7salmashazly

شارك على مواقع التواصل

انا اعرف جيداً ذلك الصوت لا بل قد نُقش في خلايا ذاكرتى ولا يمكن إزالته بسهولة أبداً.

وكيف يمكن ومنذ اليوم الاول الذى تعرفت فيه على صاحب ذلك الصوت ووابلاً من الألم يُلاحقني فى كل زمان ومكان.

ورائحة العطر تلك أرجعتنى الى ست سنوات مضض بمُرها ومُرها وقد قبضت على معطفى الاسود بحدة وقوة وقد أخفت نظارتي الشمسية تلك النيران المُججه والمُشتعلة من عيناى، وقد تجاهلت سلامه وتحيته والتفت الى وكيل النيابة قائله بصوت بارد تماماً وقد تبدلت 180 درجة عن ما سبق: لو سمحت ممكن ابدأ المعاينة.

لم يهتم كثيراً ذلك الشاب اليافع الذى يصغرنى بعام او أثنين وقد اشار الى ناحية المنزل القديم وقد كان يمشى هو والسيد كمال امامى بحذر حتى لا تتلوث بدلاتهم الرسمة والى جانبهم الحاج عبدالله الذي يحمل الحقيبة اليدوية ومن خلفنا كان معتز الذى شعرت به غاصب من تجاهلى اليه ولكن من يظن نفسه لألتفت اليه بعد ما حدث؟!

دخلت المنزل وقد كان به اعمال تصليح وبناء وترميم ورائحته بشعه بحق مثل المجزر او مسلخة المواشى وقد كان العمال خارج المبنى إلا فتى ضعيف وهزيل البنية والجسد اسمر البشرة من اثر الشمس يرتدى بنطال رمادى متهالك ورث ملوث بالاتربة واثار المعجون الخاص بالحوائط والاسمنت وقميص ازرق عليه احد شعارات اندية كرة القدم وقد كان احد أمناء الشرطة متحفظ عليه وما ان دخلت انا ومن معى حتى ضرب العسكري التحية العسكرية لمعتز قائلاً: باشا اوامرك، اخدت اقواله سعادتك.

وقف معتز بجوارى وقد ازدت توتراً وضيقاً ولكن حاولت كبح جماح مشاعرى الغاضبة وقد تحدث هو بعمليه وقد وضع يده فى جيب بنطاله الاسود والاخرى اشار بها الى: قول للدكتوره حصل ايه؟

هز ذلك الفتى النحيف رأسه بالموافقة وقد سار امامى حتى المرحاض الذى اشدت عنده تلك الرائحة البشعة والمقززة وقد رجع كمال بيه الى الوراء من بشاعة الرائحة ووضع منديل ورقى على انفه يحاول منع تلك الرائحة وقد فعل معتز ووكيل النيابة مثله ولكن لم يتراجعان، اما انا فقد اعدت على تلك الرائحة البشعه وباتت شئ مألوف على انفى وبالمثل الحاج عبدالله ومن العيب ان اوارى انفي مثلهم!

ارتديت قفازاتى واغطية الاحذية الطبية وقد القيت نظرة خاطفة على ذلك الاصلع الضخم وقد كان لا ينظر لاى شيء غيري انا!

  نظرت الى المرحاض وحمد الله انى ارتديت بنطال اسود حتى لا يتلوث بشدة من ارضية المرحاض المليئة باثار المجارى والطين والرمال.

  جلست القرفصاء امام الجثه ومسحت الاتربة حول الجمجمة والعنق بالفرشاة مقاس 32 التى تشبة فرشات الدهان وقد كان الهيكل العظمى سليم بالكامل وهذا يدل ان الوفاة بلا عنف.

اخذت عينه من تربة الارض في كيس خاص بالتحاليل وقد وجهت كلاماً جافاً الى معتز وانا لم انظر اليه قائله: الوفاة دى محصلتش بعنف الجسم سليم، انا اخدت عينة من التربة هتروح المعمل الجنائى وجربوا احفروا اكتر ممكن يكون في جثث كمان.

  اعتدل في وقفتى وانا انزع القفازات الطبيه ولم انظر اليه ليتحدث هو بهدوء: تمام احنا هنحول الجثة على المشرحة وبكره ابعتى التقرير المبدئي.

  هنا نظرت اليه وعينى تشع غضباً وحده وابتسمت باصفرار: لا وفر تعليماتك عشان مش هكمل القضية دى هشوف حد تاني.

  ابتسم هو بسخرية وقد ارتفع شاربه الاسود قائلاً: هتعتذرى من مين عن القضية منى ولا من وكيل النيابة ان شاء الله انتِ مطلوبه بالاسم مش بمزاجك.

  رفعت كتفى قائله بلا مبالاه وانا اضع يدى في جيب معطفى الاسود: ملكش دعوه مش شغلك.

  هز رأسه بسخرية وقد اخرج سيجارة بيضاء بنهاية برتقالية واشعل طرفها بقداحته ثم نفث هذا الغاز السام قائلاً: تمام ورينى.

  لم انكر اننى كنت اشتعل من الغيظ والغضب من سخريته اللاذعة تلك ولكن حاولت قدر الامكان المحافظة على هدوئى بالاخص امام الحاج عبدالله الذي يعرف معتز عز المعرفة وقد كان يقف بيننا يحاول كبح ابتسامته تلك من الظهور وهو يرى نسخه بشرية من مسلسل الكارتون توم وجيرى!

  اخبرت الحاج عبدالله ان يسبقنى الى السيارة وقد توجهت الى وكيل النيابة الذي كان يتحدث مع كمال ذلك وقد قاطعته ليلتفت الى ولابادرة بالكلمات: انا اخدت عينة من التربة للتحليل والمعينة المبدئية بتقول ان الوفاة حصلت بدون عنف وطلبت استكمال الحفر لو في جثث تانى ممكن تدلنا علي ظروف الوفاة والجريمة.

  هز وكيل النيابة رأسه بالموافقة قائلاً وهو يضع كفيه في جيب بنطاله: انا فعلاً اديت امر بالحفر والجثة هتوصل للمشرحة.

  هززت رأسي بعمليه وتابعت بهدوء: ربنا معاكم بس انا مش عاوزة اكمل القضية دى.

تجعد جبينه بسبب دهشته وقد قلص تلك المسافة بين حاجبيه قائلاً: ليه كده احنا زعلناكى في حاجه؟!

  ابتسمت بهدوء ونفيت قائله: لا طبعاً بس اسباب شخصية.

  امال ذلك الشاب رأسه قائلاً بهدوء: والله يا دكتورة انا طلبنتك بالاسم لانها مش اول مره نشتغل مع بعض وغير كده المشرحة بلغتنى ان مفيش حد فاضى يمسك القضية غيرك مالوش لازمة انك تسيبى القضية.

  عدلت من هيئة حجابى قائله بهدوء: وان شاء الله هنشتغل مع بعض تانى بس حقيقي مش هينفع اشتغل القضية دى وان شاء الله هكلم حد من زمايلى يمسكها.

  مط وكيل النيابة شفتيه بحيره وهز رأسه بالموافقة قائلاً على مضض: براحتك بس لو مفيش حد مفيش غيرك قدامى.

  ابتسمت بهدوء وتكلف قائله وانا عازمه على الخروج من هذا المأزق والحوار: شكراً وإن شاء الله هنوصل لحل، عن اذنك.

  ثم انصرفت وذهبت مع صاحب الاموال المُهدرة واتجهت الى السيارة الحمراء الخاصة بي ذات الزجاج المُغلف بتلك الطبقة العازلة للشمس وما ان دخلت ونزعت نظاراتى الشمسية حتى تشنجت عضلات وجهى وتوترت عندما همس صاحب الصوت المألوف قائلاً: عملتي ايه يا روحي؟

  أدرت رأسي إليه وقد كان يجلس براحه يدخن سيجاره وفى المقعد الخلفى كان الحاج عبدالله الذي ما ان نظرت اليه حتى إدعى الانشغال بهاتفه المحمول هرباً من نظراتى الحارقة.

   استنشقت أكبر قدر من الهواء وزفرته بهدوء واخذت احرك اناملى بسرعه على مقود السيارة قائله ولم انظر اليه: اتفضل انزل.

  لم ينظر لى هو الاخر وقد اكمل بروده قائلاً: لا مش معايا عربية وصلينى انتِ.

   حسناً اذن هو من اقترف إثمه وذنبه.

   اغلقت جميع اقفال ابواب السيارة وربت حزام الامان حول خصرى وقد توتر الحاج عبدالله ولكن ذلك الثور كما هو لم يتحرك وقد أدرت مفتاح السيارة واخترت ان ادعس على مدعس البنزين وبقوة حتى أصدرات عجلات السيارة صوت صرير مرتفع نتيجة احتكاكها بالارض وقد تناثر الغبار من حولنا وهو كما هو يختبر صبرى اكثر واكثر وتلك هي طباع معتز.

  وقد تدخل الحاج عبدالله قائلاً بعقلانيه حتى لا تسوء الامور اكثر: خلاص يا دكتورة، ويا معتز باشا اتكلموا في وقت تاني بعد اذنك.

  ولكنه تجاهل رجاء ذلك العجوز ولم يلتفت إليه حتى وقد القى عقاب لفافة التبغ تلك من النافذة قائلاً ببرود: ده اخرك يعني.

  هززت راسى نافيه وعلى شفتى ابتسامه ماكره هو يعرفها جيداً وبدأت في القيادة بسرعة عالية ومتهورة في طريق خالى من المارة وبنهايته عمارة سكنية قديمة وقد ترجانى الحاج عبدالله قائلاً بتوتر: خلاص يا دكتورة حقك عليا انا، هنموت كلنا.

  ولكن لن اتوقف حتى ينزل ذلك البرغوت من السيارة.

  وقد توتر ذلك البرغوت وهو يرى اننا على وشك الاصطدام بهذا المبنى ليهتف بحدة لم أكترث لها: بتول كفاية جنان وقفى الزفته دى!

  ولم استمع له واخترت ان اتلاعب على اوتار اعصابه وقد اقتربنا من المبنى بشدة وفي الخلف كان الحاج عبدالله يتلوا الادعية وايات من القرآن الكريم وهي يتبرأ من ذنوبه كافة وعند المحك امسكت مكابح سيارتى وقد كنا على وشك ان نسمع ثلاث اسئله من ربك؟
ما دينك؟
من نبيك؟

  وقد اصطدم معتز في سقف السيارة ووقع الحاج عبدالله في ارضية السيارة وبهت لونه وهربت الدماء من وجهه تمام كجثة هامدة.

  وما ان هدأ الجميع حتى صاح معتز بحدة: انتِ اتجننتي؟!

  اشارت الي باب السيارة قائله بهدوء: اتفضل انزل.

  وبالفعل قد نزل ونزل معه حمل كبير وهم ثقيل وفي الخلف الحاج عبدالله علي حالته تلك.

----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

    وهناك في مكان جديد وليس ببعيد وبالتحديد في الجامعة مركز تقابل "شلة طارق كابو والشباب الانجليزي " قد كانت هاجر في الجامعة وبالتحديد في السنه الاخيرة من كلية الإعلام وقد كان لديها تقديم لنشاط خالص بمادة معينة ولان هاجر تريد اثبات نفسها لابى ولنفسها قد كانت تتفنن في اخراج الانشطة والتكاليف والشيتات العملية وقد كان يستشهد بها الدكاترة لجمالهم ودقتهم وقد قدمت نشاطها وحصلت على درجة مرتفعه ودرجات إضافية لشدة اتقانه وقد جلست في نفس المدرج مع صديقتها ريم تاكل وجبة الافطار وبينهم الضحك والحديث لتاتى تلك الشمطاء من اخر المدرج تُمسك نشاطها وقد توقفت هاجر عن الاكل لتتحدث المدعوة تسنيم قائله: انتِ ليه عاوزة تسقطينا،ما تعملى على قد طلب الدكتور انا مشبحب اتعب نفسي في حاجه عارفها انها هتترمى؟!

  رفعت هاجر حابها دون الاخر قائله: وانا مالى هو انا الدكتور عشان احط الدرجات وبعدين كل واحد حر في حاجته.

  رفعت تلك الفتاة كتفيها وهزت راسها ورحلت من امامها لتنفخ هاجر اوداجها بغيظ قائله: بت باردة هى مالها الدكتور ادنى درجة عالية ولا قليلة.

  ربطت ريم كل كتفها قائله بحنو وصدق: سيبك منها هى غيرنا بعد كده مطلعيش حاجتك في الاول خليها في الاخر.

  قلبت هاجر عينيها بملل واستئنفت طعامها مُتجاهله تلك الحقودة التى تكاد تحرق ظهرها بنيران اشعة عينيها الحسودة الحارقة.

----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

  وهناك قد وصلت الى المشرحة بعد ان نزل الحاج عبدالله الى عند باب منزله وقد خارت قواه وضعف عزمه لما تعرض له من رعب اليوم وقد اشفقت عليه قليلاً ولكنه في النهاية يستحق ذلك لانه ادخل معتز السيارة.

   وما ان دخلت حتى رأيت الدكتوره ألاء صديقتى ومعها الدكتور حسين زوجها _وقد تزوج اذكى شخصيتان فى الحياة واخرجوا لنا نسل يتميز بذكاء الطفل المريخى _ وقد هرولت إليهم بسرعة ولم امهلهم التحية حتى وقد بادرتهم الحديث قائله: صلو على النبي، معتز رجع وهو اللي ماسك القضيه قصادى مين يكسب فيا ثواب وياخدها منى وهساعده ميقلقش بس الحقونى.

  نظر حسين وألاء الى بعضهم البعض بدهشه من عودة معتز المفاجأة للجميع تلك ولكن الجواب كان عكس النظرات لتتحدث ألاء على استحياء: والله يا بتول انتِ عارفه اني مش هتأخر عليكي لو طلبتى منى حاجه بس انا فى ايدى قضية وغير كده ماما بكره هتدخل العمليات ولازم ابقى مركزه معاها.

  بللت شفتي ثم نظرت إليها قائله بهدوء: فهماكى ربنا يقوم هالك بالسلامه يارب.

  ثم نظرت إلى حسين الذى رفع يده بإستسلام قائلاً: وانا اللي هودى العيال المدرسة ومعايا بدل القضية اتنين يرضيكى اتلخبط.

  نفخت واداجى بغيظ ولم اعقب لتخطر على بالى فكرة وقد صحت بحماس: اندراوس... دكتور اندراوس ممكن يمسكها... هو فين؟

  اشار حسين الى احد الابواب قائلاً: في مكتبة هناك، تعالى انا هكلمه.

  شعرت بان الامل يتجدد داخلى وان هناك منجى وخلاص منى هذا المأزق واخيراً.

  وقد ذهبت انا والحمقا الى مكتب اندراوس وقد طرق حسين الباب لنسمع صوت فاتر يسمح بالدخول، وبالفعل دخلنا ولكن تيبسنا عندما وحدنا حالته التى يُرثى لها وقد كان وجهه محمر وعينيه متتفخه وحمراء البياض وشعره مشعشع وغير مهندم إطلاقاً على غير عادته.

  وقد بادرته بالحديث قائله بشك وريبه: انت كويس؟

  مسح عينه وانفه وهز رأسه قائلاً بصوت خالى من الحياة: اه كويس عاوزين حاجه؟

  تقدم حسين منه قائلاً بمزاح ثقيل: لا يالا انت مش كويس، مين حاطط عليك.

  هنا لم يتمالك نفسه وقد هربت من عينه دمعه خائنة ليقول وهو يحاول تمالك نفسه: مارتينا يا حسين.

  جلس حسين علي الكرسي الذي بجانب المكتب ووضع يده اسفل وجنته قائلاً: ماتت ولا ايه؟

  هز رأسه بالنفى قائلاً: يارتها ماتت ولا شوفت اليوم ده، مارتينا اترهبنت يا حسين، يعنى مش هنتجوز أصلاً.

  كدت ان ابكى انا ليس حزناً على اندراوس بل حزناً على حظي العثر وقد غُلقت كل الابواب امامى وبات الامر حتمى ومحسوم وعليا مواجهت معتز بنفسى.

   وقد خرجت من مكتب اندراوس وتركته مع حسين الذى كان يواسيه قائلاً: يا عم الدنيا مش بتقف علي الستات مفيش مارتينا فى كاترينا فى مارينا فى نرمين فى مريم في ماريا في البت بتاعت الساحل اوب.

  وهنا ادرك انه تفوه باكثر من اللازم لتقترب منه زوجته وتقبض على كتفه بحده وعلى شفتيها ابتسامه صفراء قائله: حبيبي مين بتاعت الساحل دى.

  وقد بدا يبرر لها موقفه وبدأ الشجار بينهم ونسى اندراوس حزنه واخذ يفصل بين القوات وانا قد نسى الجميع امرى واتجهت الى مكتبى وجلست اتذكر ما حدث قبل ست سنوات من الان، هيا بنا لنعود الى الوراء...

   على رسلكم لن نعود اليوم انتظروا الفصل القادم ويكفى ما قرأتموه ولنا في الحديث بقية
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

اخواتي وحبايبى عاملين ايه

احب احرقلكم حاجه وهقول ان معتز الحته بتاعت بتول😁

  
اهم حاجه متنسوش الكومنت والڤوت والشير
وتقولولى على اكتر مشهد حبتوه واكتر موقف غريب حصل

وتوقعاتكم للجاى
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

فصول العمل

1 1 2 3 4 5 6 7
اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.