heebbaa

شارك على مواقع التواصل

المقدمة
حبٌ من قلب الجحيم

المقدمة:

صرخات ملئت المكان لا أحد يهتم وليس هناك من يفكر مجرد تفكير بالأقتراب من غرفة ذلك المريض بجنون العظمة وحب الذات الذي كاد أن ينهي حياة زوجته من شدّة الضرب المبرح.

مرّ وقت ليس بقليل والجميع هنا يمارس حياته بشكل طبيعي فهم معتادون على هذا الوضع فمنذ عدة أعوام وهو على هذا الحال يخترع أي سبب ليصب لجام غضبه على زوجته اليتيمة ذات الأعوام الثمانية عشر التي لم تكتمل بعد وما أن ينتهي حتى يذهب إلى أحضان والدته ليخترع بعض الأكاذيب ليبرر لها سبب تصرفاته تلك.

فدورها تأخذ دور الأم الحنون فتطبطب على كتف ولدها وتقول بحسرة على حاله: لقد ظُلمت يا ولدي بهذا الزواج وأنا من ظلمك عندما اخترتها زوجة لك لهذا أعدك أن أُكفّر عن ذنبي هذا وأختار لك زوجة أخرى تليق بك

رُسمت البهجة على عينيه وقال بصوت يملئه السرور: هل ما تقولينه صحيح يا أمي هل سينتهي عذابي مع تلك البائسة قريباً

هزت الأم رأسها بإيجاب وقالت مطمئنة له: قريباً جداً يا ولدي

༺༺༻༺༻༺༻༺

في مكان ليس ببعيد كانت تلك المسكينة تتألم بصمت من كل موضعٍ في جسدها لتأخذ من أحد زوايا الغرفة ملجأً لها فبينما كانت عينيها العسليتين تدمع كان قلبها يعتصر ألماً وصدرها ينتفض آثر شهقاتها المتتالية أما كفيها كانتا تضم جسدها بقوة لتبث بعض الطمأنينة لنفسها لعلها تنجح في ذلك ذات مرة

طال بقائها على هذا الحال لكثير من الوقت قبل أن يتعالى صوته في أرجاء المنزل وهو ينادي اسمها رؤى...... رؤى.... أين أنتِ أيتها المشاكسة الصغيرة ركضة بسرعة نحو والدها ليحملها ويرفعها عاليا لتختلط خصيلات شعرها الذهبي المتطاير مع أشعة الشمس وصوت ضحكاتها يملئ المكان فها هي ابنة الأربع سنوات ترقص وتتمايل على أنغام صوت والدها ولكن فجأة أسود كل شيء وظهر سرير أبيض يحمل فوقه جسدٍ تكوّن من حبٍ وعطف وحنانٍ وأمان وبجانبه فتاة ذات الثمانية أعوام تبكي بحرقة وهي تقول: والدي أرجوك لا تتركني وحيدة لا أستطيع المضي في هذا الحياة من دونك أرجوك لا تتركني لا تتركني وحيدة، وهنا أيضاً اختفى كل شيء وظهرت الفتاة تحمل حقيبتها المدرسية متجهة نحو باب المنزل لتذهب إلى مدرستها كما كانت معتادة قبل وفاة والدها فأوقفها صوت زوجة عمها أم حازم وهي تقول: إلى أين أنتِ ذاهبة أيتها الفتاة

ردت الأخرى بخوف شديد فهي تعلم جيداً بطش هذه المرأة التي تقف أمامها: أريد أن أذهب إلى المدرسة كما جرت العادة

ابتلعت آخر كلماتها عندما صرخت بوجهها قائلة: اذهبي وأبدلي ملابسك تلك فمن اليوم يجب عليكِ أن تنسي كل تلك الترهات فالدينا أعمال كثيرة لا تحتمل التأخير، أختفى ذلك المشهد كاسابقيه وظهرت ابنة الرابعة عشر عاماً وهي ترتجف خوفاً من تلك التي انقضت عليها واحكمت قبضتها على خصيلات شعرها الذهبية وهي تقول من انتِ لترفضي طلب ابني الهيثم للزواج منكِ أتظنين أن لديك الحق لذلك بعد أن أويتكِ وأطعمتكِ وتعبت على تربيتكِ وتعليمكِ أصول العمل في الأرض وأصول رعاية المواشي بعد أن هجرتكِ تلك الحمقاء التي تدعى والدتكِ يا لكِ من ناكرة للجميل

لا أريد.... لا أريد الزواج من هيثم أني أكرهه، لم تكد تكمل كلامها حتى انهالت عليها أم حازم وابنتها شيماء بالضرب المبرح حتى انهكا جسدها وبعد أن انتهوا أصدرت أم حازم حكمها الذي لا رجوع عنه: يوم الخميس القادم هو يوم زفافك وأي تصرف يصدر عنك لا يروق لي سأجعلك عبرةً لمن يعتبر ومن لا يعتبر.

انتفض جسدها بقوة رهيبة فنظرت حولها نظرة سريعة لتجد نفسها عند تلك الزاوية نفسها وما مرت به ليس إلا أحلاماً من فعل عقلها الباطني تراودها لتذكرها دائماً بجزء من ما مرت به وما عانته وتعانيه مع تلك العائلة الظالمة

༺༺༻༺༺༻༻
3 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.