7salmashazly

شارك على مواقع التواصل

ايها الاخوة المواطنين نحن الان على موعد وملتقى مع البراعم الصغار وشباب المستقبل ابنى العزيز وصغير اختى الراحله فى فصلهم الدراسى وقد انقضت اجازة نصف العام.

   وقد تخيرت انا وامى والوالدة رجاء ادخال الصغيرين نفس المدرسه وقد اصطفينا مدرسة ازهرية لاتمام تعليمهم الابتدائي وافضل جانب ان كلاهما  يحفظ ما يسر له من القران الكريم وهذا خير الهم من ان يكونوا مثل من في سنهم ويؤذون مره بسببهم ويقذفون الالعاب الناريه سيارات الاجره ويحفظون اغاني المهرجانات الشعبيه عن ظهر قلب ويطبقون ما قيل فيها دون فهم او تربيه او وعي من قبل اهاليهم الذين سمحوا لابنائهم بان يكونوا نسخه من قاطع الطريق والبلطجيه وان سالت اين الاباء فقط يربون لحوما في اجساد والحجه نؤمن مستقبلهم بالمال ياسين ان ان تربيه العقل والروح على الدين والاخلاق بامر من الله تزيد الرزق والا اذا غابت تلك النعمه نتج لنا من هؤلاء الصغار جيل من البلطجيه وقطاع الطرق واللصوص على حق حتى يرضون ملذاتهم التي كان بها اشباه الاباء والامهات وانا لا اعمم السرد والبيان فهناك دائماً الخير والشر والطيب والخبيث.

   ولكن اعذروني اخذتكم في مناطق اخر اما عن قره عيني وعين اختي فقد كان يجلسان بجوار بعضهم البعض في المقعد الامامي بالصف الملتصق بالجدار وقد جاء دور مروان في حصه القران تسميع ما حفظه وقد باشره المعلم ذو اللحيه السوداء والراس خفيف الشعر منظار الطبيه المعدنيه الفضيه قائلا: يلا يا مروان سمع

   ليقف ذلك الشبر ونصف ويعطي زراعيه امام صدره المغطى بالقفطان الصغير ويبدا في الحديث وتسميع الايات ولكن يقف في المنتصف وينظر الى المعلم قائلا ببراءه:  مستر انت عارف ان جدو متجوز اثنين

   ليكتم ذلك المعلم ابتسامته ويهز راسه بياس قائلا: عارف يا مروان عارف قلت لي 100 مره ان جدو متجوز اتنين كمل بقى

    ليهز مروان راسه ويكمل التسميع ولكن توقف مره اخرى وقد خرج عن سياق الحديث مرة اخرى قائلاً: عارف يا مستر ماما ودت الراجل الوحش للبوليس وكان معاه مطوة.

  خلع ذلك المعلم نظارته ومسح وجهه بنفاذ صبر قائلاً: عارف يا مروان قولتلى ممكن تسمع بقى.

  ليهز مروان راسه بسرعه ويكمل حتى انتهى ومن ورائه بلال الذي يتسم بالهدوء قليلاً عن مروان ومن ثم الصبى الذى يليه ولكنه بدلاً من ان يتلو ما تيسر له ان يحفظه من الذكر قال بسخرية وهو يشير الى وجه مروان وبالاخص الى وحمة  وجهه السوداء: يا مستر الواد ده وشه محروق.

  وقد ضحك الاطفال بصخب وسخريه الا بلال الذي شعر بالحزن بالتجاه رفيقه وقد غورقت عيني مروان بالدموع لقد شعر بالحسره وكان الذي بوجهه هو من صنع ليس من عند الله.

   ولكنه رفض البكاء وتمسك برباط جاشه حتى لا يراه احدا يبكي وقد هم بلال بالصراخ في وجههم لولا المعلم الذي اخذ يطرق بحده على طاوله مقعده حتى هدئ جميع الاطفال وبدات في نظراتهم الرعب وهم يرون ذلك المعلم الحليم دائما غاضبا الان وقد بدا يدركون فضاعت فعلتهم عندما خلع المعلم نظارته الطبيه وضعها جانبا ورفع سبابته قائلا بتحذير وواعيد: سنه اولى دي اول واخر مره متريق على ربنا قال بسم الله الرحمن الرحيم ولا يسخر قوماً من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم نقوم احنا ننسى كلام ربنا ونتريق على زميلنا وغير كده هو في حد فينا كامل وكل واحد فينا عنده حاجه ناقصاه ما فيش حد فينا احسن من الثاني الا اللي ربنا بيحبه انا هعدي المره دي بس لكن لو اتكررت هنضطر نروح عند الاخصائيه وقبل الاخصائيه هيكون في استدعاء ولي امر ما حدش يزعل لما بابا وماما يعرفوا اللي انتم عملتوه اتفضلوا اعتزروا من زميلكم.

  مسح مروان عينيه بظهر يده بسرعه قبل ان يراه احد وقد بدا زملائه بالاعتذار منه وقد قبل بعد ان قال له معلمه: الرسول عليه الصلاه والسلام يوم فتح مكه سامح الاذان مش عايز تبقى اخلاقك زي اخلاق الرسول؟!

  هز مروان رأسه نافياً قائلاً: ببراءه الاطفال لا عاوز ابقى زي الرسول.

  ابتسم له الملوم قائلاً: يبقى تسامح زمايلك وهم مش هيكرروها تاني ولو كرروها تاني وعد مني انا اللي هجيب لك حقك.

  وهكذا فُض وأُخمد شرار الشجار وانتهى ولكن هل يزول اثر ووقع الكلمه على قلب مروان بسهوله؟!

  بالطبع لا!

 
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

صباح الخير او مساء الخير حسب التوقيت المحلى لقارئ هذا الجزء من الحكاية فالان نحن على موعد جثه غريبة الاطوار اجبرتنى على تغير حساباتى ليس فقط في حياتى العملية بل وعلى المستوى الشخصى والاجتماعي أيضاً.

   فهناك كنت اجلس في مكتبى بالمشرحة ابحث في بعض الاوراق وانهى بعض الاجراءات الخاصه ببعض القصص الجثث التي تم الانتهاء من تشريحها والبعض الذي يجب تشريحه والانتهاء منه وقد ألمتنى عينى وانا استحق ذلك لانى أُماطل في اجراء عملية تصحيح النظر ولكن من سيُنجز تلك الاعمال ان اجريت العملية واخذت اجازة؟ ألاء أم دانيال ام حسين وكلاً منهم مشغول في عمله.

   وقد كنت اضب الاوراق في درج مكتبي وأضع الختم معها واغلق الدرج المعدني بالمفتاح جيدا حتى دخلت امراه في الخمسينات من عمرها تدعى "الست نجاة" وهي زوجه الشيخ مصطفى المسؤول عن تغسيل جثث الموتى وبيدها صينيه فضيه صغيره عليها قدح قهوه وقت ابتسمت قائله وهي تضع القهوه على المكتب: صباح الخير يا دكتوره مش عارفه اشكرك ازاي على اللى عملتيه لولاكي كان زمان ميتين.

  امسكت كاس الزجاجيه الصغير الفقير لمساكته وارتشفت قليل ثم نظرت اليها قائله بهدوء وعلى شفتي ابتسامه صغيره: عيب عليك والله بقضاء وقدر ربنا وانا ما عملتش حاجه ربنا يسترها معانا يا رب.

  وقد اخذت تهلل بالدعاء ايضا ولكن قاطعها دخول الحاج عبد الله الذي اخذ يمزح وهو يعلم اني غاضبه منه لانه اخبر اهلي بما حدث في المشرحه وقد نبهت عليه ان لا يتكلم ولكن لا حياه لمن تنادي ولو اسمعت حيا ثم وضع اماني ملف اعلمه جيدا وهو لجثه قد وصلت حديثا قائلاً بمرح: عندنا عروسه النهارده.

  امسكت الملف واخذت اقلب في الاوراق دون ان ارفع نظري اليه لاتحدث من بين اسناني قائله بضيق: ويا ترى بقى العروسه دي ما بيتبلش في بقها فوله ولا بتعرف تسكت لما نقولها تسكت.

  وقد اخذ واسترسل فى الضحك ذلك العجوز ويزيد من ضيقي وبدأ يتحدث بمرحه كانه لم يفعل شيئاً: يا دكتوره ما فيش حاجه بتستخبى كان مسيرهم يعرفهم واهوه يعرفوا مني احسن ما يعرفوا منك.
 

  اتمتت القراءة وقد كانت مواصفات الجثه"جثه لإمرأة خمسينية ترتدى عبائة منزليه وملابس داخليه حريمى بيضاء وتعانى من روماتزم وقد توفيت منذ يومين " اغلقت الملف ونظرت اليه بغيظ وجزست على اسناني ووقفت واتجهت الى شماعه المكتب وعلقت البالطون الاسود الخاص بي عليها ثم ارتديت البلطو الطبي وانا اتكلم بيأس: كلكم كده يا رجاله تعملوا العمله ولا كانكم عاملين حاجه يلا نشوف العروسه.

ثم توجهنا الى ثلاجه حفظ الموتى وقد اخرجها الحاج عبد الله وكان لا يقوى على حمل الجثه بسبب ثقل وزنها وقد ساعدته ولم احمل قط جثه بهذا الثقل ووضعناها على طاوله التشريح وقد وضعت يدي اسفل ظهري للحظه التقط انفاسي ثم ثم رفعت الغطاء الابيض عن وجهها وجسدها وقد كانت المفاجاه!

لم ارى في حياتي امراه برفع وضئالت جسدها وفي نفس الوقت هذا الثقل قد كان وجهها مسوداً خائفاً وقد جف جسدها قليلاً من الماء خلال اليومين السابقين لكن ما ساعد على الحفاظ على الجثه هو برودة الشتاء.

وقد نظرت الى الحاج عبد الله قائله بحيره: مش انت كاتب في التقرير ان الست دي ماتت في بيتها مالها عامله كده ليه.

  مط الحاج عبد الله شفتيه ورفع كتفيه بمعنى لا اعرف وقد تغاضيت على الامر واشرت له بان يحضر قفازات ومشرط وقد كانوا في دولاب في نهايه الغرفه ولكنه عاد بعد لحظات قائلا بدهشه: ما فيش جوه يا دكتوره لا مشارط ولا جوانتيات.

  قطبت جبيني بتعجب ومن النادر ان تنفذ القفازات والمشارط من المشرحة معاً وفى نفس الوقت.

  وفى نفس الوقت طرق الشيخ مصطفى باب القاعة ودخل قائلاً: سلام عليكم، لو ينفع يا دكتورة تأجلى التشريح لأن الأكفان خلصت والمسك خلص.

  ابتسمت بإصفرار ونظرت الى العروس التى تنتظر اجلها الحتمى ولكن كل شئ مُعرقل اليوم وبطريقة غريبة فلو قبلت ان تنفذ المشارط والقفازات فكيف للاكفان ان تنفذ هى الاخرى؟!

  لاستفق من سباحتى فى بحر افكارى هذا على صوت الحاج عبدالله وهو يفتح باب القاعة قائلاً: هروح اشترى واجى.

  لاقاطعه بسرعه قبل ان ارحل قائلة: طب لو فى حد مع الجثه خليه يقابلنى عند نضارة الباب اللى ورا.

  امال راسه ورضخ للامر وقد اتجهت الى باب خروج الجثث الخلفى ولكن لا يمكن فتحه الا فى حالة خروج الجثث فقط وقد كان هناك دافع بداخلى من الفضول نحو تلك الجثه قليلة الحظ وسوداء الوجه وقد مر على الكثير من الجثث الغريبة والتى ينتج عنها افعال ما ورائية وكان اخطرها جثة ساحر ولكن جثه اليوم ورائها شيء يجعل كل محاولاتنا مُعرقله.

  فتحت نظارة الباب المعدنيه ونظرت الى امرأة فى نهاية الثلاثين من عمرها تبدو بشوشة الوجه وقد ابتسمت بتكلف وباشرتها القول: هو حضرتك بنتها؟

  هزت تلك السيدة راسها بالنفى قائلة بثبات وهدوء: لا انا جارتها الست عليا ربنا يرحمها ويسامحها متجوزتش قبل كده واخواتها كل واحد مسافر بلد شكل، انا متعودة انى اقابلها كل يوم الصبح وانا نازله الشغل ولما فات يوم اتصلت بالنجدة وهما جابوا الاسعاف وجينا هنا.

  بللت شفتى وتابعت الحديث حتى اصل لمُرادى: طيب هي كانت تعاملتها مع الناس ايه يعنى كانت بتشتغل ولو بتشتغل كان نظمها ايه.

  سحبت تلك المرأة نفس طويل وزفرته قائلة بخجل: والله الميت ليه حرمته بس هى كانت موظفه في ادارة تعليمية فى قسم الحسابات وكانت ست شديدة وبتعطل الورق وساعات بتضيعه قصد، ربنا يسامحها ويسامحنا.

  هنا ساكت قليلاً خوفاً وتعظيماً لقدرة وعظمة الله التى تجلت في ساعة الوفاة وكل ما عرقلته في حياتها الان هى فى أمس الحاجه المساعدة ولكن كل شئ مُعرقل وخارج عن ارادتنا.

  عضت شفتي العلوية ونظرت الى السيدة تلك قائلة بهدوء وقد تأثرت ليس فقط حزناً عليها بل خوفاً من ان يقسو قلبى والقى نفس المصير: طيب احنا محتجين كفن.

  هزت رأسها بتفهم قائلة: الشيخ مصطفى قالى وانا بعت في كذا مسجد ولقيت كفن صدقة وابنى هيجيبه ويجى، بعد اذنك.

  انصرفت تلك السيدة وقد اغلقت نظارت الباب الحديدى وطأطأت براسى وهززتها بأسف وقد تعودت ان لا اتأثر باى حالة تقع تحت يدى ولكن من يتعامل مع الجثث ويفهم لغتهم يدرك انه لم بتعلم شئ ويُجبر على ان يتخذ من كل جثه قصه وعبرة لنهاية الامد والمطاف.

  ولكن السؤال هو لماذا؟ لماذا لأجل أهواء شخصية ودنيوية نخسر اخرتنا بتلك الطريقة؟

----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

وفي مكان جديد في عياده اخي براء قد كان أمام أخر حالة لليوم ومن بعدها هو على موعد مع خطيبته ووالدتها وامى رجاء للذهاب للتعاقد مع صاحب معرض الاثاث لاختيار شكله ولونه وما شابه ذلك.

  وقد كانت الحاله التي اسفل  يده لمُراهق وتنتظرة والدته وقد كان سيخلع درسه لشدة تسوسة وقد خدرة بحقنة البنج واحضر الادوات وقبل ان يبدأ في اى شئ داخل فم الصبى المفتوح تحدثت والدته وعلى شفتيها ابتسامه بلهاء قائلة: يخرابى نسيت اقولك يارب دكتور والواد عنده سيولة في الدم هو كده فيه حاجه؟

  هز راسه وقد هم بامساك درس الصبى ولكن اتسعت حدقتيه برعب ووضع الملقط مكانه ونظر الى الصبى قائلاً برعب: انت عندك سيولة

ليهز صاحب الفم المفتوح راسه ويتحدث قائلاً: اه

  لبتابع براء على نفس الوضع قائلاً بترقب: وبتاخد ادوية سيولة؟

  ليهز رأسه مره اخرى قائلاً: اه

  ليلطم براء على جبينه قائلاً: الشارع الذي يليه!

  لتبتسم ام الصبى ببلاهه قائلة: هو في حاجه يا دكتور.

  لك براء شفتيه يميناً ويساراً قائلاً: لا يا امى مفيش حاجه. ثم اشار الى الصبى المُضجع على الكرسى الجلدى قائلاً وهو يشعر بتنميل في كتفه وبرودة في اطرافه: ابنك يا حاجه المفروض قبل البنج يعمل تحاليل ويوقف علاج السيولة عشان متجلهوش جلطه.

  لطمت تلك المرأة صدرها قائلة بهلع على صغيرها: تف من بوقك يا دكتور بعد الشر عليه!

  ابتسم لها بإصفرار ونزع كمامته وقفازاته البلاستيكية والقاهم فى سلة القمامة وقد وقف الفتى بعد ان نزع عنه براء تلك الكماشات التى توسع فتحتة الفم واتجه لامه ثم جلس براء على مكتبه وامسك بدفتر الروجتات وقد صاح بحده خفيفة: يعمل التحاليل دي ويجى بيها وساعتها نشوف موضوع خلع الدرس ده، بالسلامه.

   امتثلت الام لطلب براء واخذت الروجيتا وخرجت من مكتبه ليزفر براء بهدوء وقد وضع رأسه بين ذراعيه على سطح المكتب بارهاق ولكن ما كاد ان يُغلق عينيه حتى سمع صوت عراك وشجار وقد اقتحمت حماته المستقبلية باب المكتب ومن خلفها خطيبته التى تحاول ان تُثنيها عن ما تفعله ولكنها كانت كالجبل لا تهُزه ريح ولا تصعقه صاعقة.

  وقف براء منتفضاً من على مكتبه قائلاً وهو على وشك البكاء من الفزع: فى ايه يا تقى مالك يا طنط فى ايه؟

  وضعت تلك المرأة المقتدرة يدها فى خصرها قائلة وقد رفعت احد حاجبيها دون الاخر: فى ايه؟ فى انك متاخر على المعاد يا حبيبي ومش مقدر قيمة بنتى ولا هى مش عجباك.

  ربطت تقى على صدرها وهي تنظر اليه باستعطاف: معلش يا براء حقك عليا انا.

  ثم التفتت الى والدتها قائلة بضيق وهي تجذبها من ذراعها الايمن: خلاص يا ماما بقى دول خمس دقايق.

  نفضت المدعوه ميرفت يد ابنتها قائلة بحده: اه خمس دقايق بكره يبقو خمس ساعات، مهو احنا استسهلنا معاه ولا دفعناه فدخل بحماره.

  هنا خرج الدخان من اذن اخى واحمر وجهه بشده من الغيظ والغضب وقد نظر الى تلك القصيرة النحيلة بمقابل طوله الفارع وعضلاته وقد كان براء شخصاً رياضياً قوى البنية وللحظه تمنّى ان يلكم اسنانها تلك ولكن تمالك نفسه وطرق على سطح المكتب بقبضة يده وقد دخلت امي رجاء المكتب بقلق على اثر تلك الاصوات ونظرت الى ميرفت وبراء وتقى قائلة بهلع: فى ايه؟ ايه اللي حصل صوتكم جايب اخر الشارع؟

  هزت تلك العشوائية راسها يميناً ويساراً قائلة: ابنك يا حبيبتي متأخّر على معادة وسايب...

  ولكن قاطعها صفع براء لسطح المكتب قائلاً بحده: بس! اولا انا متاخرتش عليكى واتفقت مع تقى نتقابل عن المعرض مش عند العيادة، ثانياً لو قيمة بنتك بالفلوس بس انا ادفع بدل الجنيه مليون ولا يهمنى واظن انى مقصرتش فى حاجه، ثالثاً كل واحد يحترم نفسه والعرض ده ميتكررش تانى انا مش شغال عندكم، واخر حاجه انا مش رايح حته لما كل واحد يعرف حدوده نبقى نتفق بعد كده.

   ثم حمل مفاتيح سيارته وعيادته وخرج من المكتب وتبعته امه التى نظرت التى تقى التى على وشك البكاء الان مخافة ان بتركها براء ومن خلفهم تلك الثعبانة.

 
وقد خرجت امه ووقف على باب العيادة حتى يُغلقه بنفسه وقد نظرت اليه تقى بخجل والدموع تغرق وجنتيها ولكنه غمزه بطرف عينه لتبتسم ببلاهه وتمسح دموعها وفى النهاية القى نظرة نارية على حماته المستقبلية واغلق الباب وركب سيارته الزرقاء الداكنه من ماركة دايو الى جانب امه لتربت على كتفه قائلة: يا حبيبي بلاش الجوازة دي انت بتكرر نفس اللي حصل مع اختك.

  هز رأسه نافياً وقد بدا في قيادة السيارة قائلاً وعينيه البنيه على الطريق: لا يا امى العالم دي تمامها انك توريهم ان بيعه كل حاجه اما بتول اتمسكت بيهم وهما اللي بعوها واراهنك لما نتقابل تاني هتبوس راسى عشان اسامحها، الست دي بتاخد علي دماغها كتير وعاوزة تفرد عضلاتها بس مش عليا.

  ربتت علي كتفه مرة اخرى ورفعت يدها الى السماء تتلو الادعيه له بصلاح الحال.

----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

  "عندنا طلعه" بسبب هاتان الكلمتان انا الان في سيارتى والى جانبى الحاج عبدالله الذي صمم علي ان يضع فلاشه بها اغانى مجهولة المصدر والهوية للافراح الشعبية والتى ان سمعتها وزارة الصحه ووزارة الثقافة حتماً ستنفى الحاج عبدالله خارج اطار الارض مع أقربائه من الجن الذين يغنون تلك الاغانى التى تُحدث تلوث سمعى وكان اكثر ما سمعته ناشذ هنا هو صوت امراة خليعه تقول: "يا منجد حاسب على المرتبه واعمل حساب الشقلبة"

  بحق الله اي مخ بشرى قد يؤلف تلك الاغانى القذرة واى ذوق يملك الحاج عبدالله، وفي النهاية انا مُجبرة حتى نصلى الى ذلك الدار الذى به الجثه ولم يجدوا احد غيري متفرغ ليرسلوه.

  وقد نظرت بطرف عينى من اسفل نظارتى الشمسية الى الحاج عبدالله وقد كان يردد تلك الكلمات البشعه بصوته الابشع ثم سالته وانا اخذ ملف داخل احد الحوارى: قولى يا حجيجه انت حجيت صح؟

  هز رأسه نافياً قائلاً بابتسامته الصفراء: لا والله يا دكتوره ادعيلي.

  ابتسمت بسخرية وهمست لنفسى: مهو اكيد مفيش حد زار بيت ربنا ذوقه منيل للدرجه دي.

  ثم ما هي الا بضع دقائق حتى وصلت الى ذلك المنزل وقد كانت هناك سيارات شرطة واسعاف والعديد من رجال الشرطة ووكيل النيابة ورجال البحث الجنائى.

  نزلت من السيارة ومعى الحاج عبدالله وقد احضرت حقيبة ادواتى واخرجت هويتى وعرضتها على ضباط الشرطة حتى اتمكن من المرور من تلك الأشرطة الصفراء التى تحمل عبارات ممنوع الاقتراب وقد كان البيت في حى سكنى قديم جدا وقد كان متهالك وبه عمليات ترميم ومن حوله بعض البيوت المرممه والبعض القديم ولكن ما يزال يحتفظ بشكله مثل تلك البيوت المساجيرى كما يطلق عليها سكان محافظة السويس.

  اقتربت من وكيل النيابة وتبادلنا التحية ثم اشار الى رجل يصرخ بالاموال والثراء_ بداية من شعره المصبوغ بالاسود مروراً ببدلته الرمادية حتى حذاؤه الاسود الذي انعكس عليه ضوء الشمس_: كمال بيه الكاشف هو اللي قدم البلاغ بوجود جثه في البيت.

  هززت رأسى أبادله التحية ومن ثم اشار وكيل النيابة الى أحداً ما وقد اقترب خلف ظهرى ليشر اليه قائلاً وهو يسكب حمم بركانيه فوق راسي بلا رحمة: اقدملك معتز باشا هيمسك القضية معانا.

  وقد حاولت تكذيب سمعى للاسم ولكن تلك الرائحة انا اعرفها جيداً واعرف هذا العطر ولكن كذبته أيضاً فالصدف كثيرة لكن ما لم استطع تكذيبه هو ذلك الصوت الرجولى الهادئ الذي تحدث من خلف ظهرى: اذيك يا بتول!


ازيكم عاملين ايه؟
يارب تكونوا بخير وصحة.

قلولى رايكم في البارت
وعاوزة اعرف ايه اكتر جزء حلو واكتر جزء صعب

وايه رايكم في الشخصيات

وياترى من هو صاحب الصوت

اتكلموا معايا كده حسسونى انى كاتبه شطورة

ومتنسوش الكومنت والڤوت والشير الرواية

وبس كده 😚
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

فصول العمل

1 1 2 3 4 5 6 7
اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.