محمد حسن عبد الجابر

شارك على مواقع التواصل

- 10 -
هدأت الأجواء بصعوبة داخل محل - وشم و رسم - بعد أن أفرغ الجميع معظم الطاقات السلبية المكبوتة بداخلهم و أقروا أنه لا جدوى من الأنفعال و يجب أن يلتزموا الهدوء ليتمكنوا من التفكير و التخطيط على القدر الذى يليق بعقلية مستر سولى كما أنه فى الموقف الأقوى فـ لابد من أدارة الموقف بحكمة و دقة و دهاء ..
كان يتطلب الأمر أولاً معرفة طبيعة التسجيلات التى يكلف بها مستر سولى فريق عمل وظيفته الوحيدة هى تجميع هذه الفيديوهات و فلدرتها على قول رحاب , من المؤكد أن الفيديوهات أشمل و أعمق من مجرد فيديوهات جنسية مثل التى تم تسجيلها لفريدة و لرحاب كى يخصص لها فريق عمل فهو ليس مراهق إلى هذه الدرجة .. يتحتم أيضاً معرفة الغرض من هذه الفيديوهات لقياس سقف المستوى التفكيرى لسولى و أمكانية وضع الخطة المناسبة
التى ُتشفى صدورهم و ُتذهب غيظ قلوبهم ..
أدت هذه المناقشات التى دارت بين المتمردين لنتيجة واحدة و هى رغبة الجميع فى معرفة الغرض من تسجيل الفيديوهات و نوعيتها .. لم يكن أحد لديه الأجابة على هذه التساؤلات غير رحاب و التى تعاملوا معها و كأنها رهينة أو أسيرة لعدم قدرتهم على منحها ثقتهم كاملة حتى هذه اللحظات ..
لذلك لم يكن هناك سبيل أمام رحاب غير أنها تبوح بما تعرفه لتتمكن من أفادتهم لمساعدتهم فى الأنتقام لأنفسهم و لها و لكل الضحايا الذين أورطوهم معهم فى ورطتهم بأرتباطهم بكيان الأخطبوط ..
قبل أن تشرع رحاب فى حديثها نظرت فى أرتباك لفريدة و تحسست رقبتها و حاولت تتفادى تصادم نظراتها بها و قالت و هى توزع نظراتها على الباقين أن فى وسعها أن تخبرهم بنوعية الفيديوهات لكن الغرض منها فهذا سر من المؤكد أن مستر سولى لا يبوح به لأى شخص فهى مُكلفة بدور يتحتم عليها القيام به على أكمل وجه فى طاعة تامة و أمتثال للأوامر
كمثل باقى العاملين فى كيان الأخطبوط ..
أخبرتهم رحاب أنها و باقى فريق العمل المسئول عن تجميع و تنظيم الفيديوهات مكلفين بتأسيس مكتبة حية بها تسجيلات صوت و صورة لألاف المواطنين من مستخدمى أجهزة الأخطبوط بأختلاف طبقاتهم و فى مختلف جوانب حياتهم مما ينتج ألاف مؤلفة من الفيديوهات المتنوعة !
مكتبة مستر سولى تضم على سبيل المثال لا الحصر : فيديوهات أمنية لعدد كبير من ضباط جيش و ضباط شرطة لكن بعد الفلترة تم تجميع فيديوهات بالغة الأهمية لضباط فى مراكز حساسة و يتداولون معلومات فى غاية الخطورة ..
و هناك فيديوهات تندرج تحت بند لسان حال الشعب و هى لألاف البسطاء الذين ينقلون الصورة الحقيقية لأرض الواقع ..
و فيديوهات الجامعة و هى تعكس صورة من حياة الطلبة و الطالبات و أيدولوجيات الجيل الصاعد و ما هى حدوده و أمكانياته ..
لا تخلو المكتبة بالطبع من الفيديوهات الدينية و هى تجمع فيديوهات لشيوخ و قساوسة و متدينون و متدينات ..
فيديوهات لكل المواطنين من كل الطبقات الأجتماعية و من كل المستويات الفكرية يتم تجميعها و فرزها ثم أدخار كلاً من هذه الفيديوهات مع مثيلاتها فى القسم الخاص بها من أقسام المكتبة الملعونة !!
فشلت محاولة مثلث القادة بأضافة ماسة عليهم فى تحقيق غرضهم جميعاً من قياس مدى تفكير مستر سولى من خلال أعترافات رحاب ليتمكنوا من نزع غطاء الغموض عن غاية مستر سولى من تأسيس مكتبة الأخطبوط !
لقد أزداد الأمر تعقيداً و غموضاً بالنسبة لهم لأنهم لم يتوصلوا لسبب واضح و مقنع من تأسيس هذه المكتبة الحية و أنفاق هذه النقود كلها لتأسيس كيان كالأخطبوط و أبتياع مقر باهظ الثمن فى ظاهره يعرض منتجات الشركة من شاشات سمارت و هواتف محمولة لكن فى باطنه يتم ممارسة تغذية هذه المكتبة و تسخير هذا العدد الهائل من الضحايا
المنضمين لكيان الأخطبوط لخدمة مصالحه الغير مُعلنة !
أدرك الجميع أنهم غارقون فى بحر عميق و لا بد من أن تتشابك أياديهم ليتمكنون من الطفو و النجاة .. أستغرقوا وقتاً طويلاً حتى حسموا قرارهم عن أقتناع و أتحدت رغباتهم على أن سبيلهم الوحيد للخلاص من العقد المبرم بينهم و بين مستر سولى هو نفس سبيل الساحر للخلاص من عقده المبرم مع الشيطان كما ذكر لهم مستر سولى سابقاً .. لا فكاك منه إلا بالموت !!
وضع مثلث القادة خطتهم و أتفقوا على أنهم سيتعاملون مرة أخرى مع مستر سولى و لكن من خلال مارك كتعبير عن غضبهم و تضجرهم من مستر سولى و أنهم مرغمون على الأستمرار مقابل شرطان أخبر نضال بهما مارك فى أتصال هاتفى بأنتداب من المتمردين بعد أنتهاء أجتماعهم المغلق و أعادة تشغيل هواتفهم المغلقة ..
الشرط الأول لهم أن يبقى الوضع القديم كما كان عليه و كأن شيئاً لم يكن ..
نضال يظل محتفظاً بصديقه الحميم رعد دون مصادرته من الفيلا و دون المساس به أطلاقاً .. و محضر المخدرات الذى لاحق حازم و ترك بقعة سوداء فى ملفه الأمنى يتم تمزيقه و محو هذه البقعة تماماً .. و فيديوهات فريدة يتم حذف الأصل و كل النسخ المتاحة منها ..
ضحك مارك و أخبره أن هذا تم بالفعل و لكنهم لا يستقبلون شروطاً من أحد لذلك طلب من نضال أن يعرض طلبه الثانى و لا يقول شرطاً ..
الطلب الثانى .. أعادة النظر فى التعامل المادى معهم حيث أختلف الأمر و أصبحوا يورطون المواطنون فى تعريتهم و فضح أسرارهم و أبتزاز الأثرياء منهم و ذوى المراكز الوظيفية الحساسة أن تطلب الأمر ذلك .. فهم بمثابة شركاء معهم لذلك يقتدى الأمر دفع نسبة مادية تليق بالشركاء ..
تمادى مارك فى ضحكاته المقززة و قد أبتلع طعم أنهم أنساقوا لرغبة و هدف كيان الأخطبوط و قد باعوا أنفسهم مقابل عائد مادى أكبر و طمأنه مارك أن طلبهم سيكون قيد التنفيذ ..
أنهى نضال المحادثة مع مارك ثم أكد على الأتفاق مع مثلث القادة أن كلماتهم و تصرفاتهم ستكون محسوبة و موزونة على ميزان الدهب لأن الخطة التى وضعوها لا تقبل حدوث ذرة خطأ واحدة !!
رن هاتف حازم و كان أتصالاً هاتفياً من سعيد يبشره فيه بأن مازن قد فاق من غيبوبته و تمكن من الحديث و سأل عليه و طلب مقابلته ..
كان هذا هو الخبر الوحيد السار فى هذه الجلسة و قد أثر بالأيجاب فيهم و تفائلوا بحدوثه و أستأذن حازم راجياً العودة بأقصى سرعة لملاقاة صديقه الأنتيم ..
و دعه الجميع و طلب منه نضال أن يغير طريق العودة هذه المرة فضحك حازم
و طمأنه أن مستر سولى أصبح راضى عنهم ..
****************************************************
مر أسبوع و كانت الأمور تسير بشكل طبيعى لكنه مصطنع و مدروس و فقاً للخطة التى وضعوها و قد أنطلقت نقطة بدايتها بالفعل ..
عادت بوستاتهم التحفيزية و بعض الفيديوهات الحماسية لتحقيق النجاح الذى يوفره الأنضمام لكيان الأخطبوط ..
أصر مثلث القادة و تمسكوا بموقفهم تجاه الحصول على عمولات أضعاف ما كانوا يأخذون لأيحاء مستر سولى أنهم وافقوا على بيع ضمائرهم مقابل عائد مادى مُغرى يستحق تضحياتهم ..
عندما عاد حازم للقاهرة أعطى لسعيد و جو فكرة سريعة عن حيثيات خطتهم ثم دخل و عانق مازن كثيراً و قد طلب منه الأخير و من سعيد و جوزيف أن ينفصلون عن كيان الأخطبوط و يرضوا بما حققوه , طمأنه حازم أنهم سيفعلون ذلك عن قريب و قد أخبره بالأسوء ليوافقهم الأنضمام لخطتهم و هو الغرض من كيان الأخطبوط فى تكوين شجرة تسويقية لتنتشر أجهزة الأخطبوط على مدى واسع و تتسع دائرة الفيديوهات و تتنوع لتعرى الشعب بجميع طوائفه فى مختلف جوانب الحياة !
كان سعيد و جوزيف على علم بذلك من خلال حازم و قد عرض عليهما الأنضمام للخطة لأن سيكون لهما دوراً مؤثراً فى إنجاحها و أخذ ثأر شعب .. رحب الأثنان بذلك بل و تحمسا لسرعة تنفيذ الخطة و قيامهما بدورهما فيها !
**********************
بعد أن حاول نضال أقناع عم جابر بمرافقته للذهاب لمنزل فريدة لطلب يدها و التقدم لخطبتها و كان لا يبدو على عم جابر الأقتناع لمفاجأة نضال له بهذا الطلب و الذى لم يمهد أو يلمح له من قبل فيما يخص رغبته فى الأرتباط بفريدة ,
وافق عم جابر على طلب نضال لأنه لا يرى فى هذا الطلب إلا خيراً و أتفق معه نضال على ما سيقال لأسرة فريدة أن حفلة الخطوبة ستقام فى فيلته المتواضعة كما أن الخطوبة ستكون فى أضيق الحدود للمعارف و الأصدقاء المقربون فقط ..
عرضت فريدة على و الدتها و جاسر رغبة نضال فى التقدم لها كما أخبرتهما بموافقتها و رغبتها فى أتمام الأجراءات فى أسرع وقت و طلبت منهما عدم تعقيد الأمور .. تنمر جاسر و هو يخاطب فريدة و يقول لها أنا كنت حاسس من يوم عيد ميلاد أسر فردت فريدة و قالت له طب أسكت يا جاسر , تمكنت فريدة من أقناعهما و مما سهل ذلك عليها ثقتهما المتناهية فى فريدة و معرفتهما بقدرتها على حساب خطواتها جيداً ..
أشترطت الحاجة سهام على فريدة أبلاغ عمها ليأتى من الصعيد و يحضر الأتفاق و هذا واجب عليهم رغم تقصيره تجاههم بعد وفاة أخيه أبراهيم النحراوى .. أعلنت فريدة أستيائها و عبرت لوالدتها أن لا داعى من ذلك فهو بعيد عنهم و عن شئونهم و نضال متفهم وضعها فقاطعتها والدتها و أصرت على حضور عمها عيد النحراوى جلسة الأتفاق فما على فريدة إلا أن وافقتها فهى لن تسمح لأى عقبات لأن تعرقل هذه الخطوبة و تعطل خطتهم ..
و تمت بالفعل جلسة الأتفاق بحضور عم فريدة و جرت الأمور على ما يرام و على حسب أتفاق فريدة مع والدتها و أتفاق نضال مع عم جابر أن الخطوبة ستكون فى أضيق الحدود العائلية إما فى الليلة الكبيرة ستكون الدعوة عامة للجميع .. أتفقوا أيضاً على أقامة حفلة الخطوبة فى فيلا نضال مع تعليق فروع لمبات الزينة بطول العقار الذى تسكن فيه فريدة
و من أول الشارع لأخره وفقاً للعرف ..
تم التأكيد على ميعاد حفلة الخطوبة أنها بعد عشرة أيام !
**********************
بدأت مراسم التجهيز لحفلة الخطوبة من قبل نضال و فريدة و حازم و سعيد و جوزيف و مازن و أيضاً رحاب و ماسة .. كان الجميع منهمك فى الأستعداد و التركيز فى الدور المكلف به فليس أمامهم أى أحتمالات لحدوث أخطاء ..
كان نضال منغمس فى تجهيز الفيلا للحدث الذى ستشهده بعد أيام و كانت هناك تجهيزات أخرى لا تخص حفل الزفاف و يبدو أنها كانت تخدم خطتهم لأنها كانت محط أهتمامه .. لم ينس نضال بجانب الأستعدادات التى يقوم بها أن يتصل بمستر سولى و مارك و يخبرهما أنه سينحى الخلافات جانباً و وفقاً للأصول فهو يدعوهما لحفلة الخطوبة و أكد عليهما الحضور و أنه لا يصح أن لا يحضران مثل هذه المناسبة ..
********************
ذهب حازم برفقة سعيد و جو لرجلاً وظيفته أحتراف تصنيع أقنعة وجه تنكرية و بيعها أو تأجيرها من قبل أشخاص يحضرون بها حفلات تنكرية و خلافه .. و لأحترافه تصنيع هذه الأقنعة و منها أقنعة لوجوه ممثلين و ممثلات و قدرته على أتقانها ذاع صيته و لذلك قام حازم ذات مرة منذ وقت طويل بأجراء حوار صحفى معه لصالح الجريدة التى كان يعمل بها فى ذلك الوقت .. ذهب له حازم برفقة أصدقائه بعد أن قام بالأتصال به أولاً و كان لا يزال يحتفظ برقمه و عندما قابله تذكره الرجل و رحب به كثيراً .. أختصر له حازم زيارته فى أنه يريد أن يتقن له صنع قناعين لوجهين و عرض عليه صورتان واحدة لمستر سولى و الأخرى لمارك !
***********************
أجتمع نضال مع فريدة و ماسة و رحاب فى محل - وشم و رسم - و حضر الأجتماع المهندس حمادى الشاب العبقرى فى مجالات البرمجة و الأختراق و الحماية .. لذلك جمع نضال و فريدة رحاب مع المهندس حمادى لتشرح له الهدف الذى تنوى تحقيقه من فيرسة الشبكة التى تربط أجهزة تجميع قاعدة البيانات لفرمتتها و محو جميع البيانات المخزنة على الأجهزة و المرفوعة فى ملفات تم تشيرها على مواقع سرية تابعة لكيان الأخطبوط .. شرحت له رحاب تفاصيل و دواخل النظام ليتمكن من تجهيز الفيروس المدمر الذى سينقض كالطوفان على شبكة المنظومة و يمحى كل البيانات المخزنة الظاهرة و الخفية و يجعل الأجهزة بيضاء من ذنوبها و كأنها عائدة من الحج ..
بعد أنصات م / حمادى لرحاب فى يقظة ملحوظة و بعد وعد نضال و فريدة له بأغداقه بالنقود و أبرزوا له عربوناً مغرياً .. دامت لحظات صمت لمدة دقائق قليلة من التفكير العميق ثم طلب منهما م / حمادى
أن يمنحاه يومان و سيكون جاهزاً بما كلفاه به ..
غادر م / حمادى المحل و كان منبهراً بالعربون الذى حصل عليه مقابل أنجاز مهمته مما رفع لديه حافز أنجازها ..
تجاذب المتواجدون فى المحل أطراف الحديث حول حفلة الخطوبة و أستعرض كلاً منهم ما قام به تجاه هذا اليوم ليدعموا ترابطهم و يمنعون أى فرصة لنسيان أى شئ حتى لا يكون هناك أدنى أحتمال لعرقلة خطتهم ..
أنحرفت فريدة عن مسار الحوار و أبدت دهشتها و حيرتها لرحاب لعدم وجود أى شئ مريب أو يشوب سمعة كيان الأخطبوط فى السبعة فروع الأخرى عندما تقوم بالبحث عن الكيان و تفاصيله على مواقع البحث و لم تجد حتى أن أحداً قد أرتاب فى أمرهم و تمكن من كشفهم أو قام بعمل صفحات مضادة لهم
كما حدث فى مصر !
فريدة سألت رحاب بلهجة توحى بأن رحاب لديها تفسيراً مقنعاً .. و لأثبات صدق رحاب فى ولائها لهم أخبرتها أن مستر سولى له شركاء فى الخارج لأدارة الفروع الأخرى فهو لا يمتلك منفرداً كيان الأخطبوط و عندما قرروا تصنيع أجهزة منظومتهم فقاموا بتصنيعها و تسخيرها لتخدم مصالحهم .. مواقع البحث الموجودة على الأجهزة هى مواقع مفبركة فهى مصنعة خصيصاً من أجل أهدافهم بصورة مماثلة من مواقع البحث الأصلية و مدمج معها نتائج بحث أيجابية فى صالحهم فعندما يقوم أحد بالبحث عن كيان الأخطبوط
تظهر له نتائج البحث المعدة مسبقاً من قبل الكيان !
إما بالنسبة لما يضاف حديثاً على الشبكة فكان يظهر فى مواقع البحث لذلك ظهرت لكم فقط النتائج الحديثة الأخيرة لمهاجمى الكيان و فضح أمره فى مصر !
لقد قاموا بصنع عالم موازى يضعون فيه مستخدمى أجهزتهم ليغيبوا عقولهم و يبرمجوها بما يريدون !
هبدت فريدة بكفيها على المنضدة التى أمامها و هبت واقفة فوثبت رحاب من على مقعدها و تشبثت بذراع ماسة فى محاولة للأحتماء بها ..
هنا تدخل نضال و صاح فى مزاح مخاطباً فريدة :
أهدى يا عروسة .. أهدى يا عروسة ..
**************************************************
جاء يوم الزفاف .. اليوم الذى كان يستعد من أجله المتمردون جميعهم و ليس فقط العرسان ..
تلألأت فيلا نضال من الخارج و من الداخل بعد أن أنطفأت لسنوات طويلة .. صرف نضال و فريدة ببزخ و سفه فى التجهيزات شكلاً و مضموناً لهذا الحفل بما يليق بهما و بالمدعوين ..
كانت حفلة على نطاق ضيق فى عدد المدعوين فكانت تتناثر بعض السفرات الزجاجية الدائرية حول حمام السباحة الخارجى فى حديقة الفيلا فى جو من الأضواء الملونة المبهرة و منصة يعلوها فريق الدى جى يقوم بأدارة الأغانى التى تهيبر الحالة العامة للحفلة ..
واحدة من السفرات كانت تجمع الحاجة سهام والدة فريدة و الحاج عيد النحراوى عم فريدة و زوجته و ولديه اللذان فى عمر مقارب لعمر فريدة بجانبهم سفرة أخرى كانت تشمل ماسة و والدها العقيد أحمد السويفى و زوجته الحاجة عفاف والدة ماسة و النقيب أسلام و رحاب ..
بجوارهم سفرة كبيرة كان يجلس عليها عم جابر بجانبه سيد عصفورة و بجانب سيد كان يجلس طارق العايق و يجلس معهم على نفس السفرة حازم و سعيد و جوزيف و مازن ..
سفرة أخرى كانت من نصيب راغب الشامى و زوجته رانيا و أبنائهما أسر و ياسمين ..
كان كريم و أيمن و المهندس حمادى ينفردون بسفرة صغيرة لأنفسهم ..
على سفرة تبدو منعزلة إلى حد ما عن باقى السفرات لموقعها فى أحد أركان الحفلة كان يجلس مستر سولى منفوخاً كالطاووس و بجواره مارك ..
كان جاسر يطوف بين السفرات يرحب بالمدعوين و يتمم على أستقرار الوضع و يقترب من فريدة و نضال ليتلقى بعض التعليمات بخصوص متابعة البوفيه الذى كان يحتوى على لحوم مميزة من محل سعيد و فاكهة نادرة من محل جوزيف كان جاسر يباشر هذا الأمر بنفسه لضمان حسن الخدمة
كما كان يفعل صديقه أسر فى حفلة عيد ميلاده ..
كانت الأجواء مفعمة بالبهجة و السرور و جاء دور الدى جى فى تسخين و تنشيط الحالة العامة للحفلة و تقدم الشباب فى مكان تم تخصيصه و تجهيزه للرقص و الأحتفال و بدأ الأندماج مع الأغانى و الأنخراط فى الرقص عليها و تنوعت الأغانى على مختلف الأذواق و رقص نضال على أستحياء مع فريدة التى كانت ترقص على أستحياء هى الأخرى و عندما جاء دور أغانى المهرجانات تقدم العايق ليرقص و يشكل على أنغامها و صخبها فى حالة من الأنسجام من الشباب و تجاوبهم معه فى بعض الحركات ..
أستمر الأحتفال إلى أن جاء موعد فتح البوفيه فتحولت أغانى المهرجانات لأغانى راقية و تموقع المتراقصون فى أماكنهم ..
أستأذن راغب الشامى و زوجته رانيا للرحيل بعد أن ذهبا للعرسان ليباركا لهما قبل مغادرة الحفلة بينما طلبت منهما ياسمين أن تكمل الحفلة مع شقيقها أسر و ستعود معه للمنزل عند أنتهاء الحفلة ثم ودع راغب الشامى صديقه مستر سولى و غادر الحفلة و الفيلا ..
كذلك قام كلاً من حازم و مازن و سعيد و جوزيف و ذهبوا لمعانقة نضال و قاموا بتوديعه و باركوا لفريدة و تظاهر العرسان بأستيائهما لسرعة مغادرتهم الحفلة و لكنهم أعتذروا لهم و قاموا بالتصوير معهم ثم غادروا الحفلة و لكنهم لم يغادروا الفيلا لقد دخلوا الفيلا خفية و سلكوا الممر الطويل حتى وصلوا للباب الخشبى الضخم !
خرج العرسان فريدة و نضال و توجها للمكان الذى تم تخصيصه بعيداً عن الأنظار لتناول وجبة العشاء كما جرت العادة فى حفلات الزفاف .. بينما خرجت رحاب برفقة ماسة بحجة ذهابهما للحمام و لكنهما أيضاً توجهتان للممر الداخلى حتى أستقرت الأثنتان فى أخره فى أنتظار رحاب أشارة من نضال لتقوم بالأتصال هاتفياً بمارك ليخرج من الحفلة و ينفردون به !
بعد أن أستقر نضال و فريدة فى مكان تناول العشاء طلب العرسان من المقربين أن يتركوهما ليتمكنا من الأستمتاع بلحظاتهما و بالفعل غادرت القلة الملتفة حولهما ثم تسلل العرسان و ذهبا من خلال الممر الداخلى حتى وصلا للباب الخشبى الضخم و أنضم الأثنان لباقى فريقهم .. هنا طلب نضال من رحاب أن تقوم بالأتصال الهاتفى بمارك و تخبره أنها خارج الفيلا تنتظره و تريد أخباره بمعلومات ذات أهمية بالغة لا تحتمل التأخير ..
بوادر نجاح خطة المتمردين تحققت عندما خرج مارك بالفعل من الحفلة ليجد من ينقض عليه و يشل حركته ثم يجبره على السير تجاه الممر حتى أستقر فى أخره عند الباب الخشبى .. طلب منه نضال بنبرة صوت أمرة أن يتصل بمستر سولى ليؤكد عليه أنه حصل على معلومات هامة من رحاب و عليه أن يخرج من الحفلة لمتابعة هذه التطورات الخطيرة بشأن منظومتهم !
و بالفعل خرج مستر سولى من الحفلة و بدا عليه التخبط و كان يتلفت يميناً و يساراً بحثاً عن مارك لكنه تفاجأ تماماً مثل ما تفاجأ مارك ليجد نفسه مدفوعاً بغلظة تجاه الممر حتى أنضم لمارك و سقط الأثنان فى قبضة المتمردين !!
عادت رحاب بصحبة ماسة للمكان المخصص للعرسان لتناول وجبة العشاء لتستقبلا الوافدين لمضايقة العرسان بمزاح و لتضلل الفتاتان المشاكسون
بأن العرسان قد ذهبا للحمام لتبعد الفتاتان الشك عن أختفائهما !
************************************
أحتجز المتمردين مستر سولى و مارك فى الساحة الفاصلة بين الباب الخشبى الضخم و السياج الحديدية التى تطوق منزل رعد .. ذهول مستر سولى كان لا يوصف فكان غير مقتنع أنه وقع فى فخ و هو فى الأصل صانع المصائد !
لم يصدق غدر رحاب عندما وجدها بين المتمردين رغم أنه مدرسة الغدر و الخيانة و الخسة و التجارة بشرف الناس !
لا يبتلع فكرة أن يقع فى موقف المحكوم عليه بالنهاية و ليس كما أعتاد فى التحكم فى مصائر الناس و وضع النهايات للمتمردين عليه منهم !
أخبره نضال أنهم لا يمتلكون وفرة من الوقت و عليهم أنهاء الموقف فى أسرع ما يمكن ليعودون للحفلة حتى لا يرتاب المدعوين فى الأمر ..
صرخت فريدة فى مستر سولى بعد أن حاولت التعدى عليه و تمكن نضال من منعها و طلب منها أن تتحلى بالهدوء فالخطة تسير على ما يرام حتى الأن ..
سألته فريدة فى توبيخ ماذا تريد مننا .. ماذا تريد من بلدنا .. ماذا تفعل بهذه الفيديوهات الخاصة يا حقير ؟؟!!
طلب منها نضال أن تفتح الباب الخشبى و تخرج لدقائق و أكد عليها حازم ذات الطلب ففهمت فريدة و أنصاعت لطلبهم ..
أجبر نضال و حازم و من معهم مستر سولى و مارك أن يخلعا ثيابهما ليبدلاها بثياب سعيد و جوزيف ليرتدى كذلك سعيد و جوزيف ثياب مستر سولى و مارك و تقارب تكوينهم الجسمانى يسهل المهمة بشكل كبير فأرتدى سعيد ثياب مستر سولى و أرتدى جوزيف ثياب مارك ..
مازن ذهب لفتح الباب الخشبى ليسمح لفريدة بالدخول .. هذه المرة سأل نضال ذات الأسئلة التى سألتها فريدة لمستر سولى فظل يراوغهم فذكره نضال أنه قد أخبرهما أن ليس هناك متسعاً من الوقت .. و نظر حوله و قال لهما و ليس هناك أيضاً متسعاً فى المكان و وجه لكمة عنيفة لذقن مارك جعلته يترنح فسقط مغشياً عليه و ذهب نضال و فتح الباب الحديدى لمنزل رعد و جر مارك أرضاً لداخل الغابة الصناعية و أوصد خلفه الباب ثم أستقر بمارك عند حمام السباحة و تركه ممداً فى مواجهة السلم الخرسانى لحمام السباحة
المخصص لصعود و هبوط رعد !
صعد نضال مسرعاً الصخرة المدرجة و أعتلى قمتها و أمام نظرات لهفة من المتمردين و نظرات رعب من مستر سولى أخرج نضال من جيبه زجاجة و فرغ محتوياتها على راحة يديه فكانت مكعبات الصوديوم و هو يعى جيداً أن الصوديوم أذا لمس الماء فهو يتفاعل معه و ينفجر !
قذف نضال مكعباً صغيراً من الصوديوم فى حمام السباحة و قد كان رعد غاطساً فيه و تفاعل المكعب مع الماء فأحدث فرقعات فى الماء و شرارة نار .. إلقى نضال المكعب الثانى فأرتفع صوت الفرقعة و تزايدت الشرارات مما جعل مارك بدأ مرحلة الأفاقة فى حين أنزعج رعد و بدأ يثور فى المياه فتوالى قذف نضال لمكعبات الصوديوم مما أدت لحدوث فرقعات بقوة أنفجارات فى مياه حمام السباحة فأصابت رعد بالذعر و خرج غاضباً على السلم الخرسانى ليفيق مارك فى لحظة خروج رعد و هو فاتح فمه عن أخره فيسحبه داخله و يبتلعه كما كان يبتلع مارك المكرونة الأسباجيتى !!
تحول مارك لذكرى فى حين هدأت أصوات الأنفجارات لكن كانت هناك حالة هلع خارج السياج الحديدية مما تطلب الأمر لأن تغادر فريدة المكان و هى لا تتحمل المشهد الذى شاهدته و تحتم أيضاً عليها أن تذهب لمكان العشاء حتى تقطع الشك فى تأخرهم و تنتظر مع ماسة و رحاب لحين أنتهائهم ..
خرج نضال لمستر سولى الذى أدرك أن المتمردين أصبحوا متأججين بالغضب و هم لا يهددون بل ينفذون و لذلك عندما سأله نضال هذه المرة عن سبب تأسيس كيان الأخطبوط و تسجيل الفيديوهات للمواطنين لم يمارس مستر سولى موهبته فى المراوغة و طلب منهم الأمان و سيخبرهم بهدف المنظومة مقابل أن يكتفى رعد بوجبة مارك .. تدخل حازم و أعتذر له عن إلتهام دراعه الشمال مارك و قال له هذه فقرة العشاء و كان يجب تقديم نصيب رعد من بوفيه الحفلة !
أنطق بيقولك مفيش وقت ..
تلعثم مستر سولى و حاول ترتيب كلامه و أخبرهم أنه ليس بمفرده و لا يقول لهم ذلك لتهديدهم بل هذه هى الحقيقة فهو ليس صاحب كيان الأخطبوط هو مجرد ترس صغير فى كيان ألكترونى ضخم .. الموضوع أكبر مما يعتقدون و هو مُكلف من قبل منظمة أمريكية عليا هو و مجموعة أخرى بتأسيس كيان الأخطبوط لتمتد أياديهم فى العديد من الدول المؤثرة لمصالحهم و أهدافهم .. أخبرهم سولى أنه مسئول عن الفرع الثامن لمد أياديهم داخل مصر لتتوغل فى كل مكان فيها و تجس نبض شارعها و تدخل فى أعماق مواطنيها لأن هذا يتيح لهم فتح سوق أيدولوجى فيسوقون ما يريدونه فكرياً بعد تفريغ عقول الناس و أعادة ملأها بما يرغبون و بما يخدم مصالحهم العليا !
أستطرد سولى فى جدية .. الحرب الأن حرب معلومات أكثر منها حرب أسلحة و دبابات و الدولة التى تتقن فنون حرب المعلومات هى التى سيكون لديها السطوة و الكلمة العليا فهناك بوادر
لنشوب حرب عالمية ثالثة !
لقد برعت روسيا فى الحرب السيبرانية و تمكن بوتين من تكوين جيش سرى من قراصنة النت من أمهر و أخطر الهاكرز على مستوى العالم و تمكن من تنفيذ هجوم سيبرانى فى 20/12/2020 على المؤسسات الأمريكية الحساسة و تمكن هذا الجيش السرى من أختراق شركات قطاع خاص والمكتب الرئاسى و وزارة الدفاع و دخل جيشه السرى على السيرفرات و تمكن من نقل الداتا و تصفيتها و تمكنوا من شل البنية التحتية و تهديد الأمن القومى الأمريكى !!
أستطرد مستر سولى و هو يتحدث و كأنه مواطن أمريكى متأصل و أخبرهم أن حرب المعلومات هى من أبرز حروب العصر و أخطرها .. كما أنكم تستخدمون المواقع الأمريكية و تخزنون عليها بأرادتكم و أنتم فى كامل قواكم العقلية صوراً و فيديوهات خاصة بكم مما يتيح سهولة الأطلاع عليها و التقليب فيها و سلطة العادة المسيطرة عليكم فى ترك الهاتف متصلاً بالواى فاى يسهل أيضاً عملية أختراق أى هاتف و لكن الأمريكان يصبو لما هو أعقد من ذلك فتم حسم القرار بأن يتم تنظيم الأختراق و يكون له أصول و كيان و فريق عمل و منهج و لتنفيذ ذلك كان لابد من أستغلال نقاط ضعف الشعوب و فى مصر لا يوجد أسهل من ألقاء الطـُعم و هو تحقيق الثراء السريع و هذا كفيل لأن يجعل الألاف يلهثون و يسعون من أجل تحقيقه و هذا هو المطلوب سرعة الأنتشار فنتوغل أسرع و تقوى أيادى الأخطبوط الأمريكى ليس فقط فى مصر بل فى مختلف الدول !
نظر المتمردين لبعضهم فى أشمئزاز من كلام مستر سولى فأرتعدت فرائص مستر سولى من الرعب و اشتم رائحة الموت و بالفعل حمله نضال و حازم و سعيد و جوزيف و فتح مازن الباب الحديدى فألقوه داخل منزل رعد الذى كان يقبع غاضباً خلف الصخرة .. كانت أصوات الأغانى المرتفعة الصادرة من سماعات الدى جى كفيلة لأن تغطى على أصوات الصراخ و الأنفجارات الصادرة من أرض الأنتقام .. أنتبه رعد لصراخ مستر سولى الذى هرول و صعد الصخرة المدرجة محاولاً الأحتماء بها فتحرك رعد من مكانه و أصبح فى وضع تأهب و ثبت سولى تماماً على قمة الصخرة فباغته نضال بألقاء مكعب كبير من الصوديوم فى حمام السباحة فأحدث صوت فرقعة فهاج رعد و صرخ مستر سولى فتحرك رعد تجاه الصخرة المدرجة و بدأ فى تسلقها فقفز سولى من أعلاها و ظل يجرى هنا و هناك فى محاولة لتشتيت رعد فأنزلقت قدماه و سقط فى حمام السباحة فنزل رعد خلفه و تمكن منه حاول سولى أن يفلت من بين فكيه لكنه فشل و لقى نفس مصير مارك و دخل ليؤنسه فى ظلماته !!
*********************
أخرج حازم الأقنعة التى تم تصنيعها بأتقان لوجهى مستر سولى و مارك .. أعطى حازم قناع وجه مستر سولى لسعيد ليرتديه كذلك أرتدى جوزيف قناع وجه مارك طلب منهما نضال أن يعودان بسرعة للحفلة على أنهما مستر سولى و مارك و يتعاملان على هذا الأساس و يظهران كثيراً فى الصور التى سيتم ألتقاطها فى الحفلة قدر المستطاع و طمأنهما نضال أنه لن يشك فى أمرهما أحداً لأن الوحيد الذى كان هناك أحتمالاً لكشفهما هو صديق سولى القديم راغب الشامى لوجود بعض الفروق الجسمانية البسيطة بينهم و لحسن الحظ قد غادر راغب الشامى .. و طلب من حازم و مازن أن يغادران الفيلا خفية و يعودان للقاهرة و يسهران
هناك فى مكان يؤكد و يثبت وجودهما فيه تحسباً لأى تطورات قد تظهر مستقبلاً ..
كلام نضال بث في سعيد و جو شعوراً بالطمأنينة و عاد مستر سولى و مارك المزيفان للحفلة و إلتزما مقاعدهما على السفرة المنعزلة .. عاد العريس لمكان العشاء فأخذ عروسته و هو يطمأنها أن خطتهم تسير فى نجاحها و عاد العرسان للحفلة و تظاهر الأثنان بالأحتفال و رقصا فى رومانسية على أنغام أغنية سلو و عيناهما كانت تلتقيان فى حوار صامت عميق ..
غادرت رحاب الحفلة بعد أن ودعت العرسان و ماسة و قامت بالتصوير معهم ثم ذهبت لتستقل سيارتها لتذهب للقاهرة لتتجه للتجمع حيث مقر كيان الأخطبوط ..
مرت حوالى ربع ساعة و جاء دور مستر سولى و مارك لمغادرة الحفلة و أستكمال الخطة ..
*******************************
ذهب مستر سولى و مارك المزيفان للفندق و جلس الأثنان فى كافيه الفندق و أعلن مستر سولى أن حساب طلبات كل الزبائن هو متكفل بها لأنه سعيد - يقصد حالته و ليس أسمه الحقيقى - و يرغب فى أن ينشر السعادة على كل من حوله !!
و كان يحاول بذلك أثبات وجوده فى هذا التوقيت و أنه عاد هو و مارك بالفعل للفندق و صعد بعد ذلك هو و مارك للسويت الخاص و كان بحوزتهما حقيبة متوسطة الحجم و دخلا السويت الخاص و طلب مستر سولى من الحرس الخاص أن ينصرفوا و يتمتعون بأجازة لحين إبلاغهم بالعودة .. بعد أن أصبحا بمفردهما تماماً قاما بخلع الأقنعة و تبديل ثيابهما بثياب كانت موجودة بالحقيبة و وضعا مكانها ثياب سولى و مارك التى كانا يرتديناها و القناعان ثم أرتدى كلاً من سعيد و جوزيف كاب على رأسهما و كمامة على وجههما و فوق الكمامة فيس شيلد من النوع الردئ الذى يغيم الرؤية و لا يظهر شيئاً , و أخذا الحقيبة و خرجا فى تخفى من السويت دون أن يتركان لهما أى أثر و رحل الأثنان فى هدوء من السويت ليكتشف موظفى الفندق فيما بعد عند فتح الكاميرات أن مستر سولى و مارك لم يغادرا السويت بعد أن دخلاه و هذا يوحى بأنهما قد تبخرا داخل السويت و يتحول الأمر لـ لغزاً !!
********************************
بعد أنتهاء حفلة الخطوبة خرج نضال و فريدة معهما بعض الأصدقاء المقربون ليكملوا الأحتفال بنزهة مميزة كما جرت العادة فى مثل هذه المناسبات ..
وصلت رحاب للمقر الرئيسى و أرسلت لنضال تخبره بذلك فى أنتظار أشارة التواصل مع المهندس حمادى .. تواصل نضال مع المهندس حمادى بينما فريدة قامت بألهاء الأصدقاء .. عندما أخبر حمادى نضال بأنه جاهز أعطى نضال أشارة البدء لرحاب ..
قامت رحاب بتشغيل السيرفرات و تأكدت من توصيل جميع الأجهزة و ربطها بالسيرفر الرئيسى .. فتحت رحاب الأميل الخاص بها لتجد ملف مرسل لها من أميل مجهول فقامت بفتحه و كأنها جذبت فتيل قنبلة فأصدرت أنفجاراً مدوياً !! لقد أنتقل الفيرس و توغل عبر الأجهزة و كأنه طوفان يغسل كل ما يطوله .. لقد أتمحت كل البيانات المجمعة و التى تم تخزينها فى وحدات تخزين هذه الأجهزة و خارجها لينتهى أمرها تماماً و يُمحى من الوجود !!
أرسلت رحاب رسالة لنضال تخبره فيها بنجاح الخطة على أكمل وجه فتنتاب نضال فرحة عارمة و قد فهمت فريدة و ماسة و أنتابتهما نفس الفرحة و قرر نضال و فريدة أن السهرة صباحى و الأحتفال مستمر ..
أرسل نضال رسالة لحازم يبشره فيها بنجاح الخطة فرد عليه حازم برسالة تغمرها الفرحة و نشوة الأنتصار و أخبره أنهم بذلك تمكنوا من تحجيم الأيادى الخفية لمنعها من التطاول و الأمتداد داخل مصر ..
لقد شوهوا الأخطبوط الأمريكى الأستخبراتى و إلحقوا به عاهة و قد حولوه
لأخطبوط بسبع أيادى فقط
بعد أن بتروا له يده الثامنة و قضوا على أسطورة رقم 8 لمستر سولى !!

********************************************

تمت بفضل الله ..

بـقـلـم / محمد حسن عبد الجابر
1 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.