مرضت أهم عارضات الأزياء بالدار والتي كانت سترتدي فستان الزفاف كما هو متبع كتقليد بعروض الأزياء ليختتم بها العرض ؛ وبالرغم أن " تاليا " أنجزت مهمتها علي أكمل وجه هي وكل من عمل معها كفريق عمل قبل موعد التسليم النهائي لمستر " هارون " بأيام لتتيح الفرصة للشركة المنظمة لعرض الأزياء بالقيام بدورها فلقد أصيبت عارضة الأزياء الأساسية بالدار بمرض عضال مما أستوجب دخولها المشفي لإجراء عملية جراحية مما جعل إستحالة مشاركتها بالعرض ؛ ومن هنا بدأت كارثة " تاليا " والتحدي الحقيقي لأول خط أنتاج ملابس بأسمها فماذا تفعل ومن أين ستجد عارضة أزياء من خارج الدار بنفس قياسات العارضة المريضة؟!!! ؛ وكانت أعصابها تحترق لتمر الساعات بالغة البطء والثقل ؛ لأن الفستان كان مطرز تطريز يدوي وأي عارضة يستعان بها وقياساتها مختلفة فلا وقت لديهم لإعادة الباترون وتنفيذه ونظرت " تاليا " لفستان الزفاف المشدود علي المانيكان فلقد كان شديد الروعة والإتقان فماذا تفعل ونظرت للسماء مناجية ربها أن يعينها ويلهمها الحل وبينما هي تفكر وجدت صوت لطالما كرهته كثيرا وليس هذا بالوقت المناسب لسماعه وهو صوت المدعو " عمر " وهي يضحك ضحكة ساخرة تهكمية قائلا : " كنت متأكد من فشلك وأنك ولا حاجة وتحمس والدي ليكي كان غلط من النهاية بس للأسف كان متمسك بيكي معرفش علي إيه؟!!!؛ روحي يا شاطرة أستخبي في الزاوية اللي هناك دي وأبكي علي اطلال خيبتك وهزيمتك " ؛ وكم حمدت الله علي أن وهبها جينات أبيها في كظم الغيظ وجعل وجهها بدون أدني تأثر لكلماته الوقحة مما زاد وآثار غضبه الشديد فضحكت في وجهه ساخرة وهي تقول : " علي فكرة أنت بالرغم من شخصيتك السوداوية والتي لا يطيقها أحد من بني البشر إلا أني حأقولك حاجة غريبة حتدهشك وهي ميرسي " فاستشاط غضبا قائلا " أنتي فاكرة ببرودك الزايف ده حتعصبيني ميرسي علي إيه يا منبع الفشل ؟!!!" فردت مسرعة " ميرسي أنك منحتني الحل بدون إرادة منك ؛ أنا لازم أقابل مستر " هارون " بسرعة وجدتها " فرد عليها ساخرا " عاملة فيها نيوتن كمان هزلت " وأنطلقت مسرعة لمكتبه فرحة لتبشره بالحل فأنفرجت أساريره ووافق علي الحل علي الفور وعلي ان تكتم الأمر عن الجميع ؛ ففاضت عيونها اللوزيتين بدموع الفرحة والسرور ورفعت أحدي حاجبيها كدليل علي تفكير عميق في الحل وكيفية تنفيذه ؛ ونظرت الي السماء لتحمد رب العالمين علي إلهامه إياها الحل.