بصعوبة بالغة استيقظت وانا انتزع انفاسي المسلوبة من مخالب ذلك المنام البشع ولا تفسير له ولا منطق!
وقد كانت فاطمه فوق راسي وهى من ايقظتنى وانتزعت روحى من ذلك الكابوس البشع والمخيف!
اعتدلت في جلستى وانا احاول إلتقاط أنفاسي وقد اعطتني فاطمه كوب ماء بالرغم من انه كان ساخن بعض الشيء من حرارة الجو المرتفعه ومذاقة كانت غير مُحبب لكن افضل من جفاف حلقي هذا.
وضعت كوب الماء على طاولة السرير الجانبية بجانب الاباجورة واخذت اتحسس عنقى الذي يتصبب عرقًا بالرغم من ان مكيف الهواء على حرارة 18 ولكن العرق ينهمر منى بشدة.
امسكت فاطمه يدى قائله بقلق: مالك يا تولا انتِ كويسه؟
مسحت جبهتي بمنديل ورقى واردفت وقد بدات انفاسي بالانتظام: انا كويسه الحمد لله، هو بابا جه ولا لسه؟
هزت فاطمه رأسها بالنفى قائله وهى تهم بالخروج من الغرفة: لا اتصل قال في ابو واحد صحبه اتوفى ورايح العزاء قدامه ساعه، تعالى صلى العشا معانا براء هيصلى بينا جماعة.
ثم امسكت بمقبض الباب تحاول فتحه لكنى اوقفتها سريعًا قائله بصياح هامس: فاطمه استني عاوزه اقولك حاجه مهمه.
اقتربت فاطمه وجلست على طرف السرير بجانبى لابشرها القول باغرب سؤال تسمعه منى: هو لما رامي اتقدم لك كنتي حاسه بأيه اقصد يعني لما صليتى الاستخارة حسيتى بأيه؟
قطبت فاطمه جبينها وألتحم حاجبيها بدهشة ولكنها اجابت بهدوء قائله: والله لما ماما قالتلى ابن صاحبتها متقدملى وورتنى صورته صليت استخارة وكنت بدعى ربنا لو في خير يقربه ولو شر يبعده ولما قبلته وقعدنا مع بعض وحسيت انى مرتاحه وطول الخطوبه الحمدلله مفيش مشاكل ومامته كويسة، ليه بتسألي؟
سحبت اكبر قدر من الهواء ممكن ان تتحمله رئتي ثم زفرت بحده قائله بهدوء: هقولك بس متقوليش لحد دلوقتي، انا جالى عريس والنهاردة هيقابل بابا ويتفق معاه.
صفقت فاطمه بحماس وقفزت قفزه صغيرة على السرير وربعت قدميها قائله بحماس: ايو يا عم بقى في خطاب وعرسان والدنيا هتولع.
قبضت على يديها التى تصفق تلك قائله بحده وصوت منخفض: بس وطي صوتك محدش يعرف حاجه غير بابا ودلوقتى انتِ لمى نفسك بقا انا باخد رايك عشان متلخبطه ومش عارفه افكر، انا صليت استخارة بس متلخبطه.
التحم حاجبى فاطمه بدهشه قائله بحيرة: ازاى يعنى مش فاهمه حاجه؟
مسحت جبينى بتوتر ونفاذ صبر ثم نظرت اليها قائله بتبرير : انا حاسه نفسي مرتاحه شويه وفي نفس الوقت عند قلق من الموضع ده.
ابتسمت بهدوء قائله بود: يا بت عادى انتِ بس عشان الوضع جديد فقلقانه، انا لما رامي اتقدملى كنت زيك كده بس لما اتخطبنا وعرفنا طبع بعض ارتحتله ومامته طلعت ست سكره كنت خايفة منها في الاول واهو كتبنا الكتاب وفرحنا كمان شهرين، متقلقيش بس ومتبينيش انك خايفة، وفى فترة خطوبة عشان تعرفوا بعض اكتر والقلق ده يروح.
ابتسمت لها بود قائله: شكرًا يا بطه، معاكي حق، بس انا خايفة من اهله اكتر انا معرفش عنهم اى حاجه.
قلبت فاطمه عينيها بملل قائله: يا دى القلق والخوف امال انتِ دكتورة طب شرعى ازاى انا اعرف ان عندهم برود اعصاب مش طبيعى، على العموم نشوف الاول اتفق مع بابا ولا لسه؟
وما هى الا ثوانى كنا نستمع فيها الى صوت بوق سيارة ابى وقد قفزت من على السرير اركض ناحية النافذة انظر من خلف الزجاج وقد كان ابى يصف سيارة ويترجل منها ثم التفت انظر لفاطمه التى ضحكت بصخب على توتري وكأننى عدت كطالب فى المرحلة الثانوية العامة انتظر اعلان النتيجة.
وقد نظرت اليها بغضب واتجهت الى باب غرفتى افتحه واخرج منه وهى من خلفى تحاول كتم ضحكها وتزامنًا مع خروجنا من الغرفة قد دخل ابى وركضت هاجر كعادتها تجاهه تعانقة وقد حصلت على الدلال كله وهى اصغرنا وكيف لا تحصل عليه؟!
ثم نظر ابى تجاهى وضحك بخفه وهو ينزع حذائه البنى وجواربة ثم احتضن كتف هاجر وسار بها الى الاريكه ثم جلس واشار الى والى الغبية التى بجانبى ان نجلس وجلست كل واحده بجوار امها وكان براء يجلس على كرسي في زاوية حجرة المعيشه اسفل المكيف بإنتعاش.
اشار ابى إلي بان اجلس جانبه على الاريكة وقد امتثلت لأمره وقد حاوت كتفى وقبل راسى ثم نظر للجميع قائلًا بسعادة بالغة: بتول النهاردة جالها عريس واتكلمنا مع بعض وان شاء الله هيجى هو وأهله الاسبوع الجاي عشان نقرا الفاتحه ونتفق.
وما ان قال ابى ذلك وانتهى من حديثة حتى اطلقت امى وهاجر وفاطمه الزغاريد العالية واقبلت على امى رجاء تبارك لى وبالمثل امى وهاجر وفاطمه وذلك الوغد براء الذي ما ان بارك لى حتى لكمنى وهو يحزرنى من ان اتى في يومًا من الايام مع ابنائى واعكر عليه صفو البيت وحياته ولكن بين تلك الفرحة وهذا المرح كنت انا الوحيدة التي تشعر بالقلق والتخبط والخوف بسبب ذلك المنام المريب ولم يخطأ لى منامًا قط وايقنت ان هناك ايامًا عسيره مُقبلة على وتفتح ذراعيها على مصرعيها في انتظارى!
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
كان جميع من فى البيت على قدم وساق وفي هرج ومرج وقد كان اليوم هو اليوم الذي سيأتى فيه العريس المنتظر وحماتى العزيزة وقد علمت من ابي ان له اخت وام وابنت خاله ووالده متوفى وقد بدات اقلق اكثر من فكرة انه وحيد امه بسبب بعض الحالات التى رايتها وسمعت عنها من فشل وصعوبة الحياة مع وحيد امه ذلك!
وقد كانت امى وهاجر وفاطمه وامى رجاء وانا ننظف البيت ونعيد تهيئته كليلة العيد تمامًا مع اننا كل ليلة ويوم ننظف مملكة السيد منصور وزوجتيه ولكن كما تقول امى "عاوزة الناس تاكل وشنا وتقول علينا مش نضاف".
وقد اصدرت الفرمان من الباب العالى وقضى الامر وما انا واخوتى سوى حاشية الملك ننفذ اوامره ونقضيها!
ولعلكم تسالون كيف اقنعت امى الدكتورة رجاء بالعمل معها ولكن القصة طويلة واختصارًا لها استطاعت امى ان تكسب محبة رجاء وودها وباتت رفيقتان ولم تضع الغيرة نصب اعينها فقد توترت علاقتها مع ابى رغم انكارها ذلك ولكن حديثها القليل معه وعدم احتكاكها به هو اكبر دليل على زهد امى في علاقتها مع ابى!
وهناك قد انتهينا من هذا العمل الشاق اخيرًا وما ساعدنا على الانتهاء بسرعة عدم وجود يد براء المخربة لكل جميل والمدمرة لكل جديد وقت ذهب مع ابى لاحضار المشروبات الباردة والحلويات لتقديمها للزوار الجدد.
وقد كانت في غرفتي اؤدى صلاة العصر بعد ان استحممت وازلت كومة الغبار والتراب تلك عن راسى وجسدى وما ان انتهيت حتى سمعت صوت جرس الباب وقد خرجت حتى افتح الباب وقد كان رامي زوج اختي الغالية ووالدته تلك البشوشة واللطيفة وقد قرروا التواجد اليوم الى جانبى بصفتهم الان افراد حقيقة من العائلة.
امسكت بعلبة الشكولاتة حقيبة بلاستكية بها قنينتي عصير قائله بخجل وود: ما كنش ليه لزوم كل التعب ده يا رامى كفايه وجدكم النهاردة.
ابتسم رامي لتتقدم والدته الحاجه عزيزة التى عانقتنى وقبلت وجنتاى قائله بحب وفرح: اخس عليكي يا تولا هو ده يوم اسيبك فيه برضو يا عروسة.
ابتسمت بصدق ووضعت الشوكولا والعصائر على الطاولة قائله: والله يا طنط مش عارفه اشكرك ازاي بجد وجودك النهاردة فرحنى جدًا.
ربطت على كتفي قائله بود: ربنا يتمملك علي خير يارب يا حبيبتى ثم اخذت تبحث بعينيها على فاطمه عندما وجدت رامي يبحث عنها هو الاخر قائله: امال فين بطوط.
وعلى اثر سؤالها خرجت فاطمه من غرفتها وقد بدلت ثيابها بفستان بلون الزبيب وحجاب من نفس اللون من دون مستحضرات تجميل تنفيذًا لاوامر رامي وابى وقد اقتربت من الحاجه عزيزة وعانقتها قائله بود: انا هنا يا ماما، عامله ايه؟
بدالتها التحيه ليجذبها رامي من ذراعها قائلًا بمرح: هو كله ماما مفيش رامي، وحشتيني يا بت.
وكزته في كتفه قائله بإمتعاض: بت، دى مقابله حلوه.
وهنا تبعتنى الحاجه عزيزة الى لتفسح المجال لولدها وقد خرجت امى من غرفتها وامى رجاء ودخلنا المطبخ لتجهيز الضيافة للزوار.
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
وقد مر الوقت سريعًا وكنت اجلس في غرفتى بعد ان جاء ابي وبراء وارتديت فستان بلوم وردى بسيط وهادئ يخلوا من اى بهرجه وتطريز فقط بحزام من على الخصر وحجاب بنفس اللون وتركت وجهى كما هو ولم اضع مساحيق تجميل فاليوم يوم الصراحه ولا حاجه للتزين والتجمل ليعلم كلًا منا الاخر على عيبه.
جلست اقضم اظافرى بتوتر حتى سمعت صوت جرس الباب وقد هرولت الى باب غرفتى افتح به شق صغير استرق النظر من خلاله لما يحدث بالخارج.
ابصرت وقد دخل معتز الذي قد نمت لحيته قليلًا ويرتدى قميص ابيض وبنطال اسود وجاكت اسود وقد صافح ابى وبراء ورامي بود ومن خلفه يأس اقصد أمل امه التى صافحت امى وامي رجاء وهاجر وفاطمه والحاجة عزيزة بفتور تام وفى عينيها الكبر والغدر وقد قلبت عينيها تنظر الى بيتنا بتقيم وقد رايت الغضب يسلك طريقة الى وجوه الجميع والاحراج وجه معتز ولكن دخلت عزيزة قلبى ميرڤت وانقظت الموقف عندما صافحت امى وامي رجاء والجميع بود وحفاوه ومن خلفها ريم التى سارت على نهج ميرڤت،ومن خلفهم زوج ميرڤت الذي تزوجته بعد انهاء الدبلوم ولكن لم يرزقوا باطفال وقتها وقد كان زوجها يعمل في احد الشركات التى تتطلب السفر والمبيت فى العمل.
وقد سار الجميع نحو الصالون واختفوا عن مجال إبصارى وجلس خائبت الرجاء مره اخرى وقد مرت بضع الدقائق كالدهر انتظر دخول احدهم وقد دخلت هاجر واغلقت باب الغرفة خلفها قائله بهمس: بابا بيقولك اطلعى سلمي عليهم، ثم تابعت بتهكم قائله: بس حماتك دي شكلها ست مش سهله عقربة من الاخر.
وقفت واقتربت منها بقلق قائله: ليه حصل حاجه؟
رفعت هاجر كتفيها بحيرة قائله وهي تنظر في ارجاء الغرفة كمن يبحث عن شئ: مش عارفه بس مسلمتش عليا انا وطنط عزيزة وفاطمه وساكته كده سكوت خبيث مش مريحه، بس سيبك يمكن عشان مسلمتش عليا حستها كده ممكن تكون مش بتحب الكلام الكتير.
سحبت نفس عميق ثم زفرت بهدوء وببطء وسرت خلف هاجر اقدم ثم احجم في توتر وخجل مثل اي فتاة فى يومًا مثل اليوم.
دخلت الى الصالون بعد ان ازحت تلك الستائر من امامي وقد كان يبدو ابى منفعلًا ويكبت غضبه وبالمثل امى او بالاحرى الجميع حتى معتز الا تلك التى تجلس مقابل ابى وامى وعلى وجهها معالم برود غير طبيعية ومن فطنتي وذكائي ادركت انها السبب في هذا الاحتراق الذى يحدث.
اشار ابى إلي الزوار قائلًا بصوت حاول جعله هادئًا: سلمي علي حضرت الظابط واهله.
اقتربت من أمل تلك وعلى محياي ابتسامه هادئة ولكنها قابلت سلامى ببرود ولم تحرك ساقيها حتى وتحاول الوقوف لتبادلنى التحية وقد توترت اكثر ولكن ميرڤت حاولت التخفيف عنى عندما صافحتها على استحياء لكنها اخذتنى بالاحضان قائله بود صادق: ما شاء الله زى القمر يا معتز ذوقك حلو، انا ميرڤت اخت معتز.
هززت راسى وانا اشعر ان لسانى قد عقد لاقترب من ريم وبالمثل صافحتنى كما فعلت ميرڤت ثم اقتربت من معتز وهنا كنت كمن يقف امام فرن في شهر اغسطس اتصبب عرقًا من الخجل عندما همس بهدوء قائلًا: ازيك يا دكتوره.
ابقيت عينى اسيرة الارض ذات مربعات السيراميك البيضاء والبنية وهززت راسى قائله بصوت خافت: كويسه الحمدلله.
ثم جلست على الاريكة بين امى وابى وقد ربت ابى على كف يدى وهو يشير لميرڤت وريم يعرفنى بها ثم بدا معتز في الحديث قائلًا بعملية: اظن حضرتك يا دكتور عارف سبب الزيارة انا طالب من حضرتك ايد الدكتوره بتول وده بعد موافقة حضرتك وموافقتها طبعًا.
اعتدل ابى في جلسته وعدل نظارته الطبية قائلًا: والله يا حضرت الظابط انا بتول بكريتى وانت عارف معزة الكبير قد ايه واللى يبسطها ويريحها ببسطنى ويريحنى، بس احب نتفق على كام حاجه قبل قراية الفاتحة زى الشقة مدة الخطوبة وغيره.
بلل معتز شفتيه قائلًا بهدوء: والله انا عندى شقة ملك واصلها مايه وكهربا وعلى المحارة 3 قوض وصالة، اما مدة الخطوبة فانا احب منطولش يعنى لو ست شهور او تمانية يبقى افضل حاجه.
امال ابي راسه بتفكير ثم نظر إلى امي قائلًا _وتلك المرات القليلة التى اجد بها ابي يتحدث مع امي_: ايه راي حضرتك يا دكتورة؟
ربطت امى على يدى قائله بود وهدوء: الراى راي بتول وزى ما قولت اللي يبسطها ويريحها ببسطنى ويريحنى.
ابتسمت بهدوء وهززت راسى بخفوت قائله: موافقة.
شعرت بتوتر ابي من قبولى بتلك السرعة وانا شعرت ببعض الحماقة التى سادفع ثمنها قريبًا ولكن حاول ابى تلطيف الاجواء قائلًا: يبقى نقرأ الفاتحه.
وهنا رفع الجميع كفيه وضمهما وهما يقرأون فاتحة القرآن الكريم ومن ضمنهم انا وقد عم الصمت للحظات وثوانى حتى انتهينا جميعًا، لتتحدث مصدر التشاؤم والطاقة السلبية تلك حماتى العزيزة قائله بمنتهى البرائة والخبث الذى في الكون كله: بس انا مقرأتش الفاتحة!
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------سلام عليكم عاملين ايه
اتاخرت عليكم انا عارفة
حابه اعرف رايكم فى احداث النهارده وحابه اعرف رايكم فى رتم الرواية واحداثها هل هى سىريعة ولا بطيئة
وتوقعاتكم للجاى ♥♥♥♥😘