EmanElsherbini

شارك على مواقع التواصل

**رواية حوريه في الجحيم ** **

بقلم إيمان الشربيني

عندما وصلت وضعت حقيبتي في أحد الفنادق وذهبت لمنزلها ،
وصلت بسهولة علي وصف أروي الدقيق
أستقبلتني والدتها بدهشة يبدو أنها رأتني في أحد الصور معها وبعد استيعابها رحبت بي بحفاوه وقالت
_وجهك مألوف أشعر أنني رأيتك كثيراً
إبتسمت
_كان نفس شعوري عندما قابلت فريدة لأول مرة ..أين هي ؟
_في السينما أبناء عمها زياد وسارة
تلاشت إبتسامتي عندما تذكرت حديثها عن زياد العاشق الولهان، تخيلتها تتسكع معة تبتسم لة وربما يلامس يديها فغلي الدم في عروقي
ربتت والدتها علي كفي بإبتسامة مطمأنة
_هي لن تتأخر
جميلة هي ملامح والدتها حانية تحمل الكثير من الطيبة نسخة مكبرة من فريدة الآن أراها عندما نكبر معاً ستكون أكثر جمالاً
سألتها بتوجس
_ هل حدث إرتباط من أي نوع بينهم ؟
أجابت بإبتسامه مطمئنه
_لم يحدث ولكن لماذا أنت قلق هكذا ؟
فتحت لها قلبي وقولت
_قالت أنها وافقت علي الزواج به
عقدت حاجبيها بدهشه وقالت
_عفوا إن أخبرتك بذلك فلماذا أنت هنا الآن !!
_أحبها ولن أسمح لها أن تكون لرجل آخر
_لن أسألك عما حدث بينكم ولكن أنا قلقة علي إبنتي حتي لو قبلت بالزواج بك لن أحتمل أن تعيش بعيداً عني هي إبنتي الوحيدة
_سأفعل كل ماتريدية لن أحرمك منها أبداً لكنني لن أتنازل عنها
_خالد فريدة تحبك ولكنها مجروحة منك كنت أسمعها تبكي ليلاً في غرفتها ..
أنا لا أريد حباً يرهق إبنتي أريد أن أطمئن عليها أنا لن أعيش لها طويلاً
_أعطاك اللة الصحة وطول العمر ياأمي
_أمك!!
_نعم أحببتك قبل أن أراكِ من حديث فريدة عنكِ أتمني أن تقفي بجانبي أنا أحبها أكثر مما تتخيلي
_فقط إن وعدتني أن تكون لها كما تريد
_فريدة صعبة للغاية لكنني سأفعل المستحيل كي أسعدها
أحتضنت يدي بكفيها وقالت
_خالد سأبوح لك بسر وتعدني أن تحافظ عليه
وضعت يدي الأخري علي يدها بقلق
_أعدك
_أنا مريضة وللأسف أكتشفت ذلك في مرحلة متأخرة سأترك فريدة أمانة برقبتك لا تأذيها لا تجرحها كن لها كل عائلتها عدني أنك ستحافظ عليها وتحميها وإن لم تستطيع حمل الأمانة أرجوك أرحل الآن.
_لماذا لم تخبري فريده
_لا أريدها أن تترك دراستها وتتعذب معي سوف أبدأ جلسات العلاج بعد سفرها.. عدني ياخالد
قبلت رأسها وقولت_ أعدك ولن أخلف وعدي مادمت حياً
سمعت صوتها تدخل وقفت عندما رأيت معها ذلك العاشق الوسيم الذي تجهم وجهه عندما نطقت بإسمي وإنسحب بكبرياء من جولة يعلم أنة خاسر بها

******
عندنا من السينما بعدما أمضينا وقتاً ممتعاً
معاً نحن الثلاثة كنت قد إفتقدت تلك الأوقات بشدة ذكرتني بأيام طفولتنا ..
صعد زياد معي عندما قالت والدتة بأن هناك ضيف عندنا منذ ساعة تقريباً دخلنا مباشرة لغرفة الضيوف وكانت صدمتي
حين رأيتة وقعت حقيبتي من يدي
وقولت بصوت خافت _خالد
وقف وقد تجمعت الدموع بعينية
توقف الزمن بنا لا صوت لا حركة لا أحد سوانا فقط
إنسحب زياد ولحقت بة أمي وبقيت أنا وهو
تقدم نحوي وقال
_من أين لك بهذه القسوة أتحملين قلباً مثلنا!!
كيف تبتعدي عني هكذا وأنتِ تعلمين أن روحي معلقة بكِ، كنت أتمزق من دونك
ألا يكفيكي إعتذاري!! تريدين أن تتزوجي من غيري!! أن يكون لأطفالك أب غيري !!كل هذا لتنتقمي مني هل رضيتي غرورك؟
_يكفي يا خالد
مزق قلبي رؤية دموعة فما أصعب أن تري رجلاً يبكي أكمل بنبرة مختنقة
_ حقرتي مني ومن حبي واليوم أتيت لأثبت لك أني أحبك بصدق فهل صدقتي ؟ أم ستجعلينني أركع أمامك أتوسل أن تسامحيني.
مددت يدي أمسح دموعة لأول مرة ألمس وجهة، سقطت مقاومتي وألقيت نفسي بين ذراعية عانقتة أخرجت كل مشاعر إشتياقي ولهفتي وحنيني إليه ؛بكيت بكاءً مكتومً علي صدره
_خالد كنت أموت كل يوم من دونك كان فراقك يحرق قلبي كنت أتعذب مثلك وأكثر .
شعرت بخوفه وتردده في مبادلتي العناق رفع يديه وأنزلها عدة مرات وعندما سمع كلماتي لف ذراعيه بلهفة حولي وضمني حتي إلتصقت بضلوعة؛ هذا ماكان يريده وأطوق أنا شوقاً إليه..
كم بقينا من الوقت هكذا لا أتذكر حتي فتح ذراعيه فجأة وأبعدني نظرت إليه فرأيت بصره شاخصاً خلفي، أستدرت فرأيت أمي تنظر لنا بغضب ،إنتفضت ووقفت بجانبة وقبل أن تتكلم باغتها
ورفع يدية لأعلي وقال
_سأصحح غلطتي وأتزوجها الآن
تحول غضب أمي إلي ضحك فضحكنا معها

**خالد**

عاتبتها بقدر إشتياقي وبكيت لأول مرة في حياتي أمام أمرأة ..لمستها لوجهي كانت بلسم أنساني كل ما مر وعناقها المفاجئ أعاد لي رئتي تنفست من جديد جاءت بي من العدم للوجود
حولتني من حالة غضب لحالة سكون وطمئنينة وحلم،
ترددت أن ألمسها ولكني لم أستطيع إلا مبادلتها عناق أشد ألسقتها بضلوعي كما تمنيت دوماً
أكتفيت بضمها ولم أكتفي منة وأظنني لن أكتفي منه أبداً بعدما وجدت كل هذة الراحة والسكينة كأن به جاذبية نزعت ما بصدري من هموم ،
جلسنا معاً نتحدث بعدما تخطينا صدمة والدتها عندما رأتنا متعانقان بمزحتي تلك ،
أخبرتني أن في طريق الوصول إليها عقبة كبيرة تسمي عمها
قولت بثقة
_ وأنا في أتم الأستعداد لأكثر من ذلك
أستأذنت بالإنصراف وقولت
_خذي لي موعد من عمك غدا فأنا لن أعود إلي باريس إلا وأنتِ زوجتي
رأيت السعادة تملأ عينيها فقولت هامساً
_هل من عناق آخر
فبتسمت بخجل ،
تحدثنا طول الليل لم ننم إلا ساعات قليلة رغم أنني كنت متعب من سفري لكن نشوة الفرح والرجوع إليها أنستني كل شئ ،
تحدثنا عن عمها وطباعة وأخذتُ بعض نصائح للتعامل معة ،وبالطبع لم ننسي أنه من المحتمل أن يرفض زواجنا لأجل زياد ،
ذهبت إليه كأنني عشت معة لسنوات
كان كريماً في ترحيبه بي جلست ولدتها بجواري شعرت أنها داعمة لي
وبعد قليل دخلت فريده متألقة لامعة كالنجمة جذبت كل حواسي سحرتني بإبتسامتها الرقيقة،
لكذتني والدتها في الخفاء
فأدركت أنني تماديت كثيراً في النظر إليها ،تنحنحت وأكملت الحديث عن نفسي
حتي سألني عمها إن وافق علي الزواج هل ستعيش في مصر أم فرنسا ؟
_بالتأكيد في فرنسا
_أنا لا أقبل أن تتزوج إبنة أخي بعيداً عني وعن والدتها
_أنا مقدر شعورك ولكن أعدك أن نقضي أجازة نهاية كل عام هنا ومتي أرادت فريده أن تأتي إليكم لن أمنعها كما يسعدني أن توافق والدتها أن تعيش معنا
_هناك أمر آخر يجب أن تجهز بيت هنا لفريده كما نفعل لأبنائنا
أومأت برأسي موافقاً
_سأشتري لها البيت الذي تختارة
تدخلت والدتها وقالت _عفواً يا أبو زياد ولكن فريدة عندها بيت كبير آخر ماذا ستفعل بكل ذلك
_ بيت راغب الشريف ليس بيت فريده ولا أخي عبد الرحمن رحمه الله
_لكنها سوف ترثني
إنقبض قلبي فجأة ونظرت لفريده أحاول أن استوعب ما قالة عمها الآن هل قال راغب الشريف أم هيئ لي
إنتبهت لحديث عمها وهو يقول
_أريد أن أضمن لها حياة كريمة لا أكثر ولا أقل
قولت
_ وأنا سأضمن لك ذلك وكل ما تريده فريده ملك يديها
_مهرها لا يقل عن ٢مليون جنيه
أدركت الآن أنها محاولة مبطنة لرفضي
نظرت لفريده فوجدت القلق قد غزي ملامحها ..باغته بسؤالي
_هل ستدفع لإبنك مثل هذا المبلغ ؟
_سأدفع إن كان بإستطاعتي
_وإن لم يكن !! ألا تري أن هذا شرطاً تعجيزياً ؟
_علي الإطلاق فريده تستحق أكثر من ذلك

_بالتأكيد تستحق ولو طلبت هذا المبلغ وأنا أعلم أنها بحاجة إليه لن أتأخر عنها لكنه مبالغ فيه
عقد حاجبية وقال _إذاً انت لست موافق
وبدون تفكير قولت بتحدي
_بلي موافق
تحدثت علي إستحياء
_عمي من فضلك إن سمحت لي أنا لا أريد سوي المهر الشرعي كما دفع أبي لوالدتي
أريد أن أؤسس بيتي علي الحب والمودة
لن يوفر لي المال الأمان إن إفتقدتة
_إن تغاضيت عن المهر فلن أقتنع بزواجك خارج مصر يافريده
قولت له بود
_عمي إن قولت لك سوف أستقيل من عملي هناك وأتزوج فريده وأعيش معها هنا هل ستقتنع؟
_بالطبع
_ماذا لو قررنا أنا وفريده السفر بعد الزواج ..هل تستطيع منعنا !!
إبتسم وقال _ أنت محق سأترك لفريده حق الأختيار في هذه المسأله
_أتمني أن يصلني ردك بالقبول في أقرب وقت
خرجت من منزلها في غاية القلق لم أنتظر أن أصل للفندق
أرسلت لها رسالة وأنا في السيارة
_حبيبتي من راغب الشريف الذي تحدثتم عنة ؟

فأجابت _زوج والدتي السابق
يتبع....
1 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.