Noorismail

Share to Social Media

🌸فى طى الكتمان🌸
🌸قتل ناعم 🌸🔪
الفصل(2)
كن مُعولا عليه لا عالة ..فيك من طاقات ما لا يعد ..ثم إنه البقاء للأقوى ..للمثابر وللصابر!
_أنا كنت عارفه ان هيحصلى كدا
هتفت بها قُدس إثر تمددها على فراش المشفى وبجانبها لينزى صديقتها المُقربة وزوجها مارسيلينو، اصوات الاجهزة المحاطه بها وطاقم التمريض.
فقد أصيبت قُدس بتمزق ب اربطه الذراع وكسر بسيط بالساق وبعض الجروح والخدوش إثر تهشم زجاج السيارة الإمامى.
ولكنها مازالت تعافر، ف هذا العيار النارى هذه المرة لن يصيب.. مهما حاولوا إسكاتها لن يستطيعوا، مهما تعرضت لحوادث ل إرهابها لتخويفها لن تتراجع.. فتاة فى عروقها يجرى دماء النضال أباً عن جد والاستسلام ابداً لن يكون طريقها حتى ان كان المقابل حياتها.
إنتبهت لينزى لكلمات قدس فقالت لها
_إزاى كُنت عارفه؟!
_فاكرة اما قولتلك اوقات بسرح واشوف حجات وبعدها تحصل، أو مثلاً أحس بحاجه أو أحلم

ترك مارسيلينو باقه الورد التى كان يشمها وقال
_كدا تمام اوى بدل برنامجك مساء الخير يا قُدس، نقول سر قُدس الباتع ونستقبل بقا التليفونات واحده عندها حلم تفسريه، واحده جوزها شايفها قرد تفكى العمل واحده عاوزة ترجع لجوزها نعمل رد المطلقه

ضحكت قدس رغماً عنها نظراً لما تعانيه من الآلام وقالت موجهه حديثها إلى لينزى
_ممكن تخلى جوزك يسكت
_اخرس يالينو شوية

هتفت بها لينزى ف قال الأخير
_متجيش أخرس مع لينو أبدا، ماهو ياتدلعينى يا تمرمطينى
امسكت قُدس رأسها وقالت
_هو مش هيسكت إنهاردة

ضحك مارسيلينو وقال لها
_بتتكلم مصرى لبلب، من يوم معرفتكم الل زى وشكم ببعض وهى مقالتش كلمة واحده فلسطيني لذلك انا بشك فيها

رمقته لينزى شذراً وقال ترفع شفتها العلويه ممتعضه منه
_وقت دا تتكلم فلسطيني ولا لاتينى، ثم مفيش عائله ف مصر اسمها عائلة المدهون.. إهبط بقا
_لاء فيه عائلة زبدة فيرن أكيد..
_يالينو إفصل شويه يا حبيبي البنى أدمه تعبانه ياريتنى م جبتك معايا
_هو انا ابن أختك وموديانى حدائق الاندلس.. طب والله مانا قاعدلكم

تركهم بالغرفة وترجل نحو الخارج وصفع الباب خلفه بطريقه هزلية، نظرت لينزى إلى قدس وربتت على كف يدها تردف لها بحنان
_إنتِ قوية، ومش لوحدك أنا جنبك
تنهدت قُدس تنهيدة عميقه وقالت بحرارة أنفاس
_ساعات بتبقى حلاوة الدنيا ف ناس قريبين لينا وشبههنا، عشان وقت م نقع يسندونا ويطمنونا بقلوبهم مش بإيديهم يا لينزى، وانا بشكر الصُدفه الل جمعتنا رغم أنها ذكرى سيئه ليا وليكِ بس خرجت منها ب أفضل مخلوقة عرفنى القدر عليها وقربها منى..

#نورإسماعيل
...........................

العالم لايراك إلا فى مشهدك الأخير، كواليسك لاتشفع لك ابدا... ً مهما فعلت!
بمكتب لواء الداخليه السيد أشرف الصناديلى كان يجلس قاسم مقابلاً له بهندامه الجميل المنسق والمنمق كعهده ولكنه غير حليق الذقن او الشارب وشعره كثيف، يبدو عليه الحزن حتى إن تجاهله، يبدو عليه الشرود والسكوت رغم مكابرته.
بعد إلحاح من زميله إسلام ب أن يذهب لمقابله اللواء، ذهب على مضض ولكن هل ستجرى الأحداث كما يريد؟
_إزيك ياقاسم
_الحمدلله يا سيادة اللواء، انا بخير طول ماحضرتك بخير
_أنا مش عاجبنى ابداً الل انت عامله فنفسك دا

تنحنح قاسم وأردف بخفوت وأدب
_عامل ايه يافندم
_شكلك.. إختفائك، أجازتك من الشغل، وكل دا وكمان أسمع انك عاوز تقدم إستقالتك يا سعادة الرائد!
نكس قاسم رأسه إلى أسفل ولم يتفوه بكلمه ف أكمل اللواء حديثه
_أنا زعلان عليك ي قاسم، ايوة الل حصل مش سهل بس كل حاجه بتحصل لنا سيئة لو مقدرناش نتخطاها هتدمرنا، لازم نعدى ونتخطى ونتعافى ونقوم وتستمر حياتنا
وانت من أكفئ ظباط الداخليه، وشغلك يشهدلك وملفك منور والكل فالوزارة مش بيحكى غير عن إنجازاتك والل حققته فسنين شغلك السابقه، يبقى عاوز تضيع كل دا ليه؟

رفع قاسم بصره وأردف بصوت مبحوح يختلجه الجراح قائلاً
_بس انا قصاد حُبي لشغلى وإخلاصى له، راحوا اغلى مافحياتى.. مراتى وإبنى
أنا كنت بفضل شغلى عليهم وعلى نفسي وزى ماحضرتك بتقول إنجازاتى تشهدلى
أنا بقا كنت ناسيهم وكنت مش شايف غير شغلى وكفائتى فيه
لحد م شغلى نهى حياتهم.. ومبقوش موجودين
رويدا وباهر كان نفسهم افضى دقيقه واحده بس، ومكنتش بقدر
دلوقت انا مستعد افضى عمرى كله بس يرجعوا هما دقيقه!

أخرج من جيب كنزته منديلاً ومسح به عيناه قبل أن تفضحه دموعه، نهض السيد أشرف من مقعده وإستدار حتى يجلس مقابلاً ل قاسم وربت على يده قائلاً

_أنا معاك ان موتهم كان فاجعه لينا كلنا مش انت بس، لو سيبت شغلك هتقضى على نفسك وانت حابس روحك مع ذكرياتهم
انا بكلمك زى إبنى مش حضرة الظابط قاسم صفى الدين، فوق من الل انت فيه وإرجع
خد وقتك ي قاسم.. بس إرجع، وصدقنى وقت م ترجع مش هتقل عليك فشغل مرهق
بس الداخليه كلها تخسر لو واحد زيك إستقال منها.

شكر قاسم اللواء ونهض مترجلاً إلى الخارج تاركاً لدموعه البراح كى تتحرر وتهبط على وجنتيه، وكأنه مشهد تم تصويره بالبطئ.. يمشى شاعراً ببطئ مرور الوقت وبطئ حركة الساعه، وكأن كل شئ أصبح ساكناً بلا حراك بعدما رَحلا حبيبيّه زوجته وإبنه.
__________
*منذ سنوات*
اربع فتيات بعمر الثمانية عشر جالسات ب حديقه عامة مفترشين كُتبهم على الأرض الخضراء وبعض زجاجات المياه الغازية وعلب الطعام البلاستيكية الفارغه.
يتحدثن بعفويه عمرهم المعهوده، ف أتت الخامسه من بعيد كادت تتقافز من الفرح وجلست من بينهم قائلة
_يابنات انا فرحانه اوى اوى
_اممم شكل عندك اخبار جديده مع الحوووب

هتفن بها جميعهن فى نفس واحده وبعدها غرقا فى نوبة ضحك، فقالت إسراء لهن وهى تضربهن بخفه كى يكفوا عن الغمز واللمز عليها
_ايوة اخبار عن الحوووب، ربنا يخليهولى وميحرمنيش منه ابدا
هتفت نيفين بفضول قائلة
_حصل ايه بقا مع سي عدنان فمكالمة المرة دى إحكيلنا
شردت إسراء وأخذت تتحدث وكأن الفراشات تطير حولها صانعه شكل القلب، وفجأة السماء اصبح لونها وردى!
إستلقت على العشب الرحمانى بالحديقه وقالت ناظرة إلى السماء فاغره فاهها
_قالى ان يدوب يخلص الجيش ويتقدملى وهدخل الجامعه واكمل فبيته، يالااهوى عليه لما اقوله ياعدنان يقولى ياروح عدنان وقلب عدنان وعقل عدنان

_بس حيلك حيلك، كلمتين حافظهم وتلاقيه بيقولهم لكل بنت بيكلمها
قالتها إحداهن فنهرتها نيڤين مشيرة إلى إسراء كى تكمل وهى معها بكل آذان صاغيه
_بيقولى مقدرش اجيب لك دهب كتير قولتله إتقدم بس وملكش دعوة

ضيقت نيفين عيناها وقالت بخبث ماكر
_وهو باباكِ هيوافق عليه؟ عدنان حالته معدمه وانتِ بنت تاجر غلال كبير
نهضت إسراء وإعتدلت فى جلستها قائلة
_مش مهم أنا هقول لبابا انى موافقه وعاوزاه ودى حياتى أنا مش حياة حد تانى

إزدردت نيڤين ريقها وقالت هامسه ب اذن اسراء
_هو هييجى من الجيش أمتى؟
_يعنى الاجازة كلها اسبوع وينزلها
_لا بقصد يخلص جيش خالص
شردت إسراء تفكر ومن ثم قالت
_ممكن قدامه 6شهور
_تمام وقتها بقا هحطلكم انتو الاتنين خطة نخلى باباكِ هو الل يتحايل على عدنان يتجوزك

تعجبت إسراء ونظرت نحو نيڤين عاقده حاجبيه ف غمزتها الاخيره أى أن تثق بها وتترك لها هذه المهمه!

____________

عادت قدس إلى منزلها تحمل نفسها شيئاً فشيئاً كى تتعافى، لم يبق لها أحد فى هذه الدنيا بعد استشهاد والدها حازم المدهون ب مدينة چنين ب فلسطين أثناء القصف منذ سنوات طويلة ومن بعدها عادت هى ووالدتها إلى مصر لتكمل دراستها وسنوات قليلة ولحقت والدتها بوالدها إثر السكتة القلبيه!
ليس لديها إخوه، وأقاربها من ناحية الأب منهم من تتحدث معه عبر الانترنت ومنهم من إستشهد، اما عن اقاربها من ناحية الأم فهى لاتعلم عنهم أى شئ!
بسبب زيجه والدتها من والدها رغماً عنهم وسفرها إلى فلسطين والعيش هناك، قرروا التخلى عنها والبراءة منها وكأنها لم تكن إبنتهم ذات يوم.
دلفت إلى غرفة بمنزلها مغلقه معظم الوقت، غرفة مصممه للأطفال..
صور _سبايدر مان وسوبر مان_على الجدار واللون الارزق كسا جميع الحوائط، العاب ب صندوق بلاستيكى هناك وخزانة صغيره بها ملابس،جلست إلى الفراش وتقوقعت على حالها ك وضع الجنين وغطت فى سبات عميق.
وكأنها تبحث عن أكسچين الامان كى يدلف إلى رئتيها، ووجدته فى هذه الغرفة بعينها.

#نورإسماعيل
__________________
_ياحبيبي انت بس إنوى ومتشلش هم حاجه

قالها إسلام أثناء جلسته مع قاسم ببهو منزله الواسع، ف أردف قاسم عابساً وجهه
_مشلش هم إيه، إسلام انا كنت مستهدف وإنضرب عليا نار يعنى كان زمانى ميت بسبب الشغل
بس للاسف انا بقيت كويس وهما ماتوا

زفر إسلام بحرارة مع دنو زوجته مريم منهم قادمه بصحن الفاكهه وضعته وجلست تنضم إلى جلستهم
وأردف قاسم مستكملاً حديثه
_مش هعرف اقوم وافوق زى م كلكم بتقولولى، انا كنت معمى ي إسلام شغلى كان أهم مافحياتى
لحد م شغلى قضى عليا
_يابنى مانا قدامك اهو وبشتغل زيك وبحب شغلى جداً ومستحيل أسيبه، الفكره ان حظك جه كدا
نظر قاسم إلى الأخير ب استنكار وأردف محتداً
_حظ إيه الل بتتكلم فيه ي إسلام، هو انا بقولك جبت بطيخه طلعت قرعه مش حمرا؟!
مراتى وابنى ماتوا عشان انا كنت مستهدف تخليص حق بسبب شغلى

تدخلت مريم قائلة
_قول لسيادة اللواء الصناديلى، هو بيحبك انت واسلام اوى قوله انك عاوز تغير مكانك فالشغل وعاوز حجات خفافى
قام اسلام بصفعها بخفه وأردف ساخراً
_حجات خفافى ايه هيديله جرايد يبيعها فقلب الوزارة، تعرفى تسكتِ

مطت مريم شفتيها قائلة
_سكتت
توجه إسلام نحو قاسم قائلاً بجديه
_انا رأيي من رأى البت الهبلة دى، نكلم الصناديلى باشا ع ان نغير مكان شغلك كله الفورمه كلها ينقلك لحته مفيهاش لبش وكدا انت رجعت شغلك ومفيش قلق

نفث قاسم بنفاذ صبر محركاً رأسه يميناً ويساراً علامه على رفضه لمجرى الحديث
_محدش فاهمنى ع فكره ولو قعدت مليون سنه محدش هيفهم
_ممكن منفهمش بس نحس بيك ي قاسم، احنا اصحاب واخوات من ايام الكلية ي جدع وانا مش هسيبك كدا
مستسلم يائس وتعبان وايه الشعر والدقن دول يا اخى متعرفش طريق حلاق!

لم يبتسم حتى، نهض وهو يردف بحزن
_إسلام انا باكل بس عشان اكمل يومى، لكن انا لا هاممنى شكلى ولا حياتى ولا أى حاجه!

تركهم ورحل، نظر إسلام إلى زوجته التى تأبطت ذراعه وإستندت إليه برأسها تتنهد حزناً لحال رفيق زوجها وما داهمه من ألم.

___________
خطوات ناحية باب منزل قدس، حتى توقفت، نصعد إلى أعلى سروال رجالى وقميص لرجل هندامه منسق حليق الرأس يقوم برن جرس الباب ويقف ينتظر..

بعد دقائق فتحت قدس الباب، وما ان رأته عبست بوجهها وأردفت ب جمودها وكبريائها المعهود
_لو أعرف انه انت مكنتش جيت وفتحت، ولو حاولت تيجى تانى هكسر رجلك عشان متعرفش تيجى بيها تانى، فهمت انك مطرود من قبل م تدخل ولا افهمهالك بطريقه أوقح من كدا؟!
صفعت الباب فى وجه الرجل بقوة واغلقت الاضاءة الخارجيه وهو على وقفته يهتف بصوت عالِ يحاول إسماعها
_لسه باقيلك غلاوة ي قُدس.. ومهما عملتِ مش هستسلم ان آجى واتكلم معاكِ بس كلمتين
ان شاء الله آجى مليون مرة، حتى لو هتكسرى رجلى زى م بتقولى..

مضى واستقل سيارته وانطلق، ووقفت هى بشرفتها ترمقه من بعيد وتهم بمسح عبرة فى طريقها للنزول على وجنتها.
______
_إصحى يا قاسم.. مش معقول كل دا نوم

نهض قاسم وجد زوجته رويدا أمامه ب ملابس النوم خاصتها تقف مبتسمه كعهدها وتدعوه للإستيقاظ، نهض قاسم يفرك عيناه غير مصدقاً أهى حقاً أمامه!
لامسته يداها ويسمع صوتها، تبسم وأمسك كلتا يداها وأجلسها أمامه وأردف
_رويدا أنا آسف على تقصيرى، آسف على كل وقت كنت فيه فالشغل وسيبتك انتِ وباهر
آسف ان مصلحة الشغل كانت فوق مصلحتكم، آسف ان ف اعياد ميلاد او عيد جواز او أعياد عامة او رمضان او اى مناسبه كنتو فيها لوحدكم من غيرى ومكنتش حاسس بيكم

تبسمت رويدا وأردفت
_ومينفعش توقف حياتك عشاننا ي قاسم
دمعت عيناه وربت على كف يدها بحب بالغ وأردف بنبرات متهدجه
_وايشمعنا انتم حياتكم وقفت عليّا
_إسمعنى ي قاسم لازم تكمل، انت مزعلنا وانت واقف محلك سر كدا.. عشان خاطرى وخاطر باهر كمل

نهض وعانقها بشده مع قوله
_

ف انتظار الفصل القادم
#فى_طى_الكتمان
#قتل_ناعم
#نورإسماعيل
0 Votes

Leave a Comment

Comments

Write and publish your own books and novels NOW, From Here.