء التي تتضفق من جسده
وفستاني الملطخ بالدماء ،صرخت بهستيرية وحملت رأسة علي صدري أتوسل إلية أن يفتح عينية شعرت بأحبالي الصوتية تتمزق من شده صراخي، ظهرت أمامي تلك العرافة تضحك
_اخبرتك من قبل انه سيفقد حياتة مقابل قربك
إن أردتي أن يحيا معك بسلام فأعطني ما أريد
أجبتها بتوسل _لك ما تشائين ولكن أتركيه لي
خرجت من الباب متجهة ناحية البحر غير عابئة بتوسلاتي ،
وجدت يد تهزني بشدة فنتفضت وجدتني في غرفة غريبة وأروي معي
_ مابك يافريدة هل تحلمين بكابوس
لا أدري أكان حلماً أم حقيقة بدلتها تلك العرافة وعادت بالزمن ،
قمت من الفراش بلا وعي وخرجت من الغرفة
كان شئ ما يتحكم بي، خرجت من المنزل حافية القدمين عارية الرأس كان الجو ليلا شديد البرودة
إتجهت صوب البحر أبحث عن تلك العرافه، نزلت دون وعي وتركت لمياهه حق التصرف بجسدي
عسي أن تنتشل مياهة الباردة ضياعي او أذهب إلي عالم آخر أكثر رحمة من هذا العالم
**** بقلم " إيمان الشربيني "****
****خالد****
أفزعتني أروي حين كنت نائما بهتافها
_دكتور خالد أين فريدة
_لا أعلم ربما في المرحاض
_لا لقد نزلت إليك منذ دقائق قليلة إرتديت بها ملابسي ونزلت خلفها لم أجدها
لمحت باب المنزل مفتوح ،
فركضت للخارج أبحث عنها حول المنزل وكانت صدمتني عندما رأيتها في البحر لا يظهر منها سوي رأسها وكتفيها
صرخت أروي وصرخت بملئ صوتي وأنا أركض نحوها
كنت أقاوم الأمواج وأصارع الزمن شعرت بكل شئ سيئ في هذا العالم يجتاح صدري
كنت أهتف بأعلي صوت _فريدة ..فريدة
ولا تنظر إلي كإنها فقدت سمعها
أمسكت ذراعها وكأنني أمسكت روحي وأعدتها لجسدي، حملتها وخرجت من الماء بتثاقل وقد خارت قواي من الصدمة ،خررت علي الرمال كقطعة قماش كانت متدلية كستار علي الحائط وسقطت، ضممتها لصدري وبكيت لحظات كنت سأفقدها للأبد
_لماذا تفعلين هذا بي وبنفسك ماذا كنت سأفعل من بعدك ؟ لماذا لم تفكري بي وبأمك
تحدثي يافريدة لماذا ؟
لم أجد منها رداً سوي دموعها المنهمرة وجسدها الذي يرتجف بشدة
إستعدت بعض قوتي وحملتها للداخل ،
أمرتني أروي أن أغادر حتي تساعدها علي تبدل ملابسها المبتلة ففعلت ثم أتت بعد ماأنتهت لتخبرني أنها لازلت ترتجف
دثرناها بكل أغطية المنزل حتي تزول رجفتها
_رجاً أروي اصنعي لها حساءً ساخن
تركتنا علي مضد وذهبت لتحضيرة
جلست بجانبها وأخرجت يديها من تحت الغطاء ، فركتها حتي تشعر بالدفئ إبتسمت رغم عني وقولت
_حبيبتي مابعد الضيق إلا الفرج بإذن الله
كوني قوية من أجلي ،أعلم أنك تسمعينني ..لن يحدث إلا مانريده أنا وانتِ فقط، وستذوقين حلاوة الظفر بعد المعاناة تذكري دائما ما يأتي سهلاً يذهب سهلاً .
داعبت أنفها بأناملي ولازلت تنظر لي في صمت
أتت أروي بالحساء فقلت مداعباً
_وها قد أتت أروي بالحساء في أسرع وقت
أدري أنها تخاف عليكِ مني .
إبتسمت أروي بحرج وقالت
_لا أبداً.. لا أقصد ذلك أسرعت فقط لأنة لا يجوز أن تختلي بها ليس موضع عدم ثقة أو خوف.
أحرجني ردها رغم كل مابيننا وأننا كنا علي وشك الزواج إلا إنها محقة
قولت _سوف أخرج بعدما تأكل
ساعدَتها أروي علي الجلوس دون تدخل مني
قربت إلي فمها الملعقة وقولت
_فريدة أفتحي فمك أرجوكِ
لم تصدر منها أي إشارة بأنها ستستجيب
نظرت لأروي بأحباط فقالت
_حاول مرة أخري
قربت الملعقة ثانيةً
_ حبيبتي من أجلي ومن أجل والدتك تناولي ملعقة واحدة فقط
حولت نظراتها إلي وسالت دموعها من جديد
وضعت الطبق علي الطاولة وقولت بضيق
_فريدة لم أعد أحتمل دموعك صمتك يقتلني تحدثي أرجوكِ قولي ماذا حدث .. أصرخي
أصرخي بي الأن ،قولي ماتشائين لكني لن أحتمل ذلك الصمت أكثر إرحميني .
_دكتور خالد لا تضغط عليها من فضلك
قولت بإصرار _ستتحدث يا أروي
ثم أعدت نظري إليها
_فريدة أَسمعيِني صوتك فقط وأعدك أن نتزوج في الصباح وسنعود إلي مصر لنعيش معاً، أنا لا أريد من هذا العالم سواكِ
أنسي كل ما قاله أبي أمحيه من ذاكرتك.
بدأ بكائها يزيد ويعلو نشيجها ،أدركت أنها بدأت تستوعب وتتعافي
فأكملت
_إبكي حبيبتي أخرجي ما بداخلك أريد لأطفالنا أم قويه
أعتقد أن كلمتي الأخيره أثارت براكينها الخامدة
وبدأت في قذف اللهب من فوهتها لتحرق الأخضر واليابس وتقضي علي جميع أشكال الحياة بداخلي
كلماتها التي خرجت متقطعة وسط شهقات عنيفة لم تكن تنذر بالخير
_قا..ل أن..ك ..أخي
كنت أريدها أن تصمت مرة أخري ماهذا الهذيان
قولت _ما هذا الجنون!! عن من تتحدثين ؟
بدأت كلماتها تتحرر _والدك قال أنك أخي
ضحكت بملئ فمي ما هذه المزحة السخيفة
_وانتي صدقتي أيتها البلهاء أين كان عقلك !!
قالت بصوت مختنق
_هو سرق أخي بعد ولادتة بيومين وسافر
وعمرة نفس عمرك
_ولنفترض أن هذا حدث أنا توئم عدي
فكيف أكون أخيكِ !!
_مستحيل أن تكونوا توأمان
_المستحيل هو ما تقوليه أنا ولدت بعد عدي بدقائق تاريخ ميلادنا ،المدينة التي ولدنا بها، الأم كل هذا مثبت في شهادات ميلادنا
جلست أروي بجوارها وقالت مستفسرة
_كلامك منطقي ولكن لماذا فعل والدك هذا ؟
قولت بسذاجه
_حتي يفرقنا للأبد ..لن أسامحة أبداً
_أين أخي إذاً ؟
_أعدك سأعرف ..والأن إرتاحي قليلاً وإستعدي صباحاً سوف نذهب لإتمام الزواج
إبتسمت ثم تلاشت إبتسامتها سريعاً وقالت
_خالد والدك سوف يؤذيني
إنحنيت أمامها وقربت وجهي من وجهها
_ ألا تريني رجلاً يستطيع حمايتك ؟
همست لي وعلي شفتيها إبتسامة عذبة
_بل سيد الرجال
قولت مداعباً _كان سيكون لي تصرف آخر إن قولتي غير ذلك
تركتها وهبط للطابق السفلي وكلماتها تدور في رأسي كطواحين الهواء ،أنا متأكد أن عدي أخي لكن كنت دائما أقول له بأنني أشك أنه توأمي لأننا متناقضان تماما
ما يستحق التفكير هو ما الدافع وراء قول أبي تلك الكذبه وأين شقيق فريدة الآن
****عدي ****
زجاجة نبيز فاخرة وصحبة فتيات جميلات هذا ما كنت أبحث عنه يومياً، كنت أوهم نفسي أن هذه هي السعاده أفعل كل ما أشاء وقت ما شئت،
كانت سعادتي ظاهرية لستُ مستمتعاً بالحياة كما يظنون، إمتلاكي للمال والمنصب والحريه
أمراً يتمناة ملايين الشباب ،لكن كان هناك خواء في داخلي ،شئ ما يخبرني أن هذا ليس مكاني، أن حياتي ناقصة أعيش فيها كريشة تتحكم بها رياح نزواتي ،مسلوب الإرادة أمام شهواتي ،لستُ سيئ كما تظنون،
بداخل قلبي مساحة لم تمس بعد ،مساحة نقية أبحث من خلالها عن ذاتي التائهة أبحث عن الراحة والسعادة والطمئنينة ،
شعرت يوم قابلتها بنقاء وطهر لم أستشعره في أي فتاة كنت علي علاقة بها ،غضبت لأجل نقاء كان سيلوثة أخي
هو لم يعرف قيمة طهرها لانه لم يري ولم يجرب ما عشته أنا بحكم تجاربي ، في لحظة مجنونة تمنيتها لي
ولومت نفسي كثيراً علي هذا الإحساس
كيف أفكر بمن يحبها أخي !
أقنعت نفسي أن هذا الشعور ليس إلا إعجاب بشخصيه فريدة لم أري مثلها في مستنقعي الفاسد،
تحول تفكيري تدريجيا أكتشفت أني كنت أبحث عن سعادتي خلف سراب
كيف أجد الطهر في لب العُهر !
ترددت بعدها علي أماكن سهري المعتادة لم أشعر بتلك اللذة مثل كل مرة
بدأت أختنق بدأت أكره الشراب وما يفعلة بي من سفة
"فكيف يسعي في جنون من عُقل"
أكاد أجد نفسي رويداً رويداً أجد الصفاء بداخلي
ساعدت خالد ودعمته للإرتباط بها فهو حقاً يستحقها وأقتنعت أن ما بداخلي لها هو حب برئ بني علي إحترامي لأخلاقها،
وحدث ما لم يكن في الحسبان كنت أدرك تماماً ألاعيب أبي بحكم عملي معه ،
بدايةً لم أصدق ما قاله لفريدة وأخبرني به خالد ،حتي إستوقفني ماسمعته من شجار أمي وأبي التي كانت تتحدث عن طفل ربتة بدل عن أمخ التي علي قيد الحياة
قالت _ كيف طاوعك قلبك أن تحرم أم من ابنها!! لماذا كذبت علي وأخبرتني أنها توفت وهي تلده وتركتني أربيه مع إبني بدلاً عنها
فقال لها مبرراً _كنت أعلم أنك لن توافقي وما كان بستطاعتي ترك إبني يكبر بعيداً عني وعن أخيه
_إخترت نفسك بكل أنانية وتركت قلبها يتمزق علي فلزة كبدها.. أليس لديك قلب ياراغب!
_ لا تزيدي همومي رجاءً أنا فعلت الصواب وهي لم تكن لتربيخ أفضل منكِ
شعرت للحظات بأن عقلي توقف عن التفكير
من شدة الذهول
أمسكت مقبض الباب لأفتحه وأواجههم بما سمعت لكنني تذكرت خالد وما هو مقدم عليه الأن سيتزوجها ولابد من اللحاق به قبل أن تحدث تلك الكارثه
**** بقلم " إيمان الشربيني "****