كتاب يأخذك في رحلة مدتها ثلاثون يوما ، قد تقرأه في شهر أو في سنة ، كل ما يهم هو أن تصل للوعي و الادراك ، و أن تضع يديك على موضع الخلل ، و تقرر فورا العمل عليه
أعدك أنك ستتخذه صديقًا و رفيقًا ، فدواؤك فيه و ترياقك ، و فيه ضالتك و هداك، فيه كل ما تبحث عنه و تود معرفته عن ذاتك و عن حياتك .
وأعدك أنك ستعاود قرائته مرات عديدة ، و في كل مرة تقرأه سيأخذك لمرحلة أعلى من الوعي و المعرفة
و لكن إحذر فهذا الكتاب. ليس للقراءة ، بل هو للتطبيق ، فهو كتاب التغيير
الكتاب الذي سيغير حياتك بأكملها ، سيغيرك أنت ذاتك ، ستتغير علاقتك بنفسك و علاقاتك بالغير ، ستدرك قيمك و دوافعك ، ستتفهم تركيبتك و شفرتك الخاصة للنجاح ، ستحب ذاتك و حياتك
أعدك بذلك … فلتقرر التغيير و ستدركه ….
هذا الكتاب هو حصيلة قراءة أكثر من 200 كتاب و دراسة أكثر من 30 دورة تدريبية في مجال الوعي و التطوير النفسي إلى جانب تجارب حياتية مررت بها و اختبرتها شخصيا ، فتعلمت منها دروس غيرت حياتي و نظرتي لمفاهيم كثيرة بالحياة ، و أدركت من خلالها أين يكمن الخلل؟ و لماذا نمر بكل تلك الأحداث فتأخذنا إلى سبلٍ لا نرغب بها ، لتقابلنا هنالك صدمات لم نكن نتوقعها يوما ما !
الخلل الحقيقي موجود بداخلنا ، نأخذه معنا أينما حللنا و حيثما وُجدنا، و سيظل كذلك و سنظل كذلك ، حتى نعي بوجوده و نتقبله و نقرر تغييره و نختار الخروج من تلك الدائرة المظلمة إلى النور ، نور نسختنا الحقيقية الساطع المشع
أساعدك لتصل إليها من خلال ممارسات يومية تتعلمها و تطبقها في كل يوم خلال رحلة مدتها 30 يوما لتصل لأفضل نسخة منك
، 30 فصلا ل 30 يوما كل واحدٌ منهم يكاد يحتاج لكتاب يكفيه ، جمعتها لكم في هذا الكتاب
خبرات و ممارسات وأفكار ومشاعر حقيقية وصادقة أنقلها لكم بكل حب وأسطر سطورها من داخل روحي و قلبي لتصل إليكم لعلها تنير القلوب و تحيي الأرواح من جديد
ما نحيا فيه من واقع ، ليس هو الحقيقة المطلقة ، بل هو مجرد إنعكاس لما يحويه داخلنا، هو ترجمة مجسدة لأفكارنا عن أنفسنا و عن الآخرين و عن الحياة بشكل عام ، هو طريقتنا في التعبير عن مشاعرنا تجاه كل ما حولنا ، الواقع بشكل مختصر هو ما يقع بداخلنا من صور و أفكار تحدد شكل رؤيتنا لما يقع بالخارج.
و من أين أتينا بهذه الصور و الأفكار؟ أهي الحقيقة ؟ ما مصدرها ؟ و هل نستطيع تغييرها؟
رؤيتنا لكل شيء تتوقف على المعنى لدينا عن كل شيء ، أي أننا نحن من نعطي المعاني للأشياء ، بمعنى أن السعادة عند شخص ليس بالضروري أن يكن لها نفس المعنى لدى الآخر ، كذلك النجاح و الحب و الرضا و غيرها من المعاني المختلفة للحياة ، جميعها تشّكلت بداخل وعي كل فرد منّا على حسب ما تلقاه من برمجة منذ ولادته و حتى قبل ولاته منذ كان جنينًا في بطن أمه ، و البرمجة هي نظام التشغيل التلقائي للعقل ، يمكن تشبيهها بالبرامج التي يتم تنزيلها على جهاز الحاسوب من أجل أن يعمل ، فنحن نكتسب أفكارنا و نستمد مشاعرنا و نُكوِن االمعاني حسب ما اسقبلناه من مدخلات سواءً من البيئة المحيطة بنا و أهم عواملها الأب و الأم حيث يكون لهم الدور الأكبر في تشكيل وعينا في بداية حياتنا، و تسمى هذه المرحلة مرحلة البصمة ، لما لها من قوة في التأثير على خلق الأفكار و تكوين المعتقدات التي سنكمل بها رحلة الحياة ، ثم يأتي دور المدرسة و العلاقات و الخبرات التي نمر خلالها و التي تُسهم بالكثير أيضًا في هذا الشأن ، و كل تجربة نمر بها و حتى لو لم نكن طرفًا بها على الإطلاق ، كأن نسمعها من شخص آخر أو نشاهدها في التلفاز أو نراها في الشارع ، كل ذلك بكل تفاصيله و جوانبه يترك أثره علينا ، ما دُمنا تفاعلنا معه بمشاعرنا سواء سلبيًا أم إيجابيًا ، فيتم تخزين الصورة و الفعل و ردة الفعل تماما كما تلتقتها عدسات الكاميرات الفوتوغرافية ، و من ثم نقوم بإستدعاء الصورة بكل تفاصيلها عن مرورنا بموقف مشابه يحمل نفس المعنى بالنسبة لنا ، فنتصرف تلقائيا على حسب ما شاهدناه من تصرف مماثل في السابق .
ذاك بأختصار ما يحدد رؤيتنا و أفكارنا و بالتالي يفسر سلوكنا و تعاملاتنا و غيرنا في الحياة…
يقول تعالى في سورة المطففين : { كَلَّا بَلْ رَانَ على قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ }
و يقول المفسرون في معنى (الران) : هو الذنب على الذنب حتى يسود القلب
فهو طبقات تكسو القلب حتى تحجبه فيسود داخله ، و حين يستغفر الانسان و يتوب تبدأ هذه الطبقات بالزوال كلما ازدادت نيته صدقًا في التغيير للأفضل ، حتى تنجلي جميعها و ينير القلب و يعيش السعادة و النعيم .
و لكن ماذا لو قررنا من اليوم التحرر من هذه الطبقات التي علت القلب لأمدٍ بعيد ؟
ماذا لو أخترنا أن نحيا حياةً أجمل ؟ ماذا لو أخترنا واقعًا أفضل ؟ ماذا لو عشنا في سعادة و حب و سلام و نجاح و رضاً أكثر ؟ هل بداخلنا ما هو أفضل مما نحن عليه ؟
هل بمقدورنا تغيير البرمجة السابقة و استقبال الأجمل؟
لو كانت نيتك صادقة في ذلك و أختيارك لتغيير نفسك و واقعك نابع من قلبك بحق ، فأعدك بتحقيق ما نويته و مساعدتك من خلال ما جاء في صفحات و كلمات الكتاب الذي بين يديك …
ولكن المسؤلية كل المسؤلية أنت من تتحملها ، فهذه حياتك أنت ، و إرادتك أنت ، و اختيارك أنت للواقع الذي تود أن تعيشه ، فلا يمكن لأحدٍ في الكون أن يساعدك لتحقيق ذلك ما لم تقرر أنت بصدق مساعدة نفسك للوصول .
إذا أردت أن تعيد إنسانًا للحياة ، ضع في طريقه إنسانًا يحبه ، إنسانًا يؤمن به
العقاقير وحدها لا تكفي
دوستويفيسكي
فكن أنت لنفسك هذا الانسان
لم آت لأعطيك شيئاً جديداً ، لقد أتيت لأخرج جمالاً
لم تكن تعرف أنه موجود فيك. جلال الدين الرومي.
هلا بدأت رحلتك لداخل هذا الكتاب بإطلاق نية صادقة للتغيير للأفضل …..
أنوي و أختار أن أستقبل بصدرٍ منفتح على كل ما من شأنه مساعدتي في التطور و الارتقاء
أنوي و أختار أن أطبق ما أجده من أدوات و ممارسات و طرق تذهب بي إلى هناك ….
حيث النسخة الأفضل من نفسي ….
توكلت على الله …