محمد حسن عبد الجابر

شارك على مواقع التواصل

- 3 -
مازن يتسم بالأنسانية فى زمن أصبحت فيه  الأنسانية صفة لدى البعض وليست طبيعة و غريزة كما كان معهود سابقا !
كان يمر فى طريق العودة لمنزله عائدا من عمله و لمح طفلا صغيرا يبلغ حوالى عشر سنوات جالسا على الرصيف و قد شبك يديه متكئا بهما على ركبتيه فيسند عليهما رأسه و قد أنهكه التعب و بجانبه خشبة طولية مثبت بأعلاها خشبة أخرى عرضية  و برزت من الخشبتين مسامير معلق عليها أكياس من حلوى غزل البنات و أخرى من حلوى الفريسكا .. كان طفل أخر يجول بكرتونة يبيع فيها المناديل و الكمامات توقف أمام الطفل بائع الحلوى و الذى غلبه النوم و قد لمعت عيناه  و عض على شفتيه ناظرا  للحلوى و هو يتوق لها و لا يجرؤ
على شرائها ثم هم بالأنصراف .. هنا تدخل مازن و أشار لطفل الكمامات و أمسك بيديه  و عاد به  لطفل الحلوى  و وغزه برفق فأيقظه و أبتاع منه كيس غزل البنات و كيس فريسكا ثم أعطاهما لطفل الكمامات فأرتسمت فرحة على وجه الطفلين كانت كفيلة بأن تشحن مازن بطاقة أيجابية لها الفضل فى أن جعلت  أحساسا  بالسعادة تتدفق بداخل مازن ..
كان مازن  يقص على صديقه حازم هذا الموقف و هما جالسان فى شقة صغيرة فى واحدة من المناطق الشعبية بمحافظة القاهرة , هذه الشقة  تخص  حازم        و هى  شقة  والديه و قد نشأ  فيها و بعد وفاة والديه بسنوات تزوج  حازم  و غادر الشقة ليقيم  فى شقة أكبر و أفضل  فأتخذها حازم  بؤرة تجمعه مع أصدقائه              و فضلوا التموقع  فيها عندما كانوا يرغبون فى السهر و الترفيه عن أنفسهم ..
مازن كان يحكى متأثرا بمواقف مر بها شخصيا مرارا تشبه ما حدث , فذات مرة كان أبنه يرغب فى لعبة ما و يلح عليها  و كان مازن  يعجز عن توفيرها له غير أصناف من الحلوى المستوردة المتداولة بين الأطفال و كان يلحظ  فى عينى    ولده نظرة تشوق لها فيعد أبنه أن يوما ما سيوفرها له و كان مازن بالفعل عندما يستطع  ينفذ , كان يمر أحيانا بأوقات يعجز فيها عن تلبية طلبات و رغبات أبنه كحال الكثير من الناس فى الفترة الراهنة لضيق الحال و صعوبة المعيشة  التى تضيق يوما فيوما .. مازن  يحكى  وهو يدرك أن حازم يدرك أنه يحكى له على سبيل الفضفضة  و لن يقبل منه أى مساعدات  مالية تحت أى ظرف ..
كذلك حازم يدرك أن مازن يدرك أنه لا  يبتلع فكرة أن يكون فى دور الدائن و لا  دور المدين  لأحد .. و عليه  فصداقتهما مستمرة  و توصف  بأنها علاقة ناجحة            لأنها  قائمة على التفاهم و الشفافية ..
مازن يهوى التصوير و عندما ألتحق بوظيفة فى هايبر كبير كان المسئول عن تصوير المنتجات و البضائع بحرفية تسويقية و يرفعها على الويب سايت الخاص بالهايبر و طلب أن تكون بحوزته الكاميرا و مضى  لهم بما يفيد أنها فى عهدته ،  كان يستخدمها أحيانا فى حياته الشخصية لتوثيق بعض اللحظات كمشهد نظرة طفل الكمامات للحلوى فكانت روايته أوقع مع حازم و هو يعرض عليه الصورة ..
حازم كان معجبا بتألق  مازن فى التصوير و يصفه دائما بالموهوب خاصة و أن حازم  يعمل مراسل صحفى لدى أحدى الجرائد الألكترونية و مر عليه العديد من المصورين فى مجال عمله ..
سعيد صديقهما الثالث وهو يتمتع بحس ساخر و يمتلك روح الدعابة كما أنه يمتلك  محلا  ذا  مساحة لا بأس بها فى مكان على درجة من الرقى  يقع على مسافة ليست ببعيدة  عن شقة حازم التى يتجمعون فيها , يختلف نشاط المحل عن نشاط أى محل أخر بالقرب منه  أو حتى بعيد عنه .. سعيد كان يبيع فى المحل لحوم  طيور و لحوم حيوانات غير شائع تداولها لبهظ  ثمنها و لأنه كان يتميز فى نشاطه فكان له زبونه الخاص الذى يبحث عنه و يذهب لمحله ويبتاع منه ما يريد أو يطلبه من خلال  صفحة الفيس بوك الخاصة بدعاية المحل ..
سعيد كان يبيع لحم النعام فيصل سعر الكيلو منه  لحوالى  300 جنيه و كيلو لحم الغزال  كان يبيعه بـ 680 جنيه  و كان يبيع أيضا كبدة النعام و كبدة الغزلان  و عكاوى نعام كما أنه كان يبيع عبوات زيت نعام و بيض النعام
فيصل سعر الواحدة 150 جنيه !!
أما جوزيف فهو صديقهما الرابع و ينادونه دائما بـ  جو ( بتعطيش الجيم ) ,   بدأت صداقة الأربعة منذ عشر أعوام  منذ أن كان عمرهم يتراوح من أصغرهم  جو  و كان أربع وعشرون عاما  الى  أكبرهم  حازم و كان عمره                           حينذاك سبع و عشرون عاما ..
جو  صاحب محل فواكه مميز أيضا .. فهو يبيع أصناف متنوعة من الفاكهة تقريبا كل الأصناف على حسب مواسمها بالأضافة ألى أنه يخصص ركنا فى المحل محاطا بالزجاج السيكوريت  يعرض فيه أنواع من الفاكهة النادرة غير المتداولة مثل الموز الأحمر و الدوريان و المانجوستين و أصناف أخرى مثيلة و غير شائعة ,  و لهم زبونهم الخاص و فى أغلب الأحيان كانت زبائن سعيد  تزور هذا الركن من الفواكه النادرة و يبتاعونها من جوزيف بتنويه من  سعيد .. كما كان له زبائن  من صفحة الفيس الخاصة بمحله يطلبون أوردرات أون لاين من هذه الأنواع المميزة من الفواكه و كان هو الأخر يطلب منهم أن يقوموا بزيارة لمحل سعيد لأنهم سيجدون هناك  ما يناسبهم  و ما تشتهى  له أنفسهم ..
أجرى سعيد محادثة هاتفية بحازم قبل أن يذهب للشقة  ليتأكد أنه هناك  و سمع فى  المحادثة  صوت مازن يخاطب أحدا فأخبره حازم أن مازن يتحدث مع جو فى الهاتف و يذكره ببعض الطلبات من مأكولات و مشروبات و مسليات  لزوم السهر و هنا سعيد سأل  حازم  مؤكدا عليه هل  أبتاع ما يكفى من مخدر الحشيش فطمأنه حازم و طلب منه أن لا يتأخر عن موعد المبارة و كانت مباراة لفريق الأهلى المصرى مع أحدى الفرق الأفريقية فى دورى أبطال  أفريقيا , و أخبره أن
بعد مشاهدة المباراة سوف يتناولون العشاء  ..
كان جو يقف عند محمصة مزاج الخير المواجهة لشقة حازم يبتاع  دفتر ورق البفرة  و السودانى واللب فقابله سعيد و صعدا معا الدرج حتى  وصلا  للشقة       و قرع سعيد الباب مصدرا صوت أيقاع شرقى و كأن الصوت
خارج من طبلة بلدى ..
فتح له حازم مسرعا قبل أن يستفز غضب الجيران أكثر من ذلك , صافحهم  حازم و دخلا و تعانق الجميع و جلسوا أمام التلفاز متموقعين  كلا
فى مكانه المفضل الذى أعتاده ..
بدأ حازم فى تجاذب أطراف الحديث فرحب بهم كالعادة و سألهم عن أحوالهم فكانت الأجابة منذ شهور دائما تبدأ بالحمد الله  و يأتى بعدها كالعادة أيضا حديث مفعم بالبئوس  فقد غدت الحياة قاسية بسبب الضغوط المتنامية و  سوء الأحوال المعيشية الناتجة من  هبوط  الأقتصاد العالمى مما أثر على ركود الأقتصاد المصرى و أدى الى ركوب أسعار السلع  لصاروخ الزيادة  !!
تعاتب الجميع فى حوار طويل كان فيه وابل من اللوم لكلمات من طراز
-  بنتكلم و بس .. مبنعملش حاجة .. كلام سطل  -
هنا أخرج  حازم قرش الحشيش لترطيب  جو الحوار و ألقاه فى طبق حديدى صغير فضى اللون مخصص لهذه الأمور و أخرج  جو علبة السجائر  و          دفتر البفرة و شرع سعيد فى  لف سجائر الحشيش و وزعها عليهم عدا مازن     و الذى أعتاد  أن يشاركهم  فى  واحدة  فقط  و ذلك لسببين ..
الأول أنه لا يدمن الحشيش و يشربه بشراهة يوميا مثلهم ..
و الثانى لأن عند أضافة ثمن قطعة الحشيش على ثمن تكاليف العشاء و تقسيم الناتج على الأربعة  سيكون نصيب الواحد مبلغا ليس بهين  قد تزلزل قيمته الميزانية المالية لمازن و لذلك فهو يفضل أن يشاركهم قيمة نصيب الفرد فى  العشاء و يدفع ثمن سيجارة حشيش واحدة يدخنها معهم فى تجمعهم , فهو لا يدخن الحشيش سوى  فى تجمعه معهم  فقط  فيساهم بسيجارة واحدة عكسهم تماما فهم يقضون ساعات طويلة يدخنون فيها مخدر الحشيش ..
كانوا يقومون  بذلك على فترات متقاربة منذ أن نشأت صداقتهم من عشر أعوام حتى هذا اليوم فى منتصف شهر فبراير من عام 2021 و الذى كان  يبدو
أنه سيكون يوما مختلفا لهم ..
ملأت  حلقات الدخان الغرفة التى يجلسون فيها  و أخذت فى التصاعد مكونة سحب بيضاء كثيفة ملبدة بالحشيش .. غلبت عليهم  حالة من الأسترخاء و شعروا أن وزنهم أصبح أثقل  .. بدا هذا واضحا من طريقة ثناء سعيد على حازم و هو يقول له و قد أصبحت  عيناه حمراوتان و نصف مغلقة :
أصلى .. أصلى  يا  كرف ..
لقد ضربهم المخدر بقوة و لكنهم مازالوا قادرين على أدارة حالتهم الجسدية        و تسبب فى شعورهم بمزاج جيد بشكل مصطنع و بالطبع الحشيش لم يغير نفسيتهم المأزومة و يبدلها و لكنه كان  قادرا على أن يبدل  حدة النقاش           فعاد  الحوار مرة أخرى و لكن بشكل أهدأ و بال رائق ..
أستمر الحديث  فى نفس الموضوع و قد تناقشوا سابقا مرارا و تكرارا  عن مشروعات عديدة يمكن أن يقوموا بها سويا و ينفذوا مشروع مشترك يجمهم  لتحسين دخلهم  لمواكبة  سرطان الزيادة الذى توغل فى كل السلع
و المنتجات و أصابها بشكل مرعب !
لكن كل المشروعات فى نظرهم كانت تنبئ بالفشل لذلك لم يجرئوا على الخوض فى أى واحدا حتى هذا اليوم  عدا مشروعا واحدا كان متحمس له الأربعة  و متحفزين  أن يكون طوق نجاة لمصدر دخل كبير و  سهل و سريع .. لقد قرروا سابقا فى أكثر من مرة ألتقوا  فيها فى شقة حازم أن يقوموا بأنشاء حساب على التيك توك أو فتح  قناة على اليوتيوب و يسجلوا فيديوهات ليعرضوها فتجتذب  مشاهدات  و لايكات بالألاف و عليه تجنى لهم أموالا كثيرة  كما هو شائع بين الناس فى  هذا العصر و  كانت العقبة فى كل مرة هى أختيار محتوى مميز                               لتقديمه عبر القناة  أو الحساب  فكانت تتحول طموحاتهم فى كل تجمع
لحلم  ليلة  كيف !!
كان حازم  شاردا و أصدقائه يتناقشون فى نفس الموضوع و يعيدون نفس الكلمات فجأة قاطعهم و قد لمعت عيناه الشاردتان الحمراوتان و قال لهم فى همة :
وجــدتها !
رد عليه سعيد ساخرا : هى مين اللى وجدها يا حاج نيوتن ؟!
نفسك فى تفاحة أجبهالك من عند جو ؟!
أجابه حازم و قد بدا على طبقة صوته الجدية : لا عايز بيضة نعامة من عندك ..
ضحك الجميع عدا حازم ضحكات عالية  و ظنوا أن حازم يهرتل من تأثير الأفراط  فى  تعاطى  الحشيش .. صمت حازم حتى أنتهى الجميع من الضحك و عاود طلبه  فى  أصرار و قد صار صوته ذا طبقة أمرة موجها كلامه لسعيد الذى عقد حاجبيه فى أندهاش و قد قرر تلبية رغبة  حازم  فأجرى محادثة هاتفية بعسلية و هو صبى يعمل لديه فى المحل و طلب منه أن يحضر بيضة نعامة و أخبره بالعنوان !
ثم وجه حازم كلامه لمازن بنفس طبقة الصوت الأمرة و طلب منه أن يجهز الكاميرا التى بحوزته و أعدادها لتسجيل فيديو قصير .. نفس تعابير الدهشة التى أرتسمت على وجه سعيد قد أكتست وجه مازن وهو
يومأ برأسه لحازم بما يفيد الموافقة ..
بدأت مباراة النادى الأهلى و بدأ ينخرط  الأربعة فى المتابعة بما فيهم مازن        و الذى يشجع فريق نادى الزمالك و لكنه كان يدعمهم فى بطولتهم و أندمجوا فى المباراة لحين وصول عسلية و معه البيضة المطلوبة ..
عندما وصل عسلية كانت المباراة فى  دقائقها الأخيرة و كان الأهلى قد حسم نتيجة المباراة بثلاثة أهداف نظيفة فى شباك فريق المريخ السودانى و كعادته أذاق  جمهوره  لذة  الفوز ..
فتح  حازم  لعسلية و أخذ منه ما يحمله فى حرص  و فى  لهفة  و عرض      على  عسلية  الدخول لكنه أعتذر و  القى عليهم السلام  و أستأذن                     ليعود  أدراجه  للمحل مرة أخرى ..
دخل حازم أمام نظرات الثلاثة و هم  يتفحصوه .. بدأ حازم فى أخراج البيضة من العلبة الكرتون  و هو منبهر من حجمها و رفعها فى وجه أصدقائه و قال لهم      و هو يدرك الأجابة : حد فيكم أكل أومليت بيض نعام قبل كدة ؟!
فجائت  ضحكاتهم  و كانت خير أجابة تفيد النفى ..
ثم أدار حازم وجهه لسعيد و سأله فى تنمر :
و لا أنت يا برنس الطيور و اللحوم ؟!
فأجاب سعيد بنبرة  تنمر أيضا : أحبوش .. البيض أحبوش .. منتا عارف ..     اللى عايز أعرفه دلوقت تمن البيضة دى عند مين يا قلب البرنس ؟!
هنا أنفجر الجميع  فى الضحك و أجمعوا على  رغبتهم
فى أجابة حازم على سؤال سعيد ..
أجاب حازم فى  دهاء : حجم البيضة و تواجد  طاسة كبيرة بالفيديو سيثير فضول المشاهدين و دة هيدفعهم أنهم يفتحوا الفيديو و يكتشفوا اللى فيه و لما يلاقوه حقيقيى  زى ما هو كان ظاهر ليهم و مختلف هينبهروا لأنه حاجة جديدة ..  نادر لما هيكون بين المتفرجين شخص أعتزم ما ننوى عليه و عليه هيشيروا الفيديو   و ينتشر و يجيب مشاهدات كتير و دة هيدخلنا فلوس كتير .. أحنا هنجرب نجح الموضوع هنعمل فيديوهات تانية بنفس النمط تكون مختلفة و مميزة .. فشل الموضوع نبقى كسبنا عشوة مختلفة  و على الأقل هنكون بدأنا مش زى كل مرة و يبقى كسبنا شرف المحاولة ..
أستطرد حازم و قد لاحظ  بوادر الأقتناع على وجوههم : شوفوا اللى يريحكم عايزين نبقى شركاء و نضيف سعر البيضة على الجمعية بتاعت النهاردة  و اللى يدخلنا من الفيديو نقسمه علينا تمام .. عايزنها تبقى عزومة و انا أتحمل تمن البيضة برضه  تمام .. عنيا ليكم بس  لو نجحت التجربة هكمل لوحدى بعد كدة   و مش هوافق أن حد يدخل معايا .. فكروا و قرروا و بلغونى ..
حازم  ذكى  و موهوب  فى أقناع من يريد بما يريده ..
وافق  الثلاثة على الترابط  كما أعتادوا المشاركة بينهم فى أغلب أمورهم          و سلموا لرغبة حازم  و كانوا مقتنعين أن يقدم  حازم  الفيديو و الفيديوهات القادمة أذا نجحوا و ذلك لتوفر المؤهلات المناسبة به فلديه  حضور و كاريزما  غير  قدرته على  طرح  الموضوعات  كما أنه يتمتع بقسطا من الوسامة ..        و أتفق معهم حازم أنهم  سيقومون بمساعدته  كلا منهم                            على حسب الدور المحدد  له ..
كان مازن مستعدا بالكاميرا و أعد حازم المطبخ ليكون مهيئا للتنفيذ و التصوير بمساعدة جو و سعيد و عندما أصبح كل شئ جاهزا وقف حازم أمام الكاميرا و قد أحكم الأمساك بالبيضة الضخمة و كان يذكر فوائد بيض النعام و هو يسيح السمنة فى الطاسة الكبيرة ثم خبط البيضة خبطة بمعلقة خشب فشقتها لنصفين و مكنتها من تفريغ محتوياتها لتملأ الطاسة عن أخرها فى مشهد مثير ..                                و بعد الأنتهاء من تسجيل الفيديو طلب حازم من سعيد و جو أن يقوموا بأنشاء قناة على أبلكيشن اليوتيوب و أنهاء  أجراءات  ذلك  ثم  رفع الفيديو عليها  و تحميله أيضا على مواقع التواصل الأجتماعى الأخرى و الجروبات لسرعة تداوله و ذلك بمساعدة مازن حاليا ثم تفرغ مازن فيما بعد للتصوير أن نجح الأمر  و سوف يتابع  وقتها سعيد و جو رفع الفيديوهات و متابعة التفاعل معها و تولى أمر  الأدارة المالية  للقناة ..
******************
فى  وقت مبكر من الصباح كان يجلس نضال مع عم جابر فى مقهى  اللؤلؤة الأثنان كانا يستيقظان مبكرا و كان الموعد المناسب لنضال عندما كان يرغب    فى  الخروج  و الأنخراط  فى القرية و ذلك من خلال  الجلوس فى مقهى اللؤلؤة بصحبة عم جابر فى هذا الوقت حيث يكون المقهى رائقا من زحام الزبائن فيجتمع به و يتحدث معه بين الحين و الأخر  ..
فى هذه المرة  أتصل عم  جابر بنضال و أخبره  أنه يرغب فى الجلوس معه ليسأله عن ما حدث بالفيلا من سماع  أصوات غريبة يوم المشكلة  و يناقشه في ما حدث بقسم الشرطة , و عندما لبى نضال رغبته و ذهب للمقهى شرح لعم جابر ما حدث مع أسر فأنزعج عم جابر لما سمع  و سأله بعدها عن نوع العلاقة التى تربطه بفريدة  و التى تجعلها تزج بنفسها فى مأزقه و تتدخل لمساعدته ,  بالطبع أنكر نضال وجود أى علاقة و بدا صدق كلامه منطقيا  لعم جابر  لأنه أخبره أنه أيضا  يرغب فى  أن  يعرف من هى فريدة  و لماذا ساعدته ..
عم جابر أخبر نضال بأنه يعرف عن فريدة بعض المعلومات فتيقظت حواس نضال وهو يطلب من عم جابر أن ينيره بها .. أخبره عم جابر بما فعلته فريدة  في من يدعى  بالعايق و كيف أنتقمت منه و هذبته فأرتسمت علامات الأعجاب على  وجه نضال لما فعلته فريدة و سأل عم جابر عن مصدر المعلومات فجاوبه عم جابر    و قال له أن سيد عصفورة أخبره بكل ذلك من خلال محمود بلدياته أمين الشرطة و الذى ساعده فى فعلته تجاه نضال ..
سأله نضال عن ما أذا كان هناك المزيد من المعلومات التى نقلها  له  عصفورة بخصوص فريدة  فأضاف عم جابر أن سيد أخبره أيضا أن فريدة صارت مشهورة بسبب فيديو الوشم  فقد أصبح الفيديو منتشرا على مواقع التواصل الأجتماعى            و متداولا بشكل واسع بين رواده ..
كانت معلومات لا بأس بها بالنسبة لنضال لكنه مازال جاهلا  سبب مساعدة فريدة  له  و عليه  فقد أخبر عم جابر أنه  قرر على غير المألوف أن يهتم بالأمر و عزم  نضال على الأتصال بالرقم المكتوب فى الكارت الذى منحته أياه  فريدة !
****************
أجرى سعيد أتصال هاتفى  بجوزيف  كان يخبره فيه بنجاح ما قاموا به           و يبشره بأنتشار فيديو بيضة النعامة على نطاق واسع  و كان جو يستقبل منه وهو على علم بذلك لأنه كان يتابع أيضا فى  شغف مدى تأثير الفيديو و عدد المشاهدات التى  حصدها الفيديو و قد حقق رقما من المشاهدات غير متوقع ..
طلب سعيد من جو أن يقوم بالأتصال بحازم و أبلاغه بالأحداث و معرفة الخطوة التالية ثم معاودة الأتصال به , و بالفعل قام جو بالأتصال بحازم و أجرى معه محادثة هاتفية ..
جوزيف  فى  تفاؤل  : الووووو
حازم : أزيك يا جو .. أيه الأخبار ؟
جو : مبروووك يا زومة .. فعلناها .. و سعيد بيقولك يا زومة  الحالة                     مش  هتكون  تانى  مأزومة ..
حازم مفعما بالأمل : الفيديو جاب فيوهات كتير ؟
جو متقمصا صوت شمس الزناتى : بتعرف تعد لحد كام ؟
جاب حوالى خمس الاف  يا صاحبى .. مبروووك  لينا .. اللى جاى أيه ؟
حازم بعد أن تبطن صوته بالأمل : الفيديو اللى فات أتعشينا بالبيضة .. يبقى بديهى  كدة الفيديو اللى جاى نحلى  بقى .. ولا أيه ؟
جو فى توتر : يا خوفى .. كدة بديهى بقى الفيديو التالت يبقى فى الحمام !!
حازم  مقهقها : لا متقلقش .. بص بقى أحنا نصرف شوية علشان نستمر ..  يعنى عايز كام حبة فاكهة من ركن النوادر بتاعك دة  نطلعهم فى فيديو و نعرف المشاهدين عليهم  و مش بس كدة لا و نقشرهم أدام  الكاميرا و ناكلهم و أشرح طعمهم و فوائدهم  و الناس  تعرف معلومات جديدة
و أحنا كمان هناكل و نجرب  حاجة  جديدة ..
جو : فكرة حلوة بس عندى فكرة أحلى و متفهمنيش غلط  خلينا  نفكر
بشكل عملى .. دلوقت أنا هحسب تمن الفاكهة دى زى ما بطلعها كأنها طالعة لزبون .. نفس الفاكهة دى بتتباع فى الهايبر عند مازن بس بسعر أقل لأن الهايبر بيجيب كميات كبيرة فبياخد بسعر جملة أقل , غير أن مازن ليه هناك خصم موظفين حوالى 10%  ,  أحنا أولى  بفرق السعر دة  و لا أيه ؟
حازم  متحمسا: أقنعتنى يا بن الـ أيه .. أقفل هكلمه و أظبط  معاه و هروحله أجيب الحاجة و نتقابل فى الشقة بليل النهاردة .. أكد على سعيد و انا هبلغ  مازن ..
و بالفعل أتصل حازم هاتفيا بمازن و أخبره بحيثيات  محادثته مع جو فرحب مازن بمجئ  حازم و أكد له أنه سيكون فى أنتظاره عندما يصل ..
كان مازن  يقف داخل الهايبر  بالتحديد عند الخزينة و كانت بالقرب من  باب المدخل الزجاجى فألتقى بحازم فى  يسر عندما وصل و قدمه لـ أمين الخزينة بعد أن طلب منه مازن  أن يطبع الفاتورة بأسمه عندما يأتى حازم ليحاسبه حتى يتمكن من الحصول على الخصم فطمأنه أمين الخزينة و بعدها ذهب حازم بصحبة  مازن للمكان المخصص للفاكهة النادرة و كان موقعه  قريب  من الخزينة و أعتذر مازن لحازم  لأنه يتحتم عليه أن يعود ليستكمل عمله فشكره حازم  و أنصرف مازن و بدأ حازم رحلة التمعن و الأختيار للفاكهة ,  لكنه كان يلاحظ  تواجد امرأة عجوز كانت تتبعه  منذ أن دخل الهايبر و  تلاحقه بنظراتها  و كانت نظرات غريبة و قد عجز عن تفسيرها و لحسم حيرته قرر أن يقترب منها و سألها فى رفق :
أى خدمة يا أمى ؟
فدمعت عيناها و قالت له : متأسفة يا ابنى .. أصلك  شبه ابنى المتوفى  كثيرا ..     و لما شفتك حسيت انى شيفاه  قدامى  .. حتى كلمة أمى لما نطقتها أراحت قلبى  كثيرا .. سامحنى  يا  ابنى ..
حازم  قد تأثر لكلامها فأقترب  منها و قبل  رأسها و قال لها :
دى سنة الحياة يا أمى .. ربنا يبارك فى عمرك ..
فتهاوت دمعة أخرى من عيناها  ثم  أتجهت فى خطوات ناحية الباب الزجاجى  دون أن تلتفت له فناداها بصوت عالى   يا أمى  يا أمى ..
وقفت أمام الباب الزجاجى ثم أستدارت  له و لوحت له بيديها مودعة ..  فودعها حازم بصوت عالى ليجبرها و قال : مع السلامة يا أمى ..
ثم عاد حازم لما عزم عليه و أندمج  فى أختيار حبات الفاكهة المميزة و الخاطفة للأنظار و التى  يرى أنها ستكون مناسبة لغرضه ثم توجه للخزينة ليدفع ثمن أحتياجاته فأخبره أمين الخزينة أن حسابه بعد الخصم 685 جنيه و حساب والدته بعد الخصم 1870 جنيه !!
فقال له حازم فى أنزعاج : عفوا .. والدة مين و حساب أيه مش واخد بالى !!
أمين الخزينة فى صرامة : والدتك .. اللى قولتلها من شوية مع السلامة يا أمى .. بلغتنى و قالتلى أبنى هيحاسبك .. هو فى مشكلة يا أستاذ حازم ؟
فى هذه اللحظة دارات الدنيا و لفت بحازم فلو أنكر أنها والدته و أنها نصابة ستحدث مشاكل و سيتسبب فى أزعاج  بالمكان على ما يتم أكتشاف صحة الواقعة و فى النهاية سيتحمل حتما دفع المبلغ بعد أن يكون تسبب فى أحراج لمازن فى مكان عمله.. لقد أيقن حازم أن  لا مفر من دفع المبلغ و مغادرة الهايبر !
أخرج  حازم الكريدت كارد الخاص به لأن ليس لديه من النقود ما يكفى للحساب ثم غادر المكان وهو يلعن المرأة العجوز و يتمتم بـ النصابة الشمطاء !
و عاد للشقة موقع تجمعهم و قد وضع أشيائه جانبا ثم أخرج علبة سجائره       و أفرغ محتوياتها على منضدة الصالون المدهب فتبعثرت قطعة من الحشيش     و  عددا من السجائر و دفتر البفرة و شرع فى  لف هذه السجائر مرة أخرى بعد أن أفرغ  تبغها  و أخذ  يبدر عليها الحشيش بعد أن قام بتسخينه ثم طحنه  بأنامله و قد حوله  لبودر بنى اللون .. كان يفعل ذلك و ذهنه شاردا فيما حدث له , كان يلوم نفسه كيف يقع فى فخ نصب فى هذا العمر !
ما أن أنتهى حتى أشعل واحدة و نفث سحابة كثيفة من الدخان و أخذ يكرر ذلك حتى قطع مازن خلوته بأتصاله الهاتفى ..
مازن : فينك يا حازم ؟ و أيه حكاية أمك ؟!
حازم قد ضربه المخدر و ظن أن مازن يوبخه بوالدته فأجاب فى ضجر :
مالك يا مازن ؟؟  عامة أنا فى الشقة ..
مازن قد أدرك أن بال حازم غير رائق فقال له : أنا جايلك .. هعدى على سعيد     و جو و هنجيلك دلوقت ..
عندما وصل الثلاثة و دخلوا على حازم بعد أن فتحوا بالنسخة الأحتياطية للمفتاح و التى يحتفظ بها مازن و قد أضاع كلا من سعيد و جو نسختيهما ,  وجدوا حازم و قد غلبه النعاس و كان جالسا على أريكة الصالون  و أمامه المنضدة           تفضح  ما قام به حازم قبل أن يصلوا ..
أيقظه  مازن  و تموقع سعيد و جو فى  مكانهما  و هما  يقذفاه فى دعابة بكلمات لوم  لأنه سبقهم و تعاطى الحشيش و لم ينتظرهما ..
سأله مازن مرة أخرى عن ما حدث فى الهايبر و لكن قبل أن يجيب حازم حدث أن       سعيد لم يتمالك  نفسه و على  دون رغبة منه وجد نفسه يسأل حازم :
1870 ليه يا حازم أشتريت أيه ؟ و بعدين مش الحاجة أتوفيت من سنين برضه ؟ و لا جت تعمل شوبينج للمقابر كلها و رجعت لهم تانى ؟؟
رمقه حازم فى صرامة ثم ضحك ضحكاً مريعا فأنفجر الجميع فى الضحك          و أخبرهم حازم أنه لابد و أن يكون الفيديو الثالث له نصيب مما حدث ..
كما أخبرهم أنه لا يرغب فى الكلام الأن في ما حدث , و بدأ التجهيز لفيديو غرائب الفواكه .. أعد مازن الكاميرا و رتب حازم المكان و قد وضع أمامه ثلاثة أنواع من الفواكه الفريدة و التى تظهر على شاشة الكاميرا فى صورة رائعة و بدأ تسجيل الفيديو  فسحب أول نوع  و كان الموز الأحمر بشكله الجذاب و  شرع  حازم فى أعطاء نبذه عن فوائده ( بعد أن أمده  جو بتفاصيل و معلومات كافية حول هذه الأنواع من الفواكه بحكم عمله )
أخذ حازم  يستعرض  بأسلوبه الذى حاز على  قبول المشاهدين  فى فيديو البيضة فأشار ألى موطن الموز الأحمر و هو دولة  الهند  كما أنه ينتشر فى
جنوب شرق أسيا  و بدأ فى تقشير الموزة و تذوقها وهو يتلذذ بطعمها أمام الكاميرا فيخبر عن مذاقها  و هو ميكس بين نكهتى  الموز و التوت !!
ثم تناول حازم نوعا أخر من الفواكه و كان المانجوستين و ذكر للمشاهدين  أن ملكة هولندا كانت تزرعها فى حديقة قصرها و كانت ترسلها كهدايا لملوك و أمراء أوروبا بسبب كثرة فوائدها و لكن موطنها الأصلى تايلاند و قام بتقشيرها فكانت مفاجأة فهى تشبه من الداخل منظر فصوص الثوم !!
أما مذاقها فهو ميكس بين نكهة  الفراولة و نكهة المشمش !!
ثم  تناول حازم أخر صنف من الفواكه التى يستعرضها و كان الدوريان و هو ملقب بملك الفواكه !
رغم رائحته الكريهة  و التى  ملأت أرجاء الشقة فضحك الأربعة من فظاظة الرائحة و كان ضحكهم بمثابة مشاركة فى الفيديو تأكد كلام حازم عن رائحته , فموطن هذه الفاكهة فى جنوب أسيا و يصفونه  سكان جنوب أسيا
بأن له رائحة جهنم و طعم الجنة !!
و برغم رائحته الكريهة فله مذاق حلو لا يوصف .. هكذا شرح حازم فى الفيديو     و هو يتذوق الدوريان  و أشار ألى أنه متوفر  بكثرة
فى ماليزيا و أندونيسيا و الفلبين ..
ثم أنهى حازم الفيديو بالجمل الشائعة لليوتيوبرز من تذكيرهم  للمشاهدين  بالضغط على زر المتابعة و اللايك .. ثم التنويه لأنتظار الفيديو القادم ..
**************
داخل شقة أبراهيم النحراوى كان الوضع متوترا للغاية لا سيما  فى غرفة الليفنج  حيث كانت تجلس الحاجة سهام فى مكانها المفضل على الركنة و أمامها كانت تجلس  أبنتها  فريدة ..
كانت الحاجة سهام غاضبة و أخذت توبخ فريدة ثم تلومها و ترجع مرة أخرى تنفعل عليها و بدا عليها القلق جليا فى كل أنفعالاتها و كانت فريدة تقدر ذلك فتحاول تهدئتها و تعتذر لها و تخبرها أنها فضلت أن تحجم عنها ما كانت تنوى فعله مع طارق لأنها كانت بالطبع سترفض و تقلق عليها , فبررت  لها أنها لذلك قامت بتنفيذ ما خططت له فى سرية  و طمأنتها أنها كانت تتوخى الحذر و تحسب جيدا لخطواتها ..
رن جرس الباب بعدها فتح جاسر بالمفتاح و دخل على غرفة الليفنج فألقى السلام على  والدته و أخته و رمى على كرسى مطرفا شنطة رياضية كانت معلقة على كتفه و كاد أن يجلس فصرخت فيه و الدته و طلبت منه
أن يذهب ليغسل يديه أولا ..
بدأ الوضع المضطرب  يستقر تدريجيا بعد أن طمأنت فريدة و الدتها و هدئت من روعها و وعدتها أنها لن تتهور مرة أخرى ثم قبلتها و عانقتها فدخل عليهما جاسر بعد أن غسل  يديه و هو يعاكسهم :
يا سيدى .. على معاملة التريند يا سيدى ..
جاسر شاب رياضى  يغوى رياضة كمال الأجسام و هو أصغر من فريدة
فعمره 17 عام و يتدرب  فى جيم  جيد المستوى و على علاقة طيبة بعدد من الرياضيين المشتركين فى الجيم الذى يتدرب  فيه ..
فريدة  تعتبر المسئولة عن مصاريف والدتها و أخيها الأصغر فبجانب معاش والدها ملزمة بتوفير مبلغا أخر من المال فهى تتحمل أعباء مصاريف المنزل      و مصاريف دراسة جاسر و قد  رفضت فى حزم أن يبحث عن عمل ليساعدها وطلبت منه أن يهتم بدراسته و يركز فى رياضته و هى متكفلة بكل الأمور , و تعامله كأنهما صديقين مما جعله يفاجئهم  أنه مدعو غدا على عيد ميلاد  فى فيلا صديقه الذى يتمرن معه فى الجيم و فريدة أيضا مدعوة على عيد الميلاد معه .. فألتفتت له فريدة و قد عقدت حاجبيها فأخبرها جاسر قبل أن يخرج السؤال من بين شفتيها و قال لها أن ياسمين أخت أسر صديقه و صاحب عيد  الميلاد  قد أكدت على أن أخبرك أن تحضرى عيد الميلاد .. هى تتذكرك جيدا عندما كنتى بصحبتى  فى  حضور حفل خطوبتها  منذ  فترة  قريبة ..
الحاجة سهام أمرأة  بيتوتية جدا لكنها حفزت فريدة على أن تذهب مع أخيها فمنها تغير جو  و أيضا لتكون صمام أمان لـ  جاسر ..
و بالفعل وافقت فريدة فهى تشعر أنها حقا تحتاج لتجديد مودها                           و شحن طاقتها مرة أخرى ..
********************
كان المناخ الريفى يخيم  بهدوئه فى محيط مقهى اللؤلؤة و فيلا كمال القناوى ..
داخل الفيلا كان المشهد خاويا فارغا يوحى بالرهبة لعدم توافر الحركة , كان الباب الخشبى الضخم الذى فى أخر الممر مفتوحا .. نضال كان يعتلى الصخرة المدرجة و كأنه ملكا مستقرا على  كرسيه فى أحدى يديه يمسك هاتفه و فى اليد الأخرى يحمل الكارت الذى أعطته له فريدة .. رعد كان مسترخيا أمام الصخرة ..
فعلها نضال بعد تردد و أتصل بالرقم المسجل على الكارت : السلام عليكم ..
ردت فريدة فى جدية : و عليكم السلام .. مين معايا ..
نضال فى أقتضاب : أنا نضال .. حضرتك  ا/ فريدة ؟؟
فريدة فى  شئ  من المرونة : أه .. فريدة من غير أستاذة .. أنا خريجة        فنون جميلة مش  تربية  .. اخبارك أيه يا كابتن ؟
نضال : الحمد الله .. ممكن أعرف حضرتك مين بالظبط ؟ و ليه ساعدينى  فى    قسم الشرطة  قبل  ما حتى  تعرفى الموضوع  ؟؟
تنهدت فريدة ثم قالت فى هدوء : عندك مانع يا كابتن تشرفنى فى المحل و تشرب معايا القهوة و نتكلم ؟؟ الكلام فى الموبايل  مش هينفع ..
لم يمانع نضال بالعكس وافق و طلب منها تحديد موعد  و أتفقا                   على  موعدا  يناسبهما ..
*****************
بعد أن أنهى نضال محادثته  الهاتفية مع فريدة شرد قليلا و هو يحاول تخمين عن ماهية العلاقة التى تربط فريدة به وهو على يقين  أنه لم يلتقى بها قبل لقائهما فى قسم الشرطة و بينما كان سابحا فى سموات التأمل .. رن هاتفه فأنتبه نضال           و أمسك به و قد أندهش للأتصال فقد كان المتصل هو أسر !
رد نضال : السلام عليكم .. أزيك يا بطل ؟
أسر : و عليكم السلام .. أنا الحمد الله يا ابو الكباتن .. أخبارك أيه ؟؟
نضال و بدأ يشعر بالراحة النفسية تجاه أسر من نبرة صوته :
الحمد الله أنا فى نعم .. و يارب أسمع عنك دايما أنك بخير ..
و ياريت  متكونش  لسة  زعلان  منى ..
رد أسر فى شئ من الخجل : ياريت  حضرتك اللى متزعلش من أسلوبى معاك يومها يا كابتن أنا مكنتش فى حالتى الطبيعية .. بس علشان مبقاش  زعلان خالص  منك يا كابتن  ليا عندك طلب و مش هينفع تكسفنى ..
رد نضال بعد أن تبددت الراحة النفسية التى شعر بها منذ قليل : خير يا أسر ؟؟
أسر : أنا عيد ميلادى بكرة يا كابتن و بفرح لما بيكون  حواليا الناس اللى بحبهم   و بطمن  وسطهم و حضرتك واحد من الناس الغالية عليا يا كابتن و هكون  مبسوط  لو جيت  و حضرت عيد ميلادى  .. ممكن ؟؟
نضال : تسلم يا أسر ..  بس أنا مليش فى  جو أعياد الميلاد .. دة غير أن أنا معرفش حد خالص فى الحفلة .. معلش يا أسر حاول تعفينى ..
قاطعه أسر و قال له : أنت صاحب مكان يا كابتن .. و بابا  رجل أعمال بيحب الرياضة و بيدعمها  و عازم رياضيين كتير أكيد هيكون  فيهم كباتن يعرفوك  يا كابتن و أنا كمان هبقى معاك .. علشان خاطرى يا كابتن ..                                 طب و غلاوة  رعد عندك ..
ضحك نضال ضحكات متكلفة  ..  فأخبره أسر أنه سيرسل له اللوكيشن
على الواتس اب و أكد عليه أنه سينتظر مجيئه  ..

****************

1 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.