Rashasalem

شارك على مواقع التواصل

وحلقت الطائرة بها لتصل إلي وجهتها حيث تقيم جدتها رحمة الله عليها في أحدي القري الفرنسية ذات المناظر الطبيعية الخلابة ؛ وما أن رأتها والدتها حتي أجهشت ببكاء حار لرؤيتها قرة عينيها أمامها تحتضن أحزانها بتلك المحنة؛ ومرت الأيام والأقارب والأصدقاء يتوافدون علي المنزل الريفي الدافيء وذكريات "تاليا" مع جدتها في كل ركن بالمنزل له أثر ودليل ؛ وعلي الجانب الآخر تأثر "عمر" لغياب "تاليا" فأصبح دائم الصمت عند دخوله وخروجه بالدار حتي آثار دهشة الجميع لتغيره المفاجيء بما فيهم والده ؛ وحاولت "تاليا" أن تقنع والدتها بالسفر معها للقاهرة ولكنها رفضت لحزنها الشديد علي وفاة والدتها وعدم مقدرتها علي فراق منزلها وذكرياتها وزيارتها لقبرها شبه اليومية ؛ لتغادر "تاليا" الأراضي الفرنسية عائدة لوطنها مصر ؛ وأستقبلها كل العاملين بالدار بفرحة عارمة حتي " الجن " المسئول عن صف السيارات فرح فرحة عارمة لقدومها وفرح أكثر لأنها تذكرته بغطاء للرأس جديد من فرنسا وظل يرقص فرحا غير مصدق بأن هناك من يعامله بأنسانية ويعتبره من من ضمن باقي البشر؛ ورأت عيون " عمر " تتلألأ كنجوم أضاءت السماء في ليل مرتحل حالك جزل لرؤيتها ؛ بل صافحها بحرارة أدهشتها قائلا : " حمد لله علي سلامتك لعلك بخير ممكن تشرفيني في مكتبي بعد أذنك " وأصاب الجميع الذهول و" تاليا" أيضا فأجابت : " ح اطمن علي الشباب وأجي لحضرتك بالمكتب " لتفاجيء بفريق عملها يستقبلها بترحاب وقد زينوا قاعة الرسم بالزينة فرحا لقدومها وأحتضنت الجميع فلقد تملكها الأشتياق إليهم وتسارعوا في أخبارها عن أن كل التصميمات التي تم تنفيذها في غيابها وتلهفهم لرؤيتها ؛ وفرحت لدقة التنفيذ والمهارة بالخياطة وأثنت علي الجميع وقدمت الشكر الوافر بأن نجاح العرض سينسب إليهم جميعا وليس لها وحدها ؛ وتركتهم لتطرق باب مكتب " عمر" لتجده في أنتظارها ليجدد عرضه في دعوتها للعشاء الليلة وأمام أصراره لم تستطع أن ترفض وأتفقا علي أن يمر " عمر" عليها في تمام الساعة الثامنة ليدعوها إلي مطعم لطيف علي حد قوله تم أفتتاحه بالتجمع حيث منزلها ؛ وأطل القمر ليضيء وجه "عمر" لرؤية " تاليا " بفستانها الأزرق الذي أضفي عليها جمالا يليق بجمال عيونها اللوزية والمكحلة بخفة ودلال لتبرز جمال ملامحها الربانية ليسرع لألتقاط يدها ويلثمها بشفتيه؛ ليتمتم : " جمالك فاق جمال القمر في ضياؤه أنتي النهاردة جميلة أوي وح يحسدني كل الرجالة عليكي النهاردة وعيونهم حتلاحقك في كل مكان والحقد مالي عينيهم لانهم بيتمنوا يكونوا مكاني" وأسرع لأصطحابها لسيارته وقام بفتح باب السيارة لها كنوع من التهذيب وظل يسترق النظر إليها طوال الطريق ؛ ووصلا لوجهتهما لتجد مطعم يضج بالرواد وأصوات موسيقي صاخبة أزعجتها في البداية ولكن من قواعد التهذيب ألا تعبر عن أستياءها وتمنت أن تنتهي تلك الليلة فهي لا ترتاح لتلك الأجواء وترغب في الإسراع إلي منزلها ؛ واصطحبهما النادل للمائدة المحجوزة مسبقا وتقدم "عمر" ليسحب المقعد لها حتي تجلس عليه ؛ وأنزعجت " تاليا" من تلك الموسيقي الصاخبة والأجواء التي تنم عن مظاهر كاذبة مخادعة فهي لا تميل لتلك الأجواء المترفة الزائفة فيكفيها أن تتناول العشاء أما بمنزلها في هدوء أو في أحدي المطاعم الهادئة التي تدير موسيقي تكاد تكون هامسة أحتراما لنعمة الطعام وتناوله ؛ وظهر جليا علي ملامحها مظاهر عدم أرتياح وأندمج " عمر " في حديث علي هاتفه مخالفا لقواعد التهذيب وندمت " تاليا" علي قبولها لدعوته علي العشاء لتقف مسرعة باندفاع ليسقط مقعدها لتسير نحو باب الخروج غير عابئة بصرخات " عمر " مناديا بأسمها أن تتوقف أو تنتظره وتصادف مرور سيارة أجرة أوقفتها لتستقلها مسرعة لمنزلها وقد تملكها الغضب من هذا الموقف المشين الذي تعرضت له علي يد هذا المغرور عديم الأخلاق والتهذيب ؛ وحمدت الله في سرها بأن غروره وأنانيته آبت بأن تسمح له بأن يلحقها ؛ وصعدت لمنزلها وبدلت ملابسها وتحدثت إلي والدتها لتهدهد نبرات صوتها المحببة بلغتها الفرنسية البالغة العذوبة نبضات قلبها المضطرب من شدة تملك الغضب له ؛ ونامت مسهدة تتقلب بين جنبات أرق مؤلم وغيظ دفين.
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.