EmanElsherbini

شارك على مواقع التواصل

الفصل الثالث عشر
رواية حوريه في الجحيم

*** بقلم " إيمان الشربيني "****

رأيت تلك العرافة مجدداً في غرفتي لكن هذه المره كنت مستيقظة وبكامل وعي
إرتجف جسدي عندما رأيتها وقلت بخوف
_كيف دخلتي إلي هنا ؟
ضحكت ضحكة كشفت عن أسنانها الصفراء وقالت _لا يوجد مكان يخلو مني
إزداد خوفي منها تقدمت نحوي أكثر وقالت بهمس يطبق الأنفاس
_أريد المقابل الآن
تسارعت أنفاسي وازدادت نبضات قلبي
_ماذا تريدين؟
أمسكت خصلة من خصلات شعري الطويل وقالت _أريد شعرك الجميل الآن
هززت رأسي بخوف وأحضرت مقصً كان في أغراض أروي
كنت خائفة منها لدرجة أنني لم أوليها ضهري
جلست أرضا وهي ترقبني
وبدأت في قَصة
كانت تتسع إبتسامتها كلما قصصت خصلة حتي إنتهيت منة متساقط بالكامل أمامي، فتحت أروي الباب فجأة وصرخت عندما رأتني علي تلك الحالة، أشحت بنظري عنها لأنظر ناحية العرافة مبررة ما أفعل فكانت صدمتي لم أجدها ،إختفت ، جاء خالد علي صوت أروي يلهث ويسأل عن سبب صراخها
فتفاجئ بما فعلت ، إعتلت الصدمة ملامحة هو الآخر
جلس أمامي وأمسك خصلات شعري المبعثرة بين أصابعة وقال
_لماذا فعلتي هذا ؟
نظرت في أركان الغرفة الأربعة بخوف ولا أعلم بماذا أجيبه
قالت أروي _فريدة نريد إجابة لماذا تجلسين هكذا ؟ ولماذا قصصت شعرك بهذه العشوائية !!

بللت حلقي حتي أستطيع التحدث
_هي من طلبت مني ذلك
نظر خالد وأروي لبعضهم بعدم فهم ،
أمسك خالد يدي بعدما لاحظ إرتجافي وقال بصوت دافئ
_من هي حبيبتي
خفت أن أذكر أسمها فقولت
_هي تلك السيدة التي رأيناها في المطعم
قال خالد بذهول _تقصدين العرافة !!؟
قلت بهذيان _نعم ..هي ذهبت للبحر ماكنت أريد أن أنتحر صدقوني كانت فقط تقودني
كانت هنا الآن..
قصصتة لأجلك أريد أن أحميك صدقني يا خالد
بدي علي أروي عدم التصديق وقالت
_ما هذا الهذيان ما تقوليه لا يصدقة عقل

نظرت لخالد علي أمل أن يصدقني بدت علي وجهه علامات الكرب لكنه رسم علي ثغرة إبتسامة صغيرة وقال
_اصدقك
ثم مسح علي رأسي وهو يكمل
_ولكن لا أريدك أن تجلسي بمفردك أبدا هذه الفتره
هززت رأسي موافقة ،نهض وقال لأروي
_ ساعديها أن تتهيأ سيأتي عدي بعد قليل حتي نذهب لإتمام الزواج
ثم نظر لي
_أحبك
شعرت بتضفق الدم في وجهي وأطرافي أخجلني كثيراً وجود أروي
علم أنني لن أقول شيئ فإبتسم وذهب .

بدأت أستعد بحماس إرتديت أفضل المتاح الآن فلم تجلب لي أروي سوي القليل من الثياب
سمعت صوت سيارة تقف أمام المنزل؛
نظرت من النافذة فإذا به عدي يخرج من السيارة
هبطنا لأسفل ووقفت بجوار خالد وعلي ثغري إبتسامة تلاشت عندما رأيت وجه عدي المتجهم؛
رسم إبتسامة خفيفة أظنها رغم عنه وقال
_كيف حالك يافريدة
_بخير.. وأنت؟
رد باقتضاب وهو يجلس علي الأريكة
_بخير
حثة خالد علي النهوض
_عدي لا وقت للجلوس لا أريد أن نتأخر أمامنا مشوار طويل ،أريد أن نصل قبل إغلاق القنصلية بوقتٍ كافٍ
_لنأجلها للغد
صاح به
_عدي ما هذا البرود
إن لم تأتي معي سأذهب بمفردي
صمت عدي وأسند ذقنه علي قبضة يده
فأمسك خالد يدي وسحبني خلفة
_هيا يافريدة لا أريد أحداً
_خالد والدك لم يكذب فريدة أختك
توقفنا كمن ضربته صاعقة
إرتخت قبضة خالد علي يدي وشعرت بجسدي يتهاوي أرضاً ،لم أفقد وعي ولم يلتفت لي خالد، صرخت أروي وركضت نحوي
تقدم خالد من عدي أمسك به من ثيابه يهزه بعنف
_لعبة جديدة من أبيك كم دفع لك كي تبيع أخيك ؟ أكان الثمن باهظاً أم بعت أخيك بثمن بخس
_إهدئ يا خالد

_كيف أهدئ وأنا أري عائلتي بأكملها ضدي

_خالد أقسم لك أني لم أكذب عليك
هذا ماسمعتة من ..قاطعة خالد مستنكراً

_أصمت لا أريد سماع شئ كلكم كاذبون
أقترب مني وساعدني علي النهوض
وقال بإصرار
_هيا يافريدة سوف نذهب الآن .
لم أكن في كامل آدراكي فكررها
_ فريدة هي بنا
_إلي أين ؟
_سنتزوج الآن رغم أنف الجميع
_ماذا لو..
_مستحيل.. مايقولونه مستحيل ،لا أنا ولا أنتِ نشعر بذلك
سرت معه عدة خطوات كنت فيها مسلوبة الإرادة حتي تسمرت قدماي
_لا أستطيع
_بل تستطيعين
بكيت ويدي معلقة بيدة فجذبني كي أكمل السير ،أمسك عدي يدي وحررني منه
فتلقي من خالد لكمة أسقطته أرضاً
شعرت أن خالد فقد صوابة
قام عدي يترنح فلكمة مرة أخري وبدأت الدماء تسيل من فمة ،صرخنا فزعاً عليه
فنظر لي خالد بيأس وقال
_لماذا تخافين هذا جرح بسيط سيتعافي في يومين.. لكن ماذا عن جرح قلبي أنا ..كم عمراً سيحتاج كي يتعافي؟
ماذا عن روحي الممزقة يافريدة كيف سأُداويها !!

كلماتة مزقتني أكثر كنت أري الدنيا كلها في عيني سوداء تحجرت الدموع في عيني
فقدت رغبتي في كل شئ ،تلاعب القدر بنا بقدر ماأحمل له من حب
أيعقل بعد كل ما عشناه معاً أن تكون هذه نهاية حبنا
أيعقل أن يصبح حبي له معصيه!!
كيف سأتعايش وكل خلية بي تعشقة؟
كيف تتلاعب بنا الأقدار إلي هذا الحد
أنا من صُنت قلبي وأحتفظت به لسنوات حتي أجعلة بين يديه
هل أستطيع أن أقول لخالد كما كنت أقول لزياد
أن رباط الأخوة أقوي من رباط الزواج
لم أستصغها شعرت أنها كريهة إلي قلبي

***خالد ****
جثوت علي ركبتي وصرخت بملئ حنجرتي حتي أزيح ألم صدري
نظرت للسماء
_إرحمني يا الله خذني من هذا العالم لا طاقة لي علي الإحتمال.
لم أنظر إليها همي كان أكبر من أي شئ
فوق إحتمال كل البشر
عانقني عدي وبكي علي حالي
_تبكي ياعدي !!
_تماسك يا خالد أنت أقوي من ذلك
قولت ساخراً
_نعم أنت محق أنا رجل لابد أن أكون قوياً، خالي المشاعر ليس لدي قلب لا يصح إن أتألم
ولا أبكي ولا أصرخ فهذا لا يليق بي

أزحت يده ومشيت نحو البحر وألقيت بجسدي علي الرمال مستسلماً
***فريدة ****
أخذتني أروي إلي أعلي فصعدت معها مستسلمة، وقفت قرب النافذة فرأيتة جالساً دون حراك ؛مرت ساعات علي ذلك الوضع ولم يأتي بدأ القلق ينهشني، نزلت إلي عدي
أخبرتة أن يذهب ويأتي به فالجو شديد البرودة بالخارج فقال
_لا تقلقي سيأتي حينما يهديء.. هذه عادتة عندما يغضب ينعزل عن الأخرين

_لم أجد ما أقوله فتركتة وصعدت
رأيت الحيرة في عيون أروي فسألتها
_مابكِ ياأروي

_أظن أن وجودنا هنا كان لعلة ما
وقد زالت بعدما كشف عدي كل شئ فلا داعي لوجودنا هنا الآن
_كنت أفكر في ذلك أيضاً إجمعي أغراضنا لنرحل
ثباتي كان ظاهرياً فقط لكن كل ما بداخلي كان مهترئً
لا أظن أني سأتعرض في حياتي لصدمة أكبر من هذه
حملت حقيبتي وهبطنا لأسفل؛ إنخلع قلبي عندما رأيته جالساً علي الأريكة واضعاً رأسه بين يديه
أزاحهما عندما سمع خطواتنا، لم يرفع رأسه لينظر لي وقف عدي الجالس بجوارة وقال
_إلي أين تذهبان؟

تركت لأروي الرد _سنذهب للمنزل لا داعي لوجودنا هنا الآن
_حسناً سأوصلكم
سحبت حقيبتي وسرت أمامة نحو الخارج
وبعدما تخطيتة بخطوة
أمسكني من رسغي وقال دون أن ينظر لي
_لا تخبري أمك بشئ أنا لست أخيكِ ولن أكون
ثم ترك يدي وقفت لأستوعب ما قالة
فحثتني أروي علي الذهاب .

مر أسبوعين ولم يحاول أياً منا محادثة الآخر
تحدثت إلي أمي خلال تلك الفترة عدة مرات
كل مرة يزداد قلقي عليها صوتها كان متعب
أخبرتني أنها نزلة برد لا أكثر،
في كل مرة كانت تسألني عنة كنت لا أجد رداً
حتي أخبرتها في آخر مكالمة
أننا أنفصلنا دون راجعة ولا أريد التحدث عن الأسباب ،
وبالتأكيد لم أذهب إلي الجامعة ،أخبرتني أروي أنه لم يذهب هو الآخر ،دخلت في حالة إكتئاب شديدة
لم أكن أمارس عادة أكثر من النوم ،
لاحقتني الكوابيس وأرقت مضجعي أمتنعت عن الطعام عدة أيام
فقدت خلالها بعض الكيلو جرامات مما زاد جسدي نحولاً
وتمر أيامي ولا أعلم نهاية لما أنا فيه

***خالد***
قررت ألا أعود للقصر ولا أري من فية
أخذت شقة صغيرة أعيش فيها بمفردي
كنت أفكر بها طول الوقت،
اشتياقي إليها يرهقني كنت قلقاً عليها وعلي حالتها النفسية التي بالتأكيد أصبحت أسوء من قبل كيف تواجة مخاوفها وحدها
ممَن تستمد الأمان الآن، سحبتني قدماي إلي منزلها ،
أوقفت سيارتي بالقرب منه وجلست علي مقعد في الشارع مقابل لشرفتها عسي أن أراها ولو لحظات
لم يبخل القدر وأرسلها لي؛ كنت أظن أنها تتمشي حتي رأيتها تشير إلي سيارة أجرة وتستقلها
قادني الفضول أن أتبعها، ركبت سيارتي وذهبت خلفها
حتي وصلت إلي مكان غريب أدهشني.. لماذا أتت إلي هنا في (سراديب الموتي)
وما الذي تفعلة ! قررت أن أكتشف بنفسي ماذا تفعل ترجلت من سيارتي وفي الطريق إليها جائني إتصال منها
وقبل أن أتحدث سمعتها تبكي وتصرخ
_خالد أنا خائفة
قولت بلهفة وتلقائية
_حبيبتي لحظة سأكون عندك لا تغلقي الخط
ركضت ناحية السراديب _فريدة أين أنت تحديداً؟
_ مكان كالسرداب مليئ بالجماجم والعظام البشرية
تنفست الصعداء حين رأيتها
_رأيتك
_أين أنت..لم تكمل جملتها حين رأتني، ركضت وأرتمت بين ذراعي ،
ضاق صدري عندما إحتضنتني ومع ذلك طوقتها بذراعي حتي تشعر بالأمان ،لحظات وأبعدتني عنها،
أمسكت يدها وخرجنا من هذا المكان الموحش وجلسنا في السيارة،
لا أعلم كيف تكون مدينة يملؤها النور كاباريس تعج بالحياة ،وتحتفظ تحتها بملايين الجثامين العظمية في سراديب ،
تملكني الخوف عليها ،فمن الواضح أنها لم تكن تعلم أين كانت
سألتها
_لماذا أتيتي إلي هنا ؟
فكشفت عن يدها المجروحة التي تسيل منها الدماء مما زاد صدمتي
_طلبت مني دمائي في هذا المكان من أجلك
_جرحتي نفسك!! أين عقلك يافريدة !!
بكت وقالت
_لم أشعر بنفسي إلا عندما شعرت بالألم وأنا أجرح نفسي لا أعلم كيف أتيت إلي هنا
تمنيت لو إحتضنتها ونزعت كل الآلم والهموم من صدرها ولكن كيف .. لم أشعر بالعجز سوي اليوم ، عاجز عن التخفيف عن من أحب لا أمتلك سوي بعض الكلمات وبعض الأمان الذي إستطعت أن أبثه لها
_فريدة إهدأي الأمر ليس أكثر من تخيلات أنتِ بحاجة لطبيب نفسي

_ أتراني جننت!!

_لا.. أراكِ متعبة نفسياً وهذا أمراً طبيعي ما مر علينا يافريدة لا تتحملة الجبال

قدت السيارة إلي أقرب مشفي حتي أعالج جرحها كان جرحاً سطحياً إحتاج لضمادات فقط،
كنت أسترق النظرات إليها ؛فلم أستطيع النظر في عينيها مباشرتاً كما كنت ،وفي طريق العودة إلي منزلها سألتني
_خالد كيف أتيت بهذه السرعة

_كنت بالقرب من هذا المكان صدفة

أوقفت السيارة أمام المنزل وانتظرت أن تغادر فلم تتحرك كنت أري في عينيها سؤالاً

علمت ماهيتة فأجبتها قبل أن تنطق به

_لا لن أتقبل وإن تظاهرت بذلك وهذا مستحيل سوف تبقي مشاعري تجاهك كما هي بعيداً كل البعد عن مشاعر الأخوة

تركت السيارة بعد إنتهائي من أخر كلمة وأسرعت للداخل

نسيت أن تأخذ أدويتها فأخذتها وصعدت إليها

وجدت باب الشقة مفتوح ويديها تحتضن كفي زياد ذلك العاشق الولهان
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.