تتشابة الحكايات وتتكرر بين الخير والشر، تتغير الأسماء وتختفي ويبقى الصراع بينهم، فعلى ما مضى من تاريخ على ظهر الأرض نَشَرَ الشر عاداته التي كانت في أوقات عُرف يُعتد به، ففي بدايات القرن الماضي كان قَدْرُ الشيخ يزداد بعلمه باستخراج الآثار والقدرة على التحكم في رصدها من الجان، وانتشر هذا الأمر كثيرًا في القرى الصعيدية في الجنوب حتى كان ديدنُ الناس أن ينبشوا بحثًا عن الثراء السريع من خلال الآثار الفرعونية وبيعِها غير عابئين بتاريخهم الفرعوني؛ لذلك ومع انتشار الجهل كانت القرى بوتقة لخُرافات تُنسج وتحوم حول الكنوز الفرعونية ومنها هذه الحكاية.
اركض كالفأر من الموت حين نزل بقوم لوط، كانوا خلفي كنتُ مثلهم، كنتُ أنهش الأموال كالمجنون، عجزت أن أكون نبيهم المنتظر، كنت من قبل مؤمن آل فرعون والآن أنا "قارون".
فيامَنْ وقعتْ هذه الأوراق بيدك أدعو لي أن يغفر الله لي خطايا التي حُملت بها حين خطتْ قدماي هذا النجع، أنا الذي كنتُ الصالح، والآن أنا فضلون الفاسق.
شوادي الغلبان
22\5\1940