عجيب هدوءكِ!! يخفي أعاصير تنتظر أول غيمة لتضرب بقوة. وحدها لحظات صمتِكِ تمهلني فرصة تأملك وتعيد إلى ذاكرتي رقة ملامحك، ما أحلى شعرك المسدل على كتفيك!! أحبك ... لكني لا أفهمك، وعلى الأرجح لن أفهمك، ولن أستطيع التعامل يوماً مع نوبات غضبك. رسائلك عبر التطبيقات الإلكترونية تحاصرني، ولا أحب استجوابك لي عن محتواها. ألا يمكنك أن تكتبي كل ما تريدين في رسالة واحدة طويلة؟ بالتأكيد لن أقرأها لكن على الأقل تكوني قد أفرغت مكنونات صدرك دون إزعاجي. هل تزعجك وحدتك طوال النهار تنتظرين عودتي من العمل؟ ألم تكن تلك أقصى امنياتك قبل الزواج؟! أعود فتمطريني باتهامات الإهمال والتقصير!! ونكرر شجارنا المعتاد عن عملي وأصدقائي وأمسياتنا القصيرة. لا تسأليني عن الغداء ... فأنا أريد أن أعود لأجد طعاماً على المائدة وأجدك في أبهى حلة وأن تصحبينني للسرير لتكوني وسادتي. لا أفضل الشاي بلبن ولن أتناوله يوماً. أعشق اللب واعذريني على القشور المتطايرة. لم أفهم تعبيرات الصدمة التي اعتلت وجهك عندما سألتني عن رأيي في رد فعل بطلة مسلسلك التركي المفضل على خيانة حبيبها الوسيم. نعم تطلب الأمر مني يومين وخمس آلاف استعطاف وسؤال؛ كي يتبادر لذهني أنك مستاءة لنومي أثناء مشاهدتنا ذلك الفيلم الرومانسي. لن ألاحظ وجودك إلا لو طالتك يدي عن غير قصد وأنا اعترض على تقاعس أداء لاعب أثناء مشاهدة مباراة نهائية في الدوري الإنجليزي، ولا أحب افتعالك الاهتمام بتمريرات اللاعبين وتهديفهم ... وليس هذا الوقت المناسب لشرح فكرة "مصيدة التسلل" ولمَ لم يحتسب الحكم ذلك الهدف. لا أميز لون طلاء أظافرك، ولن ألحظ تغييره بالتأكيد ... ولا أميز الفرق بين أسماء ألوان اخترعتها أنت وصديقاتك، أو ربما توجد فعلاً في الحقيقة.عذرا لأنني لم ألاحظ أنك صبغتِ آخر سنتيمترين من شعرك. لن أناديكِ باسمك المفضل أمام أصدقائي حتى وإن فعلوا ذلك مع زوجاتهم. لا أحبذ فكرة ذهابك معي في جولاتي مع أصدقائي. احتاج لبراحٍ كي أبدد كآبة روتين الأسبوع وهذا لا يعني أنني لا أحبك ولا احتاجك وبالتأكيد هم لن يعوضونني عنك!! من أين تأتين بهذه الأفكار أصلا!! لا أحب التسوق معك ولا تسأليني أي هذه الفساتين أجمل ؟؟ فجميعها سوداء!! ولا أستوعب تلك الحركات التمثيلية التي تفتعلينها عندما تختارين إحداها وتواجهين المرآة فترفعين كتف عن أخرى أو تشاورين بإحدى يديك. عندما أرسلتِ إلى صور ذلك المطعم، سألتني إن كنت سأصحبك إليه، ربتُ على كتفك وقبلتك. تركتني واختفيت فغفوت قليلًا لاستيقظ على تلك الشهقة المفزعة. اعترف تفاجأت بإطلالتك بفستانك الأزرق المفضل وصدمتك أنني لم ارتدي ملابسي بعد!!! إن أردتِ أن أصحبك يوماً إلى أي مكان فاعلنيها صراحة لا حاجة لي بالأحاجي والتلميحات. أفضل عطري، ولا أريد أن أتعطر بذلك العطر _ الذي أشك أنني انطق اسمه بفرنسية سليمة_ ولا يعنيني إن كان من دار أزياء عالمية وصدمني ثمن تلك الزجاجة!! لن أرتدي تلك الحلة الحريرية الحمراء التي ابتعتها لي في عيد زوجنا بمئات الجنيهات ولن أرتدي إلا ما يمنحني الراحة في بيتي. اختار ملابسي لأمسياتنا بعناية ولا تذكريني بالحذاء الكلاسيكي، يكفيني أنه يصحبني يوميا إلى العمل. هذا لا يعني أنني لا أحبك بل أعشقك، لكنها طبيعتي. "أحبكَ" ... ردديها، أسعديني بغزل صريح وامدحي رجولتي، أرويني من نبع شفاهك، كوني مثيرة دوماً. دافعي عن نفسك ان ظلمتك يوماً، ووفري عليَ عناء التكهنات عن سبب وجومك لأيام. غفا كعادته كالطفل على كتفي دون أن ينبث ببنت شفة ولم يسألني عن يومي كيف كان من دونه.