محمد حسن عبد الجابر

شارك على مواقع التواصل

- 6 -
خضعت الروبوتات ( المخبولة) و التى أصابها فيروس ( جنون الروبوتات ) و تم صيانتها على يد المهندس المصرى محمود طايع ، للمراقبة و الملاحظة أثناء عملها على حسب نوع النشاط الذى تم تسخيرها من أجله ..
يتم كتابة تقارير يومية بحالة هذه الروبوتات التى تعمل فى مصانع و شركات متنوعة بالجانب الشرقى لـ ( مدينتنا ) .. يتم أرسال هذه التقارير بصفة دورية لمكتب الجزيرى ليقوم بفحصها و دراستها و متابعة الحالة الفنية لهم .. مضى أسبوعان على صيانة الروبوتات المصابة و أنخراطها مرة أخرى فى العمل ، بعد الأطلاع على التقارير و الحالة العامة لهذه الروبوتات خلال الأسبوعان الماضيين .. سادت حالة من الأطمئنان و زادت الثقة في مراكز صيانة ( مدينتنا ) و بالأحرى أرتفع شأن محمود
مهنياً و أرتقت مكانته لدرجات أعلى ..
كانت هذه الثقة المستمدة من واقع الأحداث الماضية وراء الدافع فى أن يستقر الجزيرى بدعم من الماظة و المنفلوطى على أرسال إيميل للشركة اليابانية الموردة للروبوتات ، يكون فيه نص الرسالة لاذعاً ..
بالفعل تم أرسال الإيميل و كانت به عبارات زجر و توبيخ لما أرتكبه مهندسون شركتهم تجاه روبوتات ( مدينتنا ) مما أثر على عجلة الأنتاج !!
بعد ساعة زمن واحدة من أرسال إيميل مصرى يكشف التلاعب اليابانى .. تم الرد بـ إيميل يابانى لكشف سوء الفهم المصرى الذى وقع جراء ما حدث الفترة الماضية .. جاء نص الإيميل اليابانى كالتالى :
ما حدث كان ضمن خطة الدورة التدريبية .. و هذا كان يمثل الجزء الأخير من الأختبار الذى وضعه المدربين اليابانيين ..
*************************
داخل منزل طايع قد تغير الوضع فى أكثر من موضع ، بعد أن وافق طايع مرغماً من تلقاء نفسه على شغل وظيفة محاسب فى محل أبو كرش ..
كانت الحاجة زكية تقف كعادتها فى المطبخ وسط الأبخرة الكثيفة .. كانت الأغانى تصدح من غرفة محمود .. اللون الجديد الذى يصبغ الأغانى بغرفة محمود هو اللون الرومانسى .. لقد أستشعرت الحاجة زكية التغيير الذى طرأ على منزلها و أسرتها الصغيرة .. زوجها طايع يذهب مرغما للعمل مع شخص لا يطيقه و لكن هذا أفضل وضعا من البقاء فى المنزل دون عمل ، أبنها محمود قد تغير مزاجه و أصبح يستمع لأغانى رومانسية و هيمنت عليه حالة من الهيام و الغرام ..
لاحظت الحاجة زكية التغيرات التى طرأت على حياتها الأسرية ، لكن حالة محمود العاطفية قد أسترعت أنتباه والدته و شغلت مساحة كبيرة من ذهنها ..
أنهت الحاجة زكية طهى الطعام و خرجت من المطبخ و لم يأتى طايع بعد .. و هذا طبقاً لمواعيد العمل الجديدة بمحل أبو كرش ، تجولت بنظراتها فى المنزل و لم يكن معها فيه غير محمود .. لذلك لم تجد غير غرفة محمود تصلح لتطرق بابها و هى تنادى عليه أفتح يا مسهوك !!
فتح محمود باب الغرفة و هو يبتسم لها و قال : مسهوك أرحم من فاشل .. أمتى بقى هتفتكرى أن أسمى محمود .. دة أنتى اللى مسميانى !!
مددت الحاجة زكية ساقيها فوق سرير محمود و طلبت منه أن يخبرها عن مبرر للحالة العاطفية التى أصابته تزامناً مع الوظيفة الجديدة .. و سألته :
هل تحب صاحبة العمل الجديد ؟؟
فضحك محمود و قال لها : لا .. الأبنة !!
كاد محمود أن يفصح لوالدته عن الجزء الخفى فى حياته ، لكن كسر مجئ والده طايع هذه اللحظة و فض هذه الجلسة ، لا سيما و أن طايع كان فى حالة يرثى لها و كانت تصرفاته توحى بالغضب و كلماته
تؤكد بأنه مصاب بحالة نفسية مأزومة ..
سألته الحاجة زكية و قد تملكها القلق : مالك يا حاااج خير ؟
رد طايع بصوتاً أجش : و هيجى منين الخير و أنا شغال مع أبو كرش
اللى بالع فى كرشه كل الخير !
انا لا يمكن أكمل فى المحل دة ..
دة عايزنى أقبل أوضاع غلط فى الشغل و يقولى :
مشى حالك حالك يمشى .. أو امشى !!
***************************
كان الجزيرى يتفقد الجيميل و يستطلع الإيميلات المرسلة له ، فأستوقفه إيميل الشركة اليابانية ،
و قد جاء نص الإيميل المرسل من الشركة اليابانية كالتالى :
ما حدث كان ضمن خطة الدورة التدريبية .. و هذا كان يمثل
الجزء الأخير من الأختبار الذى وضعه المدربين اليابانيين ..
فذهب إليهم الرد على هذا الإيميل كالأتى :
و ماذا بعد أجتياز الجزء الأخير من الأختبار بنجاح ؟!!
فتم الرد من الشركة اليابانية على إيميل الجزيرى بمفاجأة جديدة :
تم أهداءكم دورة مكثفة مجانية فى كيفية صناعة الروبوتات ، هذه المنحة لفردا واحداً .. و ستقام الدورة بمقر شركتنا فى اليابان ..
برجاء التأكيد للتجهيز و شكراً لكم على تعاملكم معنا ..
تمكن اليابانيين من أرباك الجزيرى و أصابته بحالة من التفكير الضبابى ، تواصل الجزيرى هاتفياً بالماظة و المنفلوطى و عرض عليهم التطورات بشأن الشركة اليابانية ، فكان جوابهم حاسماً و قاطعاً بأستغلال هذه الفرصة أياً كانت نواياهم و أرسال المهندس محمود طايع للأستفادة من هذه الدورة و أن ينهل قدر المستطاع من خبراتهم لينقلها لزملائه فى مراكز صيانة ( مول المستقبل ) و بدء تنفيذ الخطوة المستقبلية التى طالما حلم بها الماظة منذ بادئ الأمر ..
*****************
كما أقر خبراء الحياة .. أن فى حياة كل إنسان موقف
لا تعود الحياة بعده كما كانت من قبل ..
ظهر أيضاً خبراء فى الحب و أفترضوا .. أن فى حياة كل أنسان شخص
لا تكون الحياة فى وجوده كما كانت من قبل ..
ظهور محمود فى حياة جميلة و كذلك وجود جميلة فى حياة محمود ،
أحدث فارقاً ظاهراً للجميع حتى لضعاف البصر ..
لقد غيرت جميلة أسمها المستعار ( وردة الجنة ذبلت فى جحيم الحياة ) بعد أن لازمها لسنوات .. ليصبح ( وردة الجنة تتفتح ) ..
ظهور محمود فى حياة جميلة كان له فضلاً كبيراً فى تبديل أسمها المستعار .. كما أن محمود قد صارح جميلة أن ظهورها فى حياته له الفضل أيضاً فى أن يغير أسم صفحته من ( موطن الفاشلين ) إلى ( معاً نصنع النجاح ) ..
و أخبرها أنه كان يقصدها عندما سجل الأسم الجديد
و أن - معاً - تعود عليهما هما الأثنان !!
كان محمود يعيش أزهى أيامه الرومانسية و لم يسبق له قط أن مر بمثل هذه الحالة أو تذوق مثل هذه المشاعر التى تغمره الأن ، و قد لاحظت والدته زكية ذلك و قد علقت عليه ..
كذلك جميلة كانت تنتابها حالة من الغرام كانت أقوى من
قدرتها على أخفائها أمام والدها الجزيرى ..
الجزيرى كان لا يصارح جميلة مباشرةً بما يلاحظه ، لكن كلماته كانت تؤكد لجميلة أن والدها على دراية كاملة
بالتغيرات التى طرأت على شخصيتها و حياتها ..
صرح لها عن سعادته لأقبالها على خطوة تغيير أسمها المستعار و أخبرها أنه سيكون أسعد لو أخبرته الدافع وراء هذه الخطوة الإيجابية ..
أكدت له جميلة أن لقانون الحياة قوة قادرة على تغيير البشر !
رد عليها الجزيرى بلهجة أصطناع التأثر :
أنتى محقة فى ذلك .. بمناسبة تغيير البشر .. لقد تغير محمود .. و قرر أن يتخلى عن مراكز صيانة المدينة و وافق على عرض الشركة اليابانية ، و سيسافر للإنضمام لفريق عملهم !
قالت جميلة فى فزع : متى حدث هذا ؟!!
أبتسم الجزيرى و قد لمعت عيناه .. فأنتبهت جميلة أن والدها قد لاحظ أرتباكها .. حاولت جميلة أحتواء الموقف و التشويش على أندفاعها لكن كانت محاولتها دون جدوى ..
************************
كان للجزيرى عينان أقرب لعينان الصقر فى حدتهما و عقل أقرب ما يكون لعقل الثعلب فى مكره .. لقد كان الجزيرى ثاقب النظر لدرجة مكنته من كشف بوادر الحب فى فؤاد أبنته جميلة ، و كان يمتلك من الدهاء
ما يكفى لمحاربة هذه العلاقة و وأدها فى مهدها ..
تواصل الجزيرى سراً مع الشركة اليابانية دون علم الماظة أو المنفلوطى ، و أرسل إليهم إيميل يعرض عليهم فيه تطبيق نظام الأحتراف فى الصناعة كما يحدث فى الرياضة .. أرسل إيميل بما يفيد أن يستقر محمود فى العمل لديهم مدة لا تقل عن ثلاث سنوات و فى المقابل يقوموا بأرسال مهندس يابانى خبير فى صيانة الروبوتات و تصنيعها ليحل محل المهندس المصرى بمراكز صيانة المدينة .. و أكد لهم أنه سيتحمل كافة التكاليف المطلوبة لأتمام هذه المهمة !!
جاء رد الشركة اليابانية من خلال إيميل و كان على النحو التالى :
لا مانع من تطبيق فكرة الأحتراف و الأعارة ، لكن يتحتم موافقة جميع الأطراف .. سوف نعرض الأمر على المهندس المصرى عند مجيئه و فى حالة موافقته فنحن جاهزين لأرسال أحد المهندسين اليابانيين الخبراء فى هذا المجال ..
***************************
عندما يكون نظام العمل فى سياق العمل الجماعى و يكون الفريق بأكمله على قلب رجلاً واحداً .. تكون المحصلة النهائية ممتازة ..
لقد أدى القائمين على مشروع أستصلاح الأراضى الصحراوية كل ما بوسعهم لأنجاز الإجراءات اللازمة لأنجاح هذا المشروع ..
تمكن الماظة و الجزيرى من تسخير علاقاتهم القوية المتشعبة فى خدمة مشروع الزراعة بالمدينة .. لقد تم الأنتهاء أخيراً من بناء محطة معالجة مياه الصرف الصحى فى مدة لم تزيد عن خمسة أشهر ،
و هذا زمن قياسى لأنجاز مثل هذه المهمة !
كما تم خلال هذه المدة الحصول على الأعتمادات الفنية بعد الإنتهاء من مرحلة الفحص من الجهات المسئولة ، وذلك للتمكن من أستيراد المعدات الكهروميكانيكية لأستخدامها فى المعالجة الثلاثية ..
تم فتح باب التقدم لشغل وظائف عديدة و متنوعة فى هذا المشروع العملاق الذى سيبتلع أعداداً مهولة من مواطنين ( مدينتنا ) و سيساهم بشكل كبير فى حل أزمة البطالة التى ضربت المدينة ..
بدأ الأستقرار يعرف طريقه لـ ( مدينتنا ) ، كان الهدف الأساسي الظاهر لهذا المشروع هو المساهمة فى حل مشكلة البطالة بالمدينة .. لكن لعب مفكرين و رجال أعمال المدينة على أتجاه أخر غير معلن و هو التركيز على زراعة القمح و لكن أيضاً أعطاء مساحة عادلة لزراعة بعض الحبوب و الغلال الأخرى الصحراوية و كذلك الخضروات مثل : البطاطا و القرع العسلى و الباذنجان و البصل و الملوخية و الخيار و الفلفل و أيضًا البطيخ و الشمام التى يمكن زراعتها فى أراضى المدينة الصحراوية ، و ذلك لتوفير السلع الإستراتيجية التى لا تمكنهم من تحقيق الإكتفاء الذاتى للمدينة فحسب بل و بدء مرحلة التصدير أيضاً و النهوض بأقتصاد المدينة ..
*****************************
بعد مرور شهر ...
كان محمود قد عاد من اليابان بعد أن أنهى بنجاح المأمورية التى تم تكليفه بها ، و عاد لينقل الخبرات التى أكتسبها من الخبراء اليابانيين لزملائه المبتدئين المصريين .. لم يكتف بذلك فحسب بل شرع فى أولى خطوات تصنيع الروبوت !
كان محمود يجلس على مكتبه الذى تم تخصيصه له منذ أن تولى منصب مدير مراكز صيانة ( مول المستقبل ) ، كان يأخذ قسطاً من الراحة مع الأستمتاع بكأس ملئ بعصير المانجو و تغوص فيه قطع من المانجو .. جال فى خاطره صديقه خالد فقرر أن يتصل به هاتفياً .. رد عليه خالد و على غير العادة بادر محمود و طلب منه أن يقابله على المقهى الذى يجتمعان فيه على فترات متباعدة .. لبى خالد طلب صديقه و أتفق معه محمود على الموعد و كان بعد ساعة من الأتصال الهاتفى فأخبره خالد أن لا بئس فالوقت مناسباً له ..
على المقهى كان يجلس محمود قبل الموعد المحدد .. دقائق و ظهر خالد و هذا يعنى أن الساعة قد دقت السادسة مساءً .. أيقن محمود ذلك بعد النظر فى ساعته فهو يدرك مدى مصداقية مواعيد صديقه خالد ، لذلك داعبه محمود بعد مصافحته و قال له : سأطلق عليك أسم خالد اليابانى لدقة مواعيدك !!
أبتسم خالد و قال له : أراك منبهراً باليابانيين بعد سفرك لبلدهم ..
و سحب كلاً منهما مقعداً و جلس عليه و طلب خالد من صديقه
أن يخبره بتجربته فى السفر إلى اليابان ..
كان محمود يسرد له و خالد يستمع له مستمتعاً بما يسمعه و أبدى أعجابه لمحمود بتجربة الروبوتات برمتها .. كان خالد منبهراً بالتطورات التى تحدث فى مجال التكنولوجيا بالمدينة ، و بالأحرى بالأتجاه الذى سلكه رجال أعمال المدينة و تأسيس مراكز صيانة للروبوتات ..
ففاجأه محمود أن هذا كلاماً قديماً و أنه يعيش الأن مرحلة أنتقالية أخرى و أخبره أنه شرع فى تصنيع روبوت كامل ، أخبره خالد أن المنحة قد أتت بثمارها و قال له مازحاً : لو مكثت هناك أكثر من ذلك كنت ستعود إلينا لتطرح فكرة تصنيع سفن فضائية و بيعها للرماديون ..
ضحك محمود و أخبره أن الشركة اليابانية بالفعل قد عرضت عليه العمل لديها بعقد لمدة ثلاث سنوات ، و لكنه رفض فعرضت عليه الشركة اليابانية مرتب مغرى و لكنه رفض أيضاً و تمسك بتنفيذ حلمه فى وطنه الحبيب مصر ..
رد عليه خالد و قد لمعت عيناه بالأعجاب و قال لصديقه مازحاً :
سأمنحك إذاً لقب محمود الوطنى ..
و أستطرد خالد و قال له :
لكن حقآ خطوة تصنيع الروبوتات فى ( مدينتنا ) بمثابة إنجاز عظيم ..
أبتسم له محمود وقال له : ما نعتبره نحن إنجاز فهو بمثابة نشاط يومى فى دولة اليابان و العديد من الدول المتقدمة الأخرى .. هم لم يكتفوا بصناعة الروبوتات لإنجاز العديد من المهام الصعبة فقط ، بل يخططون لتصنيع روبوتات تمتلك مشاعر أنسانية ، تحب و تكره كالأنسان ..
هم يستعدون لأدراج الروبوتات فى الحياة مثلها كمثل البشر و سيسهلون
إتاحة الزواج من الروبوت فيما بعد !!
كان خالد يستمع لمحمود و قد شهق انبهاراً لما سمعه ..
ثم سأل محمود صديقه عن مشروع الزراعة الذى تحول من مجرد حلم قديم لخالد و أصبح الآن حقيقة ملموسة على أرض الواقع ، تحدث معه خالد بفخر عن نجاح المشروع فى خطواته الأولى و التطورات الإيجابية التى ظهرت بوادرها و أنهم يمضون قدماً فى الطريق الصواب ..
كان محمود سعيداً لنجاح صديقه و لكنه آفاقه من حلمه الواقعى عندما سأله عن أخبار طليقته و أخبره أن الوقت بات مناسباً لكى تنصلح بينهما الأمور و تعود لسابق عهدها .. تبدلت ملامح خالد و أخبر صديقه بنبرة أنفعال : لا أمان لامرأة تخلت عن زوجها فى أزمته .. لقد أنتهى هذا الموضوع للأبد ..
حزن محمود لصديقه و تمنى له التوفيق فى حياته القادمة .. و قال له على أستحياء أنه يريد منه طلباً و أخبره أنه لو تمكن من أنجازه
فلن ينسى له هذه الخدمة ..
قال له خالد فى لهفة : أوامر يا صديقى .. خير ؟
قال له محمود :
أرغب فى تعيين والدى فى وظيفة محاسب فى مشروعك الضخم ..
أبتسم له خالد و قال له : هذا أمراً سهلاً .. لقد توقعت ما هو أعقد من ذلك .. لكن أعذرنى فى سؤالى يا صديقى : لماذا لم تقوم بذلك و قد أصبحت مديراً لمراكز الصيانة و بالطبع تمتلك الصلاحية لتقوم بمثل هذا الأمر ؟!
رد محمود قائلاً : أنت محق يا صديقى فلدى الصلاحية لتنفيذ ذلك ..
و لكن سيكون الوضع محرجاً اذا قمت به لأنى وقتها سأكون مديراً
و والدى موظفاً تحت إدارتى ..
من المستحيل أن يقبل الحاج طايع مثل هذا الوضع !

************************
عند أستخدام إمكانية التصوير الجوى فوق مدينة ( مدينتنا ) و سمحنا لطائرة ريموت كنترول مزودة بكاميرا أن تلتقط صوراً للمدينة من الأعلى ، سنجد أن أكثر من نصف المدينة يعكس اللون الأزرق و لا سيما الجانب الشرقى للمدينة ..
هذا اللون الذى أكتسبته فيلات الجانب الشرقى فى أعلاها يرجع لذكاء رجل الأعمال أحمد الماظة مؤسس ( مدينتنا ) ، و الذى عزم على تثبيت ألواح شمسية عملاقة على أسطح فيلات الجانب الشرقى ..
الماظة يمتلك مصنعاً صغيراً فى الجانب الشرقى نشاطه هو شحن بطاريات الطاقة الشمسية ، و هذه البطاريات ذات دورة عميقة و هى تعمل على تخزين الطاقة الكهربائية التى تولدها الألواح الشمسية الفولتوضوئية أثناء النهار فى وقت سطوح الشمس .. سواء من الألواح الشمسية المثبتة على أسطح الفيلات أو من الألواح الشمسية العديدة الأخرى المثبتة بحرفية عالية
بالقرب من مصنع البطاريات الشمسية ..
بالطبع كان ثمن هذه الألواح الشمسية المثبتة على أسطح الفيلات غير مضاف على ثمن الفيلات المباعة ، لأن الماظة هو المستفيد من تثبيت هذه الألواح .. لكن كان لابد أيضاً من مهاداة أصحاب هذه الفيلات لموافقتهم على وجود هذه الألواح الشمسية فى محيط سكنهم ، لذلك قام الماظة بأنشاء محطة شحن كهرباء صغيرة يظهر دور هذه المحطة فى حالة أنقطاع التيار الكهربائي عن المدينة حيث تقوم بأنارة الجانب الشرقى بأكمله مجاناً
حتى عودة التيار الكهربائى مرة أخرى ..
أما بالنسبة لشحن بطاريات الطاقة الشمسية التى ينتجها المصنع فيقوم الماظة بتوريدها لبعض مصانع المدينة التى تحتاجها فى صناعاتها المختلفة ..
ما حدث من تطورات تكنولوجية فى ( مدينتنا ) قد نشط الحافز لدى الماظة لأن تستمر عجلة التكنولوجيا فى المدينة فى الدوران و الإبتكار ..
أخذت الفكرة وقتاً طويلاً لأن تختمر برأس الماظة
حتى بات الوقت مناسباً لتطبيقها ..
أستغل الماظة علاقاته الأخطبوطية و تواصل مع
( جهاز تنظيم مرفق الكهرباء و حماية المستهلك ) للحصول على تراخيص أنشاء محطة شحن كهرباء كبيرة فى الجانب الشرقى و مما سيسهل الوضع تواجد عدداً كبيراً من الألواح الشمسية بالجانب الشرقى ..
و تزامناً مع أستخراج التراخيص و الحصول عليها قام أيضاً الماظة بمراسلة شركة ( تيسلا ) فى فريمونت فى كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية
لأستيراد سيارات كهربائية !
ثم أعلن الماظة على جروب المدينة أنه سيتم أتاحة سيارات تعمل بالكهرباء من طراز ( تيسلا ٣ ) و سيتوفر منها ثلاث فئات مختلفة
و ستتباين أسعارها على النحو التالى :
50 الف دولار .. 58 الف دولار .. 69 الف دولار ..
على من يرغب فى تسجيل أسمه لحجز أحدى فئات سيارة ( تيسلا ٣ ) الكهربائية فليتقدم لمقر مصنع ( مدينتنا) لبطاريات الطاقة الشمسية لتأكيد الحجز ...


*********************
1 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.