لما سمعت ليان الجملة الأخيرة — "انتي الوعد… وأنا الظل" —
حسّت كأن كل صوت حولها اختفى، حتى المطر توقّف.
الجو صار ساكن لدرجة إن دقّات قلبها كانت الشي الوحيد الحيّ بالمكان.
مشت خطوة لقدّام، وعيونها علقت بمرآة كبيرة كانت ورا الطاولة، ما كانت منتبهة إلها قبل.
داخل المرآة، شافت المقهى… بس مختلف.
الجدران نظيفة، الأنوار شغّالة، والمكان مليان ناس عم يضحكوا — كأنها رجعت بالزمن.
وبالنص… كان آدم، واقف بنفس الطاولة، مبتسم.
مدت إيدها للمراية، بس قبل ما تلمسها، صارت المراية مثل ميّ تتحرّك بتموّج ناعم.
صوت آدم همس من جوّا:
"الوعد لازم يكتمل… ما في وقت."
سحبتها قوّة خفيفة، وسقطت داخل الضوء.
لما فتحت عيونها، كانت واقفة بنفس المقهى — بس كل شي من حولها مختلف:
اللافتة برا مكتوب عليها “افتتاح المقهى الجديد”.
الناس لابسة ملابس قديمة، والهواء فيه ريحة قهوة حقيقية، مش غبار.
شافت نفسها بالمرآة وراء البار — نفس الوجه، بس العيون مختلفة، فيها شي أكبر، أقدم.
جاء صوت من وراها:
"تأخرتِ سنة كاملة يا ليان."
التفتت. كان آدم، حيّ، واقف قدامها، بنفس الملامح، بنفس النبرة الهادئة.
"آدم… أنا حلمانة؟"
ابتسم بخفّة وقال:
"لا. الحلم خلص… هلق نحنا بالوعد."
وقبل ما تقدر تسأله شو يقصد، سمعِت صوت طرق خفيف على الباب — ثلاث دقات.
نفس الإيقاع.
بس هالمرة، مو من الخارج.
من الداخل.
كل شي تجمّد، ووجه آدم تغيّر — صار شاحب، وصوته نزل درجة:
"إذا فُتح الباب مرة تالتة… ما في عودة."
رفعت نظرها باتجاه الباب، تشوف مين اللي يطرق.
الباب بدأ ينفتح ببطء، والضوء من وراه كان أبيض قوي لدرجة إنها ما شافت شي بعده.
آخر شي سمعته… كان صوته يقول:
"حتى الموت… بيحتاج وعد."