hindawiorg

شارك على مواقع التواصل

نصل الآن إلى استنتاجٍ مثيرٍ للدهشة وحتميٍّ في الوقت نفسِه. إنه يربط فخامة
هانيبال هاملين بعَصر الطوفان؛ ومن ثَم، بالشيوخ الذين عاشوا حياةً مديدة وازدهروا
قبل حدوث الفيضان. شك علماء الآثار لوقت طويل بأن التشابه بين اسم لحم الخنزير
واسم هاملين أكثر من مجرَّدِ مصادفة. وتمخضت جهود شخصيُدعى « هام » بالإنجليزية
سميث عن اكتشافه بين البقايا الآشورية لحلقة وصل تجعل الصلة واضحة تمام الوضوح.
ورد ذكر حام، ثاني أبناء نوح، في هذه السجلات من نينوى على أنه هامبل هامين؛ ومن ثمَّ
لا يمكن لأي عقل حصيفٍ إلا أن يرى إثبات الجذور البالغة القدم لعضو مجلس الشيوخ
هذا من ولاية مين!
« بوهمي » كلمة «. هامبل هامين مع ما به من إسقربوط، لا بد من إنزاله إلى الشاطئ »
تُستخدم nam Buhmi « نام بوهمي » تشير حرفيٍّا إلى الأرض أو التراب؛ وعبارة Buhmi
عادةً في هذه النقوش بمعنى الوضع داخل الأرض، أو الدفن. ومع ذلك، من الصعب أن
نام » يكون هذا هو المعنى هنا؛ إذ كانت السفينة ما زالت طافية؛ ومن ثَم تصعُب ترجمة
.« إنزاله إلى الشاطئ » بخلاف « بوهمي
لاحظ الدلالة؛ تأرجح السفينة فوق المياه قبالة ساحل ولاية مين في انتظار الرياح
الشمالية الغربية. في حين يوجد سبب يجعل حام المسكين، أو هامبل هامين كما يجب أن
نُطلق عليه، يأسف على عدم قدرته على احتمالِ الرحلات البحرية. فالافتقار إلى الخضراوات
الطازجة، ووجود نظام غذائي واحد معتمد على لحم الصناجة المملَّح، كان له أثره السلبي
على جسد حام المسكين! أثناء عمله جابيًا بأحد موانئ البحر المتوسط قبلَ الطوفان مباشرةً،
اعتاد حام تناول البازلاء الخضراء والهليون اللذين كانا يُرسَلان إليه يوميٍّا من جنة عدن.
لكن الآن ألُغي هذا الامتياز، وأصبحت جنة عدن واقعة تحت هذا المحلول الملحيِّ بأربعين
قامةٍ كاملة. صار كل شيء ملحيٍّا. فأصبح وجهه داكن اللون شاحبًا ومنهكًا. وأصبح
معطفه ذو الذيل متدليًا على بِنية هزيلة. كان يمضُغ الشيروت بكآبة وهو يقف على السطح
العلويِّ للسفينة واضعًا إبهامَيه في جيب صَدريَّته، ويفكر في أن بإمكانه تولِّي منصب
على هذه الأرض لكن لفترة أطولَ قليلًا. بدأت لثَتُه تضعف، وبدأت تظهر عليه أعراض
الإسقربوط؛ ومن ثَم، وبعد نقاشٍ محتدم — إذ إن هامبل يكره دومًا ترك أيِّ مكان سبق
له أن وُجد فيه — أنزله نوح إلى الشاطئ.
لم يصلنا مزيدٌ من الأخبارِ عن هامبل هامين، لكن من المعقول للغاية افتراض أنه
عقب نزوله على الشاطئ الصخري لولاية مين، عاش على أشجارِ التوت حتى تعافىَ بما
يكفي من مرض الإسقربوط، ثم أبحر في اتجاهٍ معاكس للريح في نهر بينوبسكوت على
جذعِ شجرة، وأسس قرية هامدين القديمة، التي أسماها على اسمه، وانتُخب على الفَور
ليتولى منصِبًا عامٍّا.
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.