الفصل الرابع عشر: المرآة الأخيرة
في صباحٍ رمادي، حمل ميشيرو المرآة القديمة من قاعة شيزوكو—بمساعدة السلطات التي اقتنعت أخيرًا بقيمة ما يحدث هناك. لم يكن الهدف الاحتفاظ بها كأثر، بل منحها الحياة من جديد.
نقلها إلى متحف صغير في طوكيو، خصّصه بالكامل لقصص الأرواح المجهولة. في منتصف المعرض، وضع المرآة في غرفة مظلمة، لا يدخلها الضوء إلا من فتحة صغيرة في السقف، تسقط على الزجاج مباشرة.
وعلّق تحتها لافتة كتب عليها:
"لكل من لم يُسمَع صوته، نحن هنا لننصت."
ومنذ افتتاح المعرض، بدأ الزوار يروون أشياء غريبة.
بعضهم رأى ظلالًا تتحرّك خلف الزجاج.
بعضهم سمع أسماءً هامسة لا يعرفون أصحابها.
وبعضهم—نادراً—بكى أمام المرآة دون أن يعرف السبب.
لكن الأكثر غرابة… كان الأطفال.
قال أحدهم لوالدته: "الفتاة الصغيرة في المرآة قالت لي لا أخاف من الظلام بعد الآن."
وقالت أخرى: "المرأة ذات الفستان الأبيض أخبرتني أن أحبّ من قلبي… لكن لا أصمت حين أشعر بالخوف."
ميشيرو راقب كل هذا بصمت، ودوّن كل قصة، كل همسة، كل صدى.
وللمرة الأولى، لم يشعر أن مهمته كانت كشف الغموض فقط.
بل منح الصدى صوتًا.
والذاكرة حياة.