كانت ليان ماسكة الكتيّب المبلول بين إيديها، ميّ المطر عم تنقط من أطرافه، والحبر مطموس بمناطق كثيرة.
الغلاف مكتوب عليه بخط قديم:
"مذكّرات مقهى الظلال – للمالك: آدم ن."
قلبت الصفحة الأولى. كانت شبه فاضية، بس فيه جملة صغيرة:
"كل وعد بين اثنين، بيترك ظلّ بعده... إذا نُكث."
قلبت الصفحة التانية، وبدأت الكلمات تظهر ببطء، كأنها تنكتب قدامها بالحبر الحيّ.
"هي ما إجت، وأنا استنيت. الوقت صار غبار، والمكان حفظ النفس الأخير."
انقطعت أنفاسها.
"هي ما إجت؟"
لا يمكن يكون يقصدها… هي أجت فعلاً. بس يمكن — يقصد وعد قديم؟
فجأة، نغمة هاتفها رنّت، رقم غريب على الشاشة، الاسم: آدم.
تجمّدت.
ضغطت على “ردّ”، بس ما طلع صوت.
بعد ثواني، اشتغلت السماعة من حالها، وطلع صوت همس بعيد جدًا، كأنه من أعماق الأرض:
“ما خلّصت القصة… ارجعي للمقهى.”
وقع الكتيّب من إيدها، وانفتحت صفحة جديدة لحالها.
كانت فيها صورة.
صورة إلها… واقفة بنفس المقهى، بنفس الفستان يلي كانت لابسته ليلة وعده.
بس الغريب… إنو التاريخ المطبوع أسفل الصورة كان من سنتين قبل ما تتعرف عليه أصلًا.
ارتجفت ودمعتها نزلت على الورق، فطلعت كلمات كانت مخفية تحت الصورة:
"هي ما عرفِت إنو المقهى مو مكان… هو باب."
سكرت الكتيّب بسرعة، بس لما رفعت راسها… كانت واقفة قدام المراية يلي فيها انعكاسها الغريب.
بس هاي المرة، الانعكاس ما ابتسم.
كان عم يبكي — ووراها بالمرآة، ظهر ظلّ رجل، ماسك كوب قهوة دافي.
صوته طلع من خلفها، بنفس الهمس الهادئ:
“رجعتِ… بس الباب فتح مرتين.”