الفصل العشرون
#رواية_حوريه_في_الجحيم
بقلم /إيمان الشربيني
كنت في غاية سعادتي لموافقة والدة فريدة علي إتمام زواجنا لكن ماكان يقلقني تدهور حالتها الصحية أخبرني عدي بذلك بعدما عاد معها من الجلسة العلاجية التي أجرتها اليوم ،
تركناها بعدما إستسلمت للنوم وخرجت مع فريدة تنحنحت وقولت
_فريدتي الا تلاحظين أننا وحدنا الآن
حاولت إخفاء إرتباكها وقالت بجدية
_وما المشكلة
داعبت خصلة شعرها وأنا أقترب منها
فأزاحت يدي وإبتعدت بخجل
_خالد لا تكن مستغل
طوقت خصرها وهمست لها
_كيف لي ألا أكون هكذا!! أخبريني كيف أقاوم ذلك السحر في عينيكِ.. وهذا العسل المقطر علي شفتيكِ
_خااالد تأدب
حاورتها بمكر
_أطالب بجزء صغير من حقي عليكِ فهل ستعصين زوجك
صمتها كان رضاً كافياً لأحبس أنفاسها في صدري لكنها ابتعدت بوجل عندما سمعت طرقات الباب وركضت لتفتحه ،كان علي الباب زوجة عمها
زفرت بحنق أخفيتة في صدري وتصنعت الأبتسامة
قالت _مرحبا خالد كيف حالك
_بخير خالتي
وجهت حديثها لفريدة
_كيف هي والدتك الآن ؟
_أخذت أدويتها منذ قليل ونامت
_وأنتي هل أخذت أدوية الأكتئاب الخاصة بكِ؟
نظرت لها بستياء لما رأيتة في عيون فريدة من إنكسار، ردت عليها بخفوت
_نعم أخذتها
قالت _جيد حبيبتي ولكن لماذا تجلسون بمفردكم ؟
ألقت علي نظره ثم أجابت بحرج
_عدي بالخارج وسيعود بعد قليل
_كنتي أخبرتني بأنه سوف يخرج كنت أرسلت زياد أو سارة يجلسون معك حتي لا يظن أحداً بكِ سوءً .
لم يعد لدي صبر لتحمل تلك السيدة فقلت
_أنتظري هل نسيتي أني زوجها وليس من حق إبنك أن يجلس معها! هل تعتقدي إن كانت فتاة سهلة كنت أتيت خلفها من آخر بلاد العالم حتي أتخذها زوجةً لي !!
_أنا لا أقصد أخلاق فريدة ليس عليها غبار ولكن عاداتنا لا تسمح بذلك .
قالت فريدة
_لا تقلقي قررت والدتي إتمام زواجنا قريبا وسيتزوج عدي ورغد معاً
تجهم وجهها فجأة وصاحت بفريدة
_زواج عدي ورغد كيف هذا !!وماذا عن سارة
هل تلاعب بنا أخيكي ؟
_أخي لم يتلاعب بأحد إسألي سارة هو لم يعدها بشئ ولم يلمح حتي .
_كذب الم تري يعينك كيف كان يعاملها !!
تحدثت إليها بهدوء
_خالتي أنتي من فهمتي خطئ هو يحب رغد
قالت بحدة _أنتِ تداري علي أخيك .. إبنتي ليست للتسلية يا دكتور ولن أقبل بوجودكم في بيتي بعد فعلتكم هذة.
رأيت والدة فريدة تخرج من غرفتها مستندة علي الباب بضعف همت فريدة إليها
وفي ذلك الحين أتي زياد وسارة علي صوت والدتهم ،أشرت لفريدة أن ترتدي حجابها لحضور زياد، ففهمت ونفذت علي الفور
قال زياد _لماذا صوتك مرتفع هكذا ياأمي لقد أسمعتي الجيران .
قالت بغيظ _سيتزوج عدي من رغد
فقالت سارة بمرح _حقاً
نظرت لها نظره ألجمتها
قال زياد _وما المشكلة في ذلك ؟
_المشكلة أنة تلاعب بأختك وعشمها بالزواج
نظرت سارة لها بدهشة
_ أمي لم يحدث شئ من ذلك سوي في خيالك فقط
صفعتها علي وجهها وصاحت بها
_أخرسي
ركضت سارة للخارج
ثم أقتربت من والدة فريدة وقالت
_إبنك تلاعب بإبنتي ولن أمرر ذلك مرور الكرام
قالت بخفوت
_رأسك المريضة فقط هي من هيأت لكِ ذلك
_حسناً إذاً لا أريد رؤية إبنك ولا أخية في بيتي
إندهشت من وقاحة تلك المرأة وقفت أتابع في صمت
_هذا بيتي أنا يا أم زياد وانا من يقرر من يبقي ومن يرحل ومن يهين أولادي يهينني شخصياً
فقال زياد _أمي ما تفعلية الآن غير لائق هيا ننزل إلي شقتنا أرجوكي .
تركتة وخرجت مثل الإعصار
وقف أمامنا بخجل وقال
_خالد أعتذر عن ما بدر من أمي هي أسأت فهم الأمور، أعتذر زوجة عمي
لم تتحمل ووقعت بين يدي فريدة صرخت فريدة بفزع
فحملتها إلي فراشها ودثرناها بقينا إلي جوارها حتي إستعادت وعيها وطمأنتنا بكلمات مقتضبة
تركنا زياد وذهب
فذهبت أحضر حقيبتي وانا في حيرة من أمري لا أعرف إن كان صائباً أن أتركهم الآن أم لا
لكنني لن أستطيع المكوث بعد ماقالتة تلك المرأة ،أتت فريدة ورأت ماأفعل وقفت تنظر لي بعتاب
وقالت
_هل ستتركني وحدي ووالدتي في تلك الحالة وتغادر
تركت ما في يدي ولا أعرف بماذا أجيب
_حبيبتي أنا أشعر بالخرج لوجودي هنا ولولا والدتك أصرت أن أبقي ما بقيت
إنهارت دموعها وقالت
_لا تقل حبيبتي إن كنت تحبني حقاً ماكنت تفكر أن تتركني في هذي الظروف
همت بالأنصراف فأمسكت ذراعها وقولت
_ترضيها لي أن أجلس في مكان لست مرغوباً به
_هذا بيتي أنا ياخالد وإن كان يرضيك أن تتركني في شدتي فافعل لن ألومك.. كنت أظن أنك ستقف في ظهري دائماً.
جزبتها إلي صدري وقولت
_تعلمين أنني كذلك لا تنكري مثل القطط
رفعت رأسها وقالت بدلال
_هل ستبقي
_وهل أستطيع الصمود أمام تلك العيون
التي ما إن رأيتها تفتك بي .
إنسلت من بين يدي بنعومة وقالت
_سأذهب لوالدتي
أعدت ثيابي مرغماً وبعدما أتي عدي سردت علية كل ما حدث فثار ودلف إلي والدتة وقال
_أمي سنذهب كلنا من هنا لن أسمح لأحد أن يعكر صفو حياتنا
قالت _حبيبي أنا لن أترك بيتي
_أمي أرجوكي أنت لستِ بحالة تسمح بالأفعال
سنقيم في شقتي حتي يأتي ميعاد السفر
إبتسمت بخفوت وقالت
_كما تشاء حبيبي
قبل رأسها ويدها وقال
_غداً صباحاً سنغادر إن شاء الله
إرتحت كثيراً لقرار عدي ،
تركت لفريدة غرفتها ونمت مع عدي علي الرغم أسرارها علي المبيت بجوار والدتها،
أيقظتنا صرخة مكتومة علمنا مصدرها علي الفور، ركضنا نحو غرفة والدة فريده ،
كانت تقف أمام فراش والدتها تهزها وتبكي
_أمي إستيقظي إفتحي عينيك رجاءً لا تقلقيني عليكِ
نظرت لعدي المتسمر مكانة بعيون شاخصه وبقيت ملتاعاً لا أعرف كيف أتصرف
أبعدت فريدة التي بدأت تهز والدتها بشدة وقلبي يحترق لأجلهما تحسست نبضها لأتأكد من ظنوني ، لقد ذهبت الأمانة إلي خالقها
صرخت فريدة بي ودفعتني بعيدا عندما جذبت الغطاء علي وجة والدتها
_لا تفعل ذلك أمي لم تموت هي متعبة وستفتح عينيها وتكلمني الآن ..هيا ياأمي تكلمي .
بدأت في الصراخ بأسمها إنهارت بين يدي بينما جلس عدي بجوار أمه وبكي علي صدرها ،
كانت تلك أقسي مشاعر واجهتها بحياتي ،
شعور الفقد لإنسان تعلقت به فجأة ماعاد بحياتك، لن تراه لن تسمع صوتة لن تشعر به حولك، أياً كانت محاولات الآخرين تعويض مافقدتة من ذلك الشخص فالن تجدي نفعاً
ترك موتها أثر سلبي في نفوسنا لن تداوية مرور الأيام ،
إنكسر قلب حبيبتي وما بيدي حيلة لأداوية
حاولت مواساتها وتطيب جرحها لكن كل ذلك دون جدوى.
***فريدة***
أنا من رحلت وليس هي أنا من رحلت من نفسي وسكنت هي بي، لن تودعني ستظل دائما بداخلي تطفئ بحنانها لهيب النيران المشتعلة بصدري ،
بماذا سأتحدث وما بداخلي لا تصفة كلمات ولن يستوعبة إلا بمن أكتوي بناره
ما عادت لذة لفرحة بعد اليوم ،
قبعت في غرفتها ليل نهار بقيت سارة ورغد بجواري دائما، أما عن عدي وخالد ذهبا مرغمين إلي بيت عدي الذي تركتة له والدتي بعدما
تحدثت زوجة عمي معهما بطريقة فجه ،
توسلا إلي كي أنتقل معهم ولكني رفضت لا أريد مغادرة منزلي ،
لا أريد إفتعال مشاكل ولا طاقة لي بأي جدال
أمضيت شهراً كاملا لا أفعل شئ سوي أكل وأنام ،
حرص خالد علي تذكيري بأدويتي
كنت أخذها يوماً وأهملها عشرة فلن يحدث لي أسوء مما أنا علية
*****
ماعاد بآستطاعتي المكوث أكثر من ذلك شهر كامل وانا أراها مثل الأغراب
لا أستطيع الجلوس معها بسبب تلك الفظة زوجة عمها ،حاولت إقناعها أنه لا جدوي من البقاء هنا فقالت
_بل سأظل هنا في بيت أمي لن أتركة وأذهب لأي مكان
_لماذا لا تعودين لإستكمال دراستك وأعود لعملي الذي أهملتة ؟ هذا سوف يساعدك كثيراً في الخروج من هذه الحالة
قالت بإصرار _عُد أنت
_كيف أعود وأترك زوجتي وحدها !!
_هذا ماتصبوا إليه إذن!!
_أنا لا أريد شيء سوي أن تكوني فقط بجواري أمام عيني حتي أكون مطمئناً عليكِ.
_ خالد لا تضغط علي أكثر من ذلك أنا لن أسافر
فقدت الصبر الذي كنت متمسك به منذ بداية نقاشنا وقلت
_فريدة مكانك مع زوجك وأخيكِ إعطني مبرر واحداً لبقائك هنا وحدك
_لا أريد الإبتعاد عن أمي
_فريدة ولدتك ماتت هي الآن في عالم آخر ويحزنها أن تراكِ هكذا
عيشي حبيبتي وأسعدي كي تكون سعيدة هي الأخري .
_كيف لي أن أفعل ذلك كيف أضحك؟ كيف أتزوج؟ كيف أسافر وأعيش حياتي !!
_هذه سنة الحياة وأنت لن تغيري نواميس الكون فالحياة لا تقف أبداً عند موت أحد
_لماذا تحدثني بهذة الغلظة ! خالد أنا حرة أفعل ما أشاء
أثارت حنقي بشدة كلماتها الأخيرة خرجت الكلمات مني بنبرة شديدة الغضب
_لستِ حرة أنتي زوجتي وواجب عليكِ طاعتي تكونين حيث أكون وتفعلين ما أمرك به .
تقدمت حتي وقفت أمامي مباشراً نظرت لي بعينين باردتين وبنبرة أكثر بروده قالت
_الآن ظهر وجهك الآخر حقاً أتقنت دور العاشق ببراعة .. لكنك لم تطيق الإنتظار كثيراً غلبتك شهواتك..هل ستأمرني أن أكون في فراشك الآن!
إتسعت عيناي في ذهول لست مصدق أن من تقف أمامي الآن هي فريدة لم أقصد مافهمته علي الإطلاق
_كيف تظنين بي ذلك ..من أين لك بتلك الأفكار الوضيعة!!
_هل تنكر أن هذا ماتريدة ؟
شعرت بخيبة أمل كبيره تجتاحني وبنبرة تحمل الكثير من الإحباط أجبتها
_نعم أريده وإنتظرت وتحملت الكثير ،أكثر منذ عام ونصف وأنا لم أذوق طعم الراحة
صدمة تلو الأخري، فعلت كل مابوسعي لأجل أن تشعري بالسعادة والراحة؛ تجلدت لأجل حبنا
لأجل اللحظة التي تصبحين فيها زوجتي ..ملكي ،
تنجبين أطفالنا يلعبون حولي ونمرح معاً ؛وبدلاً من كل ذلك لم أجد منكِ سوي الجفاء والبعد .
تركتها ومشيت وقبل أن أخرج من باب المنزل إستدرت لها وقولت
_ماكنت أستحق منكِ ذلك .
كنت في شدة الإحباط لما قالتة كيف لتفكيرها أن يصل بها إلي هذا الطريق
حتي محاولات عدي بائت بالفشل كرهت السفر بدونها لكننا مضطرين فعدي كان تحت ضغط كبير من أبي لأنه ماعاد باستطاعتة إدارة كل أعمالة بمفرده
وقد إنتهت إجازتي من الجامعة،
وقبل أن نعود بأيام تقدم عدي لطلب الزواج من رغد ونال موافقة والدها ؛تم عقد قرانهم دون
أي مظاهر إحتفال بناء علي رغبتهم،
أثناء ذلك تجنبت الحديث تماماً مع فريدة حتي نظراتنا كانت خاطفة كانت تتحرك أمامي بكل كبرياء ؛كأنها لم تجرح إحساس من عشقها بصدق وتتمادي هي في خزلانه ،
ما آلمني أني ما رأيت بعينيها ولو لمحة ندم لم تحاول تبرير ماقالتة
كأن قربي كان عبئ أزاحته والآن شعرت بالحرية والأرتياح ، كانت هناك غصة في قلبي منعني كبريائي من الذهاب لوداعها تركت لها الإختيار إن كانت حريصة علي فلتأتي ولكن هيهات هيهات ،قررت ألا أكون ثقيلاً عليها سافرت.. إبتعدت تماماً ،كنت أتابع أخبارها فقط من عدي
ووالدتي الدائمة الأتصال بها يومياً
ومرت الأيام علي ذلك المنوال لكني لست بخير أبدا بدونها ولم أحاول التعود علي غيابها
يتبع .....