🌸فى طى الكتمان 🌸
🌸قتل ناعم 🌸🔪
الفصل(5)
_هتقولى وللا اقول أنا
_ماتقول ي اسلام فيه إيه
جلست مريم بجانب زوجها وإستندت ب ذراعها على فخذه قائله ب إبتسام
_انا جايبالك عروسه!
عبس وجه قاسم، لا نخفيكم سراً هذا هو المتوقع من ردة فعله على موضوع كهذا!
إعتقد إسلام وزوجته انه قد تخطى الأمر حقاً، فقد مضى الكثير على حادثته المشؤمه هذه الأيام كفيله ب أن ينسى المرء دهراً كاملاً من العذاب.
لكنه لن ينسى، قولاً واحداً لا رجعه فيه، وأردف إليهم قاسم بجدية
_ياجماعه انا حابب احافظ على علاقتى بيكم بس بلاش الموضوع دا بالذات عشان منخسرش بعض
_ليه يا قاسم هتعيش كدا يعنى
هتفت مريم بها ف اردف قاسم ينظر لأسفل وهو يفرك بكلتا يديه
_اه هعيش كدا معنديش مشكلة وهما معايا ع فكره ومفارقونيش
نظر إسلام إلى زوجته نظرة تعجب ف أردف قاسم لهما
_لو سمحتم آخر مرة تتكلموا معايا فموضوع زى دا، قعدتوا تزنوا فحكاية الشغل وإقتنعت
بس دا مش زى دا، انا مستحيل اتجوز بعد رويدا..
مش عشان الاخلاص بس، لكن بجد هى تستاهل أن أفضل العمر على ذكراها
لم يتحدث أى منهم ببنس شفه، سكت الجميع وكان الصمت يسود الأجواء، فقد اغلق قاسم الموضوع بمفتاح من حديد.
________________
*منذ سنوات *
سيدة بدينة تجلس بالحمام أمام حوض الإستحمام الكبير_البانيو_تقطع شيئاً ما بسلاح أبيض كبير_الساطور_ والدماء تغرقها كلما قطعت كلما طار رذاذ الدماء فى وجهها.
كان الباب موصداً من الداخل، فسمعت نداء طفلتها الصغيرة من الخارج
_ياماما... ياماما بتعملى إيه كل دا
_روحى دلوقت يا منار، روحى العبي ف أوضتك
_طب انا عاوزة ادخل الحمام
نفثت الام بغضب وهى تمسح على جبينها فيلطخها الدماء وقالت
_يووووه، روحى عند الجيران
دقت الفتاة برجلها الأرض عدة مرات وهى تقول
_يوووه الوقت متأخر ي ماما وانا كنت هناك اصلا ورجعت عشان قولتيلى مينفعش الوقت يتأخر عليا
وانا بلعب وارجع البيت
زفرت سناء زفرة حارة وقامت بشد الستار على حوض الإستحمام بالكامل وغسلت يداها ووجهها
بينما كانت ملابسها تتلطخ بالدماء كلياً
فتحت لها الباب فجلست منار إلى مقعد الحمام سريعاً وهى تردف إلى والدتها
_ليه فيكِ دم ي ماما
إرتبكت سناء قليلاً وقالت محاولة السيطرة على نفسها
_كنت بقطع لحمة يا منار ويلا خلصى
نهضت منار فدلفت سناء سريعاً تلملم لحم الجثه المقطع إرباً فى أكياس سوداء كثيرة
وقامت بتغيير ملابسها وإرتدت ملابس سوداء وغطاء الوجه_النقاب_والرأس
وخرجت بسرعه تقذف كل كيس من الأكياس ب سلة قمامة كبيرة بالشارع.
اكملت مهمتها وعادت المنزل لتجد إبنتها منار قد غطت ف سبات عميق، اما عن إبنتها الكبرى جهاد
كانت تبكِ فى الزاوية لم تكف عن البكاء فنهرتها والدتها قائلة
_إخرسي بقا، وأنسى الليله دى بالل فيها، سامعه!
#نورإسماعيل
_________________________
و كأن عيناي لم تُبصر يوما ، و لا أقتنص أنفي شيئا من الهواء،و ما دارت بهذا العقل فكره، و ما زارت الأذن حتي الطنات، فكل ما بي و ما حولي قد تغير!
فى جلسة تسامر بين قدس ومُعدة البرنامج فى أحد المقاهى كانا يتحدثا حول البرنامج وموضوعه، مازال رأس قدس يابس ومازالت المُعدة نهى تحاول..
_مش لازم تخبيط فالمسؤولين ي قدس، ممكن نشوف موضوعات جديده وشيقه بس بعيد عن طريق الأذى دا
إحتست قدس القليل من كوب العصير وقالت
_انا إتعودت ان أنا وبرنامجى نكون حديث الساعه، تريند السوشيال ميديا، عاوزانى دلوقت اقدم ايه مثلا
برنامج للاطفال!
ضحكت نهى وقالت وهى تشعل سيجارتها وتضعها بفمها
_طبعاً لاء، بس بصّى على نفسك كدا، ماشية بكيس علاج وكانوا هيموتوكِ مرة وإتنين
ولا انتِ إستسلمتِ ولا هما إستسلموا.. فكرى ي قدس
زفرت قدس بقلة صبر مع قولها
_انا مش هنكر انى قلقانه وعمرى مش رخيص بالنسبة لى عشان اضحى بنفسى والحمدلله كل مرة رينا بيقف معايا وبقوم منها
_بس مش كل مرة تسلم الجرّه، فكرى وقبل أى خطوة انتِ محتاجه تعينى حراسه
تعحبت قدس من فكرة الحراسه، أكملت نهى حديثها ب أنها فى حاجه شديده لوجود حراسه تلازمها اينما كانت وتحرس منزلها، ففى المرة الاخيرة أردوا قتلها فى عُقر دارها ولم يهابوا شيئاً.
المرة القادمه بموتها لامحالة!
_يعنى همشى ومعايا بودى جارد
احتست نهى القليل من قهوتها وقالت بعدما إنتهت
_سميهم بودى جارد سميهم ظباط حراسات خاصه المهم يبقى فيه حارس معاك ِ وملازمك
وقبل كل دا هنغير فكره البرنامج بفكره مطرقعه وهتعمل ضجه زى مواضيعك الل فاتت من غير مانحتك بالمسؤلين.
_____________
_هاى بالفلفل الألوان
نظرت الفتاة ناحيته بعينان تتحدث أسى وقالت له
_جاى تهزر يا سينو بقالى أد إيه مستنياك، ليه إتأخرت كل دا انا تعبت بقا من الإسلوب دا
مطمارسيلينو شفتيه وقال ممتعضاً بنبرة تحمل السخرية
_ تعبتِ من إيه يا سيلڤيا، دنا لو مضاد حيوى اختفائى مش هيكون متعب كدا!
_وليك نفس تهرج
_لا هقعد ساعتين اعيط عشان حضرتك عاوزانى بائس
نفثت هى بحرارة وقالت وكأنها تلفظ آخر مابها من صبر
_يعنى متجوز وسكتت وقولتلى إنكم هتنفصلوا خلاص ومتفقين على كدا وكل واحد فحته، مبتردش عليا فالفون
مبتتصلش بيا
ببعت لك 100مسج ومش بتعبرنى
_ماهو ياسيلڤى ي أمى مفيش حد بيبعت 15مسج عالصبح يسأل التانى صباح الخير هتفطر ايه.. كدا محضر مش سؤال عليا!
_سينو هو انت زهقت
طرق مارسيلينو بأنامله المنضده عدة مرات وهو ينظر حوله يمينه تاره ويساره تاره أخرى وأردف زامتاً شفتيه
_مش معقول أبداً، مش معقول ياربي مفيش مرة نقعد سوا ونكمل القعده مبسوطين، دا حتى كلمه مبسوطين آخرها طين!
_قصدك إيه، نكدية أنا متعاشرش
_متعاشرش إيه هو انتِ على ذمتى؟ متقرفنيش بقا أنا أساساً قرفان
نظرت سيلفيا إلى أسفل وهى تصطنع البُكاء ووضعت المنديل على فمها وأنفها كى تعلو شهقاتها المزيفه ويرق قلبه القاسِ لها، نظر لها مارسيلينو وأردف وهو يقوم بجمع أشياؤه من فوق الطاولة
_أنا حاليًا في أقصي درجات الـ "ميدو.. ميدو أنا عايز أهرب" بجد مش هزار.
نهض مسرعاً فنهضت خلفه تناديه ب أعلى صوتها
_مارسيلينو إستنى!
______________
في داخلي نور لا يكتمل إلا بقربك، وفي داخلك عتمة لا تضيئ سوى بقربي، فدعني أضيئ عتمتك.. وضُمني ليكتمل نوري.
كان يجلس قاسم بسيارة المسؤول الذى يحرسه ممسكاً بصورة جماعيه له هو وزوجته وإبنه، ومن ثم اتت له إشارة ي إن المسؤول سيهبط الآن متوجه إلى مقر عمله ف إنتبه ووضع الصورة بجيب كنزته وأعطى إشارات لباقِ طقم الحراسة كى يكونوا على إستعداد
وما أن هبط المسؤول حتى تم اطلاق النار عليه من مكان مجهول من أعلى، لينهض سريعاً قاسم يقوم بحمايته وإطلاق النار على المكان الذى اتت منه الرصاصه هو وزملاءه..
أصيب قاسم بذراعه ولكنه لم يتوانِ، أكمل اطلاق النار بل ذهب يجرى إلى مكان إطلاق النار حتى عثر على الشخص لتصيب الرجل الملثم حتى وقع أرضاً وماحدث إلى المسؤول سوى خدوش أثار الإنبطاح المفاجئ أرضاً لكن لم يمسسه سوء!
________________
*منذ سنوات*
صحناً من الارز وصحناً آخر من البطاطا المطبوخه وصحناً من السلطه، كانت تضعهم سناء على السفره امام إبنتيها جهاد ومنار
بدأت مناار بتناول طعامها بنهم فهى جائعة للغاية، بينما كانت جهاد تنظر إلى الطعام صامته دون حراك وكأن غشى عليها الموت، فنهرتها سناء قائلة
_كُلى يا جهاد، مالك!
إنتبهت جهاد مفزوعه فقالت لوالدتها
_ماليش نفس
قالتها ونهضت من مكانها تقصد غرفتها وما إن لفت حتى أوصدت الباب تبكِ من خلفه.
اما الصغيرة منار، كانت تلتهم الطعام بشراهه وسألت والدتها سؤالاً بديهياً أشعل النار بداخل سناء
_هو بابا فين يا ماما، بقالى يوم ويوم مشوفتوش
إرتبكت سناء وهى تأكل وقالت دون النظر إلى إبنتها
_بابا مسافر.. وكلى وانتِ ساكته
_حاضر.. بس هو مش بيسافر ابدا ولا بيشتغل يبقى راح فين
طرقت سناء بالملعقه فى الصحن ف أصدر صوتاً مزعجاً وقالت بنبرة عصبيه
_سافر لعمتك تعبانه وإخرسي بقا وكلى
سكتت منار واكلت فى صمت دون أن ترفع وجهها عن الصحن أمامها بينما تحاول سناء ان تسيطر على نفسها قدر الامكان ولكن جهاد من الواضح أنها ستفضح فعلة والدتها وتودى بها إلى الجحيم.
____________________
لكمه قوية سددتها لينزى فى وجه مارسيلينو جعلت رأسه يترنح فهتف بها هو يصرخ
_آآه عينى عينى هتعمينى
_بتتكلم مع بنات يا مارس من غير لينو، دنا هنفخك
نهض مارسيلينو ممسكاً بعينه المضروبه وهو يهتف متصنعاً البكاء
_دى زميلتى فالشغل، هو حرموه كلام الزميلات فالشغل يا قدرى
إقتربت لينزى من وجهه وأخذت تتحدث إليه بصوت يشبه فحيح الثعبان
_وهو كلام الشغل فيه هئ ومئ، وإيه جمال الچيبة الحمرا ومش عارفه شعرك كان احلى إنهاردة
_چيبة عجبتنى كنت هجبهالك بسألها جايباها منين
_اه ياعينى انا ظالماك ي حرام
_شوفتِ بقا
امسكته من تلا بيبه وأخذت ترنح جسده للإمام وللخلف وهى تقول محذرة إياه
_إسمع! انا شاكة فيك بقالى فتره، الفون ميتعملش له باسوورد ولا اللاب ومتقوليش الشغل مش رئيس الهيئة حضرتك، وكل شوية همسكه واشوف وعلى الله ي لينو الاقى حاجه كدا ولا كدا
ناولته ركله فى ساقه بعدما أنهت حديثها جعلته يتأوه بشده مع قوله
_أدعى عليكِ ب إيه يا شيخه ربنا ياخدك
ذهب سريعاً إلى المرآه ليتفحص وجهه، فوجد بداية علامه زرقاء تحت عينه فتحدث بحسرة
_إيه الايشادو الربانى الل عملتيه دا ي مخفية ان شاء الله تتخفى من ع وجه البسيطه
اروح الشغل إزاى انا بقا؟! اقولهم إيه كنت فحفلة تنكريه!
___________________
بحفل تكريم كبير، كان يتكرم قاسم على مافعل لأجل المسؤول الذى كان يقوم بحراسته على أكمل وجه وضحى بنفسه لأجل أمانه وسلامته.
بجزيل الشكر والعرفان كان يصافح قاسم زملاؤه ورؤسائه بحفاوة حتى أقبل عليه اللواء أشرف الصناديلى
_سياده الوزير متمسك بيك جدا تفضل فحراسته خصوصاً بعد الل عملته ياحضرة الظابط
إبتسم قاسم وأردف ممتناً
_دا واجبي ي سيادة اللواء انا معملتش حاجه
ربت اللواء على كتف قاسم وأردف لها مُبتسماً
_إحنا بقا هنعفيك عن مهمه حراسات المسؤول، وهنسند ليك مهمه حراسة خفيفه شوية احنا برضو مش مستغنين عنك
ضحكا الاثنين من دعابة اللواء فقال قاسم متسائلاً
_هبقى ضمن طاقم حراسة مين يافندم
_بكرة تشرب القهوة فمكتبى وتعرف كل حاجه!
،،،،،،،،
ببهو منزلها الواسع، كانت تجلس قدس تستمع إلى التلفاز.. بدأت تتعافى شيئاً ف شيئاً من آثار حادثتها الأخيرة
تحتسي الشاى الأخضر وكلها آذان صاغية لهذا اللقاء المُذاع أمامها لأحد الصفحات الاليكترونية..
_هتعملى إيه ياحياة بعد ما خرجتِ وللاسف فقدتِ والدتك رحمه الله عليها ومش لاقيه إخواتك
كانت تذرف حياة الدموع وهى تتحدث إلى المراسلة
_هشتغل فالبيوت او عاملة فمستشفى، أى حاجه تقومنى من الل انا فيه
اى حاجة تخلينى افتح صفحه بيضا مع نفسي، ولو أن كان نفسي اخد إعدام عشان أرتاح من الدنيا وبلاويها
إبتسمت قدس وأمسكت الهاتف مسرعة لتتصل ب مُعدة البرنامج نهى لتقول مهلله
_نهى عرفت برنامجى هيبقى عن إيه.. وبرضو هنبقى تريند!
ضحكت نهى بخفه لتقول
_إتحفينى يالا
ف انتظار الفصل القادم
#فى_طى_الكتمان
#قتل_ناعم
#نورإسماعيل