my3sam

شارك على مواقع التواصل

استيقظت وهي تتنفس ببطء، كمن يعود من غرقٍ طويل. شعرت بأن ثقلًا جاثمًا كان يطبق على صدرها منذ عام كامل قد انزاح أخيرًا. بالأمس انتهت خطوبتها... وانتهى معها شيء آخر لم تستطع أن تسمّيه.
لكنها، رغم ذلك، لم تشعر بالراحة التي تمنّتها؛ بل بحريّة باهتة تشبه حرية سجين خرج من زنزانته ليجد العالم من حوله موحشًا كما تركه.

استسلمت لشرود قصير وهي تسترجع تفاصيل تلك الخطبة التي لم تنتمِ إليها يومًا. لم تحبّه قط، رغم مرور أكثر من عام على ارتباطهما. كانت تمقت بكلّ جوارحها ما يسمّونه زواج الصالونات-ذلك الارتباط الخالي من الدفء، الخاضع لظلال الأهل لا لنبض القلب. وحتى رؤيته لم تُمنح لها بصدق إلا في يوم الخطبة... يومٌ بدا كأنه بداية طريقٍ لم ترغب في السير فيه.

ومع ذلك... وافقت.
وافقت لأنها كانت تهرب.
تهرب من ذكرى رجل واحد... حاولت نسيانه وفشلت.
وافقت ظنًّا منها أنّ قلبها يمكن أن يُشفى بالبديل، لكنها ما لبثت أن اكتشفت أنّ الجرح أعمق من كل محاولات التدارك.

تألّم قلبها حين فكّرت في أمجد، ذلك الذي تعلّق بها دون أن تدري كيف علّقته بأملٍ لم يكن لها أن تمنحه. لكنها سألت نفسها بمرارة:
إلى متى كانت ستستمرّ في خداعه... وفي خداع نفسها؟

وقبل أن تغرق أكثر في دوامة الذكريات، اخترق صوتُ أمّها صمت الغرفة وهي تناديها لتناول الفطور.
نهضت متجهة إليها... جسدًا يتحرك، وروحًا أثقل من أن تُرافقه

"تعليق بسيط منكم يشجعني أكمل ♥"
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.