FouadHassan880

شارك على مواقع التواصل

من بعد هديك الليلة، ليان ما عادت تنام طبيعي.

كل ما تسكّر عيونها، بتشوف نفس المشهد: المقهى، الكوب، والعبارة المنقوشة على الخشب.

جرّبت تقنع حالها إنو اللي صار كان وهم، بس الصدى كان أقوى من المنطق.

بالنهار، رجعت على بيتها الصغير، المكان يلي عاشت فيه بعد ما سكّروا المقهى نهائيًا.
جدرانه مليانة صور قديمة، وأغلبها فيها آدم — أو يمكن ظلّه.

فتحت الموبايل لتتلهى شوي، ولما فتحت تطبيق الموسيقى، اشتغل لحالو مقطع بيانو مألوف.
نفس اللحن يلي كان يعزفه بالمقهى.

ضغطت زر الإيقاف… بس اللحن ما وقف.
طلع الصوت من المراية المقابلة إلها.

اقتربت منها ببطء.

"آدم؟"

انعكاسها بالمراية ما كان يتحرك مثلها.
ملامحها هناك عم تبتسم، وهي بالحقيقة واقفة بخوف.

سقط الموبايل من إيدها، وانكسر الزجاج.
من داخل المراية، انكتب بخط باهت:
“ما خلّص الوعد… بعد.”

رجعت خطوة لورا، قلبها عم يدق بسرعة مجنونة.
ركضت تطفي الأنوار، بس كل لمبة كانت تنطفي لحالها قبل ما تلمس الزر.

فجأة… صوت طرق خفيف على الباب.

ثلاث دقات.
ببطء… بنفس الإيقاع يلي كان آدم يعمل فيه بإصبعه على الطاولة وهو عم يستناها.

سكتت.
الهواء صار بارد، وريحة قهوة دافية ملأت الغرفة.

همست بصوت مبحوح:
“إذا كنت هون… احكي.”

ردّ صوت من ورا الباب، خافت كأنه جاي من بعيد جدًا:

“الوعد التاني… بلّش.”

فتحت الباب بسرعة —
وما كان في حدا.

بس على الأرض، كُتيّب قديم مبلول بالمطر، مكتوب عليه:

"مذكّرات مقهى الظلال."
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.