EmanElsherbini

شارك على مواقع التواصل

الفصل السادس عشر
رواية حوريه في الجحيم
بقلم /إيمان الشربيني

صباح مشرق يشع بالأمل هوائه معطر بالحب
صباح مختلف عن أي وكل صباح
سوف ألامسه اليوم وأبوح له بكل ما هو كامن في قلبي يأبيَ الخروج إلا في الحلال ،

توقعت أن تأتي والدته اليوم كما أخبرني كنت قلقة من لقاءهما لكن قابلتها أمي بحبور
تعجبت من الود الذي لمحته في حديثهم
طلبت من والدتي أن تسامحها أنها شاركت في بُعد عدي عنها دون علمها لكنها أسندت ذلك لثقتها وقتها في راغب التي لم تكن في محلها
أمسكت والدتي يدها بود وقالت

_تسلم الأيدي التي ربت والقلب الذي حن لطفل لم تُشعِرِيه لثانية أنه ليس إبنك، لم تفرقي بينه وبين فلزة كبدك ليس هناك الكثير مثلك أنا مدينة لكِ بما تبقي من عمري .

بكت فأشارت لي والدتي أن إجلس بجوارها
أطعتها وجلست، نظرت لي بعينيها الباكيتين
فقولت _أرجوكي لا تبكي
قالت والدتي بنبرة لا تقبل الجدال
_فريدة من اليوم نهال هي والدتك الثانية
إحترامك لها من إحترامك لي
نظرت لعدي والسعادة تملئ وجهها ثم أستدارت لي وعانقتني
لأول مرة أشعر بهذا الود بيني وبينها أخرجت بعض الهدايا من الحقائب الكثيره التي أتت بها
من باريس لأجلنا
ومن بينها فستان أبيض ناعم بأكمام ضيقة
مزخرف بالخيوط الذهبية له ذيل طويل قليلاً
أعطتني إياه وقالت
_أشتريته من أشهر بيوت الأذياء خصيصاً لكِ ولا يوجد أنسب من هذا اليوم لترتديه
أعجبني كثيراً نعومتة وشكله الإنسيابي
شكرتها عليه ، في ذلك الحين دلفت رغد بعشوائية كعادتها تحمل حقيبة في يدها وقالت بعفوية

_فريدة أشتريت أدوات مكياج جديدة بدل التي كسرها ذلك الوغد أم..
عقد لسانها فجأة وتحولت وجنتاها للون الأحمر القاني ،تعلقت عيناها بعدي الذي عقد ذراعية علي صدره حين رآها
فسقطت من يدها الحقيبة وقالت بتلعثم

_أسفة علي إقتحامي مجلسكم ما كنت أعلم أن أحداً هنا .
وقف عدي ينظر لها بخبث وقال
_وماذا نفعل بأسفك الآن ؟
ضيقت عيناها له وهمت بالأنصراف
هتفت والدتي
_رغد إنتظري هذا بيتك حبيبتي تأتين وقتما تشائين .
ثم نظرت لعدي وقالت
_سلم علي إبنة خالتك
إعتلت الدهشة ملامحهم وقالوا في نفس اللحظة _إبن خالتي
قالت أمي _ماذا بكم؟
عدي بقتضاب _لا شئ .
يبدو أن هناك شئ ما لا نعرفة وسأعرفة في الحال
ذهبنا لغرفتي كي أستعد مابقي إلا القليل من الوقت مما زاد توتري
سألتها وأنا أرتدي فستاني
ما الذي حدث لك عندما رأيتي عدي ؟
_هو الذي اصطدمت به أمس .
_الوغد!!
أومأت برأسها في خجل
لم أتمالك نفسي من الضحك حتي دمعت عيناي
حثتني علي الأسراع
_هيا سيأتي خالد بعد قليل
وضعت حجابي بطريقة بسيطة ،هتفت رغد وهي تنظر من النافذة
_ لقد أتي يافريدة إنظري
خطف قلبي كعادتة بوسامتة خطواتة الواثقة علي الأرض كأنما يخطوها داخل قلبي التي تسارع نبضاته كأنه سيقفز من صدري؛
ثواني وكنت أخطوا اولي خطواتي أمام فارسي
تعلقت نظراته بي تفحصني من أصبع قدمي حتي رأسي ،تقدم وهمس لي
_تبدين فاتنة الجمال كم أنا محظوظ.
وهم ليطبع قبلة علي جبهتي
فجذبه عدي من ذراعه وقال
_بعد عقد القران من فضلك
نظر له بغيظ وتوعد له وقال من بين أسنانه
_ دقائق فقط ولن تستطيع فتح فمك

*****خالد*****
أعلن قلبي تمردة حين رآها كانت تشبه الأميرات بل كانت كالملكة متربعة علي عرش قلبي قاومت رغبتي في أن أطبق عليها بين ضلوعي
ولكن صبراً أيها العدي أعدك سأنتقم منك
وكان إنتقامي أسرع مما توقع حينما إنتهي الشيخ من آخر كلمة أتم بها زواجنا ؛
أفلتُ يدي من يد عمها وبسرعة البرق كنت أطوقها بذراعي وأدور بها كالفراشة في المكان
أخفت وجهها في عنقي خجلا ،
أنزلتها ببطئ فلم تنظر لي، رفعت رأسها لأري عينيها وجدت وجهها مشتعلاً من الخجل فقلت مداعباً
_يسلملي الخجول
وقفنا نتلقي التهاني ويدي محاوطة لخصرها بتملك، الآن هي ملكيتي الخاصة أمام الله ثم الجميع ،
أطال عدي عناقي ثم ابتعد رأيت الفرحة تملئ عينيه
_بارك الله لكما أخي
_دومت لي سنداً ياعدي
إبتسم وقال بتردد وهو يشير لفريدة التي تتابعنا بعيون دامعة
_أتسمح لي
أومأت له برأسي وعلي عكس ماكنت أتوقع منها أن تمتنع أو تخجل تفاجأت بها ترتمي بأحضانة
أقنعت نفسي أنهم أشقاء حتي لا أتصرف تصرف غير لائق
خفت حدة غيرتي حينما بكيا معاً

وفي لحظة جذبني عدي إليهم فتوقتهم بذراعي
جاء صوت رغد من خلفي
_فريدة لا تبكي حتي لا يفسد مكياجك
تركنا عدي وأستدار لها وقال
_وما دخلك انتي !
_ هي إبنة خالتي وصديقتي الوحيدة
همت بالأنصراف فأوقفتها فريدة
_إنتظري يارغد عدي لا يقصد مضايقتك
إسترسل عدي
_أتركيها يافريدة فأنا لم أري فتاة بهذا الغرور تتصرف كأنها أجمل فتاة بالعالم
ضحكت له بستفزاز
_أنا لم أقل ذلك وكونك تري ذلك بي فهي مشكلتك أنت.
همست لفريدة بعيداً عن ذلك المشاكسين
_ما رأيك أن نهرب
أمسكت يدي بدون تردد
_لنفعلها
ماهذا الجنون فعلت اليوم مالم أتوقعه منها وتمنيت المزيد
ركضنا للخارج حيث السيارة التي بإنتظارنا
مع السائق وحارس والدي الشخصي
وإنطلقنا
حين وصلنا للمكان الذي أختاره أبي رأيت علامات عدم الرضا علي وجه فريدة
علمت في نفسي أنها لا تحب تلك الأماكن المزدحمة والموسيقي الصاخبة
جلسنا علي أريكة تتسع لشخصين فقط
وسألتها _ماذا تشربين ؟
أمسكت القائمة تتفحصها ثم أغلقتها بضيق ووضعتها علي الطاولة
_ما بكِ حبيبتي
قالت بتردد
_أنا حقاً لا أريد أفساد سهرتنا لاكن هذا المكان به خمور وانا لا أريد الإحتفال بشئ مقدس في مكان مثل هذا
إبتسمت لها _وأنا أيضا
_حقاً يعني لن تتضايق ؟
وقفت وجذبت يدها _بالتأكيد لا هيا بنا
خرجنا من المكان وسألتها
_ أين تريد أميرتي أن تذهب
فقالت بحماس
_مركب في النيل أنا وإنت فقط
تحمست أن أيضاً وأمرت السائق أن يذهب إلي حيث تريد وعندما وصلنا
هم الحارس أن يأتي معنا فأوقفتة بحزم
_إنتظر في السيارة حتي عودتنا
أومأ برأسة ثم أنصرف
توجهنا نحو المركب فلم تستطيع السير علي الجسر الخشبي المؤدي لها بسبب ذيل فستانها فحانت لحظة تدخلي، وضعت يدي تحت ساقيها وحملتها شهقت من المفاجأة
_خالد ماذا تفعل أيها المجنون !!
قلت بخبث ستتعثري حبيبتي وتسقطين في الماء ، سمعت صوت شاذ من خلفي يقول
_هل أُساعدك في حملها
أستدرت له فأمسكت وجهي متوسلة إلا التفت
_خالد أرجوك دعك منه لا أريد لشئ أن يفسد هذا اليوم

خضعت لرغبتها كفانا مامضي من ألآم أنزلتها برفق تحدث ذلك الوغد بكلمات غير لائقة مرة أخري
فخلعت سترتي وألقيتها أرضا وعدت إليه
لم أبالي بتوسلاتها جذبتة من تلابيبة سددت إلية اللكمات حتي سقط أرضاً لقنتة درساً لن ينساة ثم عدت إليها
صرخت بي
_ماذا لو فعل لك شئ أنت لا تعرف هؤلاء المتشردين
لازال يتملكني الغضب لم أحتمل كلماتها فهتفت بها
_يكفي أنتِ تريني أمامك رجلاً يستطيع حمايتك أم ديوث لا يغار علي عرضة !!

ذكية هي دائما قادرة علي إمتصاص غضبي في ثواني
ثلاث كلمات وإبتسامة حولت ثورة غضبي لهدوء وسكينة
_رجلاً تملأ عيني
بدأت المركب بالتحرك
ساد الصمت بيننا لدقائق حتي وجدت يدها تتسلل إلي يدي فابتسمت
همست لها _ما عادت تكفيني تلك اللمسات
وقبل أن تتكلم حبست أنفاسها في صدري كانت صغيرة مخطوفة
وعندما إبتعدت لأترك الهواء يداعب رئتيها كانت أنفاسها سريعة متقطعة عيناها مثبتة علي يديها المنعقدتين
قالت بهمس
_ما الذي فعلتة ؟
_إذاً أنتِ لا تعلمين مافعلت؟
وقبل أن أكررها مرة ثانية وقفت تنظر لمياه النيل وولتني ظهرها ،
أعلن قلبي تمردة وأبت نفسي أن أتركها بعيدة

أقتربت منها وطوقت خصرها بذراعي شعرت بارتجافتها أرادت أن تتفلت
فمنعتها وأسندت ذقني علي كتفها
همست في أذنها
_أنتي زوجتي الآن يحق لي كل شئ
_ليس كل شيء
_ياإلهي ولما لا!!!
_ لا تتوهم.. لن يحدث ما في رأسك قبل الزفاف هذه عاداتنا
_عادات عقيمة.. لماذا تصعبون الأمور هكذا في فرنسا الأمر أبسط من ذلك لا يشترط أن يحدث زواج كي يكون بينهم علاقة .

فكت يداي عنها ونظرت لي بضيق وإبتعدت تغير وجهها للنقيض
_ماذا حدث يافريدة!!
قالت وهي تنظر للجهة الأخري
_لاشيء
_إذاً لماذا لا تنظرين لي !
جن جنوني وأنا لا أعلم ماذا فعلت حتي تتحول هكذا ،أدرت وجهها لي

_أخبريني الآن لماذا تضايقتي هكذا ؟

أزاحت يدي ووقفت مرة أخري كما كانت
أتي صوتها مختنق بعد فترة وقالت

_هل هذا إعتراف منك أنك قمت بالعديد من العلاقات؟

لم أتمالك نفسي من الضحك حتي نظرت لي بغيظ وقفت أمامها ولازلت أضحك

_حبيبتي أنتط تغارين ..يالا سعادتي

نظرت لي بحنق وقبل أن تلتفت

جذبتها من رثغها _حبيبتي ليس من حقك أن تحاسبيني علي شيء فعلتة قبل أن تدخلي حياتي

أشاحت ببصرها بعيداً فأكملت
_هل لي أن أخبرك سراً
هزت رأسها فقط دون رد
فهمست في أذنها
_أقسم لكِ أنني لم أضاجع أمرأة في حياتي
لم ترفع عينها في عيني وأخفت وجهها في صدري
أكاد أري إبتسامتها وتورد وجنتيها
رفعتُ وجهها بأناملي
وبعدما رأيت لمعة عينيها ونظرات الشغف التي تملؤها

لم أتمالك نفسي ثانياً لكن هذة المره لم تكن علي غفلة منها كانت الأروع علي الإطلاق أثق أنها شعرت بما أشعر به الآن ،
إبتعدت عنها قليلاً لعلمي أن إستسلامي لها لن يزيدني إلا تهورا ولن تسرها نتائجة
ألهيت نفسي بإلتقاط بعض الصور وإرسالها لأصدقائنا في باريس فهب علينا وابل من التهاني،
شردت قليلاً في منظر المياه فشعرت بها تحتضن ذراعي قولت
_ما رأيك أن نعجل بحفل الزفاف قبل أن نعود معاً إلي باريس
_ كما تشاء حبيبي
كنت أسعد رجل بالعالم حين سمعت تلك الكلمات
_خالد ماذا عن أمي؟
_سأجهز بيتاً بعيد عن القصر ونعيش معنا فيه
_أتمني ذلك لكن لا أعتقد أنها ستوافق
_ثقي بأنها لن تفارق عدي بعد الآن سأجعلة يقنعها بالسفر معنا
إبتسمت حبيبتي بإرتياح
قررنا العودة فقد تأخر الوقت كثيراً وأصبح الجو بارداً علي حوريتي
****
تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن لم أعلم جدية هذه المقولة أكثر من اليوم
بعد يوم سعيد كان هو الأسعد علي الإطلاق في حياتي
لم يمنحنا القدر فرصة كي نكمل مابدأناه
تبين أنه غير مقدر لي السعادة أبداً،
حياتي مثل السفينة تسير في بحر من الأحزان لاتشرق عليه الشمس سوي لحظات، منذ متي تسير الأمور كما أردنا،
عند نزولنا من المركب بنفس الطريقة التي صعدت بها محمولة بين ذراعيه تفاجأنا بنفس الشخص الذي ضربه خالد ومعه ثلاث رجال
يحملون أسلحة بيضاء واحداً منهم تقدم ومد يدية لخالد بوقاحة في إشارة منه أن يحملني
ركله خالد فألقاه علي ظهره
أنزلني ووقف أمامي يهتف بذلك الذي ضربة من قبل
_إن كنت رجلاً لماذا لا تواجهني وحدك
أم ستجري مثل الجرزان كالمرة الماضية،
هجم علية الثلاثة إثنان منهم قيدوا ذراعية والثالث يكيل له اللكمات ،
إرتعدت جميع أوصالي وتسمرت في مكاني لا أقوي علي الحراك كنت أبكي أصرخ بهم هؤلاء الوحوش ،
أمسكني ذلك الوغد من خصري فصرخت ودفعتة بعيداً
تملص خالد منهم وسحب ذلك الوغد بعيداً عني
كان والأسد الثائر بينهم لكن عددهم غلب شجاعتة ،بدأت قوتة تستنزف هتف بي عدة مرات
_أهربي يافريدة
_لن أتركك يا خالد
رأيت حجراً أسفل قدمي فأخذتة وقذفت نحو واحداً منهم فأصاب رأسة
أقترب مني والنيران تتطاير من عينية ؛
لطمني علي وجهي فسقط أرضا أقترب مني ذلك الحقير ينظر لي نظرات مقذذة أمسك فستاني يحاول تمزيقة ؛فجأة أنطلق صوتي وصرخت صرخات متالية
دوت مسامعها في الأرجاء تفلت خالد منهم
وأزاحة بعيداً عني وساعدني علي النهوض فرايت وجهه الملئ بالدماء
كانت لحظة وأنتهي كل شئ طعن أحدهم خالد في بطنة ،سالت دماءة علي فستاني الأبيض
أحتضنتة وسقطنا معاً صرخت من أعماق قلبي حسرةً وألم صدرت مني صرخات مذقت أحشاء السكون ، أتي الحارس علي صوت صراخي أطلق النار عليهم أصاب واحداً وفر الباقين
تشبثت بة كأنني سأفارقة للأبد
تحقق الحلم الآن وها هو غارق في دمائة التي صبغت فستاني الأبيض.
0 تصويتات

اترك تعليق

التعليقات

اكتب وانشر كتبك ورواياتك الأصلية الأن ، من هنا.