فى طىّ الكِتمان.
🌸قتل ناعم 🔪
الفصل(18)
.. __________..
دائما من كل رسالة هناك كلمة اعتراف نود حذفها، سطر لهفة نود اضافته.. تعبير نتمنى لو أنه لم يصل، أو يصل ولكن دون حروف!
صباح إبنه فتحية كانت ضيفة قدس بالحلقه الجديدة، كانت تقص الحكاية ب أكملها منذ بدايتها وحتى النهاية.
فبعد وفاة سيد، فوجئوا بوفاة السيدة المُسنة والدة سيد وصفوت بنفس الطريقه يقومون بإيقاظها ولكنها لم تستيقظ!
لايوجد لعلامات فى جسدها او وجهها، نائمة تغفو فى سبات إلا مالا نهاية..
حتى أتى اليوم الذى سمعت فيه صباح والدتها تتحدث تليفونياً مع عشيقها انها ستقوم بقتل صباح ابنتها لأنها كانت تشكك بها ونظراتها وكلماتها كلها تحملها اللوم لوفاة والدها وعمها وجدتها..
ولم تكن صباح فقط من تشككت ب أمر فتحيه، ف زوجة شعبان ايضاً كانت تشتم شيئاً خاطئ قد حدث فى وفاة الثلاث بنفس الطريقه.. وقد عزمت فتحيه على قتل زوجة شعبان اولًا وبعدها التخلص من ابنتها وبعدها سترث هى كل شئ ويصبح كل شئ ملكها وملك عشيقها بعدما تتزوجه بشكل رسمى.. ولكن!
_انتِ عرفتِ ان مامتك على علاقه بواحد ومتفقه معاه انها تقتلهم كلهم عشان تورث وتتجوزه
أردفت بها قدس لتردف صباح مُجيبه
_اه
_وبعدين ي صباح، كملى
_مرات عمى امى حطتلها الزرنيخ فالميّه زى م عملت لأبويا ولعمى ولجدتى، بس مرات عمى مشربتش الميه كلها ولما عملوا تحاليل اتأكدوا من المادة دى ووقتها دكتورة الوحده الل كانت بتعمل تصريح الدفن هى الل بلغت عن أمى هى ومرات عمى شعبان..
تنهدت قدس وأردفت تتحدث بجدية كعهدها
_وجالك قلب تسلمى مامتك للسجن؟
اغرورقت عين صباح بالدموع وقالت وهى تكتم شهقاتها
_زى م حرمتنى من ابويا وكانت بتخونه، تستاهل
_مش ندمانه للى عملتيه ي صباح
_لاء
_هتعرفى تتحملى مسؤلية اخوكِ حامد؟
_عمى شعبان ومراته موجودين وهياخدوا بالهم مننا مع ولادهم واحسن
نظرت قدس إلى الكاميرا وقالت بثقتها المعهوده
_ولهنا بتنتهى الحلقه، مع وعد لضيفه جديدة بموضوع جديد شيق كالعادة
و بحبرهن السرى.. إلى اللقاء
.. _____________..
لست بخير ولن اكون..
انا الجريح انا الغارق في ظلام لا فجر له انا الذي ماعاد يصدر له صوت ألم لا لزوال اثره بل لاعتياده انا من سقط منذ زمن وما عاد يرجو النهوض فقد امتلات بالخيبة و الخذلان.. نعم انا هذا بالضبط ولكن حسبكم مني ابتسامة استطيع رسمها جيدا علي شفتيّ وانا اقول ردا علي اسئلتكم.. انا بخير!
فتحت مريم الباب لتجد قاسم أمامها، لم ترتسم البسمة على شفتيها كالعادة ولكنها رحبت به وأذنت له بالدخول، ولج إلى البيت فهرولت دينار الصغيرة عليه لتقفز فى احضانه، اما عن الصغير زين كان مبتسماً ويحمل الكرة بين ذراعيه، جلس قاسم واعطاهم الحلوى التى جلبها معه لهم.
جلست مريم امامه بعدما امرت الخادمة ب صنع كوب من المشرزب البارد تقدمه ك تحيه إستقباله
_اهلًا بيك ياقاسم
نظر قاسم بتمعن إلى عيناها كأنه يريد أن يخاطب روحها، يخاطب قلبها القاسِ.. أردف بنبرة هادئه
_هو انتِ مكنتيش عاوزة تشوفينى؟
_ليه بتقول كدا
_مش عارف حاسس استقبالك ليا بارد مش زى كل مرة
زفرت مريم زفره حاره وأردفت بحزن
_جوزى لسه ميت مفاتش عليه شهر، جوزى الل ف ايام قليله عرفت انه خاين ومش كويس وعمره م حبنى
وكان بيخون صديق عمره، جوزى الل فوجئت بهروبه وقتله وان عنده شقه معرفش عنها حاجه زىي زى كل الناس!
جوزى الل اكتشفت بعد عشرة كل السنين دى، انى معرفوش!
وزع قاسم نظراته بين عيناها، وإقترب منها قليلاً فى جلسته مع محافظته على هدوءه
_وعشان كدا بقولك فوقى لنفسك وشوفى حواليكِ كويس، مش كل الناس وحشه مش كل الناس خاينه
الل محبكيش مكانش يستاهلك، قلبك النضيف الحلو دا الف واحد يتمناه
ومنهم واحد.. واحد انتِ كل حاجه له يا مريم، واحد كان غبي لما معرفش يتقدم خطوة عشان يفوز بيكِ
واحد كان أعمى اما سابك تروحى من ايده لإيد هو عارف انها مش هتكون جديرة بيكِ
مريم.. أنا...
كاد أن ينطقها، أن يهتف بها فقاطعته هى لتردف إليه بصرامه غير معتاده عليها
_قاسم انا مش فالحالة الل تخلينى أحس وأشعر وقلبي يتحرك.. إرجوك أعذرنى
دنى قاسم ناحية مجلسها أكثر، وأردف بحنو
_انا عاذرك ومستنيكِ يا مريم.. أنا والله العظيم متأكد إنى..
قاطعته قائله بعينان جامدتان
_إنك إيه؟ بتحبنى؟!
تجمدت الكلمات على لسانه لتردف مريم تكمل حديثها
_م تكمل يا قاسم، بتحبنى من امتى؟ وليه؟ عشان حاسس ان رويدا واسلام ظلموك ف انت بترد نفس الظلم؟
ولا عشان ترد القلم ل إسلام الل اصلا مش معانا فالدنيا، ولا عشان إيه ياقاسم
_عشان بحبك! والله العظيم بحبك ومن زمان.. لما طلب إسلام يتجوزك إتلجمت والل لجمنى أكتر هو فرحتك بيه كأنك كنتِ مستنياه، إتجوزت رويدا بعقلى وبس.. فكل مرة كنا نجيلكم هنا كنت ببقى طاير من الفرح عشان بس اشوفك، عشان هقعد معاكِ
انا ترجمت دلوقت ليه مكنتش مع رويدا بقلبي، مكنتش بهتم وكان اهم حاجه شغلى
ومكنتش ببقى مبسوط غير لما اشوفك.. يا مريم ارجوكِ....
نهضت مريم واقفه وأردفت بصرامه وبعينان جامدتان
_ارجوك انت قدّر الل أنا فيه.. وشكراً لمجيتك وانك بتفتكر الولاد ماهو انت فمقام عمهم برضو
شعر قاسم بالرفض المبدئى ولكنه لن يستسلم، هز رأسه لها وشرع فالرحيل وهم ب الانصراف وما ان اغلقت الباب خلفه، اسندت ظهرها إلى الباب ودموعها متحجره كما هى..
.. ____________..
فى جلسة مُجتمعين بها أهل مارسيلينو وأهل لينزى، يتحدثون حول إختفاء لينزى الذى طال هى وأولادها
والجميع يقوم بتحميل مارسيلينو اللوم على غيابها وعلى فعلتها هذه..
_انت المسؤول أودامى انك تجبلى بنتى قصادى، كويسه وزى الفل انت سامع
نظر مارسلينو الى حماه نظره حانقه ليردف شقيق مارسيلينو الأكبر
_احنا بنعمل كل جهدنا ومحدش مننا ياعمو سليمان سايب الموضوع، دى مرات اخونا وولاده
_هى من الاول بتطفش ليه مش من عمايله!
قالتها والدة لينزى بغضب ظاهر، لتجيبها والدة مارسيلينو
_مارسيلينو خلاص حس بغلطه وهييقى مسؤول من هنا ورايح عن كل حاجه هيعملها مع لينزى.. بس انتو لو عارفين مكانها...
لم تكمل والدة مارسيلينو حديثها فقاطعتها شقيقه لينزى هادره بها دون إلتفات لمواطن الذوق
_نعرف مكانها إزاى؟! انتو فاكرين اننا بنلعب وياكم؟ طبعا منعرفش وهنتجنن عليها، لأن لو حضراتكم فاكرين
ميلا ليها كشف دورى إسبوعى عشان موضوع الاستشفاء مابعد الكانسر وإحنا سألنا عند الدكتور وقال انه مشافهمش من آخر مرة جم فيها يعنى من شهر!
نهضت من مكانها تترجل ناحية مارسيلينو وهى تتحدث بنبرات غاضبه يتخللها التحذير من كارثه
_شهر معرفش اختى وولادها فين ولا حصلهم إيه! عشان متجوزة راجل انانى اهم حاجه نفسه ونزواته وبس!
_هو انتِ فاكره ان معنديش قلب، انا حياتى واقفه من يوم م غابت لينزى وولادى، اه اعترف ان كنت طايش ومش حاسس بالمسؤولية وراميها كلها عليها، انا كنت متعود على نعمه وجودهم لحد م بقيت احس ان وجودهم اساسى، مكنتش اعرف انها هتربينى عالهادى كدا
نهض والد لينزى ب انزعاج ليردف إليهم
_انا بلغت فالقسم عن اختفائها وبلغت عنك فالكنيسة والبابا تواضروس عاوز يشوفك، انا مش هقف اتفرج عليك وانت السبب ف ضياع بنتى
هدر بها صارماً وخرج يتتبعه زوجته وإبنته، وفتح الباب ثم انصرف جميعهم..
اقترب شقيق مارسيلينو منه مع قوله له بهدوء
_لازم تدور عليها... لازم تبذل مجهود اكبر من انك حاطط ايدك ع خدك ي مارسيلينو
دى مراتك وولادك.. فاهمنى!
.. ____________..
*منذ سنوات*
شاب يظهر على هيئته عدم الهندمه، ملابسه رصّه وذقنه غير حليقه كان يمسك بذراع سيدة شابه ويهدر فى وجهها بصوتٍ عالِ
_انتِ بتقولى إيه عاوزة تسيبينى؟! يعنى إيه
تلفتت عايدة حولها خوفاً من أن يسمعه صغارها الذين بالداخل نائمون، قالت له وهى تهتف بنبرات كفحيح الثعبان
_بقولك ايه، انا عاوزة احافظ على بيتى وعيالى
وضع صبرى يديه فى خصره مستهزءاً، وتحدث وهو يتراقص
_دا من امتى ان شاء الله بقالنا سنه سوا، سنه انا داخل طالع براحتى عالبيت دا وجاية تقوليلى دلوقتِ بتحافظى ع بيتك وولادك!
دفعته عايده إلى الخلف بدفعه من كف يدها فى صدره وهى تردف
_بقولك ايه، انا مش عاوزة أكمل فالقرف الل كنا فيه
_وهو دخول الحمام زى خروجه ياعايودا؟ انا بقا هوريكِ عشان هتعرفى ان الله حق
هدر بكلماته وتركها ورحل من منزلها، ووقفت هى تقضم فى شفتيها ندماً وحسرة..
.. ___________..
كانت تسير قدس ب حديقة منزلها، حامله كوب من الشاى تحتسيه فى هدوء، بينما خطر ببالها قاسم ومكوثه فى غرفته لأيام طويله، اخرجت هاتفها وهاتفته ب ان يخرج ليحتسى معها الشاى..
_انت فيه حاجه مزعلاك؟
تنهد قاسم ورفع بصره إلى السماء وهو يريح ظهره للخلف وأردف دون النظر إليها
_حجات مش حاجه.. حجات ي قدس
_طب م تحكيلى
إبتسم قاسم وأردف لها ساخراً
_انتِ هتخلينى واحد من ضيوفك وللا إيه
ضحكت قدس تخفى ثغرها بطرف إصبعها، وقالت له
_ياسيدى إعتبر نفسك ف حلقه ضيف والحلقة دى مش هتتذاع
زفر قاسم زفره طويله واردف لها بملامح حزينه
_انا مخنوق من الدنيا.. الدنيا كلها رفضانى، مُجبر على حجات اعملها ومُجبر على شعور مش بتاعى
ولازم انفذ وإلا روحى هتكون التمن
_مش فاهمه حاجه
نظر قاسم الى عين قدس مباشرة مع قوله
_انا روحت وبُحت بمشاعرى ل مريم، وإترفضت يا قدس.. اترفضت بمشاعرى من مريم واترفضت بوجودى من رويدا!
ودلوقت مُجبر ان انهى الحكاية مش نهاية كلاسيكية نهاية تانيه خالص انا مش راضى عنها
ربتت قدس على كف يد قاسم قائله
_اصبر عليها، هى فحالة محدش يتمناها، وعمّاله تتعرض لمفاجئات ورا بعض ورا بعض
كان لازم رد فعلها يكون..
_يكون إيه؟ دى ملحقتش تسمعنى، ملحقتش تدى نفسها لفرصه ان كلب زى جوزها من زمان ديله نجس
ميستاهلهاش وكنت عارف وكنت ساكت لما اخدها منى
كلب كان ييخونها مع طوب الارض، هى ازاى حزينه عليه؟ هى ازاى قلبها بيحب واحد عذبها بالشكل دا؟!
عقدت قدس حاجبيها وهى تستمع إليه وأردفت له اثناء هتافه
_انت كنت عارف؟
_عارف بكل وساخته
_حتى مع رويدا؟
توقفت الكلمات فى حلق قاسم ونظر لها نظره عميقه وبعدها هب ناهضاً مع قوله
_انا رايح انام... شكراً عالشاى يا قدس
تركها وحدها تنظر إلى حيث مضى، هل شكوكها فى محلها؟ ام انها مجرد شكوك
.. ___________..
عقلى يريد التحرر من آلام الماضي....
لكن لِما أرى كل شئٕ حولي معكوسًا..
أأنا التي أسير رأسًا على عَقِب..
أم أن أفكاري حبيسة عقلي هي التي ترى العالم رأسًا على عقب؟
تقف مريم امام خزانتها، سحبت بيدها أشياء اسلام التى استلمتها من السجن، ووقع مظروف الخطاب على الأرض ف جثت على ركبتيها تتناوله ووقفت وهى تقلبه بين يديها يمينا ويساراً
.. ____________..
إنتظروا الفصل القادم
#فى_طىّ_الكِتمان
#قتل_ناعم
#نورإسماعيل