SaraMamdouh

شارك على مواقع التواصل

يالصبر العشاق!!
كيف وصلتْ إليه؟
أتصور أنها راسلته، وخبأت بين الحروف تباشير الصباح وقطوف النعناع والخزامى. وما إن وصله المخطوط حتى وقع المكتوب. فك شفرة خطها الناعم على السطور المعطرة، لمحها تستند إلى كفها وتداعب خصلات شعرها وهي تكتب إليه، رآها تنتقي من الكلمات أصدقها فتصيب قلبه، سمع زقزقة العصافير على نافذتها صيفا، وأتته رياح الخريف بعطرها، وبألحان المطر شتاء، وأشرق الربيع من شرفتها.
كيف تجاوزا المكان وارتقيا لسحابة وأقاما وطنا؟! هل تصوَّفَا فجاوزا الفروق البشرية؟! أم منحهما العشق مرتبةً أسمى فأصبحا يطويان الأرض طيًا؟! وهل يتحمل العاشق فراق محبوبه وإن التقت الكلمات؟؟!
عجيب هذا الصمود!
أين لذة اللقاء إذن؟
لعل المدادَ كان شاهدا على لقاءات أكثر صدقا.
ولوعة الفراق؟
لعل الفراق صار صديقا يلازمهما وتصالحا معه.
ودهشة النظرة الأولى إذا ما تتأنق الحبيبة؟
لعلها وصفت له في رسائلَ سريةٍ ألوان فساتينها.
ولهفتهُ لِلَمْسةٍ ولو عن غير قصد؟!
لعلهما التقيا في حلم أرحب من الكون،
وكيف اصطبرت على أعذار الغياب؟
لعلها تأسر لُبَّهُ، وتَسْكُن حواسَّه، وتوقن أنه أشهر سيفه في وجه أعذار الغياب لكنه انهزم.
وكيف صبر على غايته؟
لعل روحه تسكنها فصار الفراق لقاء.
ونحن؟
ماذا عنا!!
ألا تشعرين أننا نحاكيهم ؟! غير أننا ننتمي بأجسادنا لذلك العالم المادي، طوعناه سويا وجعلنا من الأزرق والأخضر عالما. أتيتُ من المشرقِ وأتيتِ أنتِ من المغرب، فكيف ومتى التقينا؟
في عالم موازٍ، نتبادل فيه الأنفاس، أضيء لك شمس الصباح؛ فترسم لي ابتسامة، أزفُّ إليك أزهار الياسمين؛ فتغزلها عقدا، أهديك الدندنة؛ فتناولني القهوة. أترى العالم المادي أهدانا اللقاء وحرمهم منه؟! أم تراه حرمنا لهفة انتظار مخطوط بيد الحبيب قطع أميالًا حتى يصل؟!
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.