ركبنا سفينة الحياة صغارا
فعامت بنا سنينا طوالا
وكنا حينها لا نعلم شيئا
عن خبث الفجوات ولا البحار
ظللنا نعوم وما مللنا شوقا
من إنتظار الوصل ولا شقانا
فحينها كنا بقلب ابيض
وهزمنا بكذباتهم المكارة
والان نحن نعاني الضياع
من قبلة وجودنا إلي حالنا
ونهيم في صفوف الخداع
كأننا أبطالا ولكننا أوغادا
نترقب حالتنا قبل وبعد
ويشيخ علينا الحزن الانا
وإن كان علينا الرضي بعد
فما بالنا نشوق لأن نبقي صغارا
وقد كنا حينها في متاهة
لا نعرف سوي طيرا وسمكة
وبحرا وشمسا وربي الله
وكم صرنا كما البالون نفاخا
والان كشفنا بإبرة الظلم
ونحن لا شيئ في كبرنا
جنينا تعبا زرعه غيرنا
وجبرنا علي حصد الشقاوة
وحدنا تعرينا الايام عراءا
وترمينا في الظلام براد ..