tafrabooks

Share to Social Media

'الأمتنان هو أروع العواطف البشرية ، وكلما كنت تُعرب عنامتن إنك لما لديك، كلما زادت احتمالية امتلاكك المزيد. ' - زيغزيغلر

هل الأمتنان هو الشكر ؟
الأمتنان هو استشعار الشكر و ممارسته بوعي
و الأمتنان في معاجم اللغة هو الاعتراف بالجميل و هو عكس الجحود.

و يمكن اعتبار الأمتنان هو الإنتباه و التقدير حتى للأشياء الصغيرة التي ألفنا وجودها و بتنا لا نشعر به، تقدير كل شيء كائن بالفعل أو حتى سيكون ، ليس لأنك تحتاجه و لكن لأنك تحبه.
أي أنه حالة من الانسجام و الرضا من القلب عن ما تملكه.

لماذا يعد الأمتنان سحرًا ؟
ذلك لما لهذه الممارسة اليومية من قدرة على تحويل حياتك إلى حياة مباركة مزدهرة يكثر بها كل جميل …

و كيف يتم ذلك ؟
كما تحدثنا في المقدمة عن برمجة العقل اللاواعي التي اكتسبناها منذ بداية أن خلقنا في رحم أمهاتنا و حتى هذه اللحظة التي تقرأ فيها هذه السطور ، العقل اللاواعي هو الذي يتح بالشكل الأكبر في سلوكنا و طريقة التفكير التي نتبناها و من ثم يؤثر ذلك على نوعية مشاعرنا و الذي بدوره يخلق الأحداث من حولنا.

فلنبسط الامر قليلا …

دعني أخبرك بأحد أهم القوانين الكونية ، و التي سنسرد لها فصل كامل في هذا الكتاب ، الا و هو قانون التركيز (( ما تركز عليه يزداد و يتضاعف)) فاذا كان تركيزك على شعورك بالضجر او النقص او الحاجة فانت بذلك تعطي الموافقة و السماح للطاقة الكونية بخلق المزيد من المصاعب و الاحداث التي تؤكد لك ما تركز عليه .. و على العكس بالتأكيد فإذا كان تركيزك على النعم التي تملكها و السعة و الوفرة في الموارد من حولك فانها ستزداد بشكل سحري
لذلك اسميته سحرا ..

و يقول الله عز و جل في كتابه الكريم
{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} سورة إبراهيم

أي أن الله يعدنا ووعده الحق الذي لا يحيد ، يعدنا الزيادة ، زيادة من كل شيء و أي شيء نستشعر قيمة وجوده في حياتنا و نمتن لله لأنه رزقنا إياه .
و في نفس الآية شبه الله عدم الشكر على النعمة و كأنه كفرٌ بها يستحق العقاب و هو زوالها او العذاب بها او السلب بعد العطاء ، و نفس المعنى تحمله الآية الكريمة في سورة الانسان
{ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا }

و السبيل هنا هو حرية الاختيار ، فأنت يا عبد الله من يختار إما ان تكون عبدا شاكرا لله فيرضى عنك و يجزيك عن شكرك بكثرة الخير و النعم و الأحداث التي تجلب لك الخير و السعادة ، وإما ان تكون عبدا لا يشعر بوجود النعم أو يألف وجودها و لا يشكر بل ويكفر بها حتى يستحق زوالها.

(إن اختياراتنا تحدد لنا دائما الطريقة التي نعيش بها حياتنا ) – لويز هاي

فلتختار النعيم و الوفرة و كثرة الخير فتركيزك على الخير يعظمه ، عش تجربتك الخاصة كما تحب ان تكون و استمتع برحلتك الجميلة و املائها بسحر الامتنان.

(ان الأمتنان للأشياء مهما صغرت سيجلب البهجة إلى قلوبنا ويجعلنا نحب الناس والحياة.) - مهدي الموسوي

و لكن كيف أمارس الأمتنان حقا و أكون عبدا شكورا ؟
يقول الله عز و جل في كتابه الكريم
{اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا }
أي أن عليك العمل لآداء الشكر و لا يكفي فقط أن تشكر الله و تمتن لفضله بالقول ، فالتكامل بين القول و العمل هو المطلوب و المرغوب .

وهناك قصة الرجل الذي جاء إلى أبي حازم:

أتى رجل إلى أبي حازم حتى يسأله عن شكر العينين، فقال له: “إن رأيت بهما خيرًا أعلنته، وإن رأيت بهما شرًا سترته”، فقال فما شكر الأذنين؟، قال له: “إن سمعت بهما خيرًا وعيته، أما إذاسمعت بهما شرًا دفعته”، قال: فما شكر اليدين؟، قال: “لا تأخذبهما ماليس لهما، ولا تمنع حقًا لله هو فيهما”

فهذا هو الشكر و الأمتنان عملا..

و ما أكثر ما ذكره الله و رسوله في هذا الشأن ؛

يقول الله تعالى في سورة البقرة: { فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون }


و في سورة البقرة أيضا :
{يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون }

و في سورة إبراهيم: {وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها }

وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
“التحدُّث بنعمة الله شكر، وتركها كفر، ومن لا يشكرالقليل لا يشكر الكثير، ومن لا
يشكر الناس لا يشكرالله”.

و حديث آخر للنبي عليه الصلاة والسلام: “إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأَكْلَة فيحمده عليها، أو يشرب الشَّربة فيحمده عليها”

و مما قد يطفي مزيدا من القوة و السحر لممارستك للأمتنان و يجعله قوة مغناطيسية تجذب لك الأحداث و الأشخاص السعيدة و تجعل المشاعر السلبية المرهقة كالخوف أو الشعور بالذنب أو الحزن تختفي من حياتك
هو أنه يساعدك بشكل رائع على التفكير الإيجابي و مساعدة نفسك على إيجاد الخير و الجمال و التركيز عليهما في كل حدث و في كل موقف و في كل شخص أيضا .
فذلك من شأنه أن يدفعك دفعا لطيفا لتجلي المزيد من مساحة التسامح و التغافل في حياتك ، فتجد نفسك تمتن لمقابلة من أذوك في رحلة حياتك فقد ساعدوك لتكن شخصا أفضل وأقوى ، و تمتن لخصومك فقد قدموا لك درسًا هاماً فيما تحتاج أن تطوره في نفسك و تمتن لكل محنة مررت بها و تكتشف إنها منحة من الله و هدية قُدمت لك في شكل محنة أو ألم أو معاناة في فترة للتعلم والتطور و الارتقاء. فتنظر لكل ذلك بعين الرضا و الحب و ليس بعين النقص و التذمر .

و جدير بالذكر أن العالم و الباحث النفسي الشهير ديڤيد هاوكينز صاحب مقياس هاوكينز للوعي و الذي قسم فيه مراحل الوعي لدى الإنسان بمقياس من 1 الى 100
حيث لكل نوعية من المشاعر التردد الخاص بها الذي تصدره من الشخص إلى الكون و الذي بدوره كما ذكرنا من قبل يجذب لك المثيل مما تركز عليه بالفعل و تعيره اهتمامك الشديد أو حتى رفضك الشديد ، و يعد الأمتنان من أعلى المشاعر ترددا في قوتها و قوة جذبها حيث أن مقياسها 600 و ذلك يجعلك بالفعل، إذا حافظت على حالة الأمتنان، و كأنك مغناطيس للمزيد من النعم و العطايا و المدد الإلهي .

و الآن هيا بنا نتعلم نموذج عملي قابل للتطبيق يوميا و آداة بسيطة تساعدك أن تكون يوميا في حالة امتنان ……. إليك الخطوات:
-أول ما تبدأ به يومك في أول لحظة تفتح بها عينيك لتحيا يومك الجديد الذي وهبك الله فيه الحياة من جديد أن تقول الحمد لله ، استشعر تلك النعمة العظيمة باستقبالك يوم جديد مليئ بالفرص و الاحتمالات الجميلة ، و لهذا جاء دعاء الاستيقاظ من النوم في الإسلام ( الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتتا و إليه النشور)

-ثانيا أن يكون لك دفترًا خاصًا بالإمتنان،إذهب واشتريه واختاره بالشكل الذي تحبه و تفضله، و سيكون ذاك الدفتر هو صديقك الجديد الذي يساعدك و يأخذ بيدك لتحيا حياة النعيم و تحصل على ما تريد و تتمنى .
اكتب يوميا في دفترك 10 أشياء تستشعر قيمة وجودها في حياتك و يومك و تقدرها و لتكن أمتنانك لاستقبال يوم جديد مليئ بالفرص العظيمة و العطايا الإلهية ، أمتنانك لنعمة الصحة و عافية الجسد و معافاته من الأمراض ، حتى على نعمة قضاء حاجتك بدون أي تعب للتخلص من الفضلات و السموم التي كانت بداخل جسدك فحتى تلك النعمة خصصت السنة النبوية الشريفة لها دعاءً خاص بها( الحمد لله الذي عافانا مما آذانا ) فبقاء تلك السموم في جسدك قد يقضي على حياتك !

و لك أن تتخيل أنه باستطاعتك أن تُفعل مزيدا من السحر بالامتنان لما تتمناه و تحلم بالعيش فيه و كأنه حدث بالفعل !
و ذلك ليقينك بوعد الله أنه إذا شكرت فلك الزيادة
فاذا شكرت الله على نعم موجودة بالفعل فذلك يؤدي لزيادة وبركة هذه النعم و حفظها من الزوال، و أما زيادة ما لم يحدث حقيقةً ، فهي تحقيقها و حدوثها و التمتع بوجودها و تجليها في حياتك .
ممارستك للأمتنان تفتح لك أبواب الحكمة و المعرفة و إدراك النعيم، أنظر إلى قول الله تعالى في سورة لقمان : { وَلَقَدْ اٰتَيْنَا لُقْمٰنَ الْحِكْمَةَ اَنِ اشْكُرْ لِلّٰهِ ۗوَمَنْ يَّشْكُرْ فَاِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهٖۚ وَمَنْ كَفَرَ فَاِنَّ اللّٰهَ غَنِيٌّ حَمِيْدٌ } ، فالآية تربط بين إدراكك للحكمة و بين شكرك على النعم .

و ليكن الأمتنان بصيغة المضارع ، و إليك المثال :
أنا ممتن لاستقبال المزيد و المزيد من الهدايا و المفاجآت السعيدة بكل يسر و حب اليوم .

أنا ممتنة لاستقبال المزيد و المزيد من الحب و الدعم و الاسهامات و العلاقات الداعمة لي اليوم

أنا ممتن لهذا الكون الجميل الفسيح المليء بالجمال و الخير الذي سخره الله لي و اسهم أن أكون أنا الخير و الجمال فيه.

و هكذا قد تحدثنا سويا عن عصاك السحرية التي تغير بها عالمك، فقط كل ما عليك..
ثق ، استشعر، ركز، اكتب ثم اسقبل وشاهد السحر بعينيك !

و كن من القلة الشاكرة و لا تكن من الكثرة الغافلة، و نسأل الله أن نكون منهم.

{ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ} (النمل ٧٣)

{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَالْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍعَلَى النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ } (البقرة ٢٤٣ )

نية اليوم ……أنوي أن أختار العيش في حالة امتنان و أن أستشعر بقلبي كل نعمة أنعم بالعيش بها و أن أمتن لكل نعم الله التي تغمرني و حتى التي في طريقها إليََّ . فأنا من يملك العصا السحرية و أنا من يقرر أن يُفعلها .




0 Votes

Leave a Comment

Comments

Story Chapters

المقدمة اليوم الثاني أحب نفسك ! اليوم الثالث سحر الأمتنان اليوم الرابع التخطيط و نشوة الإنجاز ! اليوم الخامس سحر النوايا و الأسئلة اليوم السادس الوقت و الثروة اليوم السابع الطاقة و التأثير اليوم الثامن الخروج من منطقة الراحة اليوم التاسع التسليم و القبول اليوم العاشر التخيل و قانون الاستحقاق اليوم الحادي عشر التوازن و طاقة الأنوثة و الذكورة اليوم الثاني عشر دورك في حياتك و حياة الآخرين اليوم الثالث عشر لماذا يحدث معي كل ذلك !؟ اليوم الرابع عشر تدبر لتعلم! اليوم الخامس عشر سحر الذكر اليوم السادس عشر الرياضة علاجك الوحيد الفصل السابع عشر كيف أبدأ التأمل و لماذا؟ اليوم الثامن عشر تنفس لتحيا ! اليوم التاسع عشر قوة الكلمة اليوم العشرون التعامل مع العلاقات الغير داعمة اليوم الحادي و العشرون لماذا أسامحهم؟ اليوم الثاني و العشرون قيمك و مرجعيتك اليوم الثالث و العشرون تواصل مع جسدك و إستمع لهمساته اليوم الرابع و العشرون تواصل مع الطبيعة فهي تخبرك بالكثير ! اليوم الخامس و العشرون كن أنت الشاهد و المراقب اليوم السادس و العشرون الحضور اليوم السابع و العشرون ركز على نفسك من أجل نفسك ! اليوم الثامن و العشرون قوانين الكون تعمل لأجلك اليوم التاسع و العشرون لماذا أنا هنا ؟ اليوم الثلاثون لماذا لا أستطيع ؟
Write and publish your own books and novels NOW, From Here.