طالعتُها، ولمحتُ في عينيها ضياء .. أدهشتني؛ كيف يجتمع ضوء الليل وإشراق الصبح في صفحة واحدة ! تفحصتها بملء عيني .. أظنني أربكتها أو أفزعتها؛ لكنها بادلتني النظرات بثقة مصحوبة بابتسامة على زاوية الفم، فسألتُها من أنتِ أيتها الجميلة؟
زفرتْ وأمطرتني:
أنا الآثمة المثقلة بالخطايا. انحنيتُ أجمع ذنوبي وأواريها بين منحنياتي وأنقشها على جسدي، وما أزالُ أجهل كيف السبيل إلى التوبة. تصحبني لعنتي، وحدهم يرونها ولا سبيل لمحوها.
أنا التي حُكِمَ عليَّ بالنفي عندما استدار جزعي، وفقدتُ براءتي لأسباب فسيولوجية. أَتَلَفَّتُ يمنةً ويسرةً، وأسترُ المستور خشية لوم اللائمين. يمطرُ جبيني ناراً إذا ما تتبعوا عوراتي بإشارات أصابعهم، وترتعد فرائصي إذا مررت بجمعٍ.
الإرهاب في نظري؛ هو ذلك القابع في منتصف ذلك الشارع المحرَّمِ. أتحسس خطواتي، أغافلُ الذئب المتلصص. أخلعُ نَعْلِيَّ؛ كي لا أدنس عتبة باب جاري السكير.
إن كنت هزيلة؛ فهو إغراء الأوربيات، وإن كنت ممتلئة؛ فأهلا ومرحبا بالجمال العربي الأصيل، وإن كنت دميمة؛ ففيما نفع الوجه؟! وإن كنت عرجاء؛ فلن نستخدم سوى الـ ...، وإن كنت سمراء؛ فما أحلى السهر، وإن كنت شقراء؛ فأنا قطعة من الضياء.
أَوَتعلم يا سيدي من أنا؟!!
أنا الخاطية ... العاهرة بالفطرة.