مرت الأيام، وأصبح أحمد وروح أكثر قربًا من بعضهما البعض. قرارُهما بأن يلتزما بالقيم التي يؤمنان بها، ويعززان من احترام حدود العلاقة، جعلهما يشعران بالسلام الداخلي. ولكن، رغم كل شيء، كان هناك شعور عميق في قلب أحمد لا يستطيع أن يخفيه. كان قد أدرك منذ فترة طويلة أنه لا يستطيع العيش بدون روح، وكان مستعدًا أن يُقدّم لها كل شيء، ويعبّر عن حبه لها بطريقة تليق بحبهما الطاهر.
ذات مساء، وفي مكان هادئ بين الطبيعة حيث يلتقيان عادة، جلس أحمد بجانب روح. في عينيه بريق من الحنان، وقال وهو يبتسم بلطف: "روح، منذ أن دخلتِ حياتي، تغيرت كل نظرتي للأشياء. كأنني وجدت فيكِ نبعًا من الطمأنينة، ومعكِ أشعر أن الحياة تتنفس من جديد. كنت أتمنى أن أكون معكِ للأبد، وأن نبني حبنا على أساس من الطهر والصدق."
روح نظرت إليه بعينيها المملوءتين بالأمل، وقالت برقة: "وأنا أيضًا أحمد، معكِ تعلمت أن الحب الحقيقي ليس مجرد شعور عابر، بل هو أمان، هو رحمة تسكن القلب وتدوم بتقوى الله. ولكننا قطعنا وعدًا لأنفسنا أن نكون صادقين، وأن نلتزم بما هو حلال. هل أنت مستعد لهذا؟"
أحمد أومأ برأسه قائلاً: "أنا مستعد، وأكثر من مستعد أن ألتزم معكِ بكل شيء، حبنا ليس مجرد كلمة، بل أمل يتجدد يومًا بعد يوم."
ثم، فجأة، سحب أحمد من جيبه علبة صغيرة. فتحها بلطف ليظهر خاتم خطوبة أنيق، وأخذ يد روح بين يديه قائلاً: "روح، هل تقبلين أن تكوني شريكتي في الحياة؟ هل تقبلين أن نخطو معًا نحو الجنة؟"
كانت لحظة مليئة بالمشاعر. قلبها كان يخفق بشدة، كانت عيونها تتلألأ بالدموع، لم تكن قادرة على إخفاء السعادة التي تغمر قلبها.
"نعم، أحمد. نعم، أقبل." قالتها وهي تشعر بالسلام الداخلي، وكأنها وجدت نفسها أخيرًا، وكأنها وجدت الحب الذي لا يلوثه شيء سوى النية الطاهرة.
أخذ أحمد يدها ووضع الخاتم برفق في إصبعها، ثم احتضنها بكل حب. كان حبًا نقياً، كما يليق بمن اختاروا أن يكونوا معًا في حلال الله.
"أنا سأكون معكِ إلى الأبد، روح. سأظل أختاركِ كل يوم، لأنكِ وحدكِ من تستحقين أن تكوني شريكتي في الحياة، في الحلال، وفي كل شيء."
كانت تلك اللحظة التي حلمت بها روح، ولكنها الآن أصبحت حقيقة. بعد كل الألم، بعد كل الخوف، وبعد كل التحديات، كان الحب قد جمعهما في مكان طاهر مليء بالسلام والاحترام.
"الحب ليس مجرد كلمات تخرج من الفم، بل هو التزام ثابت، وعهد نُجدد يومًا بعد يوم. حبنا أسمى من أن يكون مجرد لحظة، فهو رحلة تُبنى على الإيمان والعهد، كالشمس التي تشرق دائمًا."
وهكذا، بدأا رحلتهما الجديدة، بداية من الخطوبة التي تعني لهما أكثر من مجرد وعد. كانا قد قررا أن يبنيا مستقبلهما معًا، على أساس من الحب النقي، والاحترام العميق، والنية الطاهرة في كل خطوة يخطونها معًا في درب الحلال.