قابعة على قارعة الطريق تتوارى خجلا، لقيتها منذ أسبوع تقريبًا. في اليوم الأول اكتفيتُ بنظرة سريعة؛ لكني في صبيحة اليوم التالي دنوت أتحقق من لونها دون توقفٍ فعليٍّ.
لا أعلم لِمَ زارني طيفُها وجعلني متلهفًا لرؤيتها صبيحة يومنا الثالث، والتقينا .. لمستُها فارتعدتْ مترقبةً، خَجلتُ فرحلتُ هاربًا منها.
إلا أني وجدتها في يومنا الرابع وقد انتعشت قليلا، فاقتربتُ وألقيتُ عليها تحية الصباح، فبادلتني إياها في صمت وعلى استحياء.
سألتُها عن سر قلقها وتخوفها في يومنا الخامس؛ لكن سؤالي قد أثار شجونها، تركتها لأفكارها ورحلت.
وعندما عدت في يومي السادس وجدتها مشتاقة لتبادل التحايا والحكايا، جلستُ إليها غير عابء بكومة التراب التي تواري جمالها؛ بل داعبتها بأصابعي، ورسمت أول حرف من اسمي.
نعم تمنيتُ أن تكونَ لي، غير أن أمنيتي جعلتها تصارحني بما عانته ليلتها من تهور ذلك الطائش، وكيف انتهت تلك الليلة باستسلامها، ثم لفظها وحيدة على قارعة الطريق.
هالني حزنها، فقررت في يومنا السابع أن أُفاجِأها، فطلبتُ من أحدهم الاهتمام بها. واليوم ... اليوم فقط ابتسمتْ ولمعةٌ في عينيها لا مثيل لها.
في حب سيارة فولكس جولف موديل قديم تركها أحدهم خلفه.