لقد عرفت الكثير من الناس طيلة حياتي ، وعلي مدار السنين ، وجدت منهم الحساس ، واللامبالي ، والنمطي ، والمتجدد ، الأناني ، والكثير الكثير ، عبرتهم جميعا ، ولم يتركوا إلا علامات جعلتني أتعلم بعض الأشياء ، ربما كانوا يمرون مرور الكرام ، لم يأخذوا من قلبي شيئا ، والبعض كان يترك شيئا ، كل هذا حدث لأمتلك الخبرة الكافية لمواجهة الحياة ، وجعلني عندما أحب ، أحب بكامل وعيي وأدراكي ،واكتشف أنني أيضا كنت الشخص الحساس واللامبالي والنمطي والمتجدد والأناني ذاته وبالرغم من ذلك كله شخص واحد فقط لم أستطع أن أتجاوزه ، وكل ما استطاع فعله أن يجعل قلبي أخيرا بين منطقة الأخذ والعطاء ، وأن يتملكه بكامل أرادتي ، وجعلني أؤمن بأن الله يؤلف بين القلوب مهما كانت بعيدة جدا ، ومهما كانت من المستحيل أن ترتبط .
فيه جملة دائما (اللي قلبُه فيه حنّية ، عشرته فيها الأمان )
نحن جميعا نسعي ونجري دائما وراء الحنية ، ومجرد ما نلمح طيفها في أحد ما نتمسك به ، بإيدينا ،واسنانا ،
فنحن ماذا نحتاج من هذه الحياة ، إلا رفيق حنيّن ، لإن الشخص الحنيّن هذا ما يسيء يوميا الظن فينا ، ويعطيك أحساس أن وجودك له قيمة ، ولا يوجد شئ أفضلمن هذا في هذا الحياة ، التي نحياها مرة واحدة.