Qaed

Share to Social Media

روسيا – مدينة بيرم
فندق ستار.
قام رونالد من خلف الطاولة " ماهذا التهديد..ياحارس".
أصاب الجالسين في المطعم الخوف.
تقدم الية النادل بسرعة " ماذا حدث سيد رونالد؟".
أشار رونالد باصبعة " هولاء يهددوني ومعهم مسدس".
نظر النادل اليهم بفزع، فاجابة احد الشباب " لا..انة كوبوي مجنون".
نيكيتا " لقد قالوا اعطنا كل اموالك وانت رهينة".
اصاب النادل الخوف .
رونالد " بلغ الشرطة الان ودع حارس الامن ياتي".
وجلس خلف الطاولة مجددا.
نكيتا هامسا " سيد رونالد ارى ان هولاء الشباب قد وزتهم المخابرات فتلميحاتهم وطريقة
كلامهم تدل على ذلك".
رونالد بقلق " نعم لقد وزوا علي الكثيرون طوال الوقت".
نيكيتا بخوف " ارى من الافظل ان تهرب وترجع الى أمريكا".
رونالد بحسرة " والمشاريع والفرص الاستثمارية".
صار نيكيتا ينظر الى حوالية " في الوقت الراهن هذا هو الوضع..اذهب وارجع لما يتحسن
الوضع..تعلم ان المسؤلين الحاليون شديدوا العداء للدول الغربية ولأمريكا".
تقدم النادل ومعة حارس الامن وصارا يطمأنان رونالد.
رونالد " هل اتصلتم بالشرطة؟".
حارس الامن " لاداعي للشرطة..لقد تم حل المشكلة".
غضب رونالد وقام من على كرسية وذهب مسرعا الى قسم الاستقبال
وطلب من الموظف ان يعيطة الهاتف وصار يتصل بالشرطة.
بعد فترة جلس مع نيكيتا في البهو والناس صاروا يستهزؤن عليهم، وجاء احد الشباب
وجلس على اريكة.
نيكيتا " انجوا باموالك وبحياتك ياسيد رونالد. اذهب الى المطار واركب اي طائرة وارجع
الى امريكا الان".
وصار ينظر الى الشاب بخوف، فعمل لة الشاب ايحائة آمرة لة بالانصراف..فقام نيكيتا
مذعورا " سوف اذهب ياسيد رونالد..قد يؤذوني".
رونالد " ابقى يانيكيتا..الشرطة قادمة".
نيكيتا " سوف اذهب". وقام وذهب خائفا بسرعة.
بعد فترة من الوقت دخل احد رجال الشرطة الى الفندق فقام رونالد وتوجة نحوة.
الشرطي مبتسما " انت السيد رونالد من امريكا؟".
رونالد " نعم" واشار ناحية الشاب الجالس، وصار يحكي لة ماحصل.
فناداة الشرطي وطلب منة بطاقتة المدنية، وصار يسالة، ثم امر رونالد بان يبقى
في غرفتة حاليا واخبرة بانة سوف يرى باقي الشباب.
كان رونالد جالسا في غرفتة بقلق وفتح حقائبة وصار يصف ملابسة
في الخزانة فلاحظ لابتوبة مكسورا غطاة العلوي فغضب " اكيد انهم تعمدوا..اللعنة".
سمع دق على الباب " لاتقلق سيد رونالد..انا شرطي سوف احرس باب غرفتك..ارتاح".
هدئ رونالد وصار يفكر " لن اسمع نصيحة نيكيتا بالرجوع. سوف ابقى".
حاول تشغيل اللابتوب فوجدها معطلة وصار يفكر بحيرة في ماذا يجب ان يعملة.
هل يقول للشرطي الذي على الباب؟. ثم مشى نحو النافذة وصار ينظر الى الشارع.
راى شرطي واقفا امام البوابة في الاسفل واقتربت سيارة لادا قديمة بها مجموعة شباب
فتقدم اليهم الشرطي وصار يكلمهم..ضحك رونالد سعيدا.
صار رونالد يفكر " الان يجب ان اذهب الى مكتب ادارة الاقليم لمعرفة المشاريع".
ثم صار ينظر في الغرفة التي كانت واسعة و فخمة بها اثاث راقي، سرير خشبي مزدوج وثير
وسجادة حريرية جميلة ملونة و مصابيح مختلفة الكترونية ممكن ضبط الالوان وشدة الاضائة
وتلفزيون معلق وثلاجة كبيرة، وطاولة تسع لستة اشخاص ولوحات على الحائط لمناظر المدينة.
وحمام ودوش واسع فيها بانيو كبير.
شغل التلفزيون وصار يتنقل سريعا بين القنوات واستقر على نشرة الاخبار، ثم دخل
الى الحمام واخذ دوش فشعر بلانتعاش من الماء الدافئ.
خرج بعد خمسة دقائق شاعرا بالسكينة وصار ينظر الى المينيوهات التي على الطاولة.
ابتسم سعيدا واتصل في المطعم وعمل طلبية.
صار يلبس ويمشط شعرة ويتعطر وجلس على الكرسي يشاهد التلفزيون وهو يفكر
" هل يتصل في زوجتة؟". فسمع دقات على الباب " طلبيات المطعم هنا".
قام وفتح الباب وخرج فراى الشرطي والعامل يبتسمان لة فصافح الشرطي
وسمح للعامل بالدخول.
صار رونالد يتناول الغداء للمرة الثانية. كان الغداء شهيا بطة مشوية مع سلاطات متنوعة
وبطاطا مهروسة.
تذكر اللابتوب المكسور واصابة الغضب فقام واتصل بالهاتف " مرحبا فندق هوليدي..
انا رونالد كنت مقيما عندكم ولقد وجدت اللابتوب مكسور".
موظف الفندق " مرحبا سيد رونالد..طبعا حقيبتك حملها عدة اشخاص غيرنا.. اذا لانعرف من المتسبب.
انصحك بان تاخذ اللابتوب الى محل تصليح..فرصة سعيدة ..تفظل".
الشرطي من خلف الباب " المعلومات لم تسرق، خذها واصلحها في حال انها قابلة للتصليح".
رونالد " شكرا لك".
وصار يكمل غدائة ومن بعدها اتصل بزوجتة وصار يحكي لها عن كيف في البنك حلوا مشكلة
البطاقة وانة سوف يذهب غدا الى مكتب ادارة الاقليم ليرى الفرص الاستثمارية.
كانت زوجتة تتكلم بنبرة مذنبة شاعرة بالندم لقطعها الهاتف، وصارت تطلب منة ان يسامحها.
رونالد " طبعا لم تكوني معي ولم تصدقيني..لابأس الى اللقاء".
واقفل الهاتف وصار يشاهد التلفزيون وفجأة راى وميض من النافذة وصار يلامسة وهو يشاهد
التلفزيون، وسمع صوت الشرطي من خلف الباب " انا اعمل تحليل لك، واتعرف على ارائك عن طريق القمر
الصناعي..اه..فهمت..واصل المشاهدة".
مرت نصف ساعة ورونالد يشاهد نشرة الاخبار والبرامج التلفزيونية.
الشرطي " سيد رونالد..للاسف انت تعتبر عدو هاهاها".
ثم صار يشاهد احدى الافلام الروسية الكوميدية واستلقى على السرير ونام.
صحى بعد عدة ساعات حيث الظلام " اه..لقد صار وقت الليل" فقام واشعل المصابيح
واقفل التلفزيون وفتح باب الغرفة ولم يجد الشرطي.
نظر الى الساعة وكانت العاشرة ليلا وقرر ان ينزل الى البار، وصار يلبس بدلتة الانيقة
ونزل من المصعد ودخل الى البار حيث وجدها مزدحمة ولم يجد طاولة خالية، فقام بعض
الرجال من خلف طاولتهم ودعو رونالد للجلوس " مرحبا ظيفنا الامريكي تفظل".
جلس رونالد شاكرا لطفهم وطلب من النادلة كأس ويسكي ازرق.
وصار يشاهد الناس حيث الموسيقى الصاخبة ومجموعة كانوا يرقصون بمرح في وسط القاعة.
تحت الاضواء المتلئلئة، وصارت البنات يتوددن الى رونالد ويدعونة بشوق للرقص معهن.
صار يضحك سعيدا وقرر عدم الاسراف في الشرب متذكرا نصيحة الطبيب.
كانت رائحة السجائر والبيرة تملاء المكان فقرر ان يخرج لكي يتهوى وخرج من الباب الرئيسي
للفندق وصار يتنفس الهواء البارد وصار يشاهد النزلاء وهم يتمشون امام الفندق.
وصارت فتيات مثيرات يلبسن ملابس السهرة يغمزن لة.
راى بعضهم ينظر الية بحدة فاحس بالانزعاج منهم وقرر ان يصعد الى غرفتة.
مرت عدة ساعات وصار صوت منبة الساعة يرن فصحى رونالد سعيدا، واغلقها وصار يغسل وجهة
" يوم عظيم انها السادسة..سوف تشرق الشمس قريبا" واتصل في المطعم وامر بان يحضروا
لة الافطار. واخذ اللابتوب من على الطاولة ووضعها في كيس عند حذائة ثم فتح النافذة، وصار ينظر
الى الطريق اسفل الفندق، فراى ان بعضهم يرحل وبعضهم يتسكع وهم سكارى ووصول باص
فيها سياح.
سمع دق على بابة " صباح الخير..خدمة المطعم " فذهب بنشاط وفتح الباب وحياة العامل
" لقد احضرت لك جرائد اليوم" وصار يصف الاطباق على الطاولة.
جلس رونالد يتناول الافطار بسعادة وصار ينظر الى الساعة " الان الوقت مبكر"
وفتح التلفزيون وصار يشاهد قناة مدينة بيرم.
مرت ساعة وصار يلبس بدلتة واتصل في قسم الاستقبال " ارجوا ان تحجزوا لي تاكسي".
ثم اخذ الكيس الذي بة اللابتوب ونزل بالمصعد بلهفة ووصل الى البهو مباشرة حياة
الحارس الذي على البوابة واشار لة الى التاكسي " انها تنتظرك سيد رونالد".
شكرة رونالد وخرج وكان سائق التاكسي واقفا فسلم علية وفتح لة الباب.
جلس رونالد " ارجوك خذني الى مكتب ادارة الاقليم".
نظر الية السائق السمين ذوالشعر الابني " فورا".
انطلقت السيارة بطريقة توحي ان الراكب شخصية كبيرة وصارت تنعطف وتسرع.
كان السائق سعيدا " احب ان اذهب الى امريكا عن طريق المضيق ثم الى الاسكا تعرف
المسافة قريبة جدا".
ضحك رونالد " اهلا وسهلا".
صار يشاهد سكان المدينة وهم يتوجهون اعمالهم والاطفال الى مدارسهم، حيث الباصات
المكتظة بالناس والسيارات الكثيرة في الشوارع.
وصلا الى محل تصليح كومبيوترات، فطلب رونالد من السائق الانتظار ودخل الى المحل
واخرج الابتوب من الكيس وسلمة للمصلح البشوش وصار يعاينها ووجدها مكسورة ولاتعمل
وطلب منة الانتظار لمدة ساعتين لكي يفككها وينظر اذا كانت قابلة للتصليح.
خرج رونالد من المحل وركب التاكسي وبعد ربع ساعة وصلوا الى مبنى ادارة المدينة والاقليم
وصار رونالد يحاسب التاكسي وتقدم الى البوابة الرئيسية فاستقبلة الحارس بابتسامة " اهلا وسهلا".
ودخل المبنى الرئيسي وتوجة الىى مكتب الاستقبال، حيث نظر الية موظف الاستقبال باستغراب
وبدا القلق علية.
رونالد " مرحبا انا رونالد من أمريكا اود ان اقابل موظف لمعرفة مشاريع الاقليم".
رحب بة الموظف وارشدة الى مكتب شئون الاستثمار حيث مشى معة، كان الموظف ضخم الجثة اشقر
الشعر سمينا ويلبس بدلة رمادية، وصار يلمح للموظفين في الممر بثقل الظيف.
دخل رونالد الى المكتب واستقبلة موظف وصار يرحب بة ودعاة للجلوس.
وصار يسالة عن اهتماماتة وتخصصاتة.
كان الموظف في الخامسة والاربعين من العمر اسود الشعر ذو بشرة بيضاء نحيف الجسم
وظهرة مقوس قليلا الى الامام.
وصار يعاينة ويفكر في اجابات رونالد، وسلمة لائحة كبيرة من عدة صفحات، وصار رونالد
يقرائها بسعادة.
كانت لائحة بها مشاريع استثمارية في مجالات الزراعة والصناعة والانشآت والبناء والنقل
والكثير غيرها.
ضحك رونالد " فعلا روسيا ارض الاحلام والفرص".
ضحك الموظف " نعم وهكذا سوف تكون هذه المشاريع الان وسوف تزاداد المشاريع لما
نتطور والشعب يتطور".
دخلت المكتب امراة جميلة ممتلئة ذات شعر اصفر ونظرت الى رونالد مبتسمة
" مرحبا..انت الامريكي الذي جاء للاستثمار..انا اسمي سعيدة موظفة".
رحب بها رونالد وصار يتحدث معهما عن المشاريع وصارا يوضحان لة بعض المسائل الادراية
المتعلقة بالتصاريح والشروط والمسائل المالية. ولم يبقى اي اسئلة اخرى لدية.
نظرت سعيدة الى خارطة كبيرة على الحائط لاقاليم روسيا " انا من جمهورية داغستان".
رونالد "واين تقع؟".
فاشارت باصبعها عليها حيث انها جمهورية في جنوب روسيا يسكنها اغلبية مسلمة
وتتمتع بالحكم الذاتي. وصارت تشرح لة عن الجمهورية وتاريخها.
سعيدة " سيد رونالد هل سوف تساعدنا في عمل الاستقلال".
ضحك رونالد وصار ينظر الى الخارطة " بالطبع جمهورية داغستان والجمهوريات القريبة منها
جميعا..حتى الاقاليم صعودا".
ضحكت سعيدة " كم انا سعيدة بالفعل..لقد عرفت ماذا سوف تصبح جمهوريتي في المستقبل
شكرا لك".
خرج رونالد من مبنى الادارة يتمشى وتذكر ان يذهب الى محل التصليح فاشار لتاكسي
وركبها وبعد نصف ساعة وصل الى المحل، حيث كان العامل حزينا واخبرة بان الابتوب
انكسر من الداخل ولاجدوى.
قرر رونالد ترك الابتوب ولكن العامل سالة اذا كان فيها ملفات مهمة فانة يستطيع اخراجها
منها وحفظها في ذاكرة فلاش.
وافق رونالد وصار يسالة عن اسعار وانواع اللابتوبات وصار يعاين ويجرب بعضها.
كان العامل قد اخذ نسخة الملفات وسلمة الفلاش، وقرر ان يشتري لابتوب جديد
وصار يحاسب المصلح وقرر ان ياخذ ايضا لابتوبة المكسور.
ركب التاكسي مجددا وامرة ان يذهب الى الفندق، وانطلقت السيارة في شوارع بيرم
وفجأة سمعا صوت ارتطام قوي وانزاحت السيارة، وصار السائق يصرخ.
بنك روسيا.
كانت سفيتلانا جالسة تفكر فدخل عليها في مكتبها زميلها ايفان.
" ماذا بك ياسفيتلانا تبدين حزينة".
نظرت الية بقلق " انا افكر في رجل الكوبوي الذي زارنا".
ايفان " وماذا بة؟".
هدئت سفيتلانا " انة مجرد سائح يقيم في فندق، انة مليونير. تعلم ان افكاري كثيرة
لقد صرت افكر في عمل استقلال لجمهوريتي تشكوتكا".
نظرت في عيني ايفان في تحدي، ففزع ايفان وجلس على الكرسي مقابل مكتبها
" ماهذه الفكرة الخطيرة وكيف نشات معك؟".
كان ايفان شاب في الثلاثين من العمر اشقر الراس وذو عيون زرقاء، طويل ورشيق ذو عضلات متوسطة
ممتلئ الجسم ويلبس بدلة العمل زرقاء داكنة اللون.
غضبت سفيتلانا ولم تجبة.
فصار ايفان يضحك " اعرف ليس فقط انتم ولكن كامل الاقاليم تطالب بالاستقلال".
سفتلانا " ماذا هل تودنا ان نبقى تحت حكم موسكو المركزي الاستبدادي..لقد جوعونا
واخرونا لسنوات كثيرة للوراء..انا ارى ان الاستقلال هو الحل وهذا مايفكر بة الجميع".
كان ايفان يستمع اليها وهو متفاجأ وصار ينظر الى ساعتة.
ايفان " ان كامل الاقاليم على الساحل الشرقي تريد الاستقلال".
صارت سفيتلانا تحكي عن ماسمعتة من سكان هذه الاقاليم حيث انهم يقولون
يريدون الانفصال وانها كانت اجزاء من الصين وانهم يريدون العودة اليها.
صار ينظر اليها ويضحك " وانت الست من الصين".
سفيتلانا بغضب " انا من قومية التشكوتكيا صاحبة الاقليم".
تمالك ايفان نفسة " نعم ان هناك مائة قومية في روسيا ولكن الغالبية العظمى هم الروس".
في هذه الاثناء اطلت عليهم من الباب ناتاشا " مرحبا ايفان لقد كنت ابحث عنك".
ايفان " ان سفيتلانا تريد ان تعمل استقلال لجمهوريتها تشكوتكا".
نظرت اليها ناتاشا بقلق " حقا..هيا نذهب الى الكفتريا..الان وقت الاستراحة".
قاما وصاروا يتمشون في ممر البنك المقفل ودخلوا الى الكفتريا، حيث كان يجلس
بعض الموظفين يرتاحون.
كان الجو هادئا ورائحة القهوة تنتشر في المكان. كان احدهم يجلس لوحدة وهو يشاهد
الابتوب وياكل الجاتو والاخرون يجلسون مع بعضهم يدخنون ويشربون القهوة.
جلسوا على طاولة خالية في منتصف القاعة.
ايفان " ماذا اطلب لكم؟".
سفيتلانا " انتظر سوف تاتي النادلة ونطلب".
بعد فترة كانت نادلة شقراء نحيفة تمشي نحوهم بملل وهي تتثائب وصارت تكتب طلباتهم.
ناتاشا باستغراب " حقا ياسفيتلانا تريدين ان تعملي حرب مثل الشيشان للحصول على الاستقلال".
كانت ناتاشا بنت في الخامسة والعشرون من العمر شقراء متوسطة الطول نحيفة.
ضحكت سفيتلانا " نعم ولكن القوة غير متساوية، الا اذا حصلنا على دعم وسند من الولايات
المتحدة الامريكية". وصارت تنظر الى حولها وشعرت بالقلق.
اتت النادلة وصارت تضع طلباتهم امامهم على الطاولة وصاروا ياكلون التورت ويشربون القهوة.
كان احد الموظفين متفكرا بغضب " انا من اقليم بسكوف. سوف اعلن الاستقلال ايضا لو ان امريكا
سوف تساعدنا".
نظر الية ايفان بنفاذ صبر " هل المسالة فوضى هكذا..اذا اذهب الى اقليمك واعمل هناك".
سفيتلانا بغضب " وانا سوف اطردكم من جمهوريتي".
ناتاشا مشيرة باصبعها " يامجنونة اذا اخرجي من العمل عندنا".
موسكو – مكتب ادارة مجلس الوزراء.
كان السيد أرتيوم جالسا خلف مكتبة يفكر وينظر الى شاشات الكومبيوتر امامة واصابة التحدي.
ضغط على زر السماعة " كاتيا..ارجوا ان تتواصلي مع الموظفين لمقابلتي شخصيا
لعمل مناقشات في مواضيع الوزرات".
السكرتيرة كاتيا " حسنا سيد أرتيوم".
كان أرتيوم رجل في الخامسة والاربعين من العمر، متوسط الطول ذو عضلات صغيرة، اسود الشعر
واسود العينين وذات بشرة بيضاء. يلبس بدلة زرقاء وقميص ابيض وربطة عنق حمراء اللون عليها
صورة شعار النسرين. يمتاز بالذكاء والنشاط فهو حاصل على درجو الدكتوراة في العلوم السياسية.
شعر بالتعب هذا الصباح فهو يعمل محل السيد يوري الذي ذهب في اجازة.
لقد زادت الضغوطات علية وصار يفكر "متى سوف يرجع يوري؟".
رن جرس السماعة "سيد أرتيوم، السيد فاديم من قسم الامور المالية في انتظار مقابلتك".
" دعية يدخل فورا واعدي لنا اثنان كوب قهوة أمريكية".
دخل السيد فاديم سعيدا وصافحة ارتيوم ودعاة للجلوس.
فاديم بقلق " نحن في مصيبة مالية بسبب الحرب في اوكرانيا 42 مليون دولار امريكي
نخسرها كل ساعة".
تفاجأ أرتيوم " ياللويل 1.2 تريليون دولار خسائر منذ بداية الحرب..ماهذا؟".
كان فاديم رجل في الاربعين من العمر اشقر الشعر ذات عيون زرقاء ممتلى الجسم قصير القامة.
فاديم بغضب " حوالي 800 مواطن روسي يعلنون افلاسهم يوميا".
ضجر أرتيوم " وصلوا الى اكثر من واحد مليون مفلس و25 الف شركة افلست شي كارثة".
فاديم " وما السبب هل العقوبات؟".
ارتيوم " نعم 24 الف عقوبة مفروضة علينا، لذا مشاريع التطوير ستكون في حدود 1%".
دخلت السكرتيرة تحمل صينية صغيرة وصارت تضع اكواب القهوة امامهما وتبتسم لهما.
صار فاديم يرتشف القهوة وابتدى ارتيوم يناقشة في امور مالية واقتصادية.
مرت ساعة وودعة ودخل موظف آخر من قسم التعليم وصارا يتناقشان في امور تطوير التعليم
ورفع مكانة المهنة مع رفع الرواتب.
اوصى ارتيوم بان يعمل تنسيق بين الوزرات للاعداد والتحضير لمناقشة هذه المواضيع
في جلسة مجلس الوزراء.
سعد الموظف من هذه المناقشة ورحب بة ارتيوم واثنى علية مواعدا لة بهدية.
ودخل بعدة موظف من قسم العمل والحماية الاجتماعية وصارا يتناقشان في موضوع
الاهتمام في الاسرة وزيادة مستوى الحماية الاجتماعية.
دخلت السكرتيرة وهي تحمل كوب قهوة وكوبين ماء وكان في الصينية قرص طبي ابيض.
أخذ ارتيوم الحبة وبلعها وشرب الماء بعدها " تعلمون انة يجب علاج ارتفاع ضغط الدم
أو الشخص سوف يصاب بجلطة في المخ هاهاها".
تمنى لة الموظف الصحة والعافية.
وصارا يوصلان المناقشة في مواضيع تلبية توقعات المجتمع والنظر في مطالبهم وتحقيقها.
وودعة ارتيوم وهو يشعر بالتعب واسند ظهرة على كرسية الوثير وصار يرتاح.
بعد ربع ساعة ابتدى في عمل اجتماعات عبر الاقمار الصناعية وصار يعطي توجيهات.
وفتح كومبيوترة وصار يكتب تقارير بنشاط وعيونة تلمعان فخرا بما يتحقق.
ثم صار يفكر بعمق وصار يشعر بالقلق " آه..الامور الحربية والعسكرية مواضيعها كثيرة وخطرة".
رن جرس سماعة المكتب " وقت الغداء سيد أرتيوم..هل اعمل لك طلب من المطعم؟".
ارتيوم بسعادة " لا..اعملي لي حجز طاولة في المطعم عندنا".
السكرتيرة " فورا، سيد ارتيوم".
نهض واقفا واقفل الكومبيوترات ووضع هاتفة الخلوي في جيب سترتة وخرج من المكتب.
صار يتمشى في الممرات وصار الموظفون يرحبون بة وبعضهم صار يسخر منة.
عرف ارتيوم انة بسبب لون بشرتة. وصل الى المطعم فتقدم الية النادل بسرعة وصار يرحب
بة ودلة على طاولة خالية.
كان في المطعم الكثير من الموظفين وكان الجو صاخبا حيث دخان السجائر تملاء المكان.
صاروا ينظرون الية باهتمام وصار البعض يبتسم لة ويرحب بة واخرون يحتقرونة
وينظرون الية بسخرية متواعدة.
غضب ارتيوم وهو يلمحهم وصار يطلب من النادل طبق ارز مع دجاجة مشوية على الفحم
ومخلل خظروات حارة.
صارت بعض الفتيات يتوددن الية ويغمزن لة فهدئ.
نادى احدهم " ينبغي لروسيا مسؤل روسي يشبة الروس وليس ان يشبة العرب".
ضمر ارتيوم ما يسمعة وابتسم فاتى النادل حاملا صينية، وصار يصف الاطباق امامة باحترام
سائلا اذا كان يريد اي شي اخر.
شكرة ارتيوم وصار ياكل بشهية وينظر الى الموظفين بخلسة وياخذ الانطباعات.
كان موظف سمين اشقر يكلم زملائة " ان لنا خطط لضم جمهوريات الجنوب لروسيا
وكلهم اشكالهم مختلفة عن الروس..علينا ان لانحتقرهم هاهاها".
هدئ ارتيوم واقترب من طاولتة عدة موظفين متمنين لة وقتا ممتعا واخبروة انهم
في خدمتة في اي عمل فالنجاح يهمهم ومسعاهم التقدم والازدها.
0 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.