فوضت "تاليا" فريق عملها بمتابعة العمل علي اللمسات الأخيرة من خط الأنتاج الجديد وأغلقت بعدها هاتفها لتقضي يومها منفردة بالطبيعة بأحدي المتنزهات حيث قضت نهار لطيف بين أحضان الطبيعة ولعبت مع الأطفال بالحديقة المخصصة لهم حيث المرح واللعب وأحضان تغمرها الكفوف الصغيرة التي من حلاوتها تقاوم بشدة ألتهامها ؛ وكم كان نهارا رائعا أزال آثار غضبها من تلك الليلة المرهقة الماضية ؛ وتناولت " تاليا" عشاء خفيف لتختتم جمال هذا اليوم لتستغرق في نوم عميق ؛ وجاء يوم العرض المرتقب لتصميماتها وظلت تدور محلقة كالفراشة كالعادة بين عارضات الأزياء لتطمئن علي اللمسات الأخيرة لمظهرهن وقطع الحلي المتلائمة مع كل فستان أو طقم ترتديه العارضات وكم كانت رائعة العارضة بفستان الختام فستان الزفاف وقد صاحبتها بنهاية العرض لتحيي الحاضرين وأنهمرت أعداد الحجز لكافة القطع بكل مقاساتها وتصميماتها وكذلك الحلي وكان هناك ممثلين عن مجلات التي تختص بالموضة العالمية تغطي الأحداث وكانت هناك لقاءات صحفية عديدة مع "تاليا" و "هارون" بصفته مالك لدار الأزياء حيث عبر عن أمتنانه لها لنجاحها في إصدار تلك التصميمات بتلك الروعة والتألق وأستعادة الدار مجدها بفضلها وأنتهت الأسئلة وأطفأت الكاميرات أنوارها معلنة أنتهاء حدث عظيم في عالم الموضة والجمال ؛ وهنأ الجميع " تاليا " علي نجاح العرض ليظهر أمامها " عمر" بوجه عابس يا لها من نهاية بائسة ليومها الجميل ليلتقط ذراعها بيده ضاغطا ليجبرها علي الحديث معه في ركن بعيد وتألمت من قبضته وحررت ذراعها منه غاضبة : " أيه اللي بتعمله ده مش كفايه الليلة اللي باحاول أمحيها من ذاكرتي لأنها أسوء ليلة مرت عليا " فرد عليها غاضبا :" ممكن تبطلي كلام وتسمعيني أولا أنتي يومها جريتي زي المجنونة واحرجتيني وخليتي شكلي وحش قدام الناس يقولوا عليا أيه مافيش واحده تجرؤ أنها تعمل كده معايا ؛ وبعدين أنا عملت أيه يعني لكل ده ؟!! علشان يعني كنت باتكلم في الفون ما عادي يعني وبعدين لو كنتي صبرتي أنا كنت ح أقفل وأعرض عليكي عرض بتحلم بيه كل البنات وتتمني تطوله " فأجابت بغضب مماثل : " عرض أيه بقي ؟" فرد قائلا:" كنت حاعرض عليكي نيل شرف الجواز مني " وهنالك أنطلقت ضحكة عالية من "تاليا": " شرف الجواز منك أنت ؟!! تصدق ضحكتني بس نكتة لطيفة أووي بجد ؛ هو أنت فاكر نفسك إيه ولا مين؟!! وفاكر أنك لما أخدتني لمكان كله موسيقي عالية ومزعجة زيك وكمان طريقتك اللي مفهاش أي تهذيب أو ذرة أخلاق أنك تكون مع حد وتتكلم فالتليفون ودي قمة قلة الذوق ؛وبعدين أنت بتتوهم أو فاكر بتستعرض قدامي أنك واوو ومحصلتش وبتغيظ الرجالة بيا ؛ ياريت تفوق لنفسك ووفر عرضك ده لواحدة تكون عقلها فاضي وأجوف من جوا زيك ؛ أنا ميشرفنيش أتجوز واحد زيك مغرور وتافه ومالوش أي هدف فالحياة وبيسخر من أي حد ناجح علشان يداري ضعف شخصيته ونقط ضعفه ونقصه ؛ باي باي " وأنطلقت مغادرة المكان وهي جزلة بما تحدثت به و كامن بداخلها ؛وعند وصولها لمنزلها هاتفت " هارون " لتبلغه أعتذارها عن أكمال العمل بالدار وبأنها مطمئنة لفريق العمل وبأن أعضاؤه ذو كفاءة عالية وانها ستظل علي تواصل وترحب باي تعاون لأنها ستعود لفرنسا لتقبل عرض عمل بأحدي دور الأزياء الهامة وأجلت موافقتها لحين إنهاء عرضها وواجبها نحو الدار؛ وحاول أن يثنيها عن قرارها ولكنها أصرت فما كان منه سوي الرضوخ لرغبتها والحزن يعتصر صوته ؛ وفي اليوم التالي تحدثت لمساعدتها لإبلاغها باعتذارها عن العمل وأن تحزم أدواتها الخاصة وترسلها لها علي منزلها وأن تبلغ فريق عملها بدعوتها لهم لحفلة وداع قبل سفرها ؛ وأستقلت طائرتها وهي تحتضن حقيبتها التي أمتلأت بافكار جديدة لتصميمات تعدها لوظيفتها الجديدة لتفاجيء بأبتسامة مرحبة من المضيفة وهي تسلمها نسخة من مجلة موضة عالمية وقد تصدرت صورتها الغلاف.
تمت
بقلم / رشا سالم