يظنون أن الكاتب يكتب كمهنة، أو بائع للكلام ، أو وقت فراغ يملؤه ، أو يتسكع في شوارع الفضول ، ولا يعلمون أنه يسرق الحروف من وجع الحياة ، ويخطف الإحساس من مخالب الألم ، ويتفرغ في وقت زحمته ، وضجيج قلبه ، ويخلق وقت من جهد مبذول.
فكيف يبوح بجرحه ، وهو يعشق الصمت .
هو من يبحر هنا ، ويقاوم تيار هناك ليكتب ويكسر الصمت بانشودته ، ولا يكتب بحبر القلم..!
بل أنه يكتب بدماء مخاض ولادة سطوره ، و رفرفة جفونة ، يلقي بين يديك كلماته التي صنعها من أوجاع الرفاق .
فالمعذرة إن ظهرت لكم بعض الجراح على السطور ، فقد لا يقسوا ، ولكنه يفارق بلا روح ، ويذهب بلا نبض ، فليس عنده أكثر مما يعطي ولا أفضل مما قدم فعلى قدر الحب كان الألم ، وعلى قدر العطاء كان التجاهل