Enasmhanna

شارك على مواقع التواصل

انتصف الليل شديد البرودة و كان علاء واقفاً أمام باب الكوخ الذي ركنت فداء بجانبه سيارتها .

منزل من هذا؟
وقف بتوتر وارتباك أمام هذا الكوخ الخشبي الشبه متهالك وهو يبدي اندهاشه قبل أن يطرق الباب عدة مرات ولكن ما من مجيب فأخذ بالصراخ العنيف دون أن يجيبه أحد حتى ركل الباب بكل قوته ودخل كالمجانين ولكنه وقف ذاهلاً عندما رأى أنه منزل مهجور قديم جدا تقدم قليلا ودقق النظر فوجد حقيبتها مرمية على الأرض..هدئ من روعه واطمأن على أنها بخير فلربما تعطلت سيارتها أو نفذ وقودها واحتمت بهذا المنزل .

هم بالبحث في أرجاء المكان حتى أتاه ذلك الصوت الناعم ...

-أغلق الباب يا هذا ...ألا ترى أن الريح تشتد !!
-من! ....من هناك ؟!

صار ينظر حوله ليرى من أي اتجاه ظهر حتى عاوده ذلك الصوت مجددا:
-تقتحم منزلي وأنت تصرخ كالمجانين ولكن لا بأس سأسامحك"
-هي أياً كنت ...أظهري نفسك الآن حالا .

فتقدمت اللعبة بخطواتها الصغيرة بابتسامة عابثة لتتعلق بقدم علاء الذي نظر لأسفل عندما لامستها ساقه فازدادت ابتسامة الدمية له ببراءة ، تجمد الدم بعروقه يحدق فيها بذهول و صرخ صوتا يفزع الأموات بقبورهم وبدأ بنفض رجله ويركل في الهواء ف سقط أرضا .

قهقهت اللعبة من تصرفه الأخرق وعاودت الحديث من جديد:
-كم أنت مضحك يا رجل كف عن هذا التهريج الآن لن اؤذيك ،لقد ارتجت معدتي تبا لك .

-لعبة ملعونة لعبة ملعونة لعبة ملعونة ....ابتعدي ابتعدي.

صرخ علاء بها كالمجانين وقد جف الدم بعروقه فلطمته على وجهه بيدها الناعمة لإسكاته.
- اخرس الآن لنتكلم بتعقل "
فصمت ونظر لها ذاهلاً ووضع يده على فمه كيلا يصرخ مجددا وهو ممدد على الأرض يرفع رأسه ينظر لها ببلاهة حتى مشت بخطى بطيئة وقالت : لا تكن جبانا زوجتك كانت أقوى منك .
- ....فداء ...ماذا فعلت بفداء!!
ونهض متحفزا وقد تذكر أن عليه البحث عنها
-لا تقلق هي بخير "

بقي محدقا فيها لزمن طال حتى تقدمت منه مجددا عرفت أنه أهل للثقة لذلك ابتسمت له ببرائه وقالت إن كنت تريد معرفة حكايتي فامسك بيدي وانظر لعيني"

شعر بارتباك طفيف والذهول ما زال يسيطر على كيانه لكن فضوله في معرفة قصتها جعلته بمد أصابعه لتلامس كفها الرقيقة الصغيرة وثبت عينيه على عينيها اللتين تنبضان بالحياة .

ومرة أخرى تعاود عينا الصغيرة البوح بقصتها المأساوية ليرتعد تارة ويحزن تارة أخرى .
أخذته اللعبة برحلة عجيبة حقا وعندما انتهى كل شيء احتل الوجوم تقاسيم وجهه، شعر بما عانته تلك الطفلة لكنها ابتسمت له لطمأنته أن كل شيء سيكون على ما يرام ...

ويعد صمت طال سألها : لكن أين فداء ؟
- أرسلتها لتجلب لي شيئا ....
رفع حاجبا ونظر لتلك الدمية الصغيرة مستفسرا :
-كيف...!! ولكن الى أين أرسلتها ؟؟
-نقلتها عبر التاريخ .
-حسنا متى ستعووووووووو ......نعم!! تاريخ!!؟؟

واستدرك ذلك فاتحا فمه بغباء.

-لا تقلق قلت لك لن تصاب بمكروه ولكن اسمع إن كنت تريد أن تراها لتتأكد فساعدني .
-بماذا ؟طبعا أريد أن أرى زوجتي .
_احملني علاء "

وتعلقت مجددا بساقه تردد قليلا على هذا الوضع الذي لا يحسد عليه ...لم يتخيل بحياته كلها أن يتكلم مع لعبة لا وبل مسحورة كذلك ظن انه تلقى صدمة على رأسه وللحظة تحيل ان هذه البريئة هي اللعبة عروس تشاكي وسيتشاركان قتله وتشريحه!!! نفض الأفكار عن رأسه، حملها وأمرته بالتوجه إلى المكتبة قائلة : ابحث عن كتاب أصفر قديم
-ولكن أغلب هذه الكتب صفراء يا هذه ...
-يا إلهي كم أنت بليد ...لذلك قلت لك ابحث...إن لونه أصفر ليس مصفرا بفعل الزمن ...فكر بعقلك اتفقنا.
وقفزت على أحد الرفوف تبحث بدورها

_لعبة حمقاء" قالها مغتاظا وبدأ بالبحث بين الكتب يفتحها واحدا تلو الأخر حتى فتح كتابا أصفرا ورأى صفحاته محفورة بعمق يتموضع بداخلها مفتاح قديم جدا ...
-أتبحثين عن هذا يا رأس اللعبة "

_ممتاز ...هيا اتبعني " .فانصاع لها غير فاهم لما يجري معه وحملها واضعاً إياها على الأرض من جديد حتى مشت ووصلت إلى المطبخ وأمرته أن يزيح خزانة صغيرة من أمام الحائط ....نفذ طلبها ودقق النظر خلف الخزانة على الحائط فوجد فارقا صغيرا بين ألواح الخشب ، جلب سكينا وبدأ يحاول اقتلاع الألواح حتى أخرج صندوقا فتحه بذلك المفتاح فإذا به يحوي كتابا غلافه أسود مدبوغ بجلد سميك .

-كل هذا البحث لأجل كتاب !!!
كف عن الثرثرة أحضر المرآة المعلقة في الغرفة واتبعني .

جلس بعد أن وضع المرآة الصغيرة على الأرض وجلست اللعبة وفتحت الكتاب الذي كانت هنالك عشرات الصفحات مختفية منه حتى وصلت لهدفها ..تلمست بيدها على كلمات الصفحة وبدأت تتمتم بإلقاء التعويذة فأصبح صوتها مرعبا مخيفا واهتزت الأرض وما عليها وبدأ المصباح العتيق فوق رأسيهما بالوميض فنظر لها علاء وعيناه تزداد اتساعا وقد بدأ يشعر بالرهبة حقا .......

○○○○○○

حل صباح اليوم الرابع أخيرا واستيقظت الفتاتان مع العجوز على صوت قرع الطبول والحراس يجوبون الساحات يصرخ أحدهم مناديا الشعب بأعلى صوت ....

اليوم عند الحادية عشرة صباحا على كل سكان القرية التوجه الى ساحة (بيتشا )

خرجن إلى باب المنزل وهن يسمعن الحراس فابتسمت فداء عند سماعها هذه الأخبار فقد عرفت أن خطتها قد نجحت ولا شك ..
استدارت ناحية كاتا التي تقف خلفها مباشرة وقالت لها :
-اسمعي كاتا الآن بإمكانك الهروب....اقطعي الغابة وابحثي عن قرية تقيمين فيها وابدئي حياة جديدة ونظيفة أفهمت.

-حسنا ...شكرا لك فداء أنت حقا طيبة ولكن أمي !!
-لا عليك أنا بأمان هنا فليكن الله في عونك "
قالتها العجوز لابنتها وهي تمسح دموعها التي بدئت تسيل على وجنتيها المجعدتين فقبلت كاتا والدتها ولملمت حاجاتها بسرعة وركضت من خلف المنزل حتى اختفت بين الأشجار العالية وتوغلت في الغابة .

*****

الشمس تتوسط كبد السماء والآلاف من سكان القرى مجتمعين في ساحة (بلدة بيتشا) حول المصطبة الخشبية الكبيرة ...والجلاد يفرقع أصابعه منتظرا البدء بعمله .

وصلت العربات اللاتي يحملن الخادمات والأعرج وهم منكسين رؤوسهم خائفين مع هتاف السكان الذي بدأ يتعالى للأخذ بالثأر لأرواح بناتهن.

حتى صعد القاضي على المنصة و أصدر الحكم ...

{ اليوم وبتاريخ 2 كانون الثاني 1611 و بأمر من الكونت جورجي حاكم مقاطعة بيتشا الحالي يصدر ما يلي:

- يقطع رأس الخادم الأعرج فيكو.

-تقطع أصابع الخادمات أيلونا جو. ودوركا وتحرقان أحياء....
وعلى من يجد الخادمة الهاربة كاتا ...عليه تسليمها أو التبليغ عنها لتلاقي جرائها العادل .

- ساحرة القصر آنا دافوليا تشنق حتى الموت.

-المعزولة عن الحكم ..اليزابيث باثوري حكم عليها الإمبراطور بالسجن المؤبد بغرفتها وتسد النوافذ والأبواب بالحجارة جزاءا على ما اقترفته يداها }

هلل الجميع بخلاصهم من المجرمين وبدأت عملية الحساب عندما طار رأس الأعرج وتدحرج على الأرض مع رأس الساحرة آنا وربطت الفتاتان على عمود خشبي بعد تقطيع أصابعهن وأضرمت النيران تأكل أجسادهن التي أخذت بالتلوي مع صرخاتهن الخارجة من لهيب الجحيم ، أما فداء فكانت وسط الجمهور ذاهلة لعدم موت الساحرة آنا عندما ظنت نفسها قد قتلتها ....إذن كانت فاقدة للوعي فقط بعد أن ضربتها"

سطع من حقيبتها وهج أخضر شديد قطعت حشود السكان ووقفت بعيدا تفتح الحقيبة فإذا بالكتاب المدبوغ يصدر ذلك الوهج فتحته فرأت على صفحاته شجيرات الغابة العالية التي وقعت فيها عند وصولها إلى هذه القرية..

- هل علي العودة الى هنالك ؟تساءلت قليلا ثم ما لبثت أن عادت أدراجها إلى منزل العجوز ومن خلفه تغلغلت بين الأشجار على نفس الطريق التي حضرت منه حتى وصلت إلى بئر حجري بمنتصف الغابة!!

-ولكنه لم يكن موجودا من قبل! أيعقل أني قد أضعت الطريق ؟ تساءلت و مالت على البئر قليلا فرأت شيئا ما يلمع بالأسفل لم تدري ما هو، تلفتت حولها فإذا بحبل على جانب البئر أخذته وربطت طرفه بالشجرة وأدلت بالحبل إلى الأسفل وبدأت بالنزول ...

وأحدهم قطع الحبل فجأة !!!!!

************
(فداء)

سقطت على الأرض بعد أن قطع الحبل ولمحت إحداهن تختفي في الأعلى نحيلة جدا وشعرها اسود متماوج طويل ، فبدأت بالصراخ فتردد صدى صوتي مرات ومرات وطلبت النجدة ولكن ما من مجيب ، نسيت أمر ذلك الشيء اللامع الذي نزلت لأجله إلى البئر حتى وطئتُ بقدمي عليه وأزحتها فإذا بها قلادة ما، لم أرها بوضوح لأن الظلام كان دامسا بهذا العمق ..وضعتها بحقيبتي وحاولت تسلق الجدار ولكنه كان أملسا جدا والطحالب المتكونة عليه حالت دون

استطاعتي ،كذلك كانت المياه بالبئر قليلة جدا لا تكاد تصل إلى منتصف ساقي تلمست الجدار على أن أرى مخرجا ما حتى أحسست بفجوة ضيقة قليلا ولكنها تسعني اضطررت أن أركع على ركبتي وأحشر نفسي فيها وبدأت بالزحف متوغلة فيها، ظلام كل ما حولي ظلام وأنا أشعر أن هنالك كائنات غريبة تزحف من فوقي ومن تحتي ولكن لا وقت للخوف الآن فالأكسجين بدأ ينفذ وأحسست بتثاقل في تنفسي، بمجهود كبير استطعت تجاوز تلك الأمتار زحفا حتى لاح لي بصيص ضوء خفيف جدا فرحت أزيد من سرعتي وألهث بقوة طالبة الأكسجين ، والفجوة تتسع وأخيرا صعدت على حافة واستطعت الوقوف مرة أخرى وخرجت ..

كنت أقف على شيء صلب والمكان حولي أشبه بماسورة صرف صحي عملاقة تتوزع فتحاتها الكبيرة على الحائطين المتقابلين الممتدين إلى مالا نهاية....
لم استوعب الأمر ! أكان في ذلك العصر هذه الشبكة من المواسير، طبعا لا ؟ بل هل ينتهي البئر عادة بالصرف الصحي ؟ أبعدت تفكيري جانبا فكل الذي يحدث معي ليس عقلانيا أبدا حتى أقف عند هذه النقطة بالتحديد ...

كانت المياه قذرة جدا وتسير في ساقية عريضة وعلى جانبيها ممران حجريان يؤديان إلى بقية المداخل تابعت مسيري وأنا أكاد أختنق من الروائح الكريهة التي تعبق من حولي ولكن مهلا!!!
ما هذا الذي أرتديه الآن ؟؟ ومتى تم الانتقال من جديد ؟لا بد وأني استدرجت إلى هنا !!! إذن ها قد بدأت مهمة جديدة ، جيد على الأقل انتقل بين التاريخ دون مشاكل !

كنت ارتدي بدلة عسكرية مع جزمة سوداء ضخمة لم ألحظهم إلا الآن وحقيبتي ما تزال معلقة على كتفي ضحكت على حظي العاثر وأيقنت أن مهمتي هذه المرة ستكون مخيفة وصعبة، وتابعت مسيري إلى الأمام حتى لاح لي على الطرف المقابل سلم حديدي تسلقته وخرجت عبر فتحة إلى مكان ما، أو سجن !

كنت قد خرجت من فتحة الصرف من الجهة الخلفية للمبنى فسمعت من خلف الجدار أصواتاً لنساء يصرخن و يبكين مع أصوات شتائم بذيئة تخرج من نساء أخريات،
مشيت بهدوء أسترق النظر من خلف المبنى حتى راقبت تلك السجانات يرتدين بزاتهن العسكرية والعلم يتطاير مع نسمات الهواء فوق المبنى المجاور ،

كان الوقت ليلا لذا لم أتبين ماهية العلم ، سرت خلف المباني أحاول إخفاء نفسي فرأيت زقاقا ضيقا دخلت فيه وجلست على الأرض مغلقة عيناي ولم أعد أشعر بشيء بعدها فقد كنت تعبة جدا ...

- جيني ....جيني إيندا استيقظي يا حمقاء "
فتحت عيناي لأرى عسكرية تقف أمامي مباشرة وتسلط ضوء مصباح على وجهي .

-اوه أبعدي ذلك الضوء لقد عميتِ بصري!! "
. ووضعت يدي أمام وجهي لأحجب ضوء المصباح الشديد"

-آسفة هيا تعالي إلى الداخل فالجو بارد جدا هنا" .قالتها وسحبتني من يدي حتى تبعتها وهي مسرعة بمشيتها تثرثر دون توقف ، لم أستطع رؤية وجهها.

-ياا لهي ...كم أنت حمقاء كم مرة قلت لك ألا تغادري المعسكر بهذه الطريقة الغبية ألا تنتظرين وقت الإجازات المسموح بها لتري خطيبك أن انك تريدين منهم أن يكشفوا فرارك المعتاد وبعدها لن تعرفي ماذا ستفعل بك ايرما ...ولن أستطيع حمايتك بعدها..

حقيقة لم أعرف بماذا أجبها ومن هي ايرما تلك فاكتفيت بهز رأسي وهي تقتادني عبر الممرات ، دخلنا غرفة متوسطة الحجم بها سرير بطابقين وخزانة حديدية صغيرة ومكتب حديدي أيضا تتكدس عليه عدة أوراق ..واتجهت الفتاة بعدها مباشرة إلى الخزانة تعبث بها ....نظرت تلقائيا إلى المكتب وجلست على الكرسي أحرك بضع أوراق عليه حتى عادت حاملة كيسا ورقيا بيدها قائلة" لم تأكلي بعد صحيح؟

وقع نظري على ورقة أو خطاب كان متموضعاً أمامي على الطاولة كتب في أعلاه .

( معسكر الاعتقال النازي / رافنسبورغ )

رفعت نظري ببطئ حتى ثبتت عيني على تلك الشارة الحمراء بكتفها....
وشهقت وقد اتسعت عيناي رعبا .

ما بك جيني إلام تنظرين" قالت لي وهي تجلس على الكرسي المقابل وتلوك قطعة خبز ...لا لا شيء أنا تعبة فقط . " وأشحت بنظري بعد أن قرأت على بدلتها اسم (ماريا مندل) وقد ذهلت حقا فهذا آخر مكان أتوقع الحضور إليه ، لا عجب أن أقابل هتلر شخصيا إذن !

بحركة واحدة أطاحت بجميع الأوراق على الأرض ووضعت الخبز والجبن على الطاولة وأكملت تأكل بنهم وشاركتها وانا اشعر بالاختناق مع كل لقمة ألوكها و أنا اختلس النظرات إليها بتوجس .

-خذي هذه قائمة عملك لهذا الأسبوع "

وغادرت بعد أن ناولتني ورقة مكتوب بها

(e3, b6 , f2)

أومأت لها وأسندت رأسي على المكتب وأنا أشعر بصداع شديد .
-يا إلهي لم أتوقع يوما أن أكون حارسة في معسكر اعتقال نازي بألمانيا!!

صراخ النسوة تعالى من جديد مع أصوات إطلاق الرصاص فانتفضت وخرجت مسرعة أستطلع الأمر ، ، كانت العسكريات يحيينني بتلك الاشارة النازية الشهيرة ومنهن من قالت ( يعيش هتلر ) فكان لا بد لي من رد التحية ، قطعت البناء إلى البناء المقابل اتتبع الصوت بين الممرات حتى رأيت مالم أكن أتوقعه في أبشع كوابيسي..

وقفت استند بظهري على الحائط أقاوم رغبتي في التقيؤ وأنا أرى تلك السفاحة التي أمامي تصف السجينات رتلا واحدا و شعور رأسهن محلوقة تماما ، وآثار التعذيب واضحة على تلك الأجساد الهزيلة المشوهة التي لا يسترها سوى القليل من الثياب ، كانت ممسكة بالبندقية تطلق النار بشكل عشوائي عليهن ، الأرض مغرقة بالدماء بشكل مريع والجثث مرمية على الأرض ، وكأنني أشاهد بثا حيا لفيلم رعب !!

أفرغت طلقاتها المجنونة ثم قامت بعض السجانات بحمل الجثث و كدسنها بحاويات جرارة كبيرة ليأتي دور الأخريات اللاتي يصرخن ويعرفن مصيرهن المحتوم ،أغلقت عيني وهممت بالهروب حتى حضرت تلك السفاحة باتجاهي وابتسامة غبية على ثغرها

- جيني ايندا أحرصي كالعادة أن يتم حرقهن بالكامل وصنفي أسماء البقية...

فسرحت بتلك العينين الخارجتين من الجحيم ، قرأت على بدلتهاا ( الحارسة ايرما جريس)

إذن هذه هي إيرما التي حذرتني منها ، أومأت لها برأسي أن فهمت وذهبت باتجاه الحاوية الكبيرة، الحارسات جررن الحاوية وأنا أتبعهن وتوقفنا عند غرفة كبيرة جدا ...أو محرقة كما يسمونها وهنا بدأ الجحيم الحقيقي...

الجثث ترمى بالجملة في المحارق وتلك العاملات كأنهن آلات لا بشراً ، لا يمتلكن ذرة رحمة أو إشفاق واحدة ..

سمعت صوت أنين بين الجثث المتبقية قلت لهن" مهلا هنالك فتاة على قيد الحياة ، نظرت المجندتان إلى بعضهما وأخرجتا الفتاة وقامت إحداهن بغرس سيخ مدبب على جبهتا لتشخص تلك عيناها وتخر صريعة فورا ، قالت الحارسة: نفذ الأمر سيدي " وحيتني مبتسمة، بعدها استأنفتا عملهما في المحرقة بكل تفان ،

فخرجت من المكان مسرعة ولم أعد أحتمل الوقوف أكثر من هذا بين هؤلاء المجانين ...ركضت باتجاه المبنى الذي خرجت منه البارحة أريد الهروب ولكني لم أرى فتحة الصرف الصحي !!!بحثت مطولا ومطولا ولكن دون فائدة فعدت بعدها إلى مهجعي واندسست تحت الغطاء أرتجف ألما وحقدا وقد نسيت كليا أمر أوراق كتاب السحر التي علي إحضارها من هذا المكان وأي أوراق أو سحر ستكونان هنا بهذا الجحيم ؟! .
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.