_وسط بقعة كبيرة زرقاء
تتمايل وسطها القوارب
في بدايات كل صيف
يوجد العديد من المهاجرين
اللذين سلموا أنفسهم
أما لتحقيق ما كان مستحيلا
أو بلوغ الغرق فالموت ....
هروبا من العراء
الذي أفني بعيشهم سعداء
وقلبهم المتحجر من سوء المعاملة
في هذه البلدة , مجتمعهم ...
لم يتاح لهم البقاء في أرضهم
فقد باعتهم أوطانهم ...
****
قوارب من مطاط صغيرة الحجم
تضم مئات الاناس
في بحر لا نهاية له ...
أسماك وقناديل
عناكب وزلاحف وقرش
كائنات مائية
دخلوا إلي عالمها وفوقها تحديدا
لانها المعبر الوحيد للعيش بسلام
للنجاة , للعيش المريح ..
هناك في أوروبا
حيث الخادم هو العم
والطباخ هو صانع الاكل
والفقير هو الذي يمارس هوايته
بحرية في الشوارع
ويعطيه الناس جراء ذالك المال
لا للشفقة , بل تحفيزا , دعما , وأستمرارية ...
هناك حيث السارقون
يسرقون كتابا , طعاما
وأحيانا قبعة وشال ...
****
تقول مهاجرة ...
"أنا الأن أخوض حربا
أما أن أنتصر أو أموت"
فالهجرة لم توفر أبدا خيار الهزيمة
فكل المهاجرين أما وصولهم أو موتهم
دون أدني فكرة لرجوعهم ...
البحر ليس وحشا
وأنما عالم ثانِ
هل الانتماء إلي الاوطان كذبة
والعلم مجرد رمز لحفظ كيان الدولة
وأن الذل والمهانة سببها عرق عربي حر
ألا وهو الفساد للخير
الاستعلاء علي الخير
وحرمان الخير كله ...
ماذا لو يبس البحر أو أنشق في وسطه معبر بري؟
هذا هو حلم كل مهاجر يقوم بتجهيز نفسه للغرق ..
الاطفال كبروا
الرجال شاخوا
دون أن يعيش الاطفال طفولتهم
ولا الرجال حقهم
كل النساء تسعي لأسعاد أبنائها
رغما عن ضيق المتسع
خوفا من أن تلتهمهم أفكار المهاجرين
أن الرعب الحقيقي يكم هنا ...
حيث أصبحت البحار الخطوة النهائية للأمان
والبقاء وحده هو الخطوة الاولي نحو العذاب ..