Qaed

شارك على مواقع التواصل

أصاب رونالد الهلع فدفع بيدة عنة الرجل وقام من مقعدة " ماهذا هل تريدون ان تسرقوني وتقتلوني".
وخرج من الكبينة ينادي على عاملة القطار، فخرجت بنت مراهقة من احدى الكبائن " ياسيد يجب ان
تذهب الى كبينتها..قد لاتسمعك هكذا"، وصارت تنظر الية بقلق واشارت بيدها.."هناك رجال
من الجيش في المطعم".
فصار رونالد يمشى مسرعا اتجاة المطعم ففتح باب المقطورة ودخلها ورائ بعض الرجال جالسين
متفرقون على الطاولات. ولاحظ رجلان يجلسان ينظران الية متسائلان بقلق وصار يتكلمان
بطريقة مواسية غير مباشرة.
فجلس على احدى الطاولات القريبة منهما وجاء الية النادل وطلب قنينة بيرة.
كان رونالد خائفا فسالة احدهما وهو يشرب البيرة وصار ينظر الى قبعتة الكوبوي " مرحبا بك
انت كوبوي؟ تفظل اجلس معنا انا اسمي سيرجي".
كان سيرجي في الخمسين من العمر رجل قصير نحيف ذو عظلات صغيرة وذو شعر اشقر
وعيون زرقاء ويلبس فانيلة وردية وصروال رياضي ازرق. كان تعبا من كثرة الجلوس والتدخين.
شكرة رونالد حيث كان قلقا وهدئ من روعة.
كان يجلس مع سرغي رجل اخر قصير سمين ذو شعر بني وبشرة بيضاء يلبس فانيلة صفراء
" نحن عسكريان في اجازة انا اسمي ايدك هاهاها نرتاح هنا"
رونالد مبتسما " مرحبا بكما انا رونالد من امريكا".
ايدك باهتمام" اخبرنا مذا حصل معك في القطار".
صار رونالد يحكي لهما عن تصرفات الرجال معة في كبينتة فطلب سيرجي من ايدك ان يذهب
ويرى ما الامر. فقام ايدك وهو ثمل ونظر الى رونالد وعرف اين يجلس من خلال ايحات سريعة
وخرج من المطعم.
سرغي " لاتقلق سيد كوبوي..قد يضنك البعض انك رجل روسي وتمزح هاهاها انا من مدينة
كيروف في عطلة ازور بيرم..انا كنت في حرب اوكرانيا وقريبا سوف تكون كلها لنا.
تعلم قلة الرواتب لدينا مشكلة".
وصار ينظر الى رونالد محللا لموقفة في الحرب وفي اي جهة هو.
رونالد " السلام اهم شي..لافائدة من الحرب".
تنفس سيرجي الصعداء وصار يكلمة عن المعارك في الجبهة وكيف انهم قادرون على ان
يذهبوا الى ابعد، الى بولندا.
كان سيرجي مفتخرا من انة عسكري من دولة قوية نووية لها اراضي تاريخية.
صار رونالد يضحك ويتوارى ويتكلم معة في مسائل متنوعة يستخلص آراء سيرجي
في مواضيع فلسفة الحكم و نشائة منذ ايام طفولتة.
اتى ايدك سعيدا ضاحكا وهو ينظر الى سيرجي ثم نظر الى رونالد وصار يطمئنة
" لاتقلق لقد رايتهم. لن يؤذوك وكل حقائبك في امان لقد تكلمت مع عاملة القطار".
سيرجي " ارجوا ان تظل هنا معنا فسوف نصل بعد ساعة ونصف".
صار رونالد سعيدا واستدعى النادل وطلب ان يكتب طلبات سيرجي وايدك ودفع حسابهما
ثم صاروا يتحدثون في مرح ويتناقشون الى ان سمعا صوت قائد القطار في مكبرة الصوت
يعلن عن قرب وصولهم الى بيرم.
فسالاة عن اين سوف يقيم، وقاما وتصافحا متمنيان لة اجازة ورحلة سعيدة.
توجة رونالد الى كبينتة ووجدها خالية ونظر الى حقائبة ووجدهم في اماكنها
وصار يتسائل " اين ذهب الرجال" فسمع اصوات جلبة وضوضاء فلقد كان المسافرون
يتجهزون للخروج، وصاروا يتمشون في الممرات وهم جرون حقائبهم، فانزل حقائبة من
الرف وخرج من كبينتة حيث كان المسافرين مصطفون امام بوابة القاطرة وهم في سعادة
ويتحدثون عن اوقاتهم الممتعة فراى رونالد الرجال الثلاثة عند البوابة ينظرون الية وهم مطأطون
برؤسهم باسف وحزن.
توقف القطار وصارت الضحكات تتعالى وصرخ احدهم " مرحى لقد وصلنا الى بيرم".
فتحت عاملة القطار البوابة وصارت تبتسم للمسافرين وهم يخرجون ببهجة.
كانت موظفة محطة القطار واقفة امام ممر القطار وصارت ترحب بهم " مرحبا بكم
في مدينة بيرم".
كانت محطة القطار مبنى واجهتها شبابيك زجاجية كبيرة تبين جميع طوابقها وكان بها
قاعة كبيرة وكراسي استراحة ومكاتب بيع التذاكر.
صار رونالد يرى الخارج حيث ساحة كبيرة ومواقف سيارات وشارع عام تحيطها الاشجار
الكبيرة فيها محطة باصات. خرج من البوابة واحس بالهواء البارد ورائحة عوادم السيارات
وراى بعض المسافرين يستقبلهم اهاليهم في عناق وشوق.
راى سيارة تاكسي فاشار للسائق فخرج من السيارة وتقدم الية مسرعا " مرحبا..الى اين ياسيد؟".
رونالد وهو ينظر الى الشارع " الى فندق هوليداي".
السائق بحيرة " من اين انت ياسيدي؟"
رونالد مبتسما " طبعا هكذا قبعة من أمريكا".
صار السائق مبتهجا و يحمل حقائبة ويدعوة بتودد بالجلوس وصار يضع الحقائب في الصندوق الخلفي.
كان السائق رجلا سمينا في الاربعين من العمر متوسط الطول ابيض البشرة ذو شعر اسود وعيون بنية،
ويلبس بنطلون ازرق وقميص ابيض.
السائق "هنا توجد محطتين للقطارات رقم واحد واثنين".
وصار يشرح عن المحطة القديمة وصار يشير اليها فهي مبنية سنة 1780 حيث ان امبراطورة
روسيا يكاترينا الثانية امرت بعمل استحداث لمحافظة بيرم وبناء سكك الحديد وبناء مقرات
للدوائر الحكومية حيث انة توجد في المدينة عدد كبير من الابنية القديمة الجميلة.
كانت لسيارة منطلقة بسرعة فاشار السائق لمبنى كنيسة قديمة " انظر الى كاتدرائية بطرس
وبولس التي بنيت عام 1724".
ضحك رونالد سعيدا " عظيم".
صار السائق يتنقل بين الشوارع وصار يحكي لرونالد قصة المدينة حيث انها تاسست عام
1723 امر القيصر بطرس الاكبر مدير مصنع بالتوجة الى سيبيريا والبحث عن مكان لبناء
مصهر للنحاس والفضة فتوجة المدير فاسيلي تاتشيف وانشاء المصهر في منطقة غنية بالنحاس
على مصب نهر صغير يصب في نهر كاما الكبير الملائم لنقل البضائع.
كان رونالد يستمع الية بمتعة " عظيم رائع".
فرائوا بعض الطلاب الافارقة يتمشون في الشارع فضحك السائق وصار يحكي عن الجامعات
والمعاهد في مدينة بيرم ووجود طلاب من دولة كثيرة يدرسون لديهم مبينا ان بيرم مركز تعليمي
واقتصادي كبير للاقليم، فيها مشاريع الصناعات الثقيلة و مصانع تكرير النفط والغاز وصناعة المكائن
والصناعات الكيميائية و صناعة المواد الغذائية. وصار السائق قلقا ولمح لة بانة توجد مصانع
صناعات عسكرية.
السائق " انا في خدمتك اين ماتشاء ان تذهب" وسلمة بطاقتة.
صار رونالد مستمتعا واصابة اللهفة وهو ينظر الى بطاقتة وضعها في جيب سترتة.
وسالة رونالد عن عدد السكان في الاقليم فشرح لة انهم مليون وعدة مئات الالف.
ووصلا الى الفندق مهنئا السائق لة بالوصول متمنيا لة اجازة سعيدة، وصار يخرج الشنط
ويوصلها الى باب الفندق وصار رونالد يحاسبة وودعة.
تقدم الية عامل الفندق مرحبا بة وفتح لة الباب ودخل رونالد في البهو وراى مجموعة سياح
يتحدثون عن المدينة.
كان العامل يحمل الحقائب ودعاة الى مكتب الاستقبال حيث رحب بة الموظف وصار يعمل
اجرات الغرفة فعطاة رونالد بطاقتة البنكية.
عبس الموظف " انها خالية..لايوجد بها شي".
استغرب رونالد " كيف هذا؟".
فكبس الموظف على زر على جهاز دفع البطاقات البنكية فخرجت ورقة التقرير وصار يقرائها
" لسبب ما البطاقة عطلانة" وسلمها لرونالد وصار يقرائها بغضب " انة يجب مراجعة
فرع البنك في المدينة".
وصار رونالد يفكر ونظر في محفظتة ووجد بها فقط مائة دولار فقرر ان يدفع ثمن غرفة
صغيرة كانت بخمسة وثلاثون دولار، وان يترك امتعتة ويذهب الى البنك.
دخل الى غرفتة وصار يصف ملابسة في الخزانة واخرج المأكولات التي اشتراها من محطة
القطار وصار يأكل وهو يفكر حيران وقلق " هل البنك سرقني..ماذا قال الموظف؟ قد سرقوك".
ثم صار يشاهد التلفزيون ورقد على السرير وارتاح و فكر في مجلس ادارة الاقليم للمدينة ونام.
مرت عدة ساعات ونهض وفتح ستارة النافذة وراى ان المساء قد حل فعمل طلبية من مطعم
الفندق، وفتح اللابتوب وصار يتصفح العروض والطلبات وصار يعمل ملفات لبعض الشركات
في هذه الاثناء دخل عامل المطبخ حاملا طلباتة، فصار يرحب بة ويصفها بلطف على الطاولة
الصغيرة. كانت رائحة الطعام شهيا لمشويات وسلطات مع معكرونة وارز.
كان العامل شابا ضخما سمينا في العشرون من العمر ذو شعر اشقر مجعد وعيون خظر
يلبس بنطلون رمادي وقميص ابيض.
اعطاة الفاتورة وصار رونالد يقراءها " سوف ادفعها لاحقا".
ولكن العامل اصر واخبرة من انة توصيات مكتب الاستقبال، فصار رونالد يحاسبة وصار ينظر
الى محفظتة فقد تبقت اربعون دولارا.
صار يفكر " غدا سوف اكون في البنك. لعل هناك خطأ".
صار يتذكر انة كانت فيها مبلغ مائة الف دولار. أكمل عشائة وصار يلبس ونزل من الفندق.
وجد كراسي في حديقة الفندق حيث كانت فتيات يتسكعن بملابس السهرة المثيرة وصارت
يغمزن ويضحكن لة.
جلس ينظر الى محيطة وهو يشعر بالحرج من البنات فهو يشبة شخص روسي فقير.
صار ينظر الى السيارات المارة في الشارع القريب والى السياح وبقى الى وقت متاخر من الليل.
فدخل الى الفندق ودخل غرفتة وصار يشاهد التلفزيون حيث انتهت نشرة الاخبار وابتدت برنامج
مناقشة بين اساتذة جامعات سياسية ومسؤلين في الحكومة لروسية حول حرب اوكرانيا.
صاروا يشرحون كيف انهم جلبوا الحرية لشعوب محافظاتها واقاليمها التي اصبحوا جمهوريات
شعبية مستقلة مسنودة من ناحية موسكو.
صاروا يفخرون بشدة عن عدالة موسكو وقوتها وشهامتها وصاروا يدعون الى تحرير جميع
المحافظات اكثر واكثر فخورين بما حققوة من مكاسب استراتيجية.
صار رونالد يضحك " ان موسكو لها وجة نظرها وتفخر بها..هل كل مواطنونها يظنون هذا؟".
ظل يواصل مشاهدة البرامج فقد صارت اللغة الروسية لدية افظل بسبب الترجمة التي يعملها
وحفظة للكلمات والجمل، وصار يكررها ويفكر في بعض الجمل ونام.
سمع دقات على الباب فنهض من النوم، فنظر الى النافذة حيث شمس الصباح.
" خدمة الغرف..الافطار".
نهض رونالد وفتح الباب للعامل " صباح الخير سيد رونالد" وصار يضع الاطباق على الطاولة
ويحمل الاطباق القديمة. " هل هناك شي للغسيل".
رونالد " اليوم لا" وجلس خلف الطاولة ياكل.
العامل " موظف الاستقبال يبلغك في حال الرغبة في تمديد البقاء ارجوا الدفع قبل الساعة
الثانية عشرة".
شعر رونالد بقلق " حسنا شكرا".
كان الافطار صغيرا ثلاثة بيض مقلي وقطعتين من النقانق وقطع خبز وعلب صغيرة زبدة
ومربى وكوب قهوة وكاس عصير برتقال.
انهى الاكل وهو يفكر بقلق ثم صار يغسل وجهة واسنانة ومشط شعرة ولبس.
خرج من الفندق سريعا فاشار الى تاكسي وطلب منة ان ينقلة الى بنك روسيا.
صار السائق ينظر الية وعرف ان اموالة قد نفذت وصار يشرح لة ان البلاد في اجازة.
اصر رونالد الى الذهاب ووصلا الى البنك " هل انتظرك؟".
صار رونالد محتارا " لا..اذهب".
حاسبة وتوجة الى مبنى البنك كان مبنى كبير ذات طوابق عديدة رمادي اللون مكتوب عليها بحروف
كبيرة على حائطها بنك روسيا.
راى ان الابواب مغلقة فتقدم الية الحارس " سيدي اليوم اجازة والبنك مغلق" واشار بيدة الى اعلان.
رونالد " مرحبا" وصار يقراءها بامتعاض " ماذا.. ويوم آخر".
ضحك الحارس " نعم احتفال يوم روسيا السنوي مع الاجازة الاسبوعية".
وتحدث معة رونالد عن مشكلتة وكان الحارس متفهما وبين لة ان جميع الفروع ستظل مغلقة
وتمنى لة اجازة سعيدة.
صار رونالد يتمشى ويفكر بحزن وقلق " ماذا أفعل لقد اخذ السائق عشرة دولارات وبقى معي
ثلاثون وهي لاتكفي لدفع يوم اضافي" وتذكر ماقالة موظف الاستقبال وهو خارج " اذا لاتدفع
سوف نضع اغراضك خارج الغرفة".
صار يفكر ويتمشى " على كل حال بعد ثلاثة ايام سوف اعرف ماذا حصل مع بطاقتي.. والى
هذا الحين"، وصار يواصل المشي حيث الصباح والشمس المشرقة "ياترى ما العمل..كنت اكون
انا وحقائبي في الشارع بدون ماوى".
شعر بالجوع فتوجة الى احدى محلات البقالة وكان بجوارها كشك لتصريف العملات الجنبية.
فحول الثلاثون دولار الى روبلات ودخل الى البقالة وصار ينظر الى المنتجات على الارفف
واسعارها، " لمدة ثلاثة ايام ماذا اشتري" صار ينظر الى اسعار الاجبان والنقانق والمشروبات.
ابتسمت لة العاملة " آه..اموالك قليلة انصحك بان تشتري خبز ومربى".
كانت البائعة امراة شقراء سمينة تلبس مريول العمل ازرق اللون وتبتسم لة فضحك رونالد
بحرج ثم وافق على الفكرة واشترى معهم قنينة ماء كبيرة.
خرج من البقالة وهو يفكر الى اين يذهب وشعر ان نظرات الناس صارت الية متغيرة
مع لبسة لقبعة الكوبوي.
كان في الطريق اربعة فتيات في العشرون من العمر وصاروا يتوددون الية
فقالت احداهن "تعال امرح معنا..ها انت ذاهب الى زوجتك هاهاها".
ضحك رونالد وهو ينظر الى الارض بخجل وصار يواصل المشي على رصيف الطريق العام
حيث المارة ومواقف الباصات.
كان الكيس في يدة " ياترى من سيظوني لوجلست على احدى الكراسي وصرت اكل".
انعطف الى طريق فرعي فراى النهر الكبير كاما فشعر بالسعادة وقرر ان يمشي اليها.
مرت نصف ساعة وهو يتمشى فراى بعض الشباب وصاروا يمازحونة " أكيد انت قادم
من موسكو هاهاها".
وصل الى الحديقة التي على ضفاف النهر حيث الاشجار الكبيرة والورود والازهار والكراسي
الخشبية الطويلة.
شعر بالسعادة وصار يشم عبير الازهار ورطوبة النهر التي تنعكس عليها اشعة الشمس
فجلس على احدى الكراسي وصار يرتاح من المشي الطويل.
كان في الحديقة مجموعة من الناس يستجممون بسعادة رجال ونساء واطفال.
شعر بالجوع واخرج الخبزة الكبيرة وصب عليها المربى وصار ياكل شاعرا بالاهانة.
اكمل الاكل وصار يشرب الماء فنظر الى النهر وصار يفكر لو انة كان يعيش هنا.
كان الهواء باردة فصار يغلق ازرار جاكيتة حيث كان الناس يمرون من امامة على الطريق
ويتوددون الية بسبب قبعتة الكوبوي.
صار وقت الظهر وصار يشرب الماء وفكر " اين سوف انام لثلاثة ليالي"، وصار ينظر الى
الناس والفتيات وفكر " ماذا لو ظيفني احدهم عندة في بيتة لمدة ثلاثة ايام"، فرائ انهم
يلمحون الى كم سوف يدفع " يالاهي لقد بقيت معي اثنان وعشرون دولار".
ظل جالسا واحس بالم في جسمة من الجلوس الطويل وقام وتمشى وفكر " ثم الى اين؟".
مرت مجموعة من الناس فقالت احدى الفتيات " ارجوك لانتنحر الدنيا جميلة..جميع المشاكل
سوف تحل هاهاها".
شعر رونالد بانة وشعورة صار مكشوفا.."ولكنها لماذا تحدثت هكذا لعلها استهزات".
نزل الى محاذات النهر ولامس المياة بيدة ونزع قبعتة وصار يغسل وجهة ويصب الماء على راسة.
لقد صارت عيناة حمراوتين ثم صعد الى ناحية الكرسي فوجد قطة ذهبية صغيرة عند الكيس فضحك
" ماذا ياقطة هل تشعرين بالجوع..تعالي"، واقترب منها وامسكها بلطف.
فكر رونالد في ان يتصل في زوجتة واخرج هاتفة واتصل نظر ان البطارية مشحونة الى النصف
ظل منتظرا ولم ترد " لعلها مشغولة"، ثم صار ينظر الى القطة واخرج الخبزة من الكيس وصار يقطعها
ويؤكلها وصار يشاهد مجموعة قوارب في النهر ظل جالسا ينظر وقد صار الوقت قريبا من المساء.
صار ياكل الخبز المتبقي ويشرب الماء بخيبة امل.
كان في البارك مجموعة كبيرة من السيارات الراكنة في مواقف السيارات وصار الناس الكثيرون يتجولون.
احس رونالد بان شكلة صار من العموم رجل يائس فقير فقرر معاودة الاتصال في زوجتة
" الو..نعم رونالد..اين انت؟".
رونالد متمالكا نفسة " مرحبا عزيزتي انا الان في مدينة بيرم اجلس على ضفاف نهر كاما
عندي مشكلة ان بطاقتي البنكية لاتعمل والبنك في اجازة..هل ممكن ان تبعثي لي بعض المال".
" آه..رونالد..لقد خسرت كل اموالك في اللهو في روسيا"، وانقطع الخط.
رونالد بغضب " اللعنة..ماذا سوف افعل".
وصار ينظر الى الناس وضنوة مجرم ويريد ان يسرقهم، فقرر الابتعاد عنهم وجلس على الكرسي
اشتد البرد وابتدت تظلم وعرف بانة غير ممكن بالنوم في العراء فقام وصار يتمشى الى الشارع العام.
صار يسال نفسة وهو يشاهد الكثير من البيوت "ماذا لو طرقت باب احدهم ويستظيفني".
صار ينظر الى الابنية ذات الطوابق وتذكر بانة توجد فيها جهاز تدفئة في الممرات، فدخل في بناية
وامسك بجاهز التدفئة الحديدية المعلقة، وشعر بالدفئ وصار ينظر الى السلالم وصار يصعد.
لقد كان في كل طابق شقتين لهما بابين متقابلتين، وفكر " هل اجلس على السلم الى الصباح.
يالاهي رونالد المليونير".
نادى احدهم من خلال الباب " من هناك؟".
بعد برهة اجابة من الباب المقابل " لعلة لص او سفاح".
نزل رونالد وجلس تحت السلم مقابل الباب الرئيسي للبناية فالجو كان دافئا، وصار يهون
على نفسة بانة بعد الغد سيكون البنك مفتوحا.
كان يشعر بالتعب فاستلقى على ظهرة حيث كان الظلال وجزء من نور المصباح يصيب قربة.
سمع صوت الباب ينفتح وبعض السكان يصعدون فاغلق عينية ونام.
مرت عدة ساعات وصحى فجأة فراى امراة مسنة بالقرب منة " ماذا بك هل انت بخير؟".
جلس رونالد متربعا " انا بخير".
كانت المراة في السبعين من العمر سمينة، قصيرة وتلبس ملابس البيت فستان زهري عليها ورود.
صارت تحملق فية وتخمن " هل اصابك مشكلة قد يكون البعض يطاردونك".
هز رونالد راسة نافيا.
المراة العجوز " حسنا..انا لم اعرفك..فلم ارى مثلك في المنطقة..انت ثمل؟..حسنا ارتاح
استلقي الى ان تصحو وتذهب الى بيتك".
وتركتة وصارت تصعد السلالم ببطئ.
كان رونالد يشعر بالجوع وصار يفكر " قد تكون تظنتني متشرد ولكن لاباس".
سمع من على السلم وقع اقدام لشابين " هييي انت اذا عندك مشكلة سوف نتصل بالشرطة".
فكلمتهما المراة العجوز " حسنا اذهبا".
اقتربت منة حاملة صينية فيها ثلاثة أطباق " كل هذا الان..انة اكل لذيذ طازج محضر منذ ساعتين".
شكرها رونالد، كان الطبق الاول فية معكرونة والثاني كرات لحم مقلية والثالث سلطة ملفوف مع جزر.
المراة العجوز " لاخمر..سوف اجلب لك الماء".
صارت تحملق فية حائرة وهي تشك هل هو الكوبوي او شخص آخر.
ثم صعدت بلهفة، وصار رونالد ياكل وصار يتذكر اكلة في الفندق.
كانت المعكرونة لذيذة عليها قطعة زبدة وكرات اللحم فيها فلفل اسود خفيف وورق غار
وصار يجرب السلطة واعجبتة كان مضافا الية الخل والملح والليمون.
في هذه الاثناء كان بعض الناس يدخلون الى الى البناية ويصعدون السلالم فنادى احدهم
" من هناك تحت السلم..لاتجيب..هل كلب".
وواصلوا الصعود. أكمل رونالد الاكل ونام. مرت ساعة واقترب منة رجل عجوز حاملا قنينة ماء.
وصار ينظر الية باستغراب " من؟ هل انت ايفان".
صار رونالد يضحك وابتسم لة " انا رونالد من امريكا".
فاصاب الرجل القلق " يالاهي..اشرب الماء وارتاح الى ان تفوق..هل انت جريح؟".
هز رونالد راسة نافيا.
الرجل " لاتقلق اشرب الماء انة من الفلتر المصفى وتم غلية وتبريدة في الثلاجة".
شكرة رونالد وصار الرجل ياخذ الاطباق التي كانت خالية وصار يصعد السلالم.
صار الوقت متاخرا من الليل فسمع صوت شابين يتكلمان من خارج المبنى " يارجل غدا
صباحا ارحل..او سوف تاتي الشرطة".
ثم سمع يركبان في سيارة وانطلقت.
صار رونالد ينظر الى ساعة يدة " يالاهي..سيكون الصبح قريبا" وصار يلمس بيدة
المدفاءة الحديدة التي تعمل بالماء المسخن وشعر بالدفئ ونام.
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.