بنيّتي ...
لقد انتظرتك طويلا، انتظرتك عُمُرا. لم أنتظركِ فقط، بل دعوت الله مرارا لألقاك، بكيت وصليت وألحّيت على ربي بالدعاء.
بنيّتي الحبيبة، اليوم علمت بأن الله قد استجاب الدعاء، سألقاكِ قريبا......
لذلك اتخذت قراراً بأن أسطّر لك هذه الكلمات لأني أعلم أنه سيأتي يوم لن أكون فيه حقيقة، بل سأكون ذكرى تطويها صفحات النسيان. لذلك حاولت أن أترك لك من حقول تجاربي في الحياة. سأحاول أن أترك لك كلّ ذاتي، وذلك حتى تعرفيني حق المعرفة، وحتى تستفيدين مما مررت به من أخطاء ونجاحات، من رؤيتي و تجاربي. فكوني تلك التلميذة النجيبة التي اختارت أن تتعلم درسها من أخطاء الآخرين قبل أن تقع هي في مصيدة أخطائها.... لست أنهاكِ على أن لا تخطئي، فنحن بشر خلقنا خطّائين، ولكني أتحدث عن الأخطاء التي قد تتحكم في مصيرك وطريقك في هذه الحياة، فامتلكي أخطاءك الخاصة، ولكن أخطئي بحذر، فالشروخ في القلب لا تُجْبَر، فالقلوب قواريرٌ من زجاجٍ شفاف نقي لا يحتمل النقر الشديد، وإن كُسِر لا يعود لعهده من جديد.
سآخذك معي في رحلة قصيرة؛ في ذكرياتي وحياتي وذاتي على بساط من كلماتي، علّك تتعلمين شيئا عن هذه الحياة. سأكون صادقة جدا معك، سأبوح لك بما لم ولن يبوح لك به المجتمع، فالعادات والتقاليد التي يتمسكون بها ما هي إلا قناعا يُلْبِسونه للآخرين حتى يسيّسونه كما يشاؤون. تماما كما يسيّسون الشاة حتى ترعى وتكبر ثم يذبحونها بسكّين ثَلِمَة دون رحمة على شرف أحد الضيوف الوجهاء.
لن يخبرك أحد بما أقوله، أنا وحدي من أصْدُقك القول والتجربة. فالجميع يخاف التحدث، يخافون المواجهة، يختبئون خلف مئات المجاملات والأعذار الزائفة.
لذا دعيني أقوم أنا بمواجهتك بحقيقة هذه الحياة وغياهبها وغَيابَتِها ومتاهاتها...
سأبدأ معك منذ البداية... هيا بنا نبدأ رحلتنا...