عبر النافذة الزجاجية تتسلل أشعة الشمس كل صباح حتى يكتمل الشروق داخل غرفتي، وكأنها الكون بأكمله. تستيقظ زهرة دوار الشمس على شرفتي لتواجه الضوء وتضيف بهجة استثنائية على دفء الصباحات الشتوية. افتح عيني على مهلٍ واعتدل في سريري وأمد ذراعي في حركة سينمائية بطيئة، تارة للأمام وتارة للأعلى وابتسم لشعاع الشمس الذهبي. ألامس السجادة الكثيفة بأطراف أصابعي واتجه لمرآتي ومؤنستي.ألقي تحية الصباح على ذاتي وأبدا روتيني اليومي:
- ابتسم لانعكاسي في المرآة لاستحضار الطاقة الإيجابية.
- ابحث عن أية بثور أو رؤوس سوداء.
- انحني برفق للخلف كي أقيس الملليمترات التي طالها شعري ليلاً.
وفي تلك اللحظة تحديداً انعكس شعاع الشمس الذهبي على ما أظنه، لا ... لا يمكن أن تكون هذه !!! شعرة بيضاء في رأسي!! توقفت الأرض عن الدوران. فرغ الهواء. قاومت شهقة صاحبت اقترابي من المرآة لأتأكد مما رأيته.
لأول مرة لا يغويني البريق وانعكاساته. متى ولمَ؟! تتصارع الأسئلة وتتصاعد إلى عقلي، هل اللون الأرجواني الذي جربته الشهر الماضي هو السبب، أم لعلها نظرة تلك الجارة عندما قابلتها صباحا في المصعد؟!
أوجدت العلل والفروض والنظريات لأتفادى ما ترفض النساء الاعتراف به يوما. وهل ستتقبل الأنثى يوماً بصمات خصمها العنيد على شعرها وخطوطه حولَ عينيها؟!!