محمد حسن عبد الجابر

شارك على مواقع التواصل

- 6 -
لم ينتهى الأجتماع عند أعلان مستر سولى ذلك و مغادرته أجواء الأجتماع بل سينتهى عندما ينتزع مارك من أفواه الثلاثة
ما يفيد بقبولهم لعرض مستر سولى ..
كان مارك يحتسى فنجان القهوة الذى لا يتذكر رقمه و هو يتابع الحالة الذهنية لنضال و فريدة و حازم و قد بدا علي رؤوسهم أنها أصبحت حبلى بالأفكار .. سادت لحظات صمت عميق كان يتناول فيها الضيوف مشروبات غازية فى كانزات كانوا قابضين عليهم بأيديهم و محتفظين بهم بعد أن أفرغوا ما بداخلهم فى جوفهم غير مقتنعين بأن يضعوهم على المنضدة لأنهم بذلك سيضعون الكانزات على رزم الدولارات لكن باغتتهم فريدة و قد وضعت الكانز الخاصة بها أمامها على المنضدة على واحدة من رزم الدولارات و كأنها أشارة تعلن بها عن شئ ما بداخلها , لكن حازم سأل مارك عن مكان سلة المهملات فأبتسم مارك لأنه لاحظ على نضال و حازم موقفهما المضاد و رفضهما لوضع الكانزات أمامهما و مد يده لحازم و نضال ليأخذ منهما الكانزات ليلقيها جانبه فى سلة مهملات مزودة بسينسور فتعمل بحركة اليد من على مسافة قريبة ..
جدير بالذكر أن فعل فريدة أثار أنتباه الحاضرين لكن لم يعلق أحد , أصبح مارك الأن ممسكاً بخيوط الحوار لذلك تحتم عليه أن يتجاذب أطراف الحديث و يختار بمن سيبدأ و يسأله عن موقفه من العرض رغم أنه على يقين بموافقة الثلاثة و كان يقينه مبنى على أساس الأنبهار الذى شاهده فى عيونهم عندما كان مستر سولى يلقى عليهم بعرضه ..
قرر مارك أن يبدأ بنضال و أختصه بناظريه و سأله بشكل مباشر عن قراره فكان على نضال أن يجيب و لكنه فضل أولاً أن يعلن عن مبدأه فى الحياة ..
فكما لفريدة قانون فـ لنضال مبدأ ..
عبر نضال فى حماسة و هو يؤكد أن - ليس للضعيف مكاناً على القمة - كذلك الفاشل فهو ضعيف الأرادة و العزيمة فيترك أيضا مكانه خالياً على القمة ليستحوذ عليه غيره ممن يستحق الصعود للقمة !
ثم أوضح لهم نضال أنه مقتنع بفكرة مستر سولى فى توزيع النقود التى كان سيتم أنفاقها على الأعلانات و منحها على هيئة عمولات لمن يستحق و يتمكن من تحقيق ما كانت الأعلانات ستحققه بل و يتفوق عليها فى أنه يضمن للشركة البيع الفعلى لمنتجاتها من خلال أجتذاب أعضاء جدد بأستمرار و الذين بدورهم سيبتاعون من منتجات الشركة حتى يتمكنوا من الأنضمام لفريقها و الأنخراط فى سيستم العمل الخاص بها لتحقيق التارجت الذى يوفر لهم الثراء الموعود ..
و عليه فقد أعلن نضال قراره بالموافقة على أن يكون أحد أضلاع مثلث القادة ..
أرتسمت أبتسامة ثقة على وجه مارك و قد بدأت توقعاته تتحقق و سادت حالة من الطاقة الأيجابية فى المكان و كأن نضال يؤكد أن نظرة مستر سولى كانت صائبة عندما وصف نضال أنه سيكون بمثابة جهاز أصدار موجات أيجابية و داعم لزملائه ..
قال مارك : عظيم .. ثم أدار وجهه لحازم و سأله عن قراره ..
تردد حازم عند الجواب و شرد لبرهة و كان السبب فى شروده لأكثر من مرة أثناء الأجتماع و بعد الأجتماع أيضا يرجع ألى ما حدث معه فى القطار الذى أستقله من القاهرة لينقله الى الأسكندرية و قد تعرف على شاب كان يجلس بجواره فى القطار و كان شاب سكندرى و على قول المثل الشعبى : الطيور على أشكالها تقع فهناك مثل شعبى أخر أكد ذات المعنى بكلمات مختلفة : ما جمع ألا لما وفق .. فقد كان الشاب السكندرى يدخن الحشيش أيضا و قد تعرف على حازم من خلال أطلاعه على أحد فيديوهاته فتم التعارف بينهما و جرى الحوار بينهما فى سياق المخدرات فسأله حازم و هو يلمح له أن الحشيش فى الأسكندرية أصلى و ذا تأثير أقوى عن ما هو متداول فى القاهرة فضحك الشاب السكندرى و أكد صحة كلامه فناوشه حازم و قال له :
طب مفيش حاجة علينا .. عايز أدوق عجينة أسكندرية ..
ففتح الشاب السكندرى علبة سجائره و سحب منها سيجارة منتفخة مكدسة بالحشيش السكندرى و قـدمـهـا لحازم و طلب منه أن يحتفظ بها الى أن يدخنها فى مكاناً أمناً .. فشكره حازم و تبادلا أرقام هواتفهما و نزلا سويا عندما وصل القطار لمحطة سيدى جابر بالأسكندرية و ودعا بعضهما ثم أفترقا و قبل أن يصل حازم للفندق ليحضر الأجتماع كان قد تمكن من تدخين سيجارة الحشيش التى منحه أياها الشاب السكندرى و كان لها تأثير قوى على حازم و قد أطاحت به ليسبح فى سموات الخيال ..
لقد تفاعلت السيجارة فى رأس حازم مما كان لها الفضل فى أن تطلق لخياله العنان أثناء الأجتماع و تذكر الفيديو الذى سجله بخصوص النصب و تخيل أنه يجلس فى فندق كريلون فى باريس و ليس فندق بمدينة الأسكندرية و كان ينظر لمستر سولى و لكنه كان يراه فكتور لوستيج و عليه فكان يرى نفسه الضحية بويسون فيحاول أن يقنع نفسه أن كل ما يحدث مجرد هلاوس أثر السيجارة اللعينة و يحاول أن يطرد من ذهنه هذه الخيالات فينجح تارة و يفشل أخرى لكنه كان على أستيعاب بما دار فى الأجتماع و على يقين أنه سيحصد و يقبض و لن يدفع كـ بويسون فحسم قراره لكنه ما أن يستجمع كلماته التى سيعبر بها عن حسم قراره و يهم بالنطق بها فتتوه و تتبعثر الكلمات و كأن هناك من ينفخ فيها بمجرد خروجها من بين شفتيه !
هنا أرتاب مارك فى أمر حازم عندما وجده متذبذباً و عاد عليه سؤاله ليفيقه من شروده الغير مفهوم بالنسبة له و هو يلاحظ عليه ذلك منذ بدء الأجتماع !
فأنتفض حازم أنتفاضة طفيفة و نظر فى صرامة لمارك و هم أن ينطق ثم صمت مرة أخرى لثوان بعدها أنطلقت الكلمات من فمه و أكد على مارك موافقته على عرض مستر سولى ليصبح ضلعاً أخر فى مثلث القادة ..
تنفس مارك الصعداء و عاد أطمئنانه لصحة توقعاته فيما يخص موافقة الثلاثة على عرض مستر سولى , و عليه نظر فى ثقة لفريدة منتظراً أن تدلى بموافقتها فيخبرهم بالخطوات التالية و يبدأ فى أتمام أجراءات تعيينهم
أضلاع مثلث قادة الفرع الثامن ..
ترقب الثلاثة قرار فريدة و هى تعلنه لكنها خلفت توقعات الجميع !
فاجأت فريدة الحضور بقرارها و هو عدم قبول عرض مستر سولى !
فأصابتهم جميعاً بالصدمة و عندما تدارك مارك ذهوله سألها فى رفق لأمتصاص غضبها الذى حاولت أخفائه لكنها فشلت ..
فقال لها : هل من حقى أن أعرف سبب الرفض ؟!
فقالت له : حقك تعرف زى ما أنا حقى أرفض ..
أخبرته فريدة أنها لا تشبه الفتاة التى فتحت لهم باب السويت ليظن مستر سولى أو يسمح لنفسه و يطلب منها أن تعتمد على مفاتنها فى أطلالتها فى فيديوهات و تستغل جمالها كوسيلة لجذب الأعضاء ..
أنزعج مارك لكلامها و هو يحاول تذكيرها أن مستر سولى ذكر لها أن متابعينها الذين سيشاهدون الفيديوهات من الأناث و الذكور و ليسوا ذكوراً فقط !
فوضعت فريدة مارك فى خانة اليك عندما ذكرته هى الأخرى و قالت له من يرحب بظهورى فى فيديو بل و يسعى للتواصل معى أثر ذلك كما ذكر مستر سولى يكون من الأناث ؟!!
أفتقد الأحساس بالراحة النفسية للأمر برمته و أعتذر عن عدم
قبولى العرض فهو لا يناسبنى !!
و أستأذنت للأنصراف فقام مارك كالنائم مغناطيسياً لتوصيلها للباب فشكرته و غادرت السويت ..
عاد مارك لمقعده مرة أخرى و كان شارد الذهن و عيناه تحلق فى لا شئ لكنه أنتبه لسؤال نضال له : أيه الوضع دلوقت ؟
أجاب مارك : الأمر متوقف على موافقتكم أنتم الثلاثة لأكتمال أضلاع المثلث .. كدة الموضوع متعطل لحين موافقة فريدة ... و ستوافق و وقتها سنبدأ نقطة الأنطلاق لتنفيذ خطة العمل ..
عقد نضال حاجبيه و سأل مارك : أيه المقصود من أنها ستوافق ؟؟ أيه مصدر ثقتك فى الموافقة ؟!
أستمر مارك فى مراوغة نضال فى الحديث و قال له : فريدة حسمت قرارها و هى منفعلة .. أكيد لما تهدى هتعيد تفكير و مش هتضيع فرصة زى دى ..
نضال : و لو محصلش ؟
مارك : ساعتها هندور على بديل مماثل بس دة هيحتاج لوقت طويل ..
صمت مارك ليأخذ شهيقاً و بعد أخراجه زفيراً نظر لحازم و نضال و أخبرهما أنه سيكون على أتصال بهما الفترة القادمة و وعدهما أنه سيعمل على أيجاد حل سريع .. و فى أقرب وقت سيتصل بهما و يخبرهما ببدء تنفيذ خطة العمل ..
ثم هبوا واقفين و هموا بالأنصراف لكن طلب منهم مارك الأنتظار للحظات و أختفى عن أعينهم دقائق ثم ظهر مرة أخرى حاملاً بين يديه كرتونات قام بوضعها على المنضدة أمام حازم و نضال و أخبرهما بأن لكل منهما نصيب من هذه الكرتونات و منح كل واحداً منهما كرتونة تخفى بداخلها شاشة سمارت 32 بوصة موديل The Eye و أيضاً علبة كرتون صغيرة بداخلها
هاتف محمول موديل The Eye
فأبدى نضال و حازم دهشتهما بخصوص ذلك فأخبرهما مارك هذه هى هدية شركة الأخطبوط من قبل مستر سولى الذى وعد بها فى أخر الأجتماع ..
فأعلنا عن سعادتهما لهذا التقدير و أخبرا مارك أن البداية تبدو جيدة و أستأذنا للأنصراف لكن طلب منهما مارك أن ينتظرا للحظات و أجرى محادثة هاتفية بعدها أخبرهما أن هناك سائق فى أنتظارهما أمام الفندق سيقوم بتوصيلهما ألى حيث يرغبان ..
هنا أكد نضال و حازم على مارك أن البداية حقاً جيدة
فضحك الثلاثة ثم أنصرفا الأثنان ..
***********************
مرت أيام على الأجتماع المشهود و قد عبر مستر سولى فور أنتهاء الأجتماع لمارك عن غضبه لتأخير لحظة البداية , فعامل الوقت له مكانة مهمة عند مستر سولى فهو من المطلعين على قيمة الوقت و أهمية أستغلاله لذلك أمر مستر سولى أن يستخدم مارك الخطة البديلة لمثل هذه الأزمات ..
******
فى اليوم الثالث بعد يوم أنعقاد الأجتماع كانت فريدة عائدة لمنزلها بعد يوم عمل فى محل - وشم و رسم - دخلت فريدة المنزل باحثة أولاً عن والدتها لتقبلها قبل أن تذهب لغرفتها لتبدل ملابسها و تخلد للنوم لكنها لم تجدها فى غرفة الليفنج كما أعتادت فى هذا التوقيت و بحثت عنها فى الشقة حتى وجدتها فى غرفة نومها كانت جالسة على السرير خافضة أضاءة الغرفة و كانت فى حالة يرثى لها .. هلعت فريدة لحالتها النفسية المأزومة التى تبدو عليها و سألتها ماذا أصابها , الحاجة سهام كانت تحاول جاهدة أخفاء دموعها و قد لاحظت فريدة ذلك مما زاد من توجسها فتوسلت لوالدتها أن تخبرها ماذا حدث .. كان القلق مسيطر على فريدة مما أجبر الحاجة سهام على أن تخرج عن صمتها و تقرر أن تصارح فريدة بسراً كانت تخفيه عنها فذكرتها بأمر الجمعية التى أشتركت فيها و قبضت الدور الأول و تم أيداع مبلغ الجمعية و قيمته ستون ألف جنيهاً فى مقدم لشقة جاسر و تلتزم معها فريدة كل شهر فى سداد أقساط الجمعية و أقساط الشقة فأكدت لها فريدة أنها تتذكر كل ذلك جيداً و سألتها فريدة هل هناك تقصير من طرفها تجاه هذه الأقساط لكن عبرت لها الحاجة سهام عن مدى رضائها عنها و تدعو لها دائما بالصمود و التوفيق على ما تتحمل من أعباء ليست ملزمة بها .. فزادت حيرة فريدة و التى ألحت على والدتها أن تخبرها عن سبب حزنها العميق الذى وقعت فريسة له ..
تنهدت الحاجة سهام ثم أخبرت فريدة أنه ليس هناك جمعية و الأقساط التى تأخذها من فريدة للجمعية تدخرها حتى يتجمع مبلغ عشرة ألاف جنيه فتذهب لرجل قد أقترضت منه المبلغ كله على أن تعيده له مضافاً عليه قيمة الفوائد و تسدد له العشرة ألاف فى مواعيد متفق عليها و تأخذ منه أيصالاً من أيصالات الأمانة التى كتبتها على نفسها فكل أيصال بقيمة عشرة ألاف جنيهاً ..
هنا صعقت فريدة و سألت والدتها لماذا لم تخبرها بما فعلت قبل أن تقدم عليه فأخبرت الحاجة سهام أبنتها فريدة أنها كانت بالطبع سترفض و كان يتحتم تجهيز المبلغ لأقتناص فرصة أبتياع شقة جاسر بهذا السعر المناسب جداً لهم ..
كانت فريدة تحاول أستقبال الخبر و التعامل معه فأنتبهت و سألت والدتها و ماذا بعد ؟؟
و كانت تخمن أنه مازال فى الأمر أسوأ مما سمعت لكن صدمتها الحاجة سهام بأكثر من توقعها عندما أخبرتها أن هذا الرجل تحولت معاملته فجأة و خلف أتفاقه و يطالبها الأن دون سبب مفهوم بسداد المبلغ كاملاً و سيسلمها الأيصالات أو سيقدمهم لقـسـ ـ ـ
هنا صرخت فريدة وقالت لها لا تكملى و قد نزل الخبر على فريدة كصاعقة كهربائية شلت حركتها و تفكيرها و لكن أنهمرت الدموع من عينى والدتها مما دفع فريدة لأن تجذبها تجاهها لتعانقها و بكت فريدة هى الأخرى و طمأنتها أنها حتماً ستجد حلاً و طلبت منها أن لا تحمل هماً لهذه المشكلة ..

****************
غادرت فريدة غرفة والدتها وهى تجر قدميها جراً متجهة لغرفتها و الدنيا تدور بها لما سمعته مما أكد لها أن ليس أمامها سوى خياراً واحداً ستفعله على دون رغبة منها لتفدى والدتها و تنقذها من أن تأخذ لقب غارمة .. دخلت فريدة غرفتها و تناولت هاتفها و قد بهتت ملامحها و بدت و كأنها زومبى و قامت بالأتصال برقم أعطاه لها مارك لتتمكن من التواصل معه أذا غيرت رأيها و قد حدث و فعلت و هى مرغمة على ذلك ..
رد مارك فتفوهت فريدة بكلمة واحدة : موافقة !
فرد مارك بكلمة واحدة أيضاً : عظيم !
*************************
فكرة أنشاء جروب على الواتس يجمع فريدة و نضال و حازم .. لفريدة الفضل فيها بغرض سهولة التواصل فيما بينهم لأستقبال أى تطورات تخص مهمة العمل و التى تم تكليفهم بها .. و لذلك فيجب أن تنسج خيوط التواصل و تتنامى فيما بينهم من أجل انجاح مهمتهم فى تأسيس الفرع الثامن لكيان الأخطبوط ..
خططت فريدة لأن تـنجز تكوين فريقها التسويقى لتحقق بذلك المقابل للعربون الذى ستتقاضاه مسبقاً و الذى ستسدد منه دين والدتها فور الحصول عليه ثم تتنحى بعد تكوين فريقها التسويقى عن منصبها فى الشركة و تغادرها و قد سددت ما عليها بُمهاداة الشركة بفريقها التسويقى ..
عبر حازم فى أول محادثة جماعية على جروب - مثلث القادة - و قد أجمع ثلاثتهم على تلقيب الجروب بهذا الأسم .. و سأل فى محادثة كتابية :
ما رأيكم فى الأجتماع ؟
فردت فريدة كتابياً : كان لقاء ثقيل على أقل تقدير ..
فرد حازم بأيموشن ضحك بينما أكتفى نضال بأرسال أيموشن لايك ..
كتبت فريدة : أنا كلمت مارك و بلغته موافقتى .. و بعتذر ليكم ياريت محدش يستغرب أو يسألنى السبب لأن ليا أسبابى و أفضل الأحتفاظ بها لنفسى !
كتب كلاً من نضال و حازم على الجروب رداً يفيد بأحترامهما
لقرارها و تقديرهما لها .. بينما كتب نضال فى محادثة أخرى لحازم على الخاص فيما بينهما : مارك كان مكشوف عنه الحجاب باين لما توقع فى تأكيد
أن فريدة هتوافق !!
كتب له حازم : غريبة فعلاً .. بس بلاش نضايقها و نجرف تفكيرها للمجهول فى حاجة مش هتفيد و مش مؤكدة .. من الأصلح التركيز على الطريق لأحضان الثروة ..
و عاد الأثنان مرة أخرى لمحادثة الجروب فأكتشفا أن فريدة تاركة رسالة تفيد أنها أغلقت المحادثة و ستكتب لهم عند حدوث أى تطورات جديدة ..
فغادر الجميع المحادثة و كانوا فى أنتظار لأتصال من مارك يوضح لهم سيناريو الفترة القادمة ..
******************************
رتب مارك مقابلة مع مثلث القادة فى سويت مستر سولى و فى هذه المقابلة تم شرح مارك لكثير من الأمور و التى تخص التعرف على سيستم العمل و الأنخراط فيه و كيفية أستخدامه لبدء العمل به و تكوين فرقهم التسويقية و أضاف للحديث أن لهم صلاحية التواصل مع مثلثات القادة فى الفروع الأخرى لأكتساب الخبرة عندما يحتاجون لذلك ..
و فى نهاية المقابلة قام مارك بتسليم ثمانى ألاف دولار لكل واحداً منهم و أخبرهم أن هذا مبلغ زهيد بالنسبة للعمولات التى يمكن أن يحققوها أذا نجحوا فى مهمتهم و أتفق معهم أنه فى الغد سينهى أجراءات تسجيل توكيلات الأدارة لسياراتهم الجديدة بالشهر العقارى و فى الساعة الثامنة مساءٍ سيتسلموا سياراتهم ..
أنفرجت أساريرهم عند سماع هذه الأخبار و أكدوا أنهم سيكونون على قدر الثقة التى منحها أياهم مستر سولى .. و بدا الرضا واضحاً على وجه مارك و هو يخبر فريدة أن هناك سيارة أمام الفندق ستقوم بتوصيل كلاً منهم لمقصده و أن لها أمانة محفوظة من المرة السابقة و أتصل بالسائق ليحضر فى السويت و طلب منه توصيلهم و هو يحمل الشاشة السمارت و الهاتف المحمول ماركتى The Eye و قد حملهما عن فريدة و أنصرفوا جميعا ً لحين لقاء الغد فى الثامنة مساءٍ ..
******************************
حين تحرك السائق بالسيارة و سأل الثلاثة عن وجهتهم بادر نضال بالجواب و طلب منه أن يقوم بتوصيل فريدة أولاً فسألها السائق عن مقصدها و قد كانت تجلس بالمقعد المجاور له و يجلس نضال و حازم بالكنبة الخلفية .. فطلبت منه أن يذهب أولاً لأقرب شركة صرافة لتبيع الدولارات التى قبضتها و تبدلها بالعملة المصرية لأنها فى أشد الأحتياج لأن تنهى ذلك فى أقصر وقت من أجل قضاء أمر بالغ الأهمية بالنسبة لها بمجرد وصولها المنزل ..
كان السائق مكلف من مستر سولى شخصياً أن ينفذ ما يطلبه منه أضلاع مثلث القادة .. بعد أن تمكنت فريدة من أنهاء مهمتها داخل شركة الصرافة بمساندة نضال و حازم عادوا جميعاً للسيارة ثم توجه بهم السائق الى الحى الذى تقيم به فريدة و ما أن وصلوا حتى نزل السائق و فتح حقيبة السيارة و أخرج كرتونة الشاشة و حملها لفريدة ألى مدخل العقار فشكرته بعد أن ودعت نضال و حازم و أصرت على أن تحملها عنه لينصرف كى يتمكن من
أنجاز ما تبقى له من أعمال ..
عاد السائق للسيارة و هو يسألهما عن وجهته هل هى لمحطة القطار أولاً أم يبدأ مشواره بفيلا نضال .. فطمأنه نضال أن أمامه مشواراً واحداً بعدها سيعود أدراجه مرة أخرى ..
طلب منه نضال أن يقوم بتوصيلهما لفيلته ثم يغادر بعدها لحيث يرغب فتعجب حازم لكن أستدار له نضال الذى أنتقل للمقعد الأمامى بعد نزول فريدة و همس له نضال و قال له ستكون فى ضيافتى الليلة
و ستقيم معى لحين تسلـُم سياراتنا غدا ً..
ما أن نطق حازم بكلمة لكنـ ـ ـ حتى قاطعه نضال و أقسم أنه لن يحدث غير ذلك و أكد على السائق طلبه بعد أن كرره له ..
*******************
كان طارق العايق يجلس على مقهى بلدى قريب من منزل فريدة عندما ظهر مشهد نزول فريدة من السيارة يتبعها رجل يحمل عنها كرتونة أمام عينيه , هذا دون ترتيب مسبق منه لرؤيتها و لكن لا ينفى ذلك أنه يجلس على مقهى بالقرب من منزلها بغرض رؤيتها أن سنحت الفرصة لذلك و قد تطور مظهر الزى الذى يرتديه العايق بعد أن أصبح يرتدى عمة ملونة ملفوفة على رأسه لتخفى جبينه و يرتدى من الزى ما يلائم أرتداء العمة بعد أن لبستها له فريدة مضطراً .. كان يبدو و كأنه يرسم فى ذهنه خريطة بمواعيد تحركاتها , ما أن ظهرت فريدة أمام عينيه فأخذ يترقب خطواتها فى تمعن و يتفحص ما كان يحمله السائق و سلمه لها عند مدخل العقار الذى تقطن به حتى أختفت عن ناظريه و قد أبتلعها مدخل العقار ..
ما أن دخلت فريدة شقتها حتى وضعت ما تحمله و أتجهت مسرعة تنادى على والدتها حتى ألتقتها و مازال الحزن يخيم عليها و طمأنتها أنه فى غضون ساعات قليلة سينتهى الأمر و لن يكون لمشكلة الأيصالات وجود و فتحت الحقيبة الممسكة بها و أخرجت لها رزم النقود فأصاب الحاجة سهام القلق أكثر و سألتها من أين كل هذه النقود فقالت لها فريدة : بعدين .. المهم دلوقت هاتى رقم الندل دة علشان أكلمه و أروحله ..
أتصلت فريدة بالرجل مرابى القروض و كان فى مشواراً بعيداً عن مكتبه لكن بمثابة علمه بغرض أتصال فريدة حتى وعدها أنه فى غضون ساعة سيكون فى مكتبه و فى أنتظارها !
جهزت فريدة المبلغ كاملاً المتبقى على والدتها و كانت الحاجة سهام قد أعدت وجبة الغذاء على مجئ جاسر أيضا من الجيم فجلس الثلاثة الحاجة سهام و فريدة و جاسر على طاولة السفرة و تناولوا وجبة الغذاء بعدها سحبت فريدة حقيبة النقود و قررت الرحيل حتى تذهب و تنهى الورطة التى وقعوا بها لكن والدتها طلبت منها أن لا تذهب بمفردها و تصطحب شقيقها جاسر معها فرفضت لكن أرتاب جاسر فى الأمر و كان لا يعلم عنه شيئاً فأنتابه شعور بالخطر بسبب الغموض الذى يحوم حول كلامهما لكنه فى النهاية أصر أنه سيلازم فريدة و لن يتركها فأستسلمت فريدة فى النهاية لأصرارهما و تحركت فريدة مع جاسر و توجه الأثنان لمكتب المرابى ..
ما أن وصلت فريدة و جاسر للعنوان حتى وجدت الرجل فى مكتبه فى أنتظارها فألقت السلام ثم قالت له : غريبة !
فسألها الرجل فى أهتمام عن ما هو الغريب ؟!
فأجابت فريدة فى جدية و أخبرته أن من الغريب أنه ألتزم بكلمته و بوعده لها أنه سيكون فى أنتظارها فى مكتبه و حدث بالفعل .. فيبدو لمن لا يتعامل معه و لا يعرفه أنه رجلاً على كلمة واحدة .. فأنزعج الرجل و تسلل له أحساس أن فريدة تهزأ به لكن أستطردت فريدة و أخبرته : أنه عندما أتفق و وعد و الدتها أنه لن يفعل شئ بالأيصالات مادامت ملتزمة معه بالسداد فى المواعيد المتفق عليها هى ألتزمت لكنه لم يلتزم و أخلف وعده و نقض عهده معها !
قال لها الرجل بنبرة غضب : ماذا تريدين بالضبط ؟
فأخرجت فريدة المبلغ المتبقى علي والدتها و رصته بعجرفة أمامه على المكتب و قالت له هذا ما يخصك .. و أخرجت خمسة ألاف جنيه و رزعتهم على المكتب بجانب الرزم المرصوصة و قالت له و هذا لك بشرط أن تخبرنى السبب الحقيقى وراء مطالبتك فجأة بسداد قيمة الأيصالات و تهديدك لوالدتى بهم ؟!
كان الرجل يتظاهر بأنه مازال غاضبا لطريقة فريدة و أنها تتهمه بأمور غير مفهومة و أن ليس هناك سبباً غير أحتياجه المفاجئ للنقود لذلك طالبها بها .. ثم أخرج الأيصالات التى تخص الحاجة سهام من درج مكتبه و مد يده بها لفريدة ليسلمها أياها و هو يخبرها : شرفتونى ..
هنا أنفعل جاسر على الرجل فكان واضحاً أنه يطردهم لكن بطريقة مغلفة مما أثار غضب فريدة و جاسر فزمجر جاسر و تطور الأمر عندما هجم جاسر على الرجل و كاد أن يكيل له لكمة لكن صرخت فريدة فى شقيقها ليترك الرجل بعد أن بدأ بعض الرجال يتوافدون من الخارج على أرتفاع صوتهم و هنا دست فريدة الأيصالات فى جيبها بعد أن تفحصتها جيداً لتتأكد منها ثم قبضت على الخمسة ألاف جنيه و أنتزعتهم من على مكتب الرجل و جذبت جاسر من ذراعه
و أنصرفا من مكتب المرابى ..
**************************
دخل حازم على حرج فيلا نضال لكن أسلوب نضال معه داخل الفيلا رفع عن حازم الحرج و طلب منه نضال أن يعتبر نفسه فى منزله فشكره حازم و سأله عن الحمام فصعد معه نضال للطابق العلوى حيث غرفته و غرفة للضيوف و غرفتان الرياضة و باقى الغرف .. ثم أخبره بموقع الغرفة التى سيقضى فيها ليلته و أشار له لموقع الحمام ثم رحل نضال متجهاً للطابق السفلى و سلك الممر الممتد فى جوف الفيلا حتى وصل للباب الخشبى الضخم ليتأكد من أحكام غلقه حتى لا يترك شيئاً يحدث بمحض الصدفة فيتعرض للمفاجأت مثلما حدث سابقاً مع أسر ..
ثم عاد و أجهز وجبة غذاء دسمة و تناولها هو و حازم فى نهم و قضوا وقتاً ممتعاً فى التعارف على بعضهما أكثر مما جعل العلاقة تتنامى بينهما شيئاً فشيئاً و قد بدأ ذلك منذ تطور الأحداث بعد الأجتماع المشهود ..
*****************
فى اليوم التالى ألتقى نضال و حازم و فريدة بمارك و الذى قام بدوره بتسليم كل واحداً منهم سيارته الملاكى الحديثة و معها توكيل أدارة مسجل فى الشهر العقارى كما أتفق معهم .. أخبرهم أنهم قريباً جداً سيشرعون فى تنفيذ أولى خطوات خطة العمل و ودعهم ثم أختفى داخل سيارته التى فى ثوان معدودات كانت قد أختفت هى الاخرى عن الأنظار ..
ودع أيضاً الثلاثة كلاً منهم الأخر و لكن حازم ودع نضال بحرارة و شكره كثيراً لحسن ضيافته مما أكد شكوك فريدة بخصوص أمر نضال و حازم منذ يوم عيد ميلاد أسر ثم تأمل حازم سيارته غير مُصدق ما حدث و ركبها و أختفى عن الأنظار هو الأخر ..
بعدها نضال سأل فريدة هل تجيد القيادة أم يساعدها و يقوم بتوصيلها فشكرته و أخبرته أن بحوزتها رخصة القيادة الخاصة بها و هى كانت تقود سالفاً على فترات متقطعة مما يجعلها تحتفظ بمهارتها فى القيادة كما أخبرته أن القيادة لا تنسى ثم ودعا بعضهما و توجه كلاً منهما لسيارته الجديدة فى نشوة قاصدا طريقه ..


***********************************
1 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.