مرت الأيام بعد تلك اللحظة التي اعترفت فيها "روح" بحبها لـ "أحمد". ولكن في أعماقها، كانت تشعر بشيء أكبر من مجرد المشاعر العاطفية التي كانت تنمو بداخلها. كانت ترفض أن تتجاوز حدودها مع أحمد، وأن تكون علاقتهما محكومة بالعواطف فقط، دون أن تكون هناك أساسات من التفاهم والاحترام الكامل.
"لا يمكنني أن أقبل بالعلاقة بيننا إذا كان ذلك يعني أن أضع نفسي في موقف يجعلني أشعر بأنني أخطأت في حق نفسي."
كانت "روح" قد مرَّت بتجربة مؤلمة في الماضي، وكانت قد قررت ألا تكرر الأخطاء نفسها. كانت تعلم أن حب أحمد حقيقي، ولكنها كانت تخشى أن تأخذ علاقتهما منحىً خاطئًا إذا لم يضعا حدودًا واضحة. كان القلب يذوب من الحب، لكن العقل كان يصرخ بأن ما بينهما يجب أن يكون نظيفًا ونقيًا، بعيدًا عن أي شبهة.
في إحدى الأمسيات، عندما كانا يتناولان العشاء معًا في مطعم هادئ، قررت "روح" أن تكون صادقة مع نفسها ومع أحمد. نظرت إليه بعيون مليئة بالعاطفة وقالت:
"أحمد، أحبك بكل قلبي، ولكنني لا أستطيع أن أكمل في هذا الطريق دون أن يكون لدينا أساس قوي من الإيمان والاحترام، دون أن نلتزم بالقيم التي نشأنا عليها."
أحمد، الذي كان يتفهم مشاعرها، أمال رأسه وقال بهدوء: "أنا أحترمك أكثر من أي شيء آخر، روح. وإذا كان ما تطلبينه هو ما تحتاجين إليه لكي نكون معًا في المستقبل، فأنا مستعد أن أنتظر."
كانت كلمات أحمد تعني الكثير لـ "روح". لم تكن تتوقع منه أن يفهم مواقفها بهذا الشكل، ولكنها كانت تعلم في تلك اللحظة أنه الشخص الذي يمكن أن تبني معه مستقبلًا جميلًا، أساسه الطهارة والإيمان.
"أنا مستعدة أن أعيش معك في عالم من الحب، ولكن بشرط أن يكون هذا الحب طاهرًا، ومبنيًا على أساس من القيم. لا أريد أن أعيش في خطأ، مهما كان الحب عميقًا."
ابتسم أحمد وقال لها بصوت حنون: "سأكون معكِ، روح، وأنتِ على الطريق الصحيح. وإذا كنتِ مستعدة للانتظار، فأنا هنا لأكون معكِ إلى الأبد."
وها هي "روح" تجد في قلبها السلام. كانت قد اختارت الطريق الصواب، الطريق الذي لا يندم عليه. لم تعد تشعر بالخوف من المستقبل، بل أصبحت متأكدة من أن الحب الحقيقي لا يتطلب تجاوز الحدود، بل الاحترام والتمسك بالقيم.
"أحمد، هذا هو الحب الذي كنت أبحث عنه. ليس حبًا يعبر عن الشهوة أو العواطف العابرة، بل هو حب مليء بالتفاهم، بالاحترام، وبالاستعداد لتقديم التضحية."
وفي تلك اللحظة، شعروا جميعًا أن بينهما رابطًا قويًا لا ينكسر. كان الحب الذي جمعهم هو حب الطهارة، حب يقوم على أساس من الإيمان.