FouadHassan880

شارك على مواقع التواصل

المطر كان عم يضرب زجاج المقهى مثل أنغام حزينة…
وكانت ليان قاعدة لحالها، تنظّف الطاولة يلي ما عاد حدا قعد عليها من سنة.
الطاولة يلي كان يختارها آدم دايمًا — بنفس الزاوية، تحت نفس الضوء الخافت.

الناس نسيت قصته، بس هي لأ.
يمكن لأنّها ما قدرت تنسى نظراته، أو يمكن لأنه وعدها بشي… وعد ما تحقق.

"إذا مرّ عام وما نسيتيني… تعي لهون، حتى لو ما كنت هون."

كانت الجملة ترنّ براسها كل ليلة.
واليوم… مرّ عام بالضبط.

فتحت باب المقهى رغم اللافتة الكبيرة يلي كاتبين عليها "مغلق للأبد".
ريحة الغبار والمطر دخلت مع نسمة باردة، والأنوار الخافتة اشتغلت لحالها.

رجفت شوي، بس ضحكت وقالت بصوت واطي:
"أكيد الكهربا بعدها موصولة… عادي، ما في شي يخوّف."

مشت باتجاه الطاولة، إيدها عم ترجف خفيف، وحطت كوب فاضي فوقها.
صوت الكوب وهو لامس الخشب رجّع لها ذكرى صوته.

فجأة…
سمعِت نغمة بيانو ضعيفة جايّة من آخر المقهى — اللحن نفسه يلي كان آدم يعزفه كل ما يجي.

اتجمّدت بمكانها.

"مين هون؟!"

ما حدا جاوب، بس الكوب يلي حطّته… صار يطلع منه بخار.
بخار دافي، مثل نفسٍ حيّ.

حاولت تهرب، بس الباب سكّر لحاله.

وصوت خافت، مألوف، همس وراها:

"وعدتِ تجي… وأنا وفيت."

استدارت ببطء، بس المقهى كان فاضي.

إلا الكوب… يلي صار فيه قهوة.
وسطر بخطّ آدم مكتوب على الطاولة:
"الوعد ما بينكسر… حتى بعد الموت."
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.