لو كنت تعرفين كيف يعود الوجع… هل ستفتحين له الباب؟”
ظلّ الهاتف يرنّ…
رنّة قصيرة، ثم أخرى، ثم توقف.
لكن الصدى ظلّ يطنّ في أذنها كأنه نبض قلبٍ ليس نبضها.
تجمّدت أنفاسها لحظة، كأنها تخشى أن تتحرك فينسكب شيء كانت تحاول حبسه منذ عام كامل.
لم تنتبه أن أمّها كانت تراقبها من بعيد، بنظرة سريعة لم تحاول تفسيرها، قبل أن تخرج من المطبخ بصمتٍ متعمد.
تركت لها المساحة… أو ربما تركتها وحدها مع الشيء الذي هربت منه طويلًا.
سحبت الهاتف بيد مرتعشة قليلًا.
نظرت إلى الشاشة المظلمة.
رقمٌ بلا اسم…
لكن قلبها عرفه قبل عقلها.
معقول…؟ بعد كل ده؟
هو لسه…؟
ضغطت على زر فتح المكالمات، وظهر الإشعار الوحيد: مكالمة فائتة.
ثوانٍ فقط كانت كافية لتهزّ ما حاولت ترميمه طوال سنة.
كانت تعرف إن هذا اليوم سيأتي… لكنها لم تتوقع أنه سيأتي الآن، بعد ساعات قليلة من إعلانهـا النهاية.
وكأن القدر يسخر منها.
بالكاد ابتلعت ريقها. لم تستطع التفكير… كانت فقط تسمع الأصوات في رأسها:
صوته يوم الرحيل…
أسفه الذي أغلقته في رسالة لم تقرأها…
ضحكته التي اختفت فجأة من حياتها.
كانت لحظة مربكة، تحمل من الضعف أكثر مما تحتمل.
"لا… مش هعمل كده تاني."
قالتها لنفسها وهي تستقيم في جلستها.
لكن ارتجاف أصابعها خانها.
عاد الهاتف يهتزّ مرة أخرى—رسالة هذه المرة.
لم تفتحها فورًا، بل توقفت أمام الشاشة، كأن كل ما مرّت به في سنة كاملة انضغط في هذا المستطيل المضيء.
أخيرًا فتحتها.
كلمة واحدة فقط.
"ممكن نتكلم؟"
أحست بأن الأرض تهتز تحت قدميها.
الهواء صار ثقيلًا، والزمن يعود خطوة إلى الخلف، خطوة تشبه السقوط.
كانت تعرف…
تعرف أن فتح هذا الباب هو أول الطريق للعودة إلى كل ما هربت منه.
لكن الأكثر رعبًا؟
إن جزءًا صغيرًا منها…
جزءًا خائنًا داخل قلبها…
كان ينتظر هذه الجملة منذ سنة.
وضعت الهاتف على الطاولة بسرعة كمن يبعد شيئًا يحترق.
ثم نهضت، وخرجت من المطبخ بخطوات سريعة، محاولة الهروب من الرسالة… من نفسها… من قلبها الذي عاد ينبض بما لا يجب.
لكن الرسالة كانت مثل صوتٍ يتبعها أينما ذهبت.
صوت قال لها:
"الهروب انتهى."
وفي آخر الممر، قبل أن تدخل غرفتها، سمعت أمّها تناديها بهدوء:
"تعالي، عايزاكي."
التفتت إليها…
وعلى الرغم من كل اضطرابها، لم تستطع تجاهل تلك النظرة في عين أمها… النظرة التي لم تكن تراها كثيرًا.
كانت نظرة تدرك…
أن هناك شيئًا عاد ليوقظ ما كان نائمًا.
"لو وصلتي/وصلتوا لآخر الفصل، قوليلي رأيكم…
إيه أكتر حاجة لمستكم في الأحداث؟
تعليق بسيط بيشجعني أكمل ♥
وتوقعاتكم للفصل الجاي مهمّة جدًا بالنسبة لي."