المجروح من الوطن
لا يشتم وطنه
لا يتأثر بوطنه
كي تصبح دائرة تراكمات
وضغوط مستعصية
لا يتعازي في وطنه
وهي داخله تنبض بخراب
ولكن يمكنه ..
أن يغني كالمجنون
أن يكتب كالاقلام
أن يرقص كالاسماك
أن ينهي يومه حامدا
رغم كل النقم
إذا شتمت ولعنت وتأثرت وقبلت التعازي
ولم تغني في الشوارع
لم تكتب قصيدة حزن ليلا
وبوجهك تجاعيد كثيرة
من الضحك
لم ترقص بين الطرق
لم تحمد الله في نهاية يومك
فأنت أبشع صورة لبلادك
والتي تسمي إنسان قاسِ
***
المجروح من الوطن ..
يهاجر فقط
حيثما لا يجد له مكانا يستحقه
حيث يري السعادة بعين طفل
أن يأكل إذا جاع
أن يتغطي إذا برد
أن يتأمن إذا حدث الخلل
أن يبكي في وسط الزحام
اذا فقد حاضنه
او فقد وتاه
***
المجروح من الوطن ..
يمكنه أن يبكي
ليس علي وطنه
لانها لا تشعره لكي تطمئنه
بل علي نفسه لانه فقدها
وهو علي أرض وطنه ..
***
المجروح من الوطن ..
هو إنسان خردة في وسط الذهب
هو إنسان يتعب كي يحصل علي التعب مجددا
هو إنسان في وسط مجتمع لا أنساني
حيث الحقوق للاقوي تكتسب
حيث القانون يطبق بالمعرفة بالمال بالتهديد
حيث التعيين في العمل بالواسطة
البدوي رئيسا والمدني غفيرا
حيث الدراسة مراحل متتالية
نملاء بيها فراغنا لا عقلنا ..
***
من جروح وطني ..
أننا نفقدها ونحن علي أرضها
ورغم هذا نظل بها ولا نرحل ..