maialkhaleel

شارك على مواقع التواصل


#رواية_روز
الفصل السادس
#بقلمي_مي_الخليل
قبل البدء سامحوني على كمية الحزن المخبئة أو الجدير أن أقول الجلية أكثر من اللازم ربما بين سطور هذا الفصل بدءا من العنوان وحتى آخر حروفه ولكن لا حال من الأحوال يدوم وتلك فصول من حياتنا 💌
فاجعة
الهُروبُ من كُلِّ شيءٍ ... الابتِعادُ... التَّخلِّي... رغباتٌ تُراوِدُنا تتَسَلَّلُ إلى قلوبِنا في غفلَةٍ منَّا ، تستَحوِذُ علينا وتَتمَلَّكُنا حينَ نحتاجُ أن نَستسلِمَ ... نعم . نَستَسلِمُ ... ونُسَلِّمُ بأقدارِنا ، ونترُكُ الحُريَّةَ لِلْقدَرِ لِيُسافِرَ بِنا حيثُ يشاءُ ... نترُكُ سفينةَ الحياةِ تُلقي بنا مَرساتَها على الشاطئِ الذي تُريدُ .
آهٍ كم أنا مُتعَبَةٌ مُرهَقةٌ ! أشعرُ بالحزنِ يُمَزِّقُ روحي يُقَطِّعُ أوصالي يُغَيِّبُني عن كُلِّ الدُّنيا ، حزْنٌ لم أشعرْ بهِ من قبلُ ، حِرمانٌ يرمي بي في قعرِ الوجعِ 💔 ، أنا التي اعْتَدْتُ الغيابَ منذُ أبصرتُ الحياةَ ، مُذ لامَسَت روحي أوَّلَ النُّورِ ، كَبُرْتُ وكَبُرَ معي ، لازَمَني كَظِلِّي ، أَحْرَقَ سنينَ عمْري على مهلٍ وأحالَني رماداً ، مالي اليومَ لا أقوى على الاسْتِسلامِ لِلمَزيدِ .
رَحَلَت نور ، ومضَت كَمَن مَضَوا في الغيابِ ، رَحَلَت إلى حيثُ اللَّا عودةِ ، باكِراً تخلَّت عن الحياةِ ، باكِراً سلَّمَت مصيرَها لِلقدَرِ ، لماذا يا نور !؟ ... ما عَهِدْتُكِ يوماً ضعيفةً ، بهذهِ السُّهولَةِ تترُكينَ كُلَّ شيءٍ خلفَكِ وتَرْحَلينَ ، ما ظَنَنْتُكِ يوماً ستَتَخَلَّينَ عنِّي آهٍ نور آهٍ ألسْتِ توءمَ روحي ! ... ألستِ مَخْبأَ أحزاني ! ... ألستِ بيتَ أسراري وشمعةَ أفراحي ! ... ألم تقولي يوماً أنَّكِ مرآتي وأنا مرآتُكِ ! ... أذا عهدُكِ بالوفاءِ ! لا يا نور لن أقوى أن أحتَمِلَ منْكِ كُلَّ هذا الوجعِ .
#بقلمي_مي_الخليل
مضى شهرٌ على رحيلِ نور ، مازلتُ غيرَ مُصَدِّقَةٍ ، في غُرفَتي مُستَلقيةٌ على سريري مُستَسلِمةٌ لِحُزني مُسَلِّمةٌ نفسي للألَمِ يعتَصِرُني ويُمَزِّقُني كيفَ يشاءُ . ، دخلَت جودي تحملُ طبقَ طعامٍ ، وتَرجوني أن أُشارِكَها العشاءَ ..
– روز إنْهَضِي كَفاكِ أرجوكِ إنْهَضِي لنأكُل .
– جودي أنا لست جائعة أرجوكِ لا أُريدُ أن أفعل شيئااً وليست رغبةَ لي في الطَّعامِ .
– روز كفى بحقِّ السَّماءِ إرْحَمِي نفسَكِ ، وإرْحَمِي قلبي الذي ما عادَ يحتَمِلُ .
– جودي أرجوكِ افْهَميني ، أرجوكِ قُوْلي أنِّي في كابوسٍ وسأَصْحو منهُ قُوْلي أنَّ نور ستَدخلُ الآنَ ضاحِكةً مُشرِقةً كعادَتِها ، وسنأكلُ معاً ، وسوفَ تملأُ حياتي فرحاً وبهجةً ، وسوفَ لن ترحلَ أبداً ، قُوْلي أنَّها كِذْبَةٌ أرجوكِ جودي .
– روز أفيقِي اصحِي ، عليكِ أن تتَقبَّلِي الواقِعَ ، إنَّها الحقيقةُ مُرَّةٌ قاسيةٌ صعبةٌ لَكِنَّها حقيقَةٌوعلينا تَقَبُّلَها والتَّعايُشَ معَها ، روز ... أنتِ مؤمِنَةٌ وليسَ من المَعقولِ أن أُذَكِّرَكِ أنَّ الموتَ علينا حَقٌّ وهي سُنَّةُ الكَونِ ، وأنَّ ما تَفعلينَهُ حرامٌ عليكِ ولن يُغيِّرَ في الحَقيقَةِ شيئاً .
حَدَّثْتُها ولا أزالُ مُستسلِمةً لذاكَ الخدرِ الذي سرى في جسدي منذُ ذَلكَ اليومِ ، ، والذي اسْتَنْفذَ قوَّتي وإرادَتي للحياةِ ، حَدَّثْتُها ولا أزالُ مُحدِّقةً في السَّقفِ لا أقوى أن أنظرَ في عينَيها :
-دعيني جودي لو سمحتِ أُريدُ أن أنامَ الآنَ .
– روز بربكِ كفى ، إلى متى ستظلينَ هكذا ؟ستموتينَ روز ستموتينَ حزناً وقهْراً .
– وما نفعُ حياتي وحيدةً ضعيفةً ضائعةً ؟
– ما كانَ عهدي بكِ هكذا يا روز ، لم أرَكِ يوماً بهذا الضَّعفِ والاستسلامِ ، لا روز لَستِ أنتِ التي تستسلمينَ بهذهِ البساطةِ .
- أَشعرُ أنَّ الحياةَ باتَتْ حِملاً ثقيلاً عليَّ يا جودي ، وأوَدُّ لو أَتخلَّصَ منهُ ، آهٍ لو أستَطيعُ التَّخلُّصَ منهُ يا جودي .
أَمسكَت يدي بلُطفٍ وقالَت :
روز أَيُعْقَلُ كُلُّ هذا اليأسِ الذي أنتِ فيهِ ! روز أنتِ لا تَعينَ ما تَقولينَ ، أنا مُتأَكِّدَةٌ من ذَلكَ ، مابكِ حتَّى لا تنظُرينَ إلي ؟ روز كفى انظُرِي هنا أنا معكِ لستِ وحيدةً ، كُلُّنا معكِ تالا صبا وأنا وكُلُّ مَن حولكِ لستِ وحيدةً لستِ وحيدةً ألا تَرَين أنا أمامكِ هنا واجهيني روز أرجوكِ كفى ما عدتُ أحتمِلُ .
قالَت كلماتِها تلكَ وغصَّةٌ حارقةٌ ابتلَعَت حروفَها المرتجِفةِ
– هل تعتقدينَ أنِّي قد أنسى نور ؟ ! ....... ما نسيتُها لحظةًَ ولا فارَقَتْني ذِكراها أبداً ، وهل لِتَقْبَلَ نور ما تَفْعَلْينَهُ بنفسِكِ وبِنا روز ؟ أو لترضى أن نَحْزَنَ عليها كلَّ هذا الحزنِ ؟ كفانا روز إنَّها ليسَت نهايةُ العالمِ ، ولا هي بِآخِرِ محنةٍ ستَمرُّ بِنا ، لو كانَت هنا الآنَ لَآلَمَها حالُكِ بَل ولَنَدِمَت على وصاياها لكِ ولنا ، هل نسيت أنَّهُ ما زالَ أمامَنا حياةً بأكملِها لِنَعيشَها ، وروحً طاهِرةً وقلبً صغيرً بَريئاً وعينانِ ما أبصرَتا النُّورَ بعدُ ، تنتظِرُ مَن سيكونُ عوناً لها ! ؟ لِمَن ستَتْرُكينَها تلكَ الروحُ البريئةُ ؟ وذاكَ القلبُ الغَضُّ الضَّعيفُ مَن سيكونُ قوَّتَهُ ؟ والعينانِ اللَّتانِ لم تبصِرا بعدُ مَن سَيُنيرُ دَرْبَهُما !؟ ألستِ أنتِ مَن أمَّنَتكِ بها وأوصَتكِ بالصَّغيرةِ المسكينةِ !؟ أَم لعلَّكِ أَخَذَكِ الحزنُ ولم تعودي تُفَكِّرين إلا بنفسِكِ !؟ كفى روز بحقِّ السَّماءِ .
نَطقَت كلماتها تلكَ بانفعالٍ شديدٍ ، ودمعتانِ انحدرتا على وجنتَيها هارِبتانِ من حَرِّ جَفْنَيها ، لِأوَّلِ مرَّةٍ تُخاطِبني بهذا الغضبِ المَمْزُوجِ بِحَرْقَةِ الألَمِ ، جرحَتني كلماتُها طَعَنَتْني في صميمِ الرَّوحِ أيقظتني من غيبوبَةٍ أَفْقَدَتْني كُلَّ رغبَةٍ بالحياةِ أَفْقَدَتْني كُلَّ شيءٍ .وأخيراً نظرتُ إليها نظرَةً واحِدةً ، والجُمودُ الذي كَسَا ملامحي منذُ ذَلكَ اليومِ المشؤومِ حينَ فَارَقَتْني رفيقَةُ عمري ، وما كُنتُ قد هَيَأتُ نَفسي لِمِثلِ هذهِ الصَّدْمةِ
–وهل بِوِسْعِنا أن نُهَيِّءَ أنفُسَنا لِلمَوتِ !؟ -
لم أكُن قد ذَرَفتُ دمعةً واحدةً حتَّى تلك اللحظةِ ، فقط صدمةٌ شَلَّتْ حواسي ، بَقِيْتُ لِأيَّامٍ نائمةً بَل غائبةً عن الحياةِ رافِضةً أن أَفْتَحَ عينَي لأرى الوجودَ خالياً منها هي التي ملأت وجودي وجوداً ، صامَّةً أذني عن سماعِ أيِّ كلمةِ عزاءٍ يواسيني بها مَن حولي ، لم أستَطِع أن أَتَقبَّلَ هذا الواقِعَ إطلاقاً ، لازَمتُ البيتَ شهراً كامِلاً ، بَل ما فارَقْتُ السَّريرَ من شدَّةِ الوَهَنِ والإعْياءِ والاستسلامِ لهما ، لم تُفارقني صديقاتي طوالَ تلكَ المُدَّة .. جودي تالا صبا ، وصورةُ نور لم تُفارِق عيني أبداً . ذاكَ الجمودُ الذي لازمَني طويلاً ، والثلجُ الذي جمَّدَ أعصابي ، وأوقفَ سريانَ الدمِ في شراييني بدأَ الآنَ بالذوبانِ شيئاً فشيئاً ، وبدأْتُ أشعرُ بِحرارةٍ تَحْرِقُ عيني بنظرَتي اليتيمةِ إلى جودي التي لا تزالُ تُمْسِكُ بيدي ، وتُحَدِّقُ بي بعدَ ذَلكَ السَّيلِ الجارِفِ من العتَبِ الذي أمطرَتني بهِ منذُ لحظاتٍ مُنتَظِرةً ردَّةَ فعلي ، هي نظرةٌ واحِدةٌ يتيمةٌ التقَت فيها عينانا ما احتمَلتُ بعدَها رؤيةَ حزنِها الذي مزَّقَني ، احتضَنْتُها بِألَمٍ وبَكَينا بَكَينا كإعْصارٍ بَكَينا حتَّى جفَّت الدُّموعُ 😭 حتَّى نَضَبَت آخِرُ قطرةِ ماءٍ في أعيُنِنا ، ما علِمتُ كم بَقِينا على تلكَ الحالِ ، لَكنِّي أدركتُ كم كنتُ بحاجةٍ إلى تلكَ الدُّموعِ ، وكأنَّها كانَت لي شَهْقَةَ الحياةِ بعدَ ذلك الموتِ المريرِ.
#بقلمي_مي_الخليل
حذَّرَها الأطِبَّاءُ من خطورَةِ الإبقاءِ على جَنينِها ، فإمَّا ستخسرَهُ وإمَّا ستخسرُ حياتَها ، قالوا إنَّ قلبَها ضَعيفً ولن يَحتَمِلَ آلَامَ الحَمْلِ والوِلادَةِ ، هي التي انتظرَت هذا الحلُمَ طويلاً ، ومنحَتهُ من عمرِها وصحَّتِها ، وضحَّت بكُلِّ شيءٍ من أجلِهِ .
أصَرَّت ألَّ تَتَخلَّى عن حلمِها ، ولو كلَّفَها ذَلكَ حياتَها وهذا ما حصلَ فِعلاً ، نَصَحْناها جميعاً زوجها حَسَّان وأنا وكل صديقاتنا ، لَكِن دوماً كانَ جوابُها :
كيفَ لي أن أَختارَ حياتي مُقابِلَ حياتِهِ ؟ !
- إنَّها مَشيئةُ اللهِ نور إفْهَمي أرجوكِ .
قلتُ لها مُتَوَّسِلَةً .
– روز أنتِ افْهَميني بربِّكِ لا أستَطيعُ لا أستَطيع ، كيفَ أُضَحِّي بِروحٍ بَريئةٍ لأحيا أنا ، لا قلبي ولا عقلي ولا ضميري يقبلُ كُلُّ كياني يرفضُ روز ماذا أفعَلُ بحقِّ السماءِ ؟ مع يَقيني بإرادَةِ الخالِقِ وإيماني بِمَشيئَتِهِ لن أستطيعَ .
ما استطاعَ أحدٌ منَّا إقناعَها . كانَت بموقفٍ موجعٍ ليسَ بإمكانِ أحدٍ أن يُقَرِّرَ عنها أو يُجبرها .
مضَت أشهرُ الحملِ بصعوباتِها البالِغَةِ التي تزدادُ يوماً بعدَ يومٍ ، وحانَ الموعدُ حيثُ أُجريَت لها عمليةٌ غايةً في الخطورَةِ ، وكانَ الخبرُ المُرتقَبُ الذي ما تمنَّينا سماعَهُ ، ومَن يَرُدُّ القدَرَ !
روز أرجوكِ (إلينا)أمانَتي إلَيكِ ، - دوما تَمَنَّت أن تكونَ لها إبْنَةٌ وتُسَمِّيها (إلينا) كم كانَت تُحِبُّ هذا الاسمَ ، ومُذ عرَفَتْ أنَّها تَحمِلُ في أَحشائِها الأمَلَ الذي انتظَرَتْهُ طويلاً قرَّرَت أن تُطلِقَ عليها هذا الاسمَ - روز أنا لا أثِقُ بأحدٍ غيركِ ، أُمِّي كما تعلَمينَ سافرَت مع أبي ولا أَظُنُّهُم عائدينَ أبداً – حيثُ كانَ والِداها قد سافرا بعدَ زواجِها بِفترَةٍ قَصيرَةٍ ، إذْ بَاعَ والِدَها كُلَّ أمْلاكِهِ وأَنْهى كُلَّ أعمالِهِ في البلَدِ ، وانتقلَ ليُديرَ شَرِكاتِهِ في الخارِجِ ، والتي كانَ ناصِر قد عَمِلَ فيها لِسنواتٍ قبلَ أن يَعودَ إلى البلَدِ ويَلتَحِقَ بالخِدْمَةِ العَسكَريَّةِ -
وحسَّان ليسَ لديهِ مَن يستطيعُ الاعتمادَ عليهِ ، وكذلكَ تَعلَمين ، ووحدَهُ لَن يكونَ قادِراً على الاعتِناءِ بها .
- نور بربِّكِ كفى لا أحتَمِلُ منكِ كُلَّ هذا الاستسلامِ ، تماسَكِي أرجوكِ ، (إلينا) ابنَتُكِ ولن يعتنِي بها سِواكِ ، ستكونينَ بخيرٍ فقَط اصْبِريِ قليلاً وسَتَرَين .
تلكَ كانَت آخِرُ كلِماتِها لي ، لفَظَتْها بحَرقَةٍ من بينِ دمعِها ، من خلْفِ آهاتِها التي تُحاوِلُ كِتمانَها قبلَ أن تَدْخُلَ غُرفَةَ العَمليَّاتِ .
رفَضْتُ أن أُصَدِّقَها ، لم أحتَمِل حُزنَها ، بعْثرْتُ كلماتي دونَ وعيٍ :
نور كَفاكِ لن تستسلِمي لن تضعفِ لن يحدُثَ لكِ مكروهٌ كَفاكِ خوفاً أيَّتُها الجبانةُ .
رحتُ أَستَحْلِفُها وأَتوَسَّلُ لها أن تهدأَ :
نور بِاللَّهِ عليك كفى .
هكذا كانَ آخِرُ لقاءٍ بينَنا صاخِبَ الألَمِ ، رأيتُها كما لم أرَها من قبلُ .. ضعيفةً مُستَسلِمةً واهِنَةَ القِوى مُغمَضةَ العَينَينِ اللَّتينِ ما رأيتُهما قَطُّ غيرَ مُشرِقَتَينِ مُتَألِّقَتَينِ بنورِ الحياةِ تحمِلانِ بهجةَ الدُّنيا حتَّى في عزِّ انكِسارِها وحُزنِها ما رأيتُها مُستَسلِمةً هكذا .
- لا نور ... لستِ أنتِ نور التي أعرِفُها لستِ أنتِ .
حاوَلتُ أن أُواسيها ، وأَشُدُّ على يَدِها ، ولستُ أعلَمُ مَن مِنَّا كانَت أجدَرَ بالرَّأفَةِ والمُواساةِ ؟ هي المُغَيَّبَةُ عن الوجودِ بفعلِ الأدويَةِ والمُخَدِّرِ ، أَم أنا الغارِقَةُ في خوفي وحُزني عليها .
#بقلمي
كانَت أوضاعُ البلَدِ حينَ ذاك تزدادُ سوءاً يوماً بعدَ يومٍ ، وكأنَّ الدُّنيا بأسرِها تآمرَت بكُلِّ ما تَمتَلِكُ من مِحَنٍ وأهوالٍ وأنزلَتْها على قلبي دُفعَةً واحِدةً ، وضعَتها نُصبَ عَيْنَيَّ .، عليَّ أن أحتَمِلَ وحدَتي في غيابِ والِدَي اللذينِ تخلَّيا عنِّي باختيارِهما الغُربةَ على أن يعيشا معي في وطَنٍ اجتمعَ عليهِ الكونُ برُمَّتِهِ وتآمرَ ضِدَّهُ جميعُ مَن في الأرضِ .. عليَّ أن أحتَمِلَ رحيلَ جدَّتي التي رعَتني ، وكانَت الحُضنَ الحنون الذي احتواني عمراً بأكمَلِهِ ، واليومُ غيَّبَها الموتُ ليُضيفَ لأحزاني جرحاً جديداً ، وكأنَّ وحدَتي ويُتمي المُفتَعَل لا يكفيان ليأخُذَ الموتُ جدَّتي ونورُ عينَي ، وما اكتفى بعدُ . وقبلَ أن أفيقَ من فجيعَتي بفُقدانِها ، وأبدأ أحيا من جديد يأتي اليومَ ليُفجِعَني بنور التي رَحَلَت مُحَمِّلةً إيَّايَ أمانةً ما أعلَمُ إن كنتُ قادِرةً على حَمْلِها ، ولا إن كانَ لفتاةٍ مثلي أن تحمِلَها !
خرجَ الطَّ
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.