محمد حسن عبد الجابر

شارك على مواقع التواصل

- 8 -
تأسيس مستر سولى للفرع الثامن لشركة الأخطبوط فى مصر كان مبنى على خبرات سابقة و أسس مدروسة و خطوات منظمة فكان اللعب فى هذا الليفل بأحترافية و كأن تأسيس الفروع السابقة بمثابة التدريبات و التأهيل للعب فى الدور النهائى و هو تأسيس الفرع الثامن فى مصر ..
أدى المؤتمر السكندرى النتائج المرجوة منه .. لا يترك مارك تلميذ مستر سولى شيئاً يحدث هباءً , كان يخطط مع مستر سولى لكل شئ لدرجة تفقدهما متعة معايشة اللحظات الراهنة بسبب أدراكهما للسيناريو كامل لما سيحدث , لذلك حقق المؤتمر أقبال كبير و هجوم أستفسارات الكثير ممن حضر المؤتمر أو شاهده أون لاين و هو يتابع القادة وكلاً منهم يستعرض كيفية تحقيق الثراء السريع و ماهى ألية تحقيق المليون جنيه فى أقل من سنة مما أصاب المتابعين بالأنبهار و الرغبة فى ذات اللحظة لتحقيق الحلم الذى يرونه درباً من دروب الخيال ..
سقط الكثير من الأعضاء الفاشلين كأوراق شجر بالية من شجرة التسويق الألكترونى مما أوحى بأنهيار الفرق التسويقية للعديد من القادة المتواجدون فى الفرق التسويقية للقادة الثلاثة للمثلث .. لكن المؤتمر أحرز فارقاً واضحاً فكان داعماً للفرق التسويقية لتغذيته لهم بعدد ضخم من راغبى الأنضمام لحلم الثراء السريع ..
بشكل يبدو نمطى لسولى و مارك تم تكرار تجربة المؤتمر فى أكثر من محافظة منها المحافظات الريفية و أخرى صعيدية و أيضاً الساحلية و توغلت شركة الأخطبوط و مدت أذرعها العديدة لتتوغل و تتشعب فى كل مكان مما أدى لأن يكون الأقبال من مختلف الثقافات و المستويات مما يحقق أحد أهداف الشركة الأساسية و يحقق النجاح أيضاً لهدف الشركة الجلى و هو دعم كيان الشركة من خلال أمدادها بأعضاء جدد ليعوضوا الأماكن الخالية التى أفتعلها الأعضاء الفاشلين الراحلين ..
و يضخوا عدداً للفرق ينشط الدورة التسويقية لجسد الشركة ..
بجانب المؤتمرات كان يقوم بعض القادة الناجحين و الذين يمتلكون أعداداً هائلة من الأعضاء الفعالين فى فرقهم بتسجيل فيديوهات تحفيزية عن كيفية النجاح و أساليب تحقيقه
و نماذج واقعية لمن نجحوا فى تحقيق الحلم و كان لذلك أثر أيجابى واضح بعد رفع هذه الفيديوهات على مواقع التواصل الأجتماعى و تداولها .. لم يتكاسل أيضاً مثلث القادة عن تشيير بوستات أيجابية بأستمرار عن تطوير الذات و لذة طعم النجاح و كيفية تنفيذ ذلك عن طريق المرور
خلال البوابة السحرية .. بوابة كيان الأخطبوط لتحقيق الأحلام ..
كان لكل ذلك الفضل فى أن تترسخ جذور الشجرة التسويقية للفرع الثامن و ترعرت فروعها بعد أن كادت الشجرة أن تسقط على رأس من غرسوها ..
نجح بالفعل نضال و حازم و فريدة فى أن يحقق كلاً منهم حلم المليون جنيهاً فى فترة وجيزة ليس فقط ذلك بل طمحوا و طمعوا فى تحقيق المليون الثانى و فعلوها و تقمصت الملايين دور النداهة و ظلت تنده على راغبيها من قادة المثلث و القادة فى فرقهم و تسحبهم الى جوف المجهول ..
*****************************************
الغضب .. الطمع .. الشهوة ..
أذا لم يتوفر بداخل كل بشرى ديمر التحكم في هذه الغرائز كديمر الأضاءة فقد سلم نفسه للهلاك ..
عندما سلم طارق العايق نفسه لغريزة الشهوة سالفاً لأن تتملكه و تقوده
كانت النتيجة أنها ساقته فى النهاية للهلاك ..
كذلك فريدة و نضال و حازم سلموا أنفسهم لغريزة الطمع .. فهل الديمر الأنسانى بداخلهم مازال يعمل أم أصابه التلف ؟! هل سيكون مصيرهم كمصير العايق أم سيتمكنوا من تدارك العطل الذى أصاب الديمرات الخاصة بغرائزهم ؟!
بين الحين و الأخر كان ينتاب مثلث القادة نوبات من الشرود حول أستيائهم من الوضع العام لا سيما بعد أن بدأوا يشعرون بعد أحرازهم المليون الثالث بأكتفائهم المادى الى حد كبير !
لقد رضخوا لفكرة شركة الأخطبوط و أنصاعوا لنظامها و مشوا فى هداها بعد أن أمطرت عليهم سماء الأحلام بالخير الوفير و المال الغزير كان هذا على حساب بضعة تضحيات فى بعض أفكارهم و مبادئهم و تنحى أنسانيتهم جانباً فى أجازة مؤقتة على أعتقاد منهم أن كل شئ سيعود على ما يرام مرة أخرى ..
على صعيد أخر فقد لجأ بعض المتضررين من الأنضمام لكيان الأخطبوط من الطبقة المعتدلة فكرياً و توجهوا لجهاز حماية المستهلك بحجة أبتياعهم منتجات أمكانياتها أقل من قيمتها المادية كما أنهم ليسوا فى حاجة أليها و عرضوا على المسئولين فى الجهاز نموذجاً من العقد الألكترونى المحرر بينهم و بين الشركة ظناً منهم أنها ورقة قانونية تأمنهم !
و فعلوا ذلك بعد فشلهم فى أجتذاب أعضاء جدد و ضمهم لفرقهم التسويقية و عدم تمكنهم من تحقيق عمولات مرتفعة فشعروا أنهم بذلك تم النصب عليهم و قد ضاعت نقودهم التى ألقوا بها فى أبتياع باقات الشركة المتنوعة ..
لكن بكل حسم أقر كل من أطلع على نموذج العقد الألكترونى
أنه يدينهم و لا يدين الشركة فى شئ !
لقد مضوا فى كامل وعيهم على هذا العقد الهزلى الغير معترف به قانونياً أنهم أبتاعوا المنتجات المذكورة فى العقد بهذه القيمة المادية و قد أستلموها بالفعل و ذلك بمحض أرادتهم كما يتضمن العقد بند يفيد أنضمامهم لفريق عمل شركة الأخطبوط لكن هذا لا يطور من الأمر فى شئ ..
أكد لهم المسئولين بجهاز حماية المستهلك أن ليس بأمكانهم أتخاذ أى أجراء فى مثل حالتهم لأن لا يوجد أى مسألة قانونية على الشركة لكنهم ألقوا على هذه المجموعة الشاكية بوابل من اللوم و التوبيخ على أنجرافهم خلف أطماعهم و سقوطهم فريسة سهلة المضغ لمحترفى النصب الشبكى .. ثم طلب المسئولين نسخة من هذا العقد الألكترونى ليحتفظوا به لحين أستخدامه ..
كانت هناك محاولات شتى من الفاشلين و المفصولين من شركة الأخطبوط منها محاولات مماثلة للذهاب لجهاز حماية المستهلك و منها محاولات أخرى لمجموعات عديدة ذهبت لأقسام الشرطة لتحرير محاضر فى شركة الأخطبوط و القادة الذين ورطوهم فى الأنضمام لكيان الأخطبوط .. لكن تأتى النتائج مماثلة و يخبر الضباط مقدمى البلاغات أن موقف الشركة القانونى سليم جداً فلها سجل تجارى و بطاقة ضريبية و تم أنضمامهم برغبتهم للشركة و ما حدث معهم جوابه : أن القانون لا يحمى المغفلين و الطماعين !!
و هناك مجموعة من المنشقين الفاشلين قد أكتفوا بالدعاء و الحسبنة على الشركة و أثروا الصمت و عدم الذهاب لأى جهة مسئولة لأنهم يعلمون أنه سيكون دون فائدة و سيقعون فى مواقف محرجة و يعرضون أنفسهم للتنمر و وصمهم بالمغفلين ..
و هناك مجموعة من فئة المعتدلين فكرياً قررت الأنتقام على طريقتهم الخاصة من خلال أنشاء جروبات و صفحات ألكترونية تشين و تدين كيان الأخطبوط و تصفه بأنه الكذبة الكبيرة و الوهم الأعظم و يحذرون الناس من أن يسقطون فى مصيدة الأخطبوط و قاموا بتشيير بوستات و تسجيل فيديوهات كلها تحذيرية بغرض الأساءة لسمعة الشركة لتوعية المواطنين لأنتباههم لمثل هذه الشركات و ما تفعله من غسيل للعقول و سلب ما فى الجيوب و قد أنضم لهذه الجروبات و هذه الصفحات عدد هائل من المتضررين من شركة الأخطبوط و ممن كان ينوى الأنضمام لفرق الأخطبوط لكنه تعثر أولاً فى هذه الجبهة المضادة التحذيرية ..
لقد أحدثت هذه الجروبات و الصفحات المعادية لشركة الأخطبوط أثرأً سيئاً مدوياً ألقى بظلاله على كثير من رواد المواقع الخاصة بالتسويق الألكترونى و المتابعين داخل نطاق هذه الأحداث ..
و عليه كان لا بد من أتخاذ موقف فورى من مثلث القادة و عدد من القادة الناجحين و رد فعل على نفس المنوال و بنفس السلاح الذى تمت محاربتهم به .. تم تكثيف تسجيل الفيديوهات التحفيزية لقصص متعددة لأعضاء نجحوا و أصبحوا قادة و حققوا حلم المليون جنيهاً و أليات تحقيق ذلك و مفاتيح النجاح التى عند أتباعها فلا نسبة للفشل لتحقيق المراد و لا يخلو كل فيديو من هذه الفيديوهات الملهمة للنجاح من تلميحات أن الشجرة المثمرة لا بد من قذفها بالحجارة من قبل الفاشلين الذين يريدون تحقيق الحلم على عجلة دون أن يبذلوا أى مجهود كما فعل الناجحون من تحقيق أهدافهم كاملة و لكن بعد كفاح مضنى تحملوه و قد نجحوا فى نهاية المطاف .. و تم أيضاً تكثيف تشيير البوستات الأيجابية و أصبحت بصفة يومية فبدأت الحرب و أشتعلت و لابد من الكد و العمل للحفاظ على الفرق التسويقية و التى أصبح لها الفضل فى أن تضخ عمولات بأرقاماً ضخمة للكثير من قادة الفرق التسويقية .. على الجانب الأخر كانت تجتذب الصفحات المضادة الضحايا الجدد و تسجل لهم و ترفع الفيديوهات فكان المواطن البسيط الذى يرغب فى الأنضمام لهذه المنظومة ليصبح واحداً من أصحاب الملايين كما يشاهد تعصف به الحيرة و التخبط من الأمر فلا يعلم أين الحقيقة فمنهم من يتعظ من هذه الصفحات الهجومية و يرهب الأقدام و خوض التجربة و منهم من يقرر أن يخوض المغامرة ليحكم بنفسه و يلقى بنفسه فى أحضان التجربة .. أستمر الصراع و رغم تأثير هذه الجبهة المضادة على سير العمل بكيان الأخطبوط ألا أن القادة الناجحين أستمروا فى حربهم و نجحوا فى ضم أعداد جديدة هائلة أكبر من المنشقين عنهم و صمدوا و نجحوا و أكملوا مسيرتهم التسويقية رغم العوائق و العواقب التى لم تنتهى و لكنهم تمكنوا من تجاوزها و سحقها ..
**********************************************
عندما تراكمت البلاغات فى أقسام الشرطة عن تعرض مواطنين لعمليات نصب أثر التسويق الشبكى لأكثر من شركة تسويق ألكترونى تقوم بأمتصاص ما فى جيوب المواطنين و كذلك تكررت الشكاوى فى جهاز حماية المستهلك فى ذات الموضوع فقد عزم أحد النائبين عن واحدة من المناطق السكنية التى تعرض فيها مجموعة كبيرة للنصب الألكترونى بعد أن طلبوا مقابلته و هو النائب الأنتخابى عن دائرتهم و توسلوا له لأن يساعدهم لوقف مثل هذه المهازل التى تحدث دون تجريمها و دون أن تتمكن جهة قانونية من أيقافها !!
و عليه فقد قرر هذا النائب طرح هذه القضية فى مجلس النواب لمناقشتها و محاولة أيجاد حلول أو أقرار قانون لتجريم النصب الألكترونى ليكون
أول قانون يحمى المغفلين !!
***************************************
على المقهى القريب من منزل فريدة كان يجلس طارق العايق و لكن هذه المرة لم يكن بمفرده بل بصحبة أصدقاء السوء طأش و حرنوش و اللذان كانا معه فى شقته يوم أن كان يتزين قبل النزول للذهاب ليلقى مصيره فى
محل - وشم و رسم -
فى هذه المرة كان العايق قد أصبح على دراية تامة بمعظم مواعيد ذهاب و أياب فريدة لمنزلها و قد صح توقعه و نزلت فريدة أمام ناظريه من منزلها متجهة لسيارتها لتتولى قيادتها و تتجه لمقصدها ..
كان الوقت مناسب للعايق لأن يتبعها فى هذا التوقيت المسائى يلازمه طأش و حرنوش .. أستقلوا سيارة كانت تقف بجوار المقهى و قد وفروها لمثل هذه المهمة كما أحضر العايق معه زجاجة ممتلئة بماء النار لغرض ما فى نفسه ..

ما أن تحركت سيارة فريدة و هى بداخلها حتى تحركت السيارة المأجورة خلفها بداخلها العايق و رفاقه ..
************************************
لم يمنع ظهور عيب خلقى فى رحم نسمة و الذى تسبب فى حرمانها من الحمل و أن تصبح أم من أستمرار العلاقة بين حازم و نسمة
على نفس درجة الحب التى بدأوا عليها و ذلك فى السنوات الأولى لزواجهما ..
لكن سُنة الحياة من ضغوطات العمل اليومية و الأحداث الروتينية أصاب الحياة الزوجية بين الأثنان بالفتور و مما ساعد على ضرب أساس الترابط الأسرى أن ليس هناك أطفال ليدعموا الرباط بينهما كما أن ظروف عملهما كانت تجعلهما يقضيان أياماً لم يلتقيا ببعضهما !!
نسمة لا تعلم شيئاً عن حازم منذ الفترة القريبة الماضية , فهى لا تعلم أن حازم قدم أستقالته فى الجريدة و تركها !
و ذلك بعد التحذير العنيف الثانى الذى وجهه له عاطف المنزلاوى رئيس التحرير فلم يتقبله حازم و هو فى الواقع الجديد لم يكن بحاجة لعمله فى الجريدة و أصبح فى غنى عن العمل تحت تعنت و تحكم مدراء العمل ..
أستقل حازم بحياته المهنية و لكن يبدو أنه لم يكتفى بذلك فقد بدأ يستقل بحياته الشخصية أيضاً بعد أن تأقلم على قضاء حياة زوجية تقريباً من طرف واحد ..
أصبح حازم حراً يشعر أنه تحرر من كل القيود فجأة و قرر أن يمارس الرذيلة مع الفتيات الجميلات اللواتى يقعن فى طريقه و كان يصدهن فيما سبق لكنه قرر مواربة باب المتعة و يتصيد منهن من تشتهى له نفسه ..
كان حازم فى شقته القديمة مقر تجمعه مع أصدقائه و لكنه ليس مع أصدقائه هذه المرة .. هو برفقة فتاة ليل ممشوقة القوام أحتقانها جنسياً يطفح على تصرفاتها كانت تبادله تدخين سجائر الحشيش دون توقف .. راقت له أكثر بعد ما دخن الكثير من مخدر الحشيش و الذى له الفضل فى أن يقوم بدور فاتح للشهية الجنسية و هذا من سماته حيث يقوم الحشيش بتزويد فلتر نسائى بأعين المحششين يجعلهم يرون النساء بعد التعاطى أشهى كثيراً مما قبله !
تأججت نشوته الجنسية فجذب الغانية من خصرها فألتصقا جسميهما و بدأ حازم فى وصلة من القبلات و هو يجتذب شفتها العليا تارة بين شفتيه و تارة شفتها السفلى و يعض عليهما و بدأت الأنسيابية تصيب جسديهما و ما أن دخلا فى حالة الأندماج العاطفى حتى رن هاتف حازم الذى نسى أن يضعه
على الوضع الصامت , تجاهل حازم الرنين و كأنه لايسمعه على أمل أن يصمت الهاتف بعد الأتصال الأول لكن لم يحدث ذلك فلم يصمت الهاتف و لم يمل المتصل و عاود الهاتف الرنين فى ألحاح مما أرغم حازم على تناول هاتفه فوجد سعيد هو المتصل المزعج فظن أنه يتصل به ليسهر معه فى الشقة فحاول أن يهمل أتصاله و شرع فى ضبط الهاتف على الوضع الصامت لكن عاود سعيد الأتصال بينما حازم يغير وضع الهاتف فلمس أصبعه رمز السماعة الخضراء بالخطأ ففتح المكالمة و بدأت على دون رغبة من حازم ..
رد حازم على سعيد فى أستياء و أقتضاب لكن تحدث سعيد فى هلع و بدا على صوته الأنزعاج مما أفزع حازم فصرخ فيه و سأله ما الأمر فأجابه سعيد فى أسى و أخبره أن مازن تعرض لحادث قتل فصُعق حازم و طلب منه أن يشرح له كيف حدث ذلك فأخبره سعيد أن بعد هجوم مجموعة من الأشخاص عليه حسب رواية شهود العيان و أنهالوا عليه بالضرب المبرح قام أحدهم و كان ممسكاً بمطوة قرن غزال طعنه بها فأخترقت طبقات بطنه و أستقرت بأحشائه ثم سقط بعدها مغشياً عليه و تم نقله لمستشفى خاص و التى تعمل بها الدكتورة نسمة زوجته و بما أنها تعرفت عليه فقد تولت أحتجازه فى قسم الطوارئ و قامت بتوصية الأطباء المختصين لمتابعة حالته الصحية و محاولة أنقاذه قدر أستطاعتهم و هم يقومون الأن بأجراء ما يمكن فعله و أخبره سعيد أنه ينتظر مع جوزيف فى صالة الأنتظار يتضرعون الى الله
بالدعاء لأن يبقيه على قيد الحياة نظراً لخطورة حالته الصحية ..
لملم حازم أشيائه فى عجلة و قد أصابه الذعر و الهلع .. سألته الغانية عن سبب تخبطه فقام بطردها ثم توجه كالمجنون الى المستشفى راجياً من الله أن يمد فى عمر صديقه مازن و لا يحرمه من لقائه به مرة أخرى ..
************************************************
كانت فريدة تقود سيارتها فى أنسجام تام و هى تستمع للموسيقى المحببة لها كانت على طريق المحمودية الجديد بعد أن تحول الطريق ليشبه الطريق الدولى أو الطرق السريعة الممهدة للسفر .. بينما هى تقود على سرعة متوسطة و الطريق مفتوح أمامها و شاسع و شبه خالى من السيارات لكنها وجدت سيارة ملاكى تزاحمها السير فى محاولة لتضييق الطريق عليها مما أجبرها على التهدئة ثم أيقاف سيارتها !
تسلل الذعر لقلب فريدة و قد تشبثت بالصاعق الكهربائى التى أخرجته من حقيبتها و هى تحاول أستيعاب الموقف .. نزل شابان من السيارة لكن لا يبدو الأجرام على مظهرهما كانت برفقتهما امرأة سمراء البشرة ممتلئة بعض الشئ ملفوفة فى عباية سوداء اللون تبدو ملامحها غليظة و توحى طلتها للوهلة الأولى و كأنها ساحرة ملعونة !
أقتحم الشابان السيارة على فريدة والتى بدورها أغلقت السنتر لوك للسيارة ورفعت زجاج الأبواب فأقتربت المرأة المسترجلة و قربت وجهها حتى كاد أن يلتصق بزجاج النافذة مما أصاب فريدة بالذعر أكثر و أرتعدت فرائصها أثر الرعب الذى تمر به دون أن تجد تفسيراً لما يحدث معها !
كان يتابع المشهد من قبل تصاعده العايق فى السيارة و التى كانت تتبع سيارة فريدة و قد عبأها دخان الحشيش المتصاعد من السجائر الملفوفة التى يتعاطوها .. لكنه تفاجأ بحدوث تطورات فى الخطة لم تكن فى حساباتهم .. لقد توقف فى تخفى هو و رفاقه عن قرب من دائرة الأحداث بمثابة التعدى على سيارة فريدة و أجبارها على أيقاف سيارتها .. كان العايق و طأش و حرنوش يراقبون الوضع حتى يصدر لهم العايق تعليمات بالتدخل و كيفية التدخل ..
أشتد الحصار على فريدة فى محاولة لأرهابها من الثلاثة حتى حاول أحدهم تهشيم زجاج الباب الأمامى المجاور لفريدة لأجبارها على النزول و هى تصرخ فيهم لأن يبتعدوا عنها و هى تظن معرفتها بهذان الشابان لكن رهبة الموقف تفقدها تركيزها .. كانت محاولات بائسة منها للمقاومة فتمت المواجهة و هجمت المرأة الشنقيطة على فريدة لكن تمكنت الأخيرة من دس الصاعق الكهربائى فى صدرها من الرعب فأرتجفت المرأة و سقطت أرضاً فحاول الشابان التعدى على فريدة و هنا قد صدرت التعليمات من العايق فكانوا فى ثوان معدودة فى مركز دائرة الأحداث و قد تمكنوا من السيطرة على الشابان فأنتابت فريدة مزيج من المشاعر المتنوعة مشاعر الرعب و الدهشة و الفرحة !
أعتدى العايق و رفاقه على الشابان و طلب العايق منهما أن يخبروهم من هما و ماذا يبغون من فريدة ولماذا أعتدوا عليها ؟
كانت فريدة أكثر تحفزاً لسماع أجابتهما و التى جائت صادمة لفريدة .. لقد فعلوا ذلك بداعى الأنتقام منها لأنها السبب فى أستدراجهم و أقناعهم بالأنضمام لفريقها التسويقى من أجل تحقيق حلم المليون جنيه و لكنهم أكتشفوا فى النهاية أن هذا الحلم ما هو الا وهم كبير لذلك قرروا الأنتقام من فريدة و تأديبها من خلال أذاقتها علقة موت على يد هذه المرأة التى صعقتها كهربائياً !
غضبت فريدة لأنحرافهما الفكرى و صرخت فيهما و قالت لهما أنهما فاشلان و غبيان و ليس من حقهما أن يعتديا عليها فهى لم تجبرهما على شئ لقد ألح كلاهما عليها لتقبلهما فى فريقها و كانا متكاسلان و يظنان أن
حلم المليون سيتحقق بمجرد التمنى دون كد أو تعب !!
ثم أذاق العايق و رفاقه الشابان علقة موت أثر أنفجار فريدة فيهما كانت كفيلة لأن تصرف الشياطين من رأسهما و أن يحملان هذه الشيطانة التى أحضروها معهما و يكوموها فى سيارتهما و كانا يجران أقدامهم فى وهن
و دخلا السيارة ثم هرولا بها من المكان ..
أختفى الشابان بسيارتهما و قد أبتلعهما الظلام و لم يتبق فى المكان غير فريدة و التى أصبحت فى مواجهة العايق و رفاقه ..
أستمر الصمت للحظات مع تبادل النظرات بين فريدة و العايق و تبادلا أيضاً الحوار ولكنه كان حوار ذهنى صامت .. كسرت فريدة حاجز الصمت و التوتر و أبدت أمتنانها للعايق و رفاقه لموقفهم الشهم و ظهورهم فى الوقت المناسب ..
طلب منها العايق أن توجه الشكر فيما بعد للشابان الهاربان و أكد لها أن ظهورهم لم يكن بمحض الصدفة و لكنها صدقت
حقاً بخصوص الوقت المناسب لحسن حظها !
عقدت فريدة حاجبيها و أصاب ملامحها طلاسم الغموض فى حين أحضر حرنوش زجاجة ماء النار من السيارة و ناولها للعايق أمام نظرات فريدة و قد أستشعرت بما تحويه هذه الزجاجة فحاولت الدفاع عن نفسها برفع الصاعق فى وجههم و قد أرتعدت فرائصها من الرعب بما يكفى فى هذا اليوم ..
طمأنها العايق و أكد لها أنه لن يؤذيها رغم أنه تتبعها خصيصاً لتنفيذ ذلك .. لكن بعد أن قام بحمايتها و التصدى للأعتداء عليها تبدد لديه دافع تشويه وجهها و لطمأنتها قام بسكب محتوى الزجاجة على جانب الطريق فنظرت فريدة و هى تتابع فى ذهول ما يفعله ماء النار و هو يذيب كل ما يصل أليه و حمدت الله فى سرها حمداً كثيراًعلى أن هذا السائل لم يلمس جلدها و أثنت على العايق كثيراً لتصديه للشابان و تخليه عن ما كان ينويه فقبل العايق ثنائها و طلب منها
أن تلجأ له فى حين تعرضها لأى تهديدات مستقبلية من قبل هؤلاء الفاشلين أو أمثالهم و أن تعتبره بمثابة صديقاً لها أن قبلت ذلك
فأضطرت فريدة لمجاملته و قالت له بالطبع ثم غادرت موقع الحدث ..
**************************
ترك حازم رسالة حزينة على جروب مثلث القادة تفيد أنه مشغول فى الفترة الراهنة لملازمته لصديقه مازن فى المستشفى الخاص و قد أصبح مازن نزيل بها نتيجة الحادث الذى تعرض له و دخل على أثره فى غيبوبة لا يعلم الأطباء متى سيفيق منها هذا أن ُكتبت له النجاة ..
ما أن قرأ نضال الرسالة حتى قام بالأتصال بحازم لمواساته لكن وجده نضال فى حالة يرثى لها و كان يتحدث و هو محطم الأعصاب حزناً على صديقه .. فأخبره نضال أنه سينتقل له ليكون بجانبه لمؤازرته فى محنته و يقدم له العون قدر أستطاعته فرفض حازم حتى لا يتكبد نضال عناء السفر لكن أصر نضال ..
لم يكتف نضال بذلك بل أتصل بفريدة و أخبرها حتى تتصل بحازم لمواساته بحكم رباط العمل الذى يجمع شملهم لكنه تفاجأ بطلبها .. لقد طلبت منه فريدة أن ترافقه السفر و يذهبان سوياً لتقضية الواجب !
كما طلبت منه فريدة أن كلاً منهما يسافر بسيارته و ستتبعه على الطريق .. عرض عليها نضال أنه لا داعى لسيارتين و واحدة تكفى لقضاء الغرض كانت هذه رغبة فريدة أيضاً على ما يبدو لكنها لم تجرؤ على أبداء ذلك و تمنعت فى بادئ الأمر لكن دون تعصب حتى وافقته على السفر بسيارته ..
قاد نضال سيارته و بجواره فريدة .. طال الصمت فترة و هما على الطريق الصحراوى نظراً لطبيعة شخصيتهما و التى تميل للصمت أكثر , لكن بحكم طباع الأناث قررت أن تتحدث فريدة و تكسر جو السكون لأشغال الوقت و لأشباع فضولها فسألت نضال عن عمق علاقته بحازم و التى لاحظتها يوم الأجتماع الأول و لم يخبرها بمعرفته بحازم فى عيد الميلاد و صارحته أن هذا قد أثار شكوكها ..
ضحك نضال على غير عادته و قد خطف نظرة لها و هو يقود فغضبت فريدة لضحكة نضال و هى تسأله فى أنفعال عن ما يضحك فى كلامها ؟!
فأجابها أنه تعرف على حازم يوم الأجتماع قبل مجيئها بدقائق و لم يسبق له معرفته حتى ذكره حازم و أخبره بعكس ذلك و أنه أجرى معه حواراً صحفياً يوم فوزه بلقب بطل الجمهورية و لهذا كان الفضل فى التألف الذى رأتهم عليه عند مجيئها ثم أبدى أندهاشه لأنها لم تسأله طوال الفترة السابقة
و سائت به الظن طيلة هذا الوقت !
أشارت الى أنها أنخرطت فى مشكلة كبيرة بعد الأجتماع تخص والدتها ثم توالت الأحداث و المؤتمرات و التدريبات الأون لاين مما لم يسنح للفرصة أن تولد لتحدثه بشأن هذا الأمر ..
سألها نضال من باب الأطمئنان عن مدى تطور المشكلة و أمكانية تدخله لحلها فأخبرته أنه قد ولى أمرها و تم حلها .. و ترطبت الأجواء بينهما و أنسجمت الكلمات و تحررت فريدة من تزمتها فى الحديث و نمت رغبتها فى أن تقص على نضال ماحدث معها من العايق و كيف أنقذها من قبضة الهلاك ..
أنزعج نضال و غضب و هو يستنكر هجوم بعض الأعضاء الفاشلين المنحرفين فكرياً عليها لأعتراض طريقها بهذه الهمجية .. أخبرها أن لا بد من موقف يؤخذ لحسم مثل هذه المهاترات .. كانت فريدة تتابع نضال
و هو ثائراً لما حدث معها معلناً رفضه التام لما تعرضت له !
كانت فريدة تنصت له و هى تخفى أحساساً نبت بداخلها و كادت أن تنساه ..
فرحت فريدة كمثل أى بنت عند وجود شخصاً أخر خارج نطاق الأسرة يُبدى خوفه و قلقه من أجلها ..
************************************
عندما وصل نضال و فريدة للمستشفى التى تتولى تقديم العناية لمازن وجد نضال حازم فى أستقباله و الذى تفاجأ بقدوم فريدة و رحب بهما فى أهتمام بالغ ..
داخل أحدى غرف المستشفى كان مازن مستلقياً على السرير و قد غرق فى غيبوبة لا يعلم مداها ألا الله و كان يجلس سعيد و جوزيف فى أحد أركان الغرفة و على مقعد بجوار السرير المستلقى عليه مازن كانت تجلس مروة زوجة مازن بوجه شاحب أثر القلق على زوجها و كان الطفل حمزة أبنه يجلس بجواره على الجانب الأخر ممسكاً بيد مازن و هو يحتضنها ..
حازم قدم نضال و فريدة للحاضرين سريعاً و عرف الجميع ببعضهم ثم جلسوا وكان حازم يشرح لهما ما حدث لمازن و كيف لأحد المنحرفين فكرياً و هو أحد أعضاء الفريق التسويقى لدى مازن و واحداً من الفاشلين الذى لم يتمكن من أنجاز ما تم تكليفه به فوجد أن حلم المليون مجرد سراب و قد تم النصب عليه من قبل مازن لأنه هو الذى أستقطبه و ورطه فى هذه الشجرة !
و حسب مستويات التفكير الموزعة على عقول البشر فقد كان أدناها من نصيب هذا الفاشل الذى قرر أن ينتقم للخمسة ألاف جنيهاً الذى أبتاع بهم أقل باقة و فشل فى حتى تحقيق عمولة لتعويضهم ففعل فعلته الشنعاء هذه بمازن !!
ظهرت غلظة نضال على وجهه لما سمعه و أشتعل الغضب داخل فريدة لأسترجاعها الأحداث المماثلة و التى مرت بها منذ أيام قليلة ..
بينما كانوا يتجاذبون أطراف الحديث جائت طرقات على باب الغرفة ثم دخلت دكتورة نسمة لتطمئن على الوضع الصحى و العام فقدمها حازم لنضال و فريدة فرحبا بها و عندما قدمهما لزوجته أبدت نسمة أعجابها بهما لنشاطهما و طموحهما ثم خاطبت مروة و التى تجلس حزينة صامتة فحاولت طمأنتها ببعض المصطلحات الطبية الغير مفهومة لتقنعها أن الأمل فى أفاقة مازن كبير حسب تشخيص الأطباء الذين يتابعون حالته ..
سادت لحظات صمت قليلة قطعتها نغمة رنين هاتف نضال .. رد نضال فى هدوء لكنه أنزعج من صوت المتصل وهو سيد عصفورة و كان الذعر يغمر صوته !
سأله نضال عن ما أصابه فتلعثم سيد فبدأ نضال يخرج عن هدوئه رويداً رويداً فأخبره سيد أن أحد أقاربه و الذى أجتذبه و أقنعه أن يؤجل عملية الحقن المجهرى لزوجته و بمبلغ العملية يبتاع باقة و ينضم لفريق الثراء ليحقق كل أحلامه و يقوم بأجراء العملية فيما بعد لزوجته فى أفضل مستشفى متخصصة قد فشل فى تحقيق أى عمولات كما أنه خسر مبلغ العملية التى طالما حلما بها هو و زوجته التى أرهقته باللوم لما أرتكب من الهرولة خلف أطماعه و ضياعه لحلمها و عليه فلم يتحمل الرجل تأنيب الضمير و أعترف بتحمله لوزر فقدان المبلغ الذى أدخراه بعد كفاح مضنى و ضياع حلم الأنجاب و عليه فقد ترك رسالة على الواتس لقائده و الذى تسبب فى تورطه , تفيد أنه قرر الأنتحار و التخلص من تحمل ما لا يطيق به صبراً ..
و بعد أن قرأ سيد عصفورة القائد المسئول عن تدريب هذا الرجل رسالته أصابته كلمات الرجل بالهلع و سارع بالأتصال به فى لهفة ليسمع صوته فلم يجيبه لكنه أصطدم بالحقيقة المريرة ليجد الرجل قد نفذ كلماته !
تحول نضال أشبه بصنم لما سمعه من سيد و قد غمرته حالة من الأستياء و رفض هذا الكيان الذى يمثله و الذى يتم تشييده من أحجار كفاح الكادحين !
فريدة سألت نضال و كذلك حازم فور أنتهاء المحادثة ماذا حدث ؟!
لخص لهم نضال فحوى المحادثة فى أسى و عندما تناول الجزء الخاص بالحقن المجهرى و حلم الأنجاب لم يلحظ النظرة المتبادلة بين حازم و زوجته نسمة طبيبة النساء و التوليد و التى تعانى من عقبة الأنجاب فهو ليس على علم بهذا الأمر ليراعى عدم ذكر هذه الجزئية فى حديثه لكنه على علم بقراره الذى حسمه بداية من سماع ما حدث لفريدة من هجوم غوغائى بسبب شركة الأخطبوط مروراً بما حدث لمازن لنفس السبب و نهاية بما حدث
لبلديات سيد لذات السبب أيضاً و هو كيان الأخطبوط و حلم الثراء السريع !
أعلن نضال للحاضرين و هو يخص حازم و فريدة أنه لم ينوى التمادى فى هذه الجرائم التى يتسبب فيها كيان الأخطبوط و أخبرهم أنه قانع جداً بما حققه من ثروة و يكتفى بما وصل أليه و سينفصل عن الكيان ..
لقد كان حازم و فريدة مشحونان هما أيضاً بما يكفى من كيان الأخطبوط لما يشعرون جميعاً بأنهيار أنسانيتهم فى تماديهم فيما هم منساقين خلفه !
لذلك لم يتردد حازم و لا فريدة من تأييد نضال فى قراره و حسمهم هم الثلاثة لأنهاء ممارسة هذا العمل و الذى تحول لفزاعة بدأت فى الأنقلاب عليهم !
أجمع الثلاثة على عدم أستمرارهم فى كيان الأخطبوط و حان وقت الأستيقاظ من غفلتهم و الحفاظ على فتات ما بقى من أنسانيتهم و قرروا الأتصال بمارك لأبلاغ مستر سولى أنهم يعلنون أعتزالهم لهذه اللعبة و لن يرغبون فى العودة لملاعب التسويق الألكترونى مرة أخرى ..
رغم أن الجو العام كان لا يسمح بالدعابة لكن فعلتها نسمة و قالت لنضال و فريدة يبدو أننى حسدتكما على طموحكما و نشاطكما و لكنى أراه حسد محمود فأنا أوافقكم على قراركم و أرحب به ..
كان سعيد و جوزيف يتابعان ما يدور من أحداث و أتخاذ قرارات و كأنهما مسحوران فكان للقرار قوة السحر فى أن يصيب سعيد و جو بالتخبط و الحيرة من حسم قرارهما بخصوص أستمرارهما أو أنفصالهما عن كيان الأحلام ..
كانت سرعة حسم مثلث القادة لقرارهم ناتجة من تراكمات سابقة تورمت فى جوفهم فكانت أشبه بحمم تغلى فى قاع بركان و تستعد للأنطلاق
لتصيب مارك و مستر سولى ..



*************************************
1 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.